تفاصيل الخبر

الفنان محمد صبحي: أردنا من خلال برنامج «مفيش مشكلة خالص» تجديد شبكة عين المشاهد على هذه النوعية من الأعمال!

05/02/2016
الفنان محمد صبحي: أردنا من خلال برنامج «مفيش مشكلة خالص» تجديد شبكة عين المشاهد على هذه النوعية من الأعمال!

الفنان محمد صبحي: أردنا من خلال برنامج «مفيش مشكلة خالص» تجديد شبكة عين المشاهد على هذه النوعية من الأعمال!

22تحمل على عاتقه مسؤولية رسالته كمواطن قبل أن يكون فناناً، وانغمس في الفن بإخلاص لسنوات طويلة قدم فيها أرشيفاً قيماً ومصدراً للفخر، ولكنه في سنواته الأخيرة انشغل بمبادراته الخيرية والتنموية التي أخذته من الفن وقربته من السياسة.. ثم فاجأ الجميع بجمع التمثيل والتقديم التلفزيوني في تجربة واحدة حملت رسالة ملخصة بـ<مفيش مشكلة خالص>، ليسخر النجم الكبير محمد صبحي من الواقع الحالي، ويفتح النار على كل خطأ، ويكشف المستور، ويصبح البرنامج جرس إنذار للتنبيه من الخطر الذي يحيط بالمجتمع والدولة، وتحذيراً للحكومة والإدارة السياسية بضرورة التحرك وبسرعة. ولقد أثبت أن برنامجه يهاجم دون تشويه، ويدافع دون تطبيل، خصوصاً أن صبحي يرى أن هذا هو دور الإعلام الحقيقي الذي يبحث عنه الناس والذي ينتقد ليبني.

وبدأنا اللقاء معه بالسؤال:

ــ ما سبب اختيارك لعنوان <مفيش مشكلة خالص> للبرنامج؟

- عندما تم الإعلان عن اسم البرنامج تلقيت سيلاً من الانتقادات من جانب بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والذين ينتقدون كل شيء، وعندما خرج البرنامج إلى النور اتهموه بالتطبيل للحكومة، كما هاجموني وقالوا إنني سقطت في نظرهم، ومن جهة اخرى وجدت الذين يحبونني يطالبونني بالتراجع عن تقديم البرنامج وبالابتعاد عن <سي بي سي> طارحين عليّ عدداً من الأسئلة عن القناة وعن سبب اختياري لها دون القنوات الأخرى، وحاولوا بذل كل ما في وسعهم لثنيّ عن العمل في هذه القناة.

رسالة للفاسدين

ــ وكيف كانت ردة فعلك؟

- ضحكت علـــــى هـــــذه التعليقـــــات لأنــــه وبكل بساطة عندما فكرت في تقديم برنامج كانت لدي رسالة أريد إيصالها.. أردت أن أقول لا يمكن لفاسد أن ينتقد فاسداً، ولا يمكن لفاسدين أن يطيحوا بفاسدين.. هل نحن جيدون؟ هل نحن ملائكة؟ وكان هذا التساؤل هو الرسالة التي أود إرسالها للناس.. فكثير من الإعلاميين تجدهم يقولون إننا شعب عظيم وعبقري، وأنا أقول إلى متى سنظل نردد هذا الكلام؟ أنا أرى أن الشعب يكون عظيماً في مواقف جماعية أو إحساس جماعي، وعندما يُوصف بالعظيم يكون سلوكه جيداً، فهل سلوكنا جيد حتى نصل لهذا التوصيف، ومن هنا يأتي دور البرنامج الذي يهتم بتناول المشاكل الخاصة بنا، وعلى سبيل المثال عندما طرحنا مشكلة التعليم تحدثنا في جزء كبير من الحلقة عن الأسرة والطالب والمعلم لما لهم من دور كبير، وتحدثنا عن الدولة التي تطلق التصريحات نفسها منذ 60 عاماً.. انتقدنا الدولة ووجهنا لها رسالة بأنها لا تفعل شيئاً، وكما للدولة دور فلا بد أن يكون لنا دور أيضاً، وهذا ما أريد أن يدركه المشاهدون.

ــ عُرض عليك تقديم برامج تلفزيونية عشرات المرات ولم تفعل.. ما كانت دوافعك لتقديم هذا البرنامج الآن؟

- على مدى السنوات الست الماضية وحتى قبل الثورة تلقيت عروضاً كثيرة لتقديم برامج على قنوات فضائية كبيرة، وكنت دائم الرفض لهذه العروض وكانت لي وجهة نظر بأنني فنانٌ ولست مذيعاً، وقلت لنفسي إذا قدمت برنامجاً لا بد أن <أمسرحه>، وهذا هو الجديد، وعندما وافقت على تقديم برنامج <أعزائي المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص>، أردت أن أقدمه وأن يكون شيئاً مختلفاً وبعيداً عن فكرة <الفورمات> بحيث لا يكون له مثيل، وكنت مُصراً عندما يخرج البرنامج إلى النور ويراه الناس أن يقولوا بإنه برنامج لا يصلح إلا أن يقدمه محمد صبحي، وقد اتفق معي في هذا الرأي محمد هاني رئيس قنوات <سي بي سي>. وللأمانة، لم أبذل مجهوداً في التفاوض معهم وقد اتفقنا سريعاً، لأنني عندما عقدت العزم على تقديم البرنامج كنت أبحث عن منفذ لا يتدخل في ما أقدمه، وقد تعجبت كثيراً من بعض الناس الذين قالوا لي: <انت إزاي تشتغل مع الـ<سي بي سي>>؟ مؤكدين سقوطي بدعوى أنهم سيتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في البرنامج، وهذا الكلام غير صحيح أبداً، فأنا أفعل وأقول ما أريد، وقد كان لمحمد هاني دور كبير في قبولي للعمل وتقديم البرنامج على شاشة القناة حيث إنه صديق قديم أعتز به كثيراً، وكنا نحلم منذ أكثر من 10 سنوات بتقديم برنامج، وكانت فكرته قريبة إلى حد ما من <مفيش مشكلة خالص>، وهو كان لديه إيمان شديد بأننا نستطيع تجديد شبكة عين المشاهد في تقديم هذه النوعية من البرامج، كما تربطني علاقة قوية بعيداً عن العمل بكل من محمد الأمين ووليد العيسوي، ورأيتهم جميعاً أمناء علي وعلى ما أقدمه ويشتركون معي في الهدف، لذلك قبلت التعاون مع <سي بي سي> ولم أتردد مطلقاً.

ــ ألم تشعر بالقلق وانت تخوض تجربة التقديم التلفزيوني للمرة الأولى؟

- طوال فترة عملي في المسرح وعندما كنت أعرض (ماما أمريكا) أو (وجهة نظر) وكان يستمر عرضهما لأكثر من خمس سنوات كان الشعور بالخوف يتملكني كل يوم قبل العرض، وعندما أدخل المسرح يظل هذا الخوف يرافقني لمدة خمس أو سبع دقائق إلى أن يتم التفاعل مع الجمهور، وعندما قدمت البرنامج كان خوفي أكبر لأن الجمهور كان يأتي إلي في المسرح، أما عبر تقديم البرنامج فأنا الذي أذهب إليه، وهذه مسؤولية كبيرة، ولكن ما يخفف بعض القلق لديّ هو ردود الفعل التي أتابعها من خلال صفحة البرنامج التي يصفها البعض بأنها نظيفة، وقد بدّل كثيرون ممن كانوا يهاجمونني آراءهم ووجهات نظرهم وقالوا إنهم تسرّعوا وأصدروا أحكاماً مسبقة، وأشادوا بالبرنامج إشادة كبيرة.

