تفاصيل الخبر

الفنان المصري القدير يحيى الفخراني: لـطـالـمـــــا كــانـت الـسـيـنـمــــــا الـمـصــريــــــــة للـنـجــــوم الـشـبــــــــاب.. ورأس الـمــــــال جـبــــــان!

08/04/2016
الفنان المصري القدير يحيى الفخراني: لـطـالـمـــــا كــانـت الـسـيـنـمــــــا الـمـصــريــــــــة  للـنـجــــوم الـشـبــــــــاب.. ورأس الـمــــــال جـبــــــان!

الفنان المصري القدير يحيى الفخراني: لـطـالـمـــــا كــانـت الـسـيـنـمــــــا الـمـصــريــــــــة للـنـجــــوم الـشـبــــــــاب.. ورأس الـمــــــال جـبــــــان!

 

876792سنوات طويلة من الابداع المتواصل، حافظ فيها النجم يحيى الفخراني على نجوميته القديرة وأصبح لإطلالاته العزيزة معنى أينما أطل وأياً كانت اختياراته، هكذا قابل الجمهور عرضه المسرحي الحالي <ألف ليلة وليلة> بكثير من الاحتفاء والدهشة على خشبة معشوقه الأول والأخير <المسرح القومي> الذي جسّد على خشبته العديد من <التابلوهات> الفنية الراقية التي تضعه في مصاف المسرحيين الكبار.. عن عرضه والكثير من الأمور يتحدث لنا..

ــ ما سر إصرارك على تقديم عروضك على <المسرح القومي> تحديداً؟

- أعشق <المسرح القومي> منذ كنت طالباً في كلية الطب، حيث كنت حريصاً على مشاهدة عروضه بشغف وانبهار كبيرين، ومن كثرة عشقي لهذا الصرح الثقافي والفني المهم، حاولت استئجاره وأنا في الجامعة لتقديم عروضنا المسرحية عليه، لكننا لم نوفّق في ذلك. وبعد احترافي الفن قدّمت على خشبته الكثير من العروض، أولها كانت مسرحية <البهلوان> عام 1987 من تأليف يوسف إدريس وإخراج عادل هاشم، وما أذكره أن <المسرح القومي> كان يمرّ في ذلك الوقت بحالة كساد وركود كبيرين، فجاءت <البهلوان> وحققت نجاحاً ورواجاً جماهيرياً وعملت على انعاش المسرح ككل.

ــ وكيف جاءت عودتك للوقوف على خشبة المسرح مجدداً بعد ابتعاد دام حوالى عشر سنوات؟

- بعد انتهاء عرض <الملك لير> شعرت أنني لن أستطيع الوقوف على خشبة المسرح مرة ثانية، نظراً للمجهود الكبير والمضني الذي يتطلبه المسرح يومياً، لكن يوم حضوري الافتتاح المؤقت الذي حضره رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، والذي كرّم فيه مجموعة كبيرة من زملائي الفنانين الذين عملوا في المسرح، وكنت واحداً منهم، يومئذٍ شعرت بحالة حنين وشوق للوقوف على خشبة المسرح مجدداً، فقلت بيني وبين نفسي: <لو جاءني عرض مناسب لتقديمه لن أتردّد>، وعندما عُرض عليّ العمل في المسرح مجدداً لم أتردّد، ورُشحت لـ<أوبريت> <ليلة من ألف ليلة> والتي سبق وقدّمتها في موسم 1994، وفي البداية كنت أعتقد أن هذا النص ملك <دار الأوبرا>، لكن اتضح أن حقهم سقط، فقررت تقديمه لـ<القومي>.

ــ وما الذي استفزك في شخصية <شحاته> بطل <ليلة من ألف ليلة> لتقوم ببعث الروح فيه من جديد بعد 21 عاماً من رحيله؟

- كنت أريد تقديم عمل مبهج لي شخصياً، أي أن أكون سعيداً ومبتهجاً وأنا أقدّمه، وكنت <عاوز المسرح ينوّر> والحمد لله حدث هذا، كما أن العمل يتضمن عبق التاريخ الذي يعيد نفسه.

ــ البعض تساءل لماذا لم يُعد رائعته <الملك لير> طالما أنه سيعيد عملاً من أعماله القديمة؟

- لأنني قدّمت <الملك لير> على مدى سنوات على <المسرح القومي>، وأخيراً قدّمته كعمل تلفزيوني من خلال مسلسل <دهشة>، وأنا لا أحبّ أن أعيش الإحساس الواحد مرتين.

ــ ولكن لماذا لم يتم تقديم عرض <ليلة من ألف ليلة> بصورة عصرية تتناسب مع الوقت الراهن؟

- أعتقد أن إحدى مميزات العرض هو تقديمه كما قُدّم أول مرة، لدرجة أنني قلت لمخرج العرض محسن حلمي وزملائي إنني أريد أن يشعر الجمهور اننا نعيش في عام 1930. وشخصية <شحاته> النصاب في رأيي شخصية حقيقية، والنصاب دائماً خفيف الظل وظريف، بعكس الشخص المستقيم حـــيث تجــــــد كثيرين يعتبرونه ثقيـــــل الظـــــل!

ــ ما سبب غيابك الكبير عن السينما في ظل نجاحك الضخم في التلفزيون والمسرح؟

- تُعرض عليّ أحياناً بعض الأدوار السينمائية، لكنها لا توازي قوة أعمالي التلفزيونية، وبالتالي أرفضها، كما أن السينما المصرية كانت دوماً للنجوم الشباب، وتخضع لـ<الموضة>! والموضة لا تجعلك حراً في ما تقدّمه، وتجعل المنتج يقدّم <رِجلاً ويؤخر الأخرى> في إنتاج فيلم مختلف عن السائد، لأن رأس المال جبان لا يغامر، والسينما المصرية عكس السينما في الخارج، حيث تجد القيمين على السينما هناك يهتمون بالفنانين الكبار وتُصنع لهم أفلام جيدة وبتقنيات عالية، الى جانب أفلام النجوم الشباب.

ــ ماذا تقصد بأن السينما <موضة>؟

- بمعنى أن من كان يقطع أو يشتري تذكرة في شباك التذاكر في الأجيال السابقة لنا كانت طبقة <الباشوات والهوانم> ثم الأساتذة والموظفين، فكانت السينما حينذاك تُعبّر عن هؤلاء لأنهم من يقطعون تذكرة في شباك التذاكر، وعندما لمعت وبدأت مرحلة بطولاتي السينمائية كانت طبقة الحرفيين والعمال هي المسيطرة فقدّمنا أفلاماً تخاطبهم، وبعد جيلي جاءت موضة <الشباب والطلبة> فصنعت نجوماً جدداً وقدّمت ما يلبي احتياجات الطلبة، وأخيراً موضة الجمهور الحالي وبالتالي أصبحت أفلامنا كما نراها الآن!

ــ ما سبب تصريحك بأنك تحلم بتقديم سلسلة أفلام عن الفراعنة؟

- ليس سلسلة أفلام، وليس فقط عن الفراعنة، لكنني قلت ان ما ورثناه في تاريخنا يصنع مئات الأفلام المهمة التي يمكن أن تنافس بقوة على مستوى العالم، وقد تكون أكثر أهمية من الأفلام التي تُقدّم في <هوليوود>، إذ لدينا التاريخ القبطي والإسلامي والفرعوني، لدينا كنز هائل من الروايات والكتب، لا أعرف لماذا لا يُقدّم البعض منها؟ ولماذا لا تتبنّى الدولة مثل هذه المشاريع السينمائية، بل وتنتجها بسخاء حتى تظهر في أفضل صورة؟ لا بدّ أن ننطلق إلى العالم بشخصيات لا زالت الكتب تصدر وتتحدّث عنها حتى وقتنا الحاضر لأنها تتمتع بصفة العالمية، لذا أفكر في القيام بفيلم عن <محمد علي> مؤسس مصر الحديثة، لكنه يحتاج إلى تمويل ضخم، ولأن تتدخل الدولة وتتبناه، ورغم أن العديد من منتجي التلفزيون عرضوا عليّ تقديمه كمسلسل تلفزيوني، لكنني رفضت كل العروض، لأن ميزته تبقى في أن يُقدّم سينمائياً وأن يشارك في مهرجانات دولية، فباستطاعتنا أن نغزو العالم بمثل هذه الشخصيات الشهيرة.

ــ ولماذا اخترت تقديم شخصية مثل <محمد علي> أو الشخصيات التاريخية تحديداً؟

- معرفة تاريخنا وقراءته من حين لآخر يساعدان في تغيير أشياء سلبية كثيرة لدينا، فمعرفة التاريخ جيداً تجعل البشر يبتعدون عن الأخطاء، والتاريخ يعيد نفسه دائماً ولكن في صور وأشكال مختلفة، ولو قدّمنا فيلم <محمد علي> من خلال رؤيتنا وبوجهة نظر محايدة وصحيحة لشاهدنا العالم كله، بشرط أن يُقدّم في <محمد علي> أو غيره من الشخصيات التاريخية والوطنية تاريخنا الصحيح الذي يلمس فيه الناس نبرة الصدق فيلتفّون حوله.

ــ لماذا لم يُعرف عنك انتماؤك أو انضمامك لأحد الأحزاب السياسية؟

- منذ بداية مشواري الفني عُرض عليّ كثيراً الانضمام إلى حزب، لكنني كنت أرفض تماماً، لإيماني أن الفنان حزب قائم بذاته، وطوال عمري لم أكن أرغب بالمناصب السياسية، وأشفق على الإنسان <الكويس> أن يكون في منصب سياسي، لهذا كنت ضد ترشح زوجتي الدكتورة لميس جابر لعضوية البرلمان عندما نصحها البعض بذلك، ولم أكن متحمّساً لدخولها المعترك السياسي، لكن لا يجوز ونحن في هذه السن أن أفرض رأيي عليها أو أن أقول لها <متعملش كدة>، لكنني كنت أتمنى أن تترك السياسة لناسها!

ــ وهل ما زلت عند رأيك بعدم الاقتراب من السلطة؟

- طبعاً لا أحبذ الاقتراب من السلطة بأي شكل مهما كانت جيدة! فمثلا أكثر رئيس كنت معجباً به هو الرئيس محمد أنور السادات، وتم توجيه الدعوة لي لحضور أكثر من مناسبة معه، وكنت أرفض الذهاب! الوحيد الذي ذهبت وجلست معه بالصدفة هو الرئيس محمد حسني مبارك قبل ابتعاده عن السلطة بفترة بسيطة، حيث دعا مجموعة من الفنانين من أجيال مختلفة للجلوس معه، والحقيقة أنني في البداية تردّدت في الذهاب، لكنني قلت لنفسي: <لِمَ لا أُجرّب وأعرف كيف يفكّر رجل في مثل سنه؟>. وكان لدي سؤال يلحّ عليّ باستمرار هو فكرة التوريث، هل صحيح سيورث ابنه الحكم؟ وهذا كان أول سؤال سألته إياه: <هل صحيح يا ريّس أنك تجهّز جمال مبارك للحكم؟> لدرجة أن كثراً من الفنانين اندهشوا من جرأة السؤال الذي كان يُردّد بقوة في الشارع المصري، يومئذٍ ابتسم الرئيس وقال لي: <جمال فقط يساعدني في الحكم، ولا نيّة لديّ للتوريث>، وكان صادقاً في ما قاله، حيث سألت وعرفت من أناس مقرّبين منه مثل الدكتور مصطفى الفقي، أنه فعلاً لا يريد توريث جمال مبارك الحكم.