خاضت النجمة التونسية لطيفة أولى تجاربها وبطولاتها في عالم الدراما التلفزيونية بتلقائية شديدة في الأداء، بعد مشوار طويل في عالم الغناء وبعد تجاربها السينمائية القليلة، من خلال مسلسل <كلمة سر> من تأليف أحمد عبد الفتاح وإنتاج أسامة السعيد وإخراج سعد هنداوي، لتتطرق في أولى أعمالها الدرامية إلى خطوط درامية متعددة منها الرومانسي والاجتماعي ومليئة بالغموض والإثارة، لتدخل السباق الرمضاني في مواجهة صعبة مع نجوم السينما والدراما التلفزيونية..
ورغم أنها التجربة التمثيلية الأولى لها في عالم الدراما التلفزيونية، إلا أنها تمكنت من رسم ملامح لشخصية <رحمة> التي تقدمها في العمل، والتي هي بعيدة عن شخصيتها وعن كل ما ظهرت فيه من قبل.
<الأفكار> التقت الفنانة لطيفة وكان لنا معها هذا الحوار:
ــ ما الذي جذبك لهذا العمل وأغراك لتقديمه؟
- امور عديدة شجعتني للمشاركة بهذا العمل، منها النص الجيد الذي صاغه السيناريست أحمد عبدالفتاح، وأيضا وجود مخرج رائع مثل سعد هنداوي الذي استمتعت كثيرا بالعمل معه، وكذلك وجود شركة إنتاج حريصة على تقديم عمل جيد وقد نفذت كل ما اتُفق عليه بالحرف الواحد، وكذلك وجود توليفة كبيرة ومتميزة من الفنانين الكبار، في مقدمتهم الفنان حسن يوسف وكذلك النجم هشام سليم وريهام عبد الغفور وأحمد صلاح حسني وإيمي سالم، وأيضا وجود فريق عمل كامل متكامل من ناحية الديكور والاكسسوار، فلكل هذه الأسباب رحبت بالتجربة دون تردد أو بمعنى آخر ضعفت أمام العمل لما فيه من عناصر جذب كثيرة.
شخصية <رحمة> وردود
فعل الجمهور
ــ هل شخصية <رحمة> التي قدمتها في المسلسل قريبة من شخصية لطيفة؟
- أحداث المسلسل مختلفة تماما عن طبيعة لطيفة، وهذا ما شجعني على تجسيد دور مدرسة اللغة الفرنسية <ماجدة>، وعلاقتها الغريبة بـ<آدم>، والذي جسده الفنان هشام سليم، ذلك الشاب <الشكاك> حتى في نفسه، وهذا لحرصي على تقديم دور لا يتوقعه الجمهور مني، وقد خضت هذه التجربة بقلب قوي دون أن أتوقع ردود الفعل من قبل الناس، واعتمدت على ربنا وعلى المخرج سعد هنداوي لأنه هو الذي يقود المركب، وانا أعتقد أن هذا المسلسل يشكّل اضافة جديدة للدراما المصرية، وقـــــد بـذلت قصــــارى جهدي لدى تجسيدي الشخصية لأقدم أفضل ما لدي، وتركت الباقي على الله.
ــ ما هي ردود الفعل التي تلقيتها حول المسلسل؟
- الحمد لله حتى الآن أتلقى ردود فعل جيدة للغاية وهي تسعدني، وكثيرون يخبرونني أنها بالفعل تجربة حميدة، وأنني انخرطت بشكل جديد في منطقة درامية بعيدة ومختلفة عن السائد، وهي منطقة الرومانسية والإثارة والغموض، ولا أخفي أنني بالفعل سعيدة للغاية بالتجربة، ونادمة لأنني لم أقدم دراما تلفزيونية من قبل وأنني تأخرت في تقديمها، لأنني بالفعل كنت أحتاج إليها بعدما فرغت شحنة فنية من داخلي لم تخرجها الأغاني، ولكن الدراما أخرجت هذه الشحنة بشكل أكبر، ومن حسن حظي أن تكون تجربتي الأولى مع فريق عمل متكامل، وقد سعدت أن تكون أولى تجاربي الدرامية مع شاعر متميز مثل أيمن بهجت قمر وملحن بارع مثل خالد عز، وهما يقدمان عدة أغانٍ تتضمنها أحداث المسلسل.
ــ كيف تنظرين الى مسألة توظيف الأغاني ضمن أحداث الحلقات؟
- رغم عدم تجسيدي شخصية مطربة بالمسلسل تم تقديم أغانٍ لي، وهو الأمر الجديد والمختلف، وهو ما فوجئ به المشاهد، خاصة أن الأغنيات بالفعل تم توظيفها دراميا مع أحداث الحلقات والقصة التي تدور حولها أحداث المسلسل، فضلا عن فقرة تقديم الرباعيات التي قدمها لي الشاعر أيمن بهجت قمر، والتي أسعدتني للغاية، لأنه بالفعل وضعها في مكانها المناسب بأحداث العمل، وهي تعبر عن الحالة التي تمر بها شخصيات المسلسل، فالتجربة كلها بالنسبة لي جديدة.
ــ شخصية <رحمة> في المسلسل يعتريها كثير من الغموض في بعض الأحيان، فكيف تعاملتِ مع هذه الحالة؟
- أنا لست ممثلة في الأساس، وعندما شاهدت نفسي في الحلقات الأولى استغربت بصراحة، وتساءلت: <هل دي أنا وقدمتها كده ازاي، وإيه اللي بعمله ده؟>. وهنا أقصد الحالة الغريبة المتناقضة الأحاسيس والمختلفة عني، وهذا يعود للمخرج الذي اتبعت تعليماته، ووجدت أنني بالفعل مختلفة بشهادة كثيرين ممن يتابعون المسلسل، وهو ما راهن عليه مخرج العمل سعد هنداوي، أن يقدمني بشكل بعيد عن الإطار العام لي كمطربة، وأنا أيضاً راهنت بأن أفاجئ جمهوري بدور بعيد عن شخصيتي تماماً. والمسلسل قائم على مفاجآت عديدة، وشخصية <رحمة> تمر بمراحل صعبة ومتناقضة ومختلفة، لأنها بالفعل شخصية غريبة من الصعب أن يُكوّن أحد حولها رؤية بشكل سريع.
التعاون مع هشام سليم
وحسن يوسف
ــ وما هي الصعوبات التي واجهتك بشكل عام في المسلسل؟
- لقد كنت أركز في الشخصية زيادة عن اللزوم، فكنت أضغط على أعصابي في كثير من الأحيان، فأعود للبيت متوترة لأنني اكون ما أزال تحت تأثير الشخصية، وهذا أجهدني كثيرا، لكنني سعيدة بتجسيد هذه الشخصية، وقد استمتعت بها وبتفاصيلها، ولا أنكر أن من أبرز الصعوبات التي واجهتني أنا وباقي صناع المسلسل، أننا صورنا في ظل درجات حرارة مرتفعة بشدة، وصورنا ايضاً في برودة شديدة أثناء موجة البرد في فصل الشتاء الأخير، كذلك كانت هناك بعض الصعوبات الخاصة بأجواء العمل من الداخل، لكن الحمد لله انقضت على خير.
ــ ماذا عن التعاون مع الفنانين هشام سليم وحسن يوسف؟
- أنا محظوظــــــة بــــأن تكــــــون أول تجربـــــة تلفزيونيــــــة لي مع النجوم الذين شاركوني العمل، فهشام سليم مــــن أرقــــى الناس الذين قابلتهـــــم، والأستاذ حسن يوسف مــــن أروع الناس الذيـــــــن تعــــــاملت معهم، حيث أنني لن أقابـــــل في عمـــــري كلـــــــه مثلهمـــــا مــــــرة أخــــــرى، فعندما كنا ندخـــــل مــوقـــــع التصويــــــــر كانت تسود حالــــــة مـــــن الفــــــــــرح والسعـــــــادة، وأذكر أيضـــــــا ريهـــــام عــــــبد الغفــــــــور حبيبــــــة قلبـــــــي، وإيمــي ســـــالم أيضاً، وكذلك أحمـــــد صــــــلاح حسنــــــــي، وليـــــلى عـــــز العـــــــرب.
ــ وهـــل تريـــــن أن عـــــرض المسلسل حصريـــــا علــــى قنـــــاة واحدة مسبب للظلم؟
- لــــــم أشغــــــل بــــــالي علـــــــــى الإطـــــــلاق بمـســـألـــــــــة عـــــرض المسلسل حصريـــــا مــــــن عدمـــــه، لأن ذلك مـــــــــن اختصـــــــــاص الجهــــــــــــة المنتجــــــة، وأدرك تمامــــــا أنهـــــا لــــــــن تــفـعــــــــل ســـــوى مـــــــــا هــــو فـــــي صالـــــــح العمــــــــل وفـــــي صالحنــــــــا جميعـــــــــاً.