إشادات كثيرة تلقتها الفنانة حنان مطاوع بعد ظهورها بشخصيتين مختلفتين بأبعاد نفسية معقدة ومختلفة وهما <كيمي> مريضة السرطان في مسلسل <الرحلة> وأم قتل ابنها في مسلسل <ضد مجهول> خلال دراما شهر رمضان الماضي، وقد وصلت الى مرحلة كبيرة من النضج الفني تؤهلها لقبول أصعب الادوار ولتصبح أحد أبرز الوجوه الشابة التي تضيف قيمة مضافة لأي عمل فني تشارك به، وهي نجحت في أن تكون عنصراً قوياً يتفوق على أبطال العمل الأساسيين في بعض الأوقات.

وبدأنا معها الحوار بسؤالها:

ــ ما سبب موافقتك على دور <كريمة> في مسلسل <الرحلة>؟

- أبحث دائما عن دور جديد ولا يعنيني السائد، وأختار العمل بناء على جودته، والقصة في <الرحلة> متماسكة وجذابة وعندما قرأتها أصبحت أريد معرفة ما الذي سيحدث في الحلقة التي تليها، كما أن الدور مليء بالمشاعر والتحديات الكثيرة، ذلك أنها إنسانة قوية ومهزومة، وهنا تتعرض للمثل القائل <عزيز قوم ذل> اذ انها ليست شريرة انما هي قوية ومكسورة من التحديات والمصائب التي تتعرض لها واحدة تلو الأخرى واثر اصابتها بالمرض.

ــ هل الهزيمة هنا بسبب المرض؟

- المرض يهزم أي انسان، غير أن هناك أيضاً المصائب المتتالية التي احلت بها، فالمرض جزء من هذه المصائب، فهي حملت فوق رأسها من المشاكل ما يهد الجبال، اضافة إلى إصابتها بمرض السرطان وفي مراحل متأخرة.

ــ برأيك ما هي الرسائل التي توجهها الشخصية للناس بعدما تحول بها النقيض من حال إلى حال ومن قوة إلى ضعف ومن صحة إلى مرض؟

- الفن حالة انسيابية من الممكن أن تغير فيك بشكل تراكمي مع مرور الوقت وتنور شيئاً داخلك.

ســــر اختيار الأدوار الصعبة!

ــ لماذا تختار حنان مطاوع دائماً الأدوار الدسمة والثقيلة تمثيلياً وفي بعض الأوقات النفسية مثل دوريك في <ضد مجهول> و<الرحلة>؟

- ليس حباً في هذه الأدوار وليس صحيحاً أنني أختارها، فالعام الماضي في رمضان كسرت ذلك في 3 مسلسلات، وكل الأدوار كانت بعيدة تماماً عما ذكرته مثل <سارة> البنت اللطيفة التي لا تتحمل أية مسؤولية في <حلاوة الدنيا>، كما قدمت البنت البسيطة والرقيقة والناعمة وهي <عبلة> في مسلسل <هذا المساء>، وقدمت أيضاً دور <ليلي> بنت البلد.

ــ وهل دور <كريمة> في مسلسل <الرحلة> سبب لك التعب النفسي؟

- طبعاً حدث ذلك، لقد أرهقني نفسيا ووضعني في إجهاد عصبي وخصوصاً مشاهد المستشفى، اذ تخيل بأنني أذهب لتصوير 10 مشاهد في يوم واحد وكلها تتناول المرض والألم والوجع، لذلك تلك المشاهد أجهدتني نفسياً جداً لكنني استمتعت بأداء الدور اذ على قدر ما هو دور مجهد ووضعني في حالة غير سعيدة إلا انه أسعدني على المستوى الفني.

ــ الشخصية لها أبعاد نفسية فهل استعنت بطبيب نفسي؟

- لست وحدي مَن فعل ذلك، فالمؤلف ايضاً جلس مع أكثر من طبيب نفسي حتى يضمن الاساس العلمي للشخصية ولكل كلمة او تعبير تقدم من خلال العمل، وأنا ايضاً لجأت لطبيب نفسي لشرح ابعاد تلك الشخصية الصامتة، وكل فنان في العمل كان له مستشاره النفسي قبل التصوير، فالمسلسل هو نموذج مصغر عن المجتمع ومستوحى من شخصيات موجودة فيه، وأنا مؤمنة أن الواقع دائماً أغرب من الخيال ومهما قدمنا من دراما فسيظل الواقع أغنى وأصعب من الدراما، لذا كان يجب علينا الاستعانة بالأطباء لكي نضمن تقديم معالجة سليمة لأمراض نفسية متفشية في المجتمع، خصوصاً وأن الدراما النفسية أصبح لها جمهور كبير في العالم العربي.

العمل مع غادة عبد الرازق!

ــ ولماذا قررت الموافقة على دور <دنيا> في <ضد مجهول>؟

- طبيعة الشخصية كانت مثيرة بالنسبة لي وأعتقد بأن دوري كان خطراً وقد سعدت بالغموض والحيرة التي أصابت الناس إزاء الشخصية.

ــ وماذا عن العمل مع غادة عبد الرازق؟

- سعدت بالعمل معها، وكانت كل مشاهدي معها، فهي فنانة كبيرة ومن النجمات القليلات الممثلات، فهناك نجمات غير ممثلات والعكس ولكن غادة من القليلات اللواتي جمعن الصفتين وهي نجمة ذات قاعدة شعبية كبيرة، وعلى المستوى الإنساني هي لطيفة وجميلة و<جدعة> وحنونة، والعمل معها كان مكسباً بالنسبة لي.

ــ ما بين شخصية <كريمة> في <الرحلة> و<دنيا> في <ضد مجهول> أيتهما الأقرب لقلبك؟

- الاثنتان، ولو سألت عن التشابه بيني وبينهما فـأقول: لا يوجد، فأنا أحببت الاثنتين لأنني متيّمة بهما وقد ذابتا في داخلي حتى أكون كل شخصية منهما، فلو احببت شخصية

أكثر من الأخرى لكان ذلك سيؤثر على درجة إخلاصي للعمل.

ــ كيف تقيمين ردود الفعل التي وردتك عن أعمالك هذا العام؟

- أنا ممتنة لدعم الناس لي عبر <السوشيال ميديا> ولمطالبتهم لي ببطولة مطلقة كما حال الصحافيين، ولكن أنا أختلف مع من يقول بأن النجومية اتتني متأخرة، فهي تأتي في ميعادها وربنا قسمها لي في هذا التوقيت، لكن الناس تبقى سنداً لي وأنا مدينة للصحافة بالكثير لأن هناك أقلاماً أضافت للفنانين وأنا منهم ونورتني كثيراً.

ــ هناك نقلة حدثت لحنان مطاوع تمثيلياً من حيث الأداء والاختيارات، فما الذي حدث؟

- هناك تطور طبيعي يحدث فأي فنان لديه موهبة ويعمل عليها فإنه سيتطور، علماً أنني اجتهدت في أدوار قديمة وللأسف لم تنجح، وأنا أتذكر قديما انني حصلت على جوائز عن مشهدين ظهرت فيهما في <قبل الربيع>، وكم من الجوائز حصلت عليها منذ بدايات ظهوري في التمثيل، الا انني اليوم أرى أن ليس كل الأعمال التي أقدمها تلاقي النجاح، وقد قدمت المسرح ولقبت وقتئذٍ بـ<سيدة المسرح الجديد> في العام 2009 من خلال مسرحية <السلطان الحائر>، لكنني أحسست بأنني كنت أعمل في الخفاء، لكن عندما قدمت <دهشة> وبعد ذلك <ونوس> تعلمت أنه ليس المهم أن تكون ممثلاً جيداً فقط ولكن عليك أن تكون جيداً في عمل جيد كي لا يذهب مجهودك هباء.

ــ أين حنان مطاوع من السينما؟

- الذي عرض علي من افلام سينمائية لم يكن يناسبني وكان اللوم سيقع علي لو قدمتها، والسينما حركتها بطيئة وأحياناً تعرض علي الأعمال التي لا تعجبني، وحين أصادف العمل الجيد فانني سأشارك فيه حتماً.

ــ ألم يحن الوقت كي تقدمي عملاً فنياً بمفردك؟

- لا يشغلني ذلك كثيرا، وما يشغلني أكثر هو التمثيل والروح المجتهدة والفنانة الموجودة في داخلي لأن هذه هي التي ستجعلني أتميز وأتفرد، وبعد ذلك ليس المهم الدور الأول وإنما يهم الدور المحوري والذي أقدم من خلاله الجديد، ومن الممكن أن أظهر كبطلة في دور يحرقني ويعود بي للخلف، ولا يوجد ممثل لا يحلم بالبطولة ولكن المهم أن تكون غير مزيفة.