تفاصيل الخبر

الفنان المصري القدير لطفي لبيب: أعدكم بمزيــد مــن الأعمال خــلال الثلاثيــن عامــا المقبلــة والأدب هـــو المـنـقـــذ الوحـيـــد للدرامـــا فــي مـصـــــــر!

15/03/2019
الفنان المصري القدير لطفي لبيب: أعدكم بمزيــد مــن الأعمال خــلال الثلاثيــن عامــا المقبلــة  والأدب هـــو المـنـقـــذ الوحـيـــد للدرامـــا فــي مـصـــــــر!

الفنان المصري القدير لطفي لبيب: أعدكم بمزيــد مــن الأعمال خــلال الثلاثيــن عامــا المقبلــة والأدب هـــو المـنـقـــذ الوحـيـــد للدرامـــا فــي مـصـــــــر!

كرم <مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية> في دورته الثالثة الفنان القدير لطفي لبيب الذي وصفه المخرج مجدي علي رئيس المهرجان بأنه قيمة فنية كبيرة وواحد من الذين قدموا مشوارا سينمائيا وتلفزيونيا ومسرحيا ثريا.

وقد اشتهر الفنان الكبير بأداء الأدوار الثنائية وأدوار الأب في عدد من الأعمال الفنية حيث يكاد لا يخلو أي فيلم جديد من مشاركة لطفي لبيب كونه لمع في الأدوار الكوميدية، كما أنه ممثل مسرحي وإذاعي وتلفزيوني حصل على ليسانس في الآداب من <كلية الآداب - جامعة الإسكندرية> ثم التحق بـ<معهد الفنون المسرحية>.

بدأت مسيرته الفنية العام 1981 بمشاركته في مسرحية <المغنية الصلعاء> وبعد ذلك مسرحية <الرهائن> بالاشتراك مع الفنانة رغدة. ورغم صغر أدواره في مرحلة البدايات، إلا أن <لطفي> يرى شخصيا بعد نجاحه الكبير في فيلم <السفارة في العمارة> بأن هذا الفيلم كان <فاتحة خير>... وإلى جانب نشاطه في السينما والتلفزيون والمسرح ألّف لطفي لبيب كتابا يحمل عنوان <الكتيبة 26> والذي يتحدث فيه عن تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر من أيلول/ سبتمبر 1973 وحتى شباط/  فبراير 1974.

وكشف لبيب في حوارنا معه أنه يعكف حالياً على كتابة سيناريو مسلسل جديد يتناول السيرة الذاتية للأميركية <ليليان تراشر> التي أسست أكبر مؤسسة عالمية للأيتام في أسيوط قبل وفاتها، كما أفصح الفنان القدير عن آرائه في الحياة الفنية والسياسية.

وبدأنا معه بالسؤال:

ــ كيف استقبلت نبأ تكريمك من <مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية>؟

- سعدت جداً بخبر تكريمي في الدورة الثالثة للمهرجان لأنه يعطيني دفعة للأمام أحتاج إليها في الفترة الحالية، خاصة وانه جاء في وقت أصابني المرض فيه، مما كان له أبلغ الأثر الإيجابي على نفسي حيث قلت: <الله... ده أنا كنت مالي الشاشة الفضية والصغيرة قبل أن أتوقف عنهما>، ومن ثم أعتقد أن تكريمي يُمثل دفعة للأمل والعلاج، وكذلك أوجه الشكر للمخرج مجدي أحمد علي رئيس المهرجان إثر تقديره لمشواري الفني بما يتضمنه من أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، لاسيما أن المشوار لم يكن سهلاً وإنما كانت رحلة شاقة جداً بالنسبة لي، ولكني عبرتها بسلام إلى أن وصلت لخطوة التكريم.

ــ طبيعة مرضك كانت مثار جدل دائم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي...

- لست من رواد <السوشيال ميديا> بأشكالها كافة وأكاد لا أتعامل مع التكنولوجيا الحديثة لكوني خارج نطاق عصر الاتصالات الذي نعيشه حالياً، ولكن تصلني أخبار منها على سبيل المثال لا الحصر، ما نشرته جريدة محترمة عن نقلي للمستشفى إثر تعرضي لوعكة صحية قبل أيام، فأود أن أقول لهم: <يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين> حيث لا بد من تقصي الحقائق قبل نشر وسائل الإعلام لأي خبر.

ــ هل أزعجتك شائعة نقلك إلى المستشفى؟

 - هذه النوعية من الشائعات ومنها شائعة وفاتي كانت تضايقني، إلى أن اعتدت عليها، ولكنها تسبب قلقاً وإزعاجاً لأهلي وأقاربي وكل من حولي، لاسيما لأشقائي المقيمين في أميركا وأستراليا على وجه التحديد.

ــ تردد انك اعتزلت الفن... فما صحة ذلك؟

 - <مفيش بني آدم يقدر يعتزل الفن أو يعيش دون لمحة فنية>، نعم بات صعباً أن أمارس التمثيل في الوقت الحالي نظراً لتطلب المهنة مرونة وإمكانيات أعتقد أنني أفتقدها خلال هذه الفترة، ولكني أمارس الفن من خلال كتابة السيناريوهات، وأنا مشغول حالياً بكتابة سيناريوهات جيدة، على حد زعمي، انتظاراً للفصل فيها من إحدى الجهات الإنتاجية.

ــ هل يعني ذلك أنك اعتزلت التمثيل؟

- إطلاقاً، فإذا تلقيت دوراً أعجبني لشخص جالس فلماذا لا أقدمه؟ فأنا لن أتمكّن من القيام بأدوار بطولة، وأعود وأكرر أنني إذا تلقيت عروضاً بأدوار جيدة، فلن أمانع في تجسيدها، وأعدكم بمزيد من الأعمال خلال الثلاثين عاما المقبلة.

ــ وما طبيعة السيناريوهات التي تكتبها حالياً؟

- أضع كامل تركيزي على سيناريو لمسلسل تلفزيوني أعتقد أن مصر بحاجة إليه، لأنه يرصد السيرة الذاتية لسيدة أميركية تُدعى <ليليان تراشر> التي أسست أكبر مؤسسة للأيتام في العالم في محافظة أسيوط حيث إنها من مواليد عام 1910 وتوفيت سنة 1961، وقد انتهيت من كتابة 15 حلقة من المسلسل.

ــ لماذا اخترت هذه الشخصية تحديداً لتقديم سيرتها الذاتية؟

- لنتكلم بصراحة دون مواربة، ونعترف بأنه لم يعد لائقاً تقديم مسلسلات العشوائيات والبلطجة والمخدرات وتجارة الآثار والدعارة ورجال الأعمال الفاسدين، انطلاقاً من ضرورة عدم جعل السلبية هي التي تقود الدراما التلفزيونية حيث من الضروري تنشيط الذاكرة بالمسلسلات التي حملت قيمة في طيات أحداثها، ومنها <لن أعيش في جلباب أبي>، <أبنائي الأعزاء شكراً> و<أبو العلا البشري> وغيرها من الأعمال التي كانت تُكسب المشاهدين قيمة وتجعلهم مشدودين جداً مع الأحداث، وعلى أثره فالدراما التلفزيونية كانت تُقلم أظافر المواطن المصري ولكنها أصبحت تُطيل أظافره خلال الفترة الحالية، وهي جعلته أكثر عدوانية وشراسة لا أدري لماذا؟

ــ ولكن صنّاع هذه المسلسلات يبررون تقديمها بأنها انعكاس للواقع الحالي؟

- ألم تكن المسلسلات القديمة ناقلة للواقع؟ كل ما كتبه أسامة أنور عكاشة كان ينقل الواقع، وإحقاقاً للحق هناك مسلسلات تُقدم حالياً تتناول الإيجابيات والسلبيات معاً على حد سواء، وهذا شأن آخر مختلف عما تحدثت عنه خلال السطور السابقة، ولكن دعني أتساءل: ألم تكن الشخصيات الشريرة حاضرة في مسلسلات <أبو العلا البشري> و<لن أعيش في جلباب أبي> وغيرهما؟ الحياة بطبيعة الحال تشهد وجود الأشرار مع الأخيار، وأنا لا أطالب بتجنب تناول الأشرار، ولكن المهم طريقة الطرح والتناول.

ــ هل ترى أن أبطال المسلسلات والأفلام الحاليين بات همهم الوجود فقط بغض النظر عن قيمة ومحتوى أعمالهم؟

- وظيفة الفنان باتت تشهد خلطاً كبيراً لأنه أصبح مُبدعاً من الدرجة الثانية وليس الأولى، فالمؤلف والمخرج مبدعان من الدرجة الأولى، أما الممثل فيحتل الدرجة الثانية لأنه يُنفذ إبداعات الآخرين، أي أنه يُقدم الدور كما كتبه المؤلف بالضبط، وذلك دون وجود حالة خلق يُضيفها لأبعاد الشخصية التي يجسدها، وبعيداً عن هذا وذاك، فأنا أهتم بمؤلفات الكاتب وطريقة كتابته، أما مسألة قبول الممثل لها من عدمه، فهذا شأنه الشخصي.

 

النجومية وارتفاع أجور الممثلين!

ــ الوصول إلى النجومية بات سريعاً من وجهة نظرك؟

-  نعم، وأُرجع هذه الحالة إلى كثرة وسائل الإعلام، وانتشار الأقمار الصناعية في المنطقة كافة، ومع ذلك تجد عجزاً في إنتاج الدراما التلفزيونية، بدليل أننا إذا تحدثنا عن 10 فضائيات مثلاً، وكل فضائية تبث 24 ساعة في اليوم، فإذا ضربنا هذا الرقم في عدد أيام السنة (365 يوماً)، فسنجد إجمالي عدد الساعات ما يقرب من 72 ألف ساعة، فإذا قسّمنا هذا الرقم، وخصصنا عُشره للدراما، فإننا سنجد الحصيلة تصل إلى 7200 ساعة تقريباً، ونحن ما زلنا متوقفين عند 2000 ساعة فقط، بحكم أن قنواتنا مليئة بالمسلسلات التركية والهندية... إلخ.

ــ ألا ترى أن هذا العجز سببه ارتفاع أجور النجوم وشراء الفضائيات للمسلسلات بأرقام مرتفعة مع عدم وجود مردود إعلاني ملائم؟

- أوافقك الرأي تماماً، وبالتالي أرى أن تقنين الأجور واجب وطني، وعلينا جميعاً الخضوع له دون اعتراض بحيث نعيش كباقي أفراد الشعب، لأن الفترة الحالية ليست بالمناسبة لتكوين الثروات.

ــ هل أجور النجوم مبالغ فيها من وجهة نظرك؟

- إلى حد كبير وبكل تأكيد.

ــ آراء عدة تعتبر دورك في فيلم <السفارة في العمارة> نقلة في مسيرتك... توافقهم الرأي؟

- هذا الفيلم أحدث نقلة نوعية في مشواري لأنه كان من بطولة الأستاذ عادل إمام، ما يعني أنني شوهدت بنسبة أكثر من المعتاد، وعلى أثره رفعت أجري، وتلقيت عروضاً عديدة بعد هذا الفيلم الذي أعتبره علامة مميزة في حياتي.

ــ ألم تتخوف من ردود الفعل حينئذٍ إزاء تجسيدك لدور السفير الإسرائيلي في الفيلم؟

- أذكر أن صديقي محمد هنيدي حذرني من المشاركة في الفيلم، وقال لي: <الناس بتحبك فممكن تكرهك>، فرددت: <لا وبكرة تشوف>، وفي اليوم نفسه علم المخرج سعيد حامد بترشيحي لدور السفير الإسرائيلي، فحدثني قائلاً: <اجري اعمل الدور>.

ــ قدمت 24 مسرحية على مدار مسيرتك الفنية... فما سبب تعلقك بـ<أبو الفنون>؟

- المسرح كان سلواي في كل الأوقات، فهو يحقق متعة للممثل مع الجمهور الحاضر، ولذلك لم أتوقف عنه سوى في الفترة الحالية.

ــ هل تعتبر إعادة تناول الأعمال الفنية القديمة بطرحها تلفزيونيا وسينمائياً نوعاً من الإفلاس؟

- أرى أن الأدب هو المنقذ الوحيد للدراما في مصر، ولذلك علينا أن نسعى إليه لأنه هو المتبقي لنا، ومصر غنية وعامرة بأدبائها على مدار العصور.

 

الخدمة العسكرية وفيلم <الممر>!

ــ أديت الخدمة العسكرية لمدة 6 أعوام ونصف العام بعد تخرجك من  <معهد الفنون المسرحية>... ألم تقلق حينذاك بأن يقف التحاقك بالتجنيد عائقاً أمام مستقبلك الفني؟

- <مكنتش حابب أضيع وقتي بعيداً عن التمثيل>، ولكن التجنيد الإجباري جعلني أحد المقاتلين في كتيبة الموجة الاولى لعبور قناة السويس إبان حرب أكتوبر المجيدة حيث قضيت فترة تجنيدي كعسكري مجند في محطة <جنيفة> العسكرية لمدة 6 أعوام ونصف العام، وأعتز كثيراً بتلك الفترة المهمة في حياتي.

ــ ما الذي تعلمته خلال فترة تجنيدك بالقوات المسلحة؟

- تعلمت الصبر والإصرار والجلد ومواجهة الصعاب مهما كانت.

ــ على ذكر حرب أكتوبر... ألا ترى تقصيراً فنياً تجاه هذه الملحمة العسكرية التاريخية؟

- هناك تقصير بكل تأكيد، أرجعه إلى عدم اقتراب أحد من قصص الجنود، فلا بد من فيلم يتناول بطولات ضباط الصف والجنود.

ــ فيلم <الممر> للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد عز الذي يُصور حالياً يرصد فترة حرب الاستنزاف...

- حرب الاستنزاف شأن، والعبور شأن آخر، فحرب أكتوبر بحاجة إلى فيلم تُنتجه الدولة المصرية بحيث يُقال عن مصر الدولة الرائدة في تاريخ صناعة السينما أنها تنتج فيلماً لتمجيد نصرها لأنه كان نصراً ساحقاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فرغم أنه لمجرد التفكير أو تخيل تحول قناة السويس لكتلة من النار ما كان أحد لينزل بقاربه، إلا أن كل الجنود توكلوا على الله حينذاك وحققنا نصراً كاسحاً.