 

أنا وباسم يوسف

 

ــ البعض يتهم البرنامج بأنه محاولة لتعويض غياب باسم يوسف.. ما ردّك؟

- لا أهتم بالرد على مثل هذا الكلام، ولكنني أؤكد أن البرنامجين مختلفان ولا يوجد تشابه بينهما مطلقاً لا في المضمون ولا في الشكل.. كما أننا لا يمكننا إنكار أن باسم يوسف كان ناجحاً ولكن بطريقته وبتركيبته وبالرسالة التي أراد توصيلها، ولا ننكر كذلك أن باسم يوسف كانت له شعبية كبيرة جداً والناس كانوا يحبونه، ولكن ما أؤكده أنه لا يجب أن تكون هناك مقارنة بين برنامج باسم يوسف وبرنامجي لعدم وجود تشابه أولا، وثانياً لعدم وجود ربط حتى في التوجه.. لدينا في (مفيش مشكلة خاص) دستور وضعناه وهو ألا نتعرض للأشخاص.. أي لا <نشخصن> المسائل ولا نأتي بأحد ونبني عليه الحكاية، وإنما نبنيها على المشكلة التي نسلط الضوء عليها، كما أن برنامجنا يعتمد على أداء الممثل والتفاعل المسرحي المباشر من بداية الحلقة لنهايتها، وليس على المقاطع الإعلامية المصورة أو ضيوف الحلقات.

ــ ماذا عن الانتقادات التي وصفت البرنامج بأنه نسخة مكررة من <يوميات ونيس>؟

- قرأت هذا الكلام بالفعل، وفضلت الرد عليه خلال إحدى حلقات البرنامج، وقلت إن هناك بعضاً من الناس يغضبون ويصابون بـ<الأرتيكاريا> عندما أتحدث عن الأخلاق، وهناك نقاد دأبوا على الكتابة وتوجيه انتقادات لي قائلين إنني أعمل واعظاً وأنه عليّ الكف عن ذلك، وأنا أقول لهم إنني لا أعرف أن أفعل غير ذلك.. لا أجيد تقديم قلة الأدب.. أحاول في كل ما أقدمه أن تكون رسالتي بعيدة عن التعقيد وبسيطة إلى أبعد مدى حتى يفهمها المثقف والأمّي، وهو أسلوبي الذي أتبعه دائماً في كل ما أقدمه.

ــ ماذا عن وصف برنامج (مفيش مشكلة خالص) بأنه موجه إلى النخبة فقط؟

- هذا الكلام غير صحيح.. أنا أقدم من خلال البرنامج أربع فقرات أعبر فيها عن المشكلة بأربعة أشكال وأحاول قدر الإمكان أن تكون المسرحية بسيطة حتى تصل للمعنى الذي أريده، وأنــــا مـــن جهتي أحترم كل الآراء، والذي يرى أن البرنامج عميق وللنخبة فقط وينتقد ذلك، أقول انه على الجانب الآخر هناك من يقول إنه مباشر وبسيط وبذلك يكون البرنامج قد حقق هدفه.

ــ أشاد كثير من الكتاب في مقالاتهم بالبرنامج، وعلى رأسهم سناء البيسي، وقد رأوا أنه استكمال لرسالتك التنويرية.. كيف استقبلت هذا الأمر؟

- حقيقة، هذا الشيء أسعدني كثيراً ، وما أسعدني أكثر أنهم أجمعوا في رأيهم على أن ما قدمه محمد صبحي صورة مشجعة للإعلام، وقد سعدت كثيراً بما كتبته الكاتبة الكبيرة سناء البيسي في مقالها في جريدة <الأهرام> وكانت مقالتها أكثر من رائعة، وهناك شيء تمتاز به هذه السيدة العظيمة أنها تكتب وكأنها لا تعرفك.. فهي تشخص الحالة وليس الشخص.. وهي لم تتحدث عن محمد صبحي بقدر حديثها عمّا فعله، ومن خلال حواري هذا أتقدم لهم جميعاً بالشكر.