أوضح الفنان طارق لطفي ان مسلسله <بين عالمين> المقرر عرضه ضمن المائدة الرمضانية، انساني وبعيد عن <الاكشن>، وتدور احداثه في 30 يوماً فقط، وسيتم تصويره بالكامل داخل مصر، وقال انه يناقش فكرة الاختيارات التي يتعرض لها الانسان يومياً وكيف يمكن ان تؤثر على حياته، معتبراً انه استفاد من ازمته الاخيرة مع زميله احمد حلمي المنتج بعدم منحه ثقته لأي زميل الا بعد التجربة، كاشفاً أن مشروعه السينمائي المقبل سيعرض في موسم الصيف وان السيناريست عمرو سمير عاطف سبب تأجيله، والى نص الحوار....
ــ لنبدأ من <بين عالمين> وسبب الجدل الذي أثير حوله مؤخراً بأنه يتناول شخصية سيد قطب وحسن الهضيبي؟
- القصة ليست لها علاقة بتلك الشخصيات اطلاقاً، وقضيتنا انسانية، في اطار اجتماعي تشويقي، نناقش فكرة الاختيارات التي يتعرض لها الانسان يومياً وكيف يمكن ان تؤثر على حياته، وبطل العمل يتعرض لاختيارات قاسية جداً على امتداد المسلسل، ونرصد اثرها على عمله وعائلته في اطار معاصر، ولا ندخل في اطار السياسة نهائياً.
ــ العمـــــل انســـــاني، لمــــــــاذا التجديد دائماً في اختياراتك؟
- حتى لا أكرر أو أحصر نفسي، قدمت <أكشن> في <بعد البداية> و<الساسبنس> في <شهادة ميلاد>، وفي <بين عالمين> ابحث عن التغيير وعن تقديم فكرة انسانية مختلفة، وقد فكرت العام الماضي ان أقدم مسلسلاً كوميدياً لكنني تراجعت بعد شعوري بالقلق، وقد أنفذها العام المقبل <لما قلبي يجمد شوية> لأن الكوميديا خطر وتحتاج لموضوع مكتوب بحرفية وبشكل معين ومن منظور يصلح ان اقدمه حيث يعتمد على المواقف وليس <الافيهات>، ويجب ان يكون العمل مكتوباً لـ30 حلقة كاملة قبل بدء التصوير، لكنني لا أسير وفق خطة معينة واختار على اساس مبدأ التغيير دائماً وافاضل بين الاختيارات التي تعرض علي، وهذا العام قرأت اكثر من سيناريو وتحمست لحالة <مروان> في <بين عالمين>.
ــ ماذا يعني ان المسلسل يتناول العالم الاخلاقي والمادي في العلاقات البشرية؟
ــ اننا نناقش فكرة ان كل تعاملات الانسان واختياراته تبنى على عاملين، المادة والمعاملات الانسانية، كما نناقش تأثير كل منهما على الآخر، وحينما ركزنا على فكرة الاختيار، اكتشفنا ان كل انسان يتعرض يومياً لـ 3 اختيارات مهمة على الاقل، اضافة الى الاختيارات الثانوية، وهو ما يتعرض له <مروان> ويؤثر على أسرته وابنته واصدقائه و<البيزنس> الخاص به.
ــ هل <مـــــروان> يشبه طـــــارق لطفـــــي الانسان؟
- وضعت نفسي محل <مـروان> ووجدت اننـــــي مررت ببعض الاختيارات المشابهـة لتـــــلك التـــــي يتعرض لها، وهو شخصية انسانية تنطبق على جزء كبير من البشر وستجد فيه نفسك وانا كذلك ولكن في بعض المواقف.
ــ الاحداث تحتوي على مشاهد <اكشن> أم لا؟
- لا يوجد مشهد واحد <اكشن>.
ــ هل تدخلت في السيناريو مع الكاتب ايمن مدحت؟
- أقترح فقط، وقد تناقشنا معاً على مدار عام كامل، وهي المرة الاولى التي اتعاون فيها مع أيمن، بداية الفكرة عرضها علي المخرج أحمد مدحت بعد الانتهاء مباشرة من تصوير <شهادة ميلاد>، ولقد أعجبت جداً بالفكرة ووجدت فيها تحدياً لأنني انسان لا يلعب على فكرة <الاكشن> و<الساسبنس> وكلاهما <سبايسي> يجذب الجمهور، علماً أننا حاولنا أن نقدم أفضل صورة للورق والسيناريو.
ــ تكرار تعاونك مع المخرج أحمد مدحت؟ لماذا؟
- لأننا نشبه بعضنا البعض، ونحن حريصان على التطوير وعدم التنازل عن تقديم اعلى مستوى من الاداء، رغم ان ذلك يرهقنا كثيراً، لكنه <تعب لذيذ> بعدما نشاهد النتيجة، واستمتع بالعمل معه لانه شخص محترم ومهذب وانساني، والحمد لله بيننا تفاهم وتعاملنا بسيط وسلس و<اللوكيشن> لا تشوبها اية مشاكل، حتى اختلافنا يزول في وقت سريع، ونعمل وننجز بهدوء.
ــ الى أين وصلتم في التصوير والكتابة؟
- تسلمنا 20 حلقة كتابة، وانجزنا 7 ساعات تصوير، وهو ما يعني 40 بالمئة من المسلسل، والمونتاج يتم بوحدات فورية يومية وقد تم تجميع عدد كبير من المشاهد.
ــ هل سيتم تصوير بعض الاحداث خارج مصر؟
- التصوير سيتم بالكامل في مصر بين القاهرة والجونة واسوان، والاحداث تدور في ايام معدودة اذ ان زمن المسلسل لن يتعدى الـ30 يوماً وذلك في اختزال كبير للأحداث دون تطويل او مط.
ــ اختيار الابطال، هل يترك للمخرج فقط؟
- أشارك في اختيار الابطال، ونعمل وفق منهجية المشاركة في الرأي مع المؤلف والمخرج والمنتج تامر مرسي، وقد اخترنا هشام سليم بالاجماع وهو يقدم شخصية قوية ومفاجأة بكل المقاييس، وكذلك لقاء الخميسي ودارين حداد وفيدرا وحازم سمير.
ــ تكرار تعاونك مع المنتج تامر مرسي ؟ لماذا؟
- لانه متعاون وينفذ لي كل طلباتي، اضافة الى انه لا يتدخل في الامور الفنية.
ــ أزمتك الاخيرة مع أحمد حلمي المنتج هل تعلمت منها درساً؟
- استفدت منها لناحية أنني اكتسبت خبرة بألا أمنح ثقتي الا بعد التجربة.
ــ كيف ترى المنافسة هذا العام في رمضان؟
- أراها من اصعب المواسم على مدار السنوات الاخيرة، لان كل صناع الدراما التلفزيونية <شادين حيلهم على الاخر>، ولم يعد لديهم وقت للراحة، وهم يعلمون ان العمل الجيد والاجتهاد هما الرهان وليس اسماء النجوم، والكل يبحث عن <تغيير جلدهم>، وليس هناك مجال <للهزار>، ويشارك في الموسم السقا وكريم عبد العزيز وغيرهما، وحسبما علمت ان هناك اكثر من مسلسل ورقها جيد جداً.
شيخ الأزهر والدراما
ــ شيخ الازهر انتقد الدراما قائلاً انها تؤثر بنسبة 90 بالمئة على اخلاق الشباب؟ ما ردك؟
- احترم شيخ الازهر لدرجة لا تتخيلها، واقف احتراماً له ولرأيه، واقول له سنراجع انفسنا وانه قد يكون هناك تأثير سلبي من الدراما على الشباب ولكن ليس بنسبة 90 بالمئة.
ــ تناول المخدرات ونشر الصورة السلبية عن المجتمع المصري، ماذا عنه؟
- أقف ضده تماماً، وأرى أن تناول تفاصيل المخدرات وتأثيرها على الشخص يجب ان يكون بحذر، وان رصد تفاصيل تناولها غير مبرر اذ يجب نقل الواقع بشكل فني وليس كما هو، و<بين عالمين> خالٍ من كل ذلك.
ــ لماذا تأخر مشروعك السينمائي الجديد؟
- بسبب السيناريست عمرو سمير عاطف، وكان من المفترض ان يشارك الفيلم في موسم منتصف العام الماضي، وعمرو حاول تكثيف الكتابة لكنه لم يستطع، وطلب مني ان يؤجل المشروع حتى ينتهي من كتابة مسلسله لرمضان، وقد رفضت التسرع في كتابته لان العمل يحتاج لتركيز والتحضير له بشكل جيد، وقد حصلت على وعد منه ان ينفذه بمجرد انتهائه من كتابة الحلقة الاخيرة من المسلسل، وحتى الآن لم نحدد الاسم المبدئي، وهو عمل <اكشن> بشكل مختلف يخرجه احمد مدحت.
ــ قلت لي انك ستقدم مخرجين مميزين في السينما...
- بالفعل وسوف اسند لأحدهما اخراج احد افلامي قريباً وسيكون مفاجأة بكل المقاييس، واذكرك انهما سيكونان اهم مخرجين في مصر مستقبلاً وانا لا امنحهما فرصة بل انا أريد التعاون معهما.
ــ هل من الممكن ان تقدم دوراً ثانوياً بعد البطولة؟
- في هذا التوقيت... صعب.
ــ حتى اذا كان ذلك في سبيل دعم موهبة تستحق؟
- ادعمها ولكن ليس بتقديم الدور الثانوي، انما في دور بطولة الى جانبي له المساحة نفسها.
ــ هل يفكر طارق بطلب احد المخرجين للتعاون معه؟
- بالطبع، خاصة محمد سامي مرة اخرى ولم يكن بيننا مشاكل، وكذلك أحمد نادر جلال، شريف عرفة ومروان حامد.
ــ ماذا عن مصير فيلمك <الحشاشين>؟
- ما زال مجرد حلم اتمنى ان يرى النور، لكنه يحتاج لدعم من الدولة لانه مشروع غير ربحي.
ــ حدثنا عن مشروعك المقبل في الدراما التلفزيونية؟
- سيكون لرمضان 2018، وهو موضوع شائك جداً وقريب جداً من حلم قديم بالنسبة لي، وارفض الكشف عن تفاصيله الى حين اتعاقد عليه.