حملت النجمة إلهام شاهين عموم الوطن ومشاكل المواطن العربي وخصوصا مشاكل المرأة وقدمتها في عدة أعمال فنية خاصة في الفترة الأخيرة، لذلك اختارتها وزارة الثقافة لترأس <مهرجان اسوان لأفلام المرأة> شرفيا، والذي اختتمت الدورة الأولى منه منذ أيام... عن هذه التجربة وحرصها الشديد على دعم هذا المهرجان، والصعوبات التي واجهتها، وإلى أي مدى وقفت الدولة معها، وأعمالها الفنية الجديدة كان هذا الحوار.

بعد اختتام أعمال <مهرجان اسوان لأفلام المرأة>، ماذا تقول الهام شاهين؟

- الحمد لله تم اختتام <المهرجان الدولي لأفلام المرأة>، ويا رب أكون قد قدمت مهرجاناً مشرفاً لسينما المرأة، وهنا أوجه كل الشكر لأهل أسوان الذين غمرونا بحبهم الشديد، ولوزارات الثقافة والآثار والسياحة، وأشكر بشكل خاص ملك الدنمارك على كلمته الجميلة في حفلة افتتاح المهرجان، وكل الشكر لزملائي وزميلاتي من أهل الفن الذين حضروا المهرجان.

وأضافت:

- المهرجان في أسوان خطوة مهمة لتنشيط السياحة، وللترويج الثقافي والحضاري لمصر ويعطي قيمة جمالية للسينما المصرية، ولقد أقيم المهرجان بمشاركة 31 فيلما ما بين مسابقتي المهرجان من 13 دولـــــة عربيـــــة وأوروبيـــــة، كما وعقدت عدة ندوات على مدار أيام المهرجان منها ندوة عـــــن المـــــرأة والذاكـــرة تناولت ترميم التراث السينمائــــي للمـــرأة وكـــــذلك عقــــــدت ندوة عن الإنتاج، وألفت إلى أن حضور الجماهير كان حضوراً جيداً وخاصة على عروض الأفلام العربية والمصرية.

رئاسة المهرجان وفيلم <يوم للستات>

ــ ترأسين شرفياً الدورة الأولى من المهرجان، فما الذي جذبك للفكرة منذ البداية؟

- عندما عُرضت عليّ الفكرة جذبتني كثيراