تفاصيل الخبر

الفنانة التونسية هند صبري: الـمـشـاهـــد لـم يـعـد مـجــرد مـتـلــــــق بــــل مـلـهـــــم لـصـنـــــاع الـفـــــن!  

15/04/2016
الفنانة التونسية هند صبري: الـمـشـاهـــد لـم يـعـد مـجــرد مـتـلــــــق  بــــل مـلـهـــــم لـصـنـــــاع الـفـــــن!   

الفنانة التونسية هند صبري: الـمـشـاهـــد لـم يـعـد مـجــرد مـتـلــــــق بــــل مـلـهـــــم لـصـنـــــاع الـفـــــن!  

Untitled-17-4-2016-+8 تغيب عن الدراما ولكن يبقى نجاحها حاضراً، وتغيب عن الناس ولكن تبقى جهودها متواصلة، هكذا هي هند صبري في تسير بخطتها ومنهجها الفريدين للحفاظ على صورتها ونجوميتها متجاوزة حسابات السوق.. عن احتمالية غيابها عن شاشة رمضان المقبل وفيلمها الجديد تقول لنا الكثير..

ــ هل عدم اعلانك عن مسلسلك الجديد معناه أن غيابك أصبح مؤكدا عن شاشة رمضان المقبل؟

- لقد أعجبني مشروعاً لمسلسل ولكن لم تكتمل كل العوامل المؤهلة لتصويره في الوقت الحالي.. لهذا، لا أعرف مصيره، وبالتالي لا أدري إذا كان سيُنفذ قريباً أم لا، ولكن المشروع قائم وقد وقع الاختيار عليه.

ــ ولكن ألا تعتقدين أن غيابك لعامين عن الدراما في غير صالحك؟

- أتمنى العثور على العمل الجيد الذي يجعلني لا أتردّد لحظةً قبل خوضه، وبالفعل اشتقت لتقديم مسلسل تلفزيوني، ولكنني أيضاً لا بد أن أعود بما هو مناسب للجمهور لأحافظ على ثقته في ما أقدّمه له، وبالنسبة للمشروع الذي أجهزه حالياً، فأنا لا أستطيع أن أجزم إذا ما كان سيلحق بالعرض الرمضاني أم لا، لأنني مشغولة كثيراً بالفيلم الذي أعكف على تصويره حالياً. وفي الوقت نفسه لا أشعر بضيق من الغياب لأنني أبحث عن العمل الذي يحفظه التاريخ ويظل في الأرشيف، وهذا يحدث الحمد لله لدى تقديم أعمالي.

ــ هل ترفضين عرض مسلسلك في المواسم خارج رمضان؟

- بالعكس، أنا لا أفكّر بهذه الطريقة، فالأمر لا يخصني وحدي وهناك ظلم كبير يقع علينا جميعاً، لهذا فمشكلة التكدس الدرامي في الموسم الرمضاني أزمة تشغل الجميع، وبصراحة الأزمة سببها أيضاً <لغة الفلوس> فهي التي تجبر الجميع على تكديس الأعمال في رمضان والبحث عن الإعلانات، ولكن بالنسبة لي ليس لدي مانع من العرض في مواسم متعددة ويكون رمضان من ضمن هذه المواسم.

ــ ما ردّك على من يقولون إن العمل الجيد يفرض نفسه ويحقق النجاح حتى في خضم زحمة الأعمال؟

- للأسف، لا يمكن أن يتحقق هذا في موسم واحد يتم فيه عرض أكثر من 30 عملاً، فيما تتمّ مشاهدة حوالى خمسة أعمال فقط.. لا يمكن أن ينكر أحد أن هناك أعمالاً تتعرّض لظلم ويحدث هذا مع الأعمال الراقية التي تعتمد على <كواليتي> عالية وتتميز أحداثها بالهدوء.. الحقيقة، أن هناك كثيراً من الأعمال تتعرّض لظلم كبير.. كما أن التجربة أثبتت نجاحها من خلال الكثير من الأعمال التي تمّ عرضها خارج السباق الرمضاني وقد حققت نجاحاً حقيقياً وفاز صنّاعها بمشاهدة عالية بهدوء وتركيز بعيداً عن الزحام، وأعتبر هذه الأعمال قد خرجت من <الزنقة> وهذا يجعلني أشعر بتفاؤل لأن الجميع سوف يتحوّل للمواسم الأخرى وتصبح الأعمال موزعة على كل شهور العام، ووقتئذٍ تكون الدراما التلفزيونية وصناعها قد خرجوا من عنق الزجاجة.

ــ هل ترفضين المشاركة في عمل درامي طويل من 60 أو 90 حلقة على غرار ما يتم عرضه مؤخراً؟

- ليس لدي رأي محدّد في المسلسلات الطويلة.. فمن الصعب أن أُعلن أنني أرفض أو أقبل في المطلق لأنني أرى أن شكل النص وجودة عناصر العمل هي الأساس بالنسبة لي.. والدليل أن مسلسل <حريم السلطان> كانت تدور أحداثه في 2000 حلقة وتابعه الجمهور دون ملل لدرجة أن والدتي لم تتخلّ يوماً عن مشاهدة حلقة من مسلسل <حريم السلطان> ومهما حدث لا بدّ وأن تشاهد (السلطان سليمان).. الأعمال التركية كانت تصل إلى 700 حلقة ولكنها مكتوبة ومصنوعة بشكل يجذب المشاهد ويولّد دراما وأحداثاً، وعلى العكس، فإن هذه الأعمال الطويلة إذا توافرت فيها الجودة تكون مفيدة أيضاً للفنان لأنها تخلق علاقة بينه وبين المشاهد، إذاً المقياس هنا ليس عدد الحلقات وكميتها، وإنما محتواها ومضمونها هما الأهم واللذان يحدّدان ما إذا كانت ستنجح أم لا.

ــ ألا تشعرين بالقلق من تقديم فيلم سياسي عن سوريا بعنوان <زهرة حلب> في الوقت الحالي؟

- الفيلم ليس سياسياً ولا أعرف لماذا يعتقد البعض ذلك.. <زهرة حلب> فيلم إنساني من الدرجة الأولى وسوف يكتشف الجميع هذا بمجرّد عرضه لأن من يشاهده سيعرف أنه يعالج موضوعاً إنسانياً ويتناول قضايانا بشكل حقيقي، فهو مستمد من الواقع بقالب درامي.

ــ ماذا عن دورك في أحداثه؟

- أقدّم شخصية أم تشبه الكثيرات من الأمهات حولنا.. فهي أم تونسية تربي ابنها بشكل طبيعي، ولكن فجأة يقرر ابنها السفر الى سوريا للانضمام إلى صفوف <داعش> والجماعات الإرهابية مما يصيبها بصدمة وتظل طوال الأحداث لا تفهم كيف تحوّل ابنها بهذا الشكل.

ــ هل تعتقدين أن الحالة المزاجية للجمهور سوف تجعله يتقبّل فيلما يتناول هذه الجماعات؟

- الفيلم كما ذكرت إنساني من الدرجة الأولى ويتناول القضية السورية في خلفية كل الأحداث، كما تبرز أهمية العمل في كونه يتناول عملية <غسيل الأدمغة> التي تقوم بها هذه الجماعات الإرهابية للشباب بدعوى الجهاد في سبيل الله وغيرها من الأفكار المغلوطة والغريبة عنا.. لهذا، علينا أن نواجه هذه الجماعات والمخاطر التي يتعرّض لها شبابنا عبر الأعمال الفنية التي تُحارب الجهل وتقوم بتوعية الشباب من مثل هذه الجماعات، كما نزرع من خلالها في عقول هؤلاء الشباب حب الحياة والتمسك بها وإعمار الكون بالحب والعمل والأمل، في مواجهة تلك الجماعات التي تزرع في داخلهم حب الموت والتخريب والقتل.. كل هذه الأمور لا بدّ أن نقدّمها للشباب في السينما والدراما والندوات والموسيقى، وفي كل ما يتضمن إبداعاً لتصل هذه المعاني أسرع إلى هذه الأجيال.. الأحداث الأخيرة جعلت الناس أكثر نضجاً وجعلت المشاهد ملهم صنّاع الفن، وهو الذي يوجه الحركة ولم يعد مجرد متلق أو مشاهد سلبي، فالجمهور لديه وعي وذكاء يخولانه تقدير قيمة العمل الجيد ما يجعله يطالب بالمزيد من الأعمال الهادفة والممتعة في الوقت نفسه.

ــ ماذا عن موعد عرض الفيلم؟

- أوشكنا على الانتهاء من التصوير بشكل كامل، وبعد ذلك سوف يصبح الفيلم جاهزاً للعرض، ولكن بالنسبة لي لا أعرف موعد العرض حتى الآن، فمن المعروف أن الفنان لا يتدخّل في تحديد موعد عرض الأفلام ويعكف على التركيز لأداء دوره وتقديمه على أفضل وجه.

هند-صبريــ كيف وجدت نجاح الجزء الثاني من فيلم <الجزيرة 2>؟

- في الحقيقة النجاح الذي حققه الجزء الثاني من الفيلم فاق كل توقعاتنا، ولم أكن أتخيّل أن يحقق كل هذه المشاهدة والحمد لله ردود الفعل التي تلقيتها جيدة جداً، وبالفعل ما زالت ردود الفعل تصلني بالرغم من أن الكثيرين توقعوا أن الجزء الأول سوف يتفوّق بشكل أكبر، ولكن في النهاية الفيلمان متميزان وقد حققا نجاحاً كبيراً بسبب تكامل العناصر من سيناريو وإخراج وفريق عمل.

ــ لماذا ابتعدتِ عن السينما في الفترة الأخيرة؟

-  لم أبتعد على الإطلاق ولكنني أفضّل أن أكثف تركيزي على العمل الذي أقوم بتحضيره وتصويره، ومن الصعب أن أرتبط بأكثر من عمل في الوقت نفسه، ولهذا كنت أنتظر الانتهاء من تصوير فيلمي <زهرة حلب> لأعود بعده للاتجاه للمشاريع الأخرى التي تمّ عرضها علي، ومن بينها أعمال سينمائية سوف أختار الأفضل منها والذي أشعر أنه يجعلني أقدّم ما هو جديد من خلاله، فأنا أبحث دائماً عن أعمال تهمّ الناس وتمتعهم في الوقت نفسه.. والحمد لله أعتقد أنني أحقق الهدف من خلال أفلام تمس قضايا الناس بحسب ما يصلني من ردود فعل على غرار فيلمي <أسماء> و<الجزيرة> وغيرهما من الأفلام.

ــ البعض يصنّفك بأنك أكثر فنانة تساهم في حملات الأعمال الخيرية والتوعية، لماذا تُقبلين على هذه النوعية من الأعمال؟

- أعتبر هذا النوع من الأعمال واجباً ودوراً مهمين في رسالة الفنان، ولا يمكن أن أتردّد في القبول ولا أفكّر لحظة عندما أجد عرضاً للمشاركة في حملة للتوعية من مرض ما أو حتى فكرة ما أو خطر من أي نوع.. أعتبر هذا دوري.. وكل الأعمال الإنسانية التي تساعد البشر في الحصول على حقهم في الحياة العادلة أجد سعادة في القيام بها، ولا أجد في هذا شيئاً غريباً، وأعتقد أن الفنان عليه واجب تجاه مجتمعه في الدور التوعوي والتثقيفي، وهذا نوع من المسؤولية الحقيقية.

ــ كيف تقيّمين علاقتك بفنانات بلدك من الممثلات اللواتي جئن إلى مصر من بعدك؟

- هي علاقة احترام وودّ كبيرين، فمن بين الفنانات فريال يوسف التي ألتقي بها دائماً في منطقة المعادي، كما تجمعني مع الفنانة لطيفة علاقة صداقة، والتقيت بالفنانة دُرّة في الفترة الأخيرة في وجود ممثلات تونسيات أخريات، وعلاقتنا ببعضنا البعض طيّبة جداً، ومن أكثر الأشياء التي تسعدني عندما أتلقى منهن الاستفسارات عن أي شيء أو طلباً لتقـــــديم النصيحة أو أي شيء من قبيل هذا لأنني الأقدم بينهن في مصر، والحمد لله بيننا احترام متبادل وعـلاقتي بفنانات بلـدي طيبـة جـداً.