تفاصيل الخبر

الفنانة باميلا الكك: أحسد الغجر.. فهم مكتومو القيد ومتماسكو «الهوية »!

12/02/2016
الفنانة باميلا الكك: أحسد الغجر.. فهم مكتومو القيد ومتماسكو «الهوية »!

الفنانة باميلا الكك: أحسد الغجر.. فهم مكتومو القيد ومتماسكو «الهوية »!

 

بقلم عبير انطون

1  

على الشاشتين الصغيرة والكبيرة تلاقينا باميلا الكك في دورين مميزين، الاول في مسلسل <سمرا>، والثاني في الفيلم السينمائي <السيدة الثانية>، والمشترك بينهما قلم الكاتبة كلوديا مرشيليان. باميلا الكك التي تشكر الله على نعمة الصبر التي خصها بها، ليست مستعجلة على احتلال الاسم الاول في ادوار البطولة التي تراها مقبلة لا محالة وان سبق وحققتها.. الآن تعد باميلا  للمفاجأة كبيرة، موعدها في شهر ايار/ مايو المقبل، والتكتم على التفاصيل جعلنا نلح بالاسئلة لمعرفة نوعها، فهل نجحنا؟

لقاء <الافكار> مع <باميلا> تناول اكثر من صعيد، حتى السياسي، من دون ان نغفل محاولتها الكتابية في اصدارها الاول بعنوان <نقطة>. بداية الحوار مع ابنة <دير القمر> التي درست الاخراج في جامعة الكسليك و انطلقت في مسلسلات عديدة ابرزها <عصر الحريم>، <سارة>، <مدام كارمن> و<أجيال> وغيرها، افتتحناها بالسؤال الاول:

ــ نلتقي بعد نهار متعب لك، حيث لا زلتم تصورون مسلسل <سمرا> الذي يُعرض أرضياً وفضائياً، اين يجري تصوير المشاهد الاخيرة؟

- يلزمنا اسبوعاً كاملاً من التصوير بعد، ونحن نصور ما بين منطقتي جبيل والضبيه الآن.

ــ النص لكلوديا مرشيليان التي لطالما آمنت بموهبتك وتعتبرينها صديقة غالية، هل كتبت دور <ريم> لك خصيصاً؟

- كلوديا <تحسب حسابي>، تحاول ان تكتب لي ما يمكنها ان تتحداني به، ان تستخرجه مني.

ــ هل اطّلعت على حياة الغجر فعلاً، وهل زرتهم في المناطق التي يعيشون فيها في البقاع مثلا؟

- للصراحة لا، لكنني تقربت من عالمهم وعرفت عنه الكثير من خلال الوثائقيات والمعلومات على <الانترنت>.

ــ هل وصلتكم ردة فعل مباشرة منهم على المسلسل، هل اطلعتم على الاصداء في اوساطهم؟

 - ليس حتى الآن، الا ان ردة فعل كبيرة وطيبة جدا تصلنا من المشاهدين الذين يثنون على المسلسل وعلى موضوعه الجديد اذ لا يعرف الكثيرون عن حياة الغجر وعن قضايا هذا المجتمع القائم بذاته. لقد شوقت الحبكة المشاهدين.

 ــ أين تكمن الصعوبات في هذا المسلسل؟

- الصعوبات كانت عديدة ومتنوعة تأتي في مقدمتها الظروف الجغرافية في ارض عذراء تماما، وقد تم نصب الخيم والتنك فيها لننقل حياة الغجر، وذلك في ظل برد قارس وحر لا يُحتملان، وما عاشه طاقم العمل والتمثيل فضلاً عن الناحية الانسانية التي ولّدها هذا الجو، جعل الصدقية اكبر ما اقنع المشاهد بما يراه.

ــ في اية منطقة كان ذلك؟

 - عند منطقة البربارة.

 

عابد فهد وحسن الرداد..

 

ــ انتهيت من تصوير ثلاثيتين في <مدرسة الحب> المسلسل الضخم الذي يُحكى عنه والذي تناوب على بطولته كبار الفنانين من ممثلين ومطربين، ما كان الدوران في الثلاثيتين المختلفتين؟

- أفضّل عدم الحديث عن الادوار حتى نبقي المتعة للمشاهد في المتابعة. لكن ما يمكنني قوله بحق انني اكتسبت صديقين كبيرين هما الممثلان السوري عابد فهد والمصري حسن الرداد اللذان اشتركت معهما، فهما كانا قريبين من قلبي قبل ان التقي بهما، وما جعلني افرح فعلاً، انني وجدتهما كما كانت صورتهما في مخيلتي. <مدرسة الحب> نوع فني جديد وراقٍ.

ــ هل عينك على ادوار البطولة بعد الادوار المتنوعة جدا التي اديتها ونجحت فيها؟

- لا يهمني، ولا يشكّل الامر لي اية عقدة. ما اسعى خلفه هو بطولة الدور الذي العبه. انا ممثلة تهمها بطولة دورها، وانا راضية بالنتيجة التي وصلت اليها وما زلت في السابعة والعشرين من عمري. ثم اذا اردنا جميعنا التمسك بأدوار البطولة فمن يقوم بالادوار الاخرى؟ ولقد سبق ولعبت دور البطولة في مسلسل <جذور>. انا احاول فعلاً ان احافظ على معنى الفن الحقيقي من خلال رسائل الادوار التي اختارها.

ــ هل تختارين الادوار الانسانية التي تتناسب ورؤيتك للفن، فنراك مرة تؤدين دوراً عن التوحد وأخرى عن مكتومي القيد.. هل هذا مقصود من قبلك؟

- حتى اكثر من ذلك انا احمل على عاتقي مسؤولية تسليط الضوء على مرض <السيدا>، وهي قضية كبيرة ومؤلمة وبأهمية مسألة الاطفال المكتومي القيد ان لم تفقها اهمية، اي اننا نعالج <التابو> من خلال <التابو> الآخر..

 

أم عزباء..

 

ــ وفي فيلم <السيدة الثانية> تتناولين أيضاً قضية لم تسبق معالجتها بشكل واسع..

- صحيح، هي قضية الام العزباء ومعاناتها عندما تضطرها الظروف ان تواجه قدرها. انه موضوع كبير جداً، وأنا ارفض ان تبقى المواضيع التي تتناول قضايا المرأة تُعالج بطريقة بدائية دون الدخول في العمق. لا اقول انني مع أن تكون الأم عزباء، ولا أشجع طبعاً على هذا الموضوع، ولا أقول ان النساء يمكنهن القاء اللوم على الدولة والمؤسسات فتقول لها <تفضلي عالجي المسألة واعطينا اوراقاً ثبوتية ورسمية، بل انا اشدّد على حق الطفل في ان يكون له اب وام، الا انني اتساءل، ما الذي يجب فعله في حال حملت السيدة وتركها الشريك الذي وعدها بالزواج وهي حامل؟ اي في حال وقعت المشكلة ألا يجب ان تتم المعالجة وانقاذ الطفل الذي يولد وإعطاؤه حقوقه؟

2ــ عرف فيلم <السيدة الثانية> الثناء والمديح، إلا أنه ايضاً قوبل بالعديد من الانتقادات حتى ان بعضها كان شرساً كمقال الناقد هوفيك حبشيان في <النهار>؟

- هذا ليس مقالاً وليست هذه صحافة، ولا يمكن حتى وضعه في خانة الانتقاد الشرس. الصحافي يملك قلمه او صوته ويمكنه ان يبدي رأيه، لكن ما فعله هوفيك حبشيان  كان التجريح بعينه، وهو غير معروف الاسباب، اكان بسبب الغيرة او الضعف او عدم الدراية، ومن جانبي لا اتعب نفسي في قراءة مقال كهذا. انا لا اعصب عيوني عن ما تكتبه الصحافة اللبنانية وجميعنا نتقبل الانتقاد لنستفيد منه، إلا ان المقال الذي ذكرته لا يدخل في خانة الصحافة الصفراء برأيي، لأنني لا احبّ ان اظلم اللون الاصفر، واضعه في خانة الصحافة السوداء التي لا أكترث لها ابداً.

 

انتظر الكوميديا..

 

ــ بين السينما والتلفزيون اين تجدين المتعة الاكبر؟

- المتعة موجودة في الجانبين الا انها مختلفة ولكل واحدة طعمها. بكل تأكيد تختلف القواعد لكنها جميعها جميلة.

ــ أعتقد أن العمل الكوميدي يليق بك جداً، متى ستخوضين غماره؟

- آه... انه مناي، علماً ان العمل الكوميدي صعب وانتظر الفرصة المناسبة. لقد مدني الله بنعمة الصبر التي اشكره عليها، فأنا صبورة جداً، ولا أحرق مراحلي، وأبني نضوجي الفني على مهل، ولن أدخل العمل الكوميدي قبل ان ارسخ قدمي في الاعمال الدرامية التراجيدية، حتى يستوعبني المشاهدون في النقلة.

ــ هل تخشين التعثر فيها، اذ لا يتقبل الجمهور الممثل الكوميدي في ادوار تراجيدية والعكس صحيح أيضاً..

 - ليس بالضرورة، والدليل الاكبر ما يقدمه الزعيم عادل أمام، من دون ان أشبّه نفسي بأحد. فهو رائع في الكوميديا ورائع بالمستوى نفسه في التراجيديا. الناس بالنهاية تحكم وتقرر.

ــ تلعبين تحت ادارة المخرجة رشا شربتجي في <سمرا>، هل من اختلاف في نظرة المخرج بين سيدة ورجل؟

- بالطبع، النظرة ليست عينها وهي تختلف من رجل الى آخر فكيف بالأحرى بين مخرج ومخرجة؟ انها المرة الاولى التي امثل فيها بإدارة مخرجة سيدة ووجدت متعة كبيرة في ذلك. فرشا شربتجي تملك نوعاً فنياً جديداً، لغة جديدة، اكتسبت منها الكثير، خاصة وانني متعطشة للتعلم من كل من يلفتني بخبرته وتميزه وملاحظاته. مميزاتها هي سرّها الذي يجعلها مختلفة، وادارتها للممثلين رائعة اذ تخلق بينهم تفاعلاً فيشعر كل واحد منهم انه يعرف الآخر تماماً.

ــ والعمل مع بطلة المسلسل نادين نجيم كيف تصفينه؟

- نادين صديقة وفنانة دخلت عالم التمثيل من عالم الجمال الا انها اقتحمته عن جدارة، وهي من الممثلات البارعات فعلا وقد اثبتت ذلك في مختلف ادوارها.

ــ فنانون عديدون لم يروا في الاعمال العربية المشتركة افادة للممثل اللبناني، والتي غالباً لا يكون دور البطولة فيها معقوداً له، هل تعتبرين هذا الرأي صائباً؟

- احترم آراء الجميع الا انني اخالف هذا الرأي. الدراما المشتركة افادت الممثل اللبناني الذي لم ينتشر بعد في العالم العربي بشكل كامل، ومن الجيد التشارك في الدراما فنبرز للخارج ويكبر اسمنا ونطرح قضايانا الاجتماعية المشتركة مع محيطنا. أشبّه مسألة الانتاج المشترك كجيران يسكنون بناية واحدة، اليس من الاجدى ان تنشأ علاقات تعارف وتعاون في ما بينهم او من الافضل ان يبقى باب الجار للجار موصداً؟

 

حبيبي والكاميرا !

 

ــ قدمت دوراً جميلاً في مسلسل <فرصة ثانية> من خلال ياسمين الزوجة المقهورة التي تعاني من قسوة زوجها الشديدة، متى سنرى هذا المسلسل على شاشاتنا اللبنانية؟

- لست أعلم وأنا انتظر عرضه بفارغ الصبر. لقد قدمنا عملاً جميلاً ومضنيا في 120 حلقة عرفت ضجة كبيرة في العالم العربي الا ان غالبية الجمهور اللبناني لم تتسن له متابعته علماً انه يستحق.

ــ بدأت قناة الـ<ال بي سي اي>  بعرض مسلسل <سوا> من بطولة يوسف الخال، ايميه صياح والقديرة رلى حمادة، هل تتابعينه؟

- للأسف لا أتابعه ذلك اننا ما زلنا نواصل تصوير مشاهدنا في <سمرا>.

ــ اصدرت كتاب خواطر بعنوان <نقطة>، لماذا اخترت له النقطة عنواناً؟ وكيف يمكنك تلخيص الكتاب؟

- لقد سمى الكتاب نفسه بنفسه، وهو مجموعة خواطر. النقطة بالنسبة لي تختلف عن النقطة التي يفكر فيها الناس عادة، فالنقطة يمكنها ان تغير كلمة، تغير معنى كاملاً، وبالنهاية العالم كله هو نقطة..

ــ أين انت من السياسة؟ هل تتابعينها؟ وما رأيك بزيارات الفنانين للزعماء والمسؤولين السياسيين الأمر الذي بات رائجاً مؤخراً؟

- افهم بالسياسة الى حد ما إلا انني ما عدت اتابعها. باتت هذه تثير الاشمئزاز. <نشف ريقنا> لكثرة ما تكلمنا ولا أريد ان أعيد <الكليشهات> المعروفة. لم اعد انظر الى السياسة لانها لا تنظر الي كمواطنة. لقد فقدنا الامل للأسف وتحت ستار التفاؤل نحاول ان نكمل للامام في ظل حكم رجال تحت ستار رجال دولة. من الصحيح ان صداقات عديدة تجمعني بالعديد من السياسيين، وبينهم من هم جيدون على الصعيد الانساني من دون ان يبرعوا في عملهم السياسي. لا ازور ايا منهم الا اذا دُعيت وكنت أملك الوقت لزيارة مماثلة، ذلك انها لا تعني لي الكثير..

3ــ على ماذا تقولين للغجر الذين انت منهم في مسلسل <سمرا> <نيالكم>؟

 - لكل مجتمع ما يُحسد عليه ومساوئ يعيش فيها. بالنسبة للغجر اقول لهم <نيالكم على توحدكم>. فالتفكك في ما بينهم ممنوع، فهم كالعشائر والقبائل موحدون دائماً، والشرف عندهم واحد. هذا ما أميّزه كثيراً لديهم وسط ما نعيشه نحن من تفكك ليس فقط على الصعيد العائلي انما الوطني والجغرافي. هم مفككون عن المجتمع الآخر لكن ليس عن بعضهم البعض.

ــ سبق واشتركتِ في برنامج <ديو المشاهير> وأصدرت عقب ذلك اغنية من دون ان تعاودي الكرّة؟ هل الغناء مشروع مؤجّل؟

 - لا وقت للغناء الا انني اعتبره هوايتي الكبيرة، الغناء والرقص يبقيان غاليين على قلبي كثيراً.

ــ أين ستقضين ليلة <الفالنتين>، وهل من حبيب موجود تحتفلين معه بعيد العشاق؟

- سأعيّد مع <الكاميرا> وفي <لوكايشن> التصوير. الكاميرا هي الآن حبيبي وغرامي، لكنني لا أخفي عليكم انني بدأت أملّ منها، أقله في مثل هذا العيد.

ــ هل من كتاب جديد تعدّين له؟

- لا، لأن هذا يأتي بشكل تلقائي ولا أخطّط له. فالكتابة مزاج، وفيها اتكلم بصوت عالٍ. احياناً أكتب بيني وبين نفسي.

ــ وما هي الاعمال الجديدة التي تعدّين لها؟

- بعد <سمرا> أبدأ بتصوير مسلسل جديد من انتاج شركة <ايغل فيلم> مع ماغي بوغصن ومكسيم خليل في دور صعب وجديد، والمسلسل بعنوان <يا ريت>، كما انني أعد لمفاجأة كبيرة جداً، ربما هي الاكبر في حياتي وسوف تُعرض في شهر ايار/ مايو المقبل. انها مسؤولية كبيرة تُلقى على عاتقي وحلم من أحلامي. طبعاً المفاجأة فنية، أتكتم الآن عن نوعها وتفاصيلها الا انني أعدكم بانها قفزة نوعية مهمة جداً..