كشفت الفنانة المصرية بوسي ان زوجها الفنان الراحل نور الشريف لم يكتب وصيته، وان ايامه الاخيرة هي بمنزلة <السر الحربي> الذي لا يجور لأحد أن يعرفه، كاشفة أنها حرصت طوال حياتها مع زوجها الراحل لأن تكون حياتهما الخاصة في منأى عن <القيل والقال>، لانها تعتبر بيتها بمثابة مملكة خاصة بها وبأسرتها فقط.
وأوضحت انها لا تمانع تقديم قصة حياة نور في عمل درامي، وان اختيار الممثل الذي يقدّم دوره يدخل ضمن مسؤولية مخرج العمل ومنتجه، وان تكريمها في <مهرجان الاقصر السينمائي> قد اعطاها شحنة ايجابية لتقديم اعمال جديدة، وانها وابنتيها سارة ومي قررن إهداء مكتبة نور الشريف وما فيها من كنوز ثقافية وكتب نادرة الى مكتبة الإسكندرية.. وهذا نص الحوار:
ــ ما الذي يمثله تكريمك في المهرجانات المختلفة؟
- التكريم بدون شك يسعد أي فنان في حياته لأنه تكريم لمشواره الفني، كما أن التكريم يمنحه شعوراً بتاريخه الفني وان هناك أناساً تقدّره وتهتم به، وهذا هو الأهم بالنسبه له، ولحظة التكريم تجد كل الناس معك وحولك، الأمر الذي يعطيك الدفعة والقوة في حياتك، والأهم هو أنني اشاهد في المهرجانات أفلاماً من الصعب أن اشاهدها لأنها لا تُعرض في مصر بسبب الحالة التجارية للسينما.
نور... <واحشني قوي>
ــ هل كنت تتمنين وجود الفنان الراحل نور الشريف بجوارك أثناء التكريم؟
- بالفعل كنت أتمنى وجوده معي أثناء التكريم وخارج التكريم وفي البيت وفي كل حياتي،لأنني افتقده جداً، هو <واحشني قوي>.
ــ ولمن تهدين تكريمك؟
- أهديه لأمي لأنها هي التي ساندتني كثيراً في بداية حياتي، خاصة وأن والدي كان يرفض فكرة دخولي مجال التمثيل، إلا أن أمي وقفت بجواري ودعمتني وأقنعته بأن أخوض التجربة، بالإضافة إلى تعبها الكبير جداً معي وأنا طفلة وحتى عندما كبرت وبعد زواجي وإنجابي، ولولاها لما استطعت أن أفعل شيئاً أو أن أحقق هذه الانطلاقة الفنية إلا بوجودها في حياتي، وأدعو لها الآن بالرحمة والمغفرة، وأن يجازيها الله عني كل خير.
ــ وهل اكتفت بدور الأم فقط في حياتك؟
- بالعكس، والدتي كانت الناقد الأول في حياتي، ويكفي أنها استطاعت اقناع والدي بأن أكون ممثلة، كانت دائماً الى جواري ومعي، وكانت تدعمني أيضاً في مذاكرتي ودراستي الى جانب دورها كربّة منزل، باختصار أمي كانت أختي وصديقتي وكل حياتي.
ــ هل طبّقتِ هذه العلاقة مع ابنتيك؟
- بدون شك، ابنتاي مي وسارة هما صديقتاي، ودائماً أردّد مثلاً يقول: <كل إناء ينضح بما فيه>، فعندما نشأت على علاقة الصداقة التي ربطتني بأمي وأعطتني الحرية، كان لا بد أن أفعل بالمثل وأن تكون علاقتي بهما اشبه بعلاقتي بأمي.
ــ لماذا ترفضين الحديث عن الأيام الأخيرة في حياة الفنان الراحل نور الشريف؟
- كل ما حدث في الأيام الأخيرة مع زوجي نور ليس مادة للنشر، وهذا ليس تنفيذاً لرغبته بل هي رغبتي أنا، فبيتي وأسرتي هما قلعتي، وأي شيء يحدث داخلها خاص بي، وأنا طوال عمري الفني لم يعرف أحد ماذا يجري داخل بيتنا، وكل ما حدث خلال مرض زوجي هو لنا ولن ننشره أبداً.
ــ هل ترك وصية قبل وفاته؟
- لم يترك وصية قبل وفاته، ولم يوصِ بشيء محدّد.
ــ لو عُرض عليك تقديم قصة حياته في مسلسل أو فيلم، هل ستوافقين؟
- موضوع لا بُدّ من التفكير فيه بشكل دقيق ومدروس من نواحٍ كثيرة، مثلاً كيف سيُقدّم لأن <مش أي حد يعرف يعمل كدة>، لذلك لكي تُنشر قصة حياة نور الشريف في فيلم أو مسلسل لا بُد أن تسير المسألة بشكل منظم ومدروس، لكن المبدأ بذاته بالتأكيد أنا موافقة عليه.
ــ ومن الممثل الذي ترشحينه لتقديم دور نور؟
- لا أستطيع أن أحدّد اسم ممثل بعينه في الوقت الحالي لأن اختياره مسؤولية كلّ من المخرج والمنتج، لكن عندما يُكتب العمل ستظهر الرؤية ومن هو الشخص المناسب للدور.
ــ ومن هي الممثلة التي ستُقدّم دور بوسي؟
- بالتأكيد هناك ممثلات كثيرات ولا أستطيع أن أحدّد ممثلة معينة، فحالياً لا توجد ممثلة شبيهة لي لأن كل فنانة لها شخصيتها، وهذا هو الأجمل ولو ظهرت الممثلة بصورة مشابهة لممثلة أخرى أو كامتداد لها سيكون مصيرها الفشل، لان الأصل موجود، فلو وجدت أن هناك ممثلة تشبّه نفسها مثلاً بفاتن حمامة، أرفضها على الفور لأن فاتن حمامة موجودة ولو أنها توفيت فإن أعمالها باقية وموجودة، لكن هناك فنانات أحبهن على المستوى الشخصي، منهم منى ذكي وهي ممثلة ممتازة، ومنة شلبي وشخصيتها جميلة، وهند صبري أيضاً، كلهن نجحن وفرضن شخصياتهن على الاعمال التي قدّمنها.
ــ هل تأثر حضورك الفني بانفصالك عن نور الشريف ورحيله؟
- بدون شك، الحياة الأسرية دائماً تؤثر على الإنسان، فأنا مثل كل النساء والفتيات اللواتي يمررن بمرحلة صعبة في حياتهن، مثلاً عندما يمرض الزوج، فمن الطبيعي أن تقوم الزوجة بتمريضه وان تقف الى جواره، وليست حياتي مختلفة عن حياة أي سيدة في أسرة مصرية، وانا انتمي الى أسرة مصرية عادية جداً، نحب الجو العائلي والترابط، فالحياة تتخللها صعوبات ومنحنيات من صعود وهبوط وحزن، وكل هذه الصعوبات نتجاوزها بالترابط بين افراد الأسرة، وهذا ما يخفف من عبء الحياة، لأن الحياة بشكل عام صعبة ولا تخلو من أزمات صحية ومشاكل مادية وعملية، يمكننا تجاوزها بحبنا وترابطنا، لذلك حافظت على بيتي وحرصت على أن يكون بعيداً عن أعين الناس، ولم أظهر بصورة الزوجة التي تستعطف الناس وتثير شفقتهم لأنني لا أحب أن أسمع الناس يردّدون <يا حرام> أو مثلاً <شكلك تعبان> أو أنني أبدو منزعجة، فكل ما حدث ويحدث داخل بيتي لا يعرفه أحد.
عاشقة للفن
ــ أيهما تأثر بالآخر، فنك أم حياتك الشخصية؟
- أنا عاشقة للفن، والفن لم يأخذ من حياتي، فأنا أخذت حياتي من الفن، زوجي كان فناناً وابنتاي نشأتا في أسرة فنية وستجد سارة ومي في الوسط الفني واحدة مخرجة والثانية ممثلة، ولم يكن هناك أي تقصير في بيتي، والسبب يعود لأمي ودورها في حياتي، ففي الوقت الذي كنت أعمل فيه تولّت هي تربية الأولاد.
ــ ومن ترك تأثيراً اكثر، أنتِ أم نور؟
ــ بدون شك أنا ونور أخذنا من بعضنا البعض أشياء كثيرة، فأنا تعرّفت على نور الشريف وكان عمري 15 سنة، في <القاهرة والناس> واحتفلت بعيد ميلادي الـ16 وأنا معه، فهذه التواريخ والارقام لا أنساها مطلقاً، لكن لو سألتني عن أي أمر له علاقة بالأرقام، مثلاً عدد الأفلام التي قدمتِها فلن أتذكر تماماً وأقول <على الأغلب 90 فيلماً>، لكنني لا ولن أنسى أبداً التواريخ التي ربطتني بنور.
ــ أين وصلت الدراما المصرية في رأيك؟
- أراها كما أرى كل شيء في مصر، تمرّ بحالة <لخبطة>، <الميديا في لخطبة> و<السوشيال ميديا في لخبطة>، والحالة الاقتصادية تمرّ بـ<لخبطة>، ونحن جزء من هذه الحالة المجتمعية، والدراما بالتأكيد تمرّ بـ<اللخبطة> نفسها لكن هذا لا يمنع ظهور بعض الأعمال الجيدة.
ــ ما هو سرّ ابتعادك عن السينما لسنوات طويلة؟
- تاريخي الفني يمنعني من الموافقة على أي دور، فأنا أكتفي بما قدّمته خلال مسيرتي، ولن أوافق على أي دور إلا إذا أضاف لتاريخي جديداً، رغم أن هناك أفلاماً محترمة وصعبة في السينما هذه الأيام.
ــ ما مصير شركة الإنتاج التي تمتلكانها انتِ والفنان نور الشريف؟
- ما زالت موجودة لكنها متوقفة هذه الفترة لأننا في مرحلة لمّ الشمل والتفكير فيما سيحدث في المستقبل، لكنها ستكون مسؤولية سارة ومي لأنها ملكهما الآن، واننا في الوقت الحاضر نفكر في إحياء مكتبة نور الشريف، وسنهديها لمكتبة الإسكندرية لأنهم الأكثر دراية في التعامل معها وحتى يستفيد منها الممثلون الشبان المصريون والعرب.
ــ لماذا انقطعتِ عن المسرح؟
- المسرح مصدر شقاء للممثل الذي يقف على خشبته ولكنه في الوقت نفسه مُمتع، وإنك تنسى الشقاء عندما ترى الجمهور، وحالياً أنتظر النص الجيد الذي يعيدني اليه مرة أخرى.
ــ ما رأيكِ في الوضع السياسي بعد انتخابات مجلس النواب؟
- من يقول لك أنه يعرف جيداً في السياسة أو يفهم ما نحن فيه، فهو مخطئ، لأن لا يعلم ما نحن فيه إلا الله عز وجل، لكن نحن نعيش حالة أفضل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه يفعل أكثر ما بوسعه للنهوض من الأزمة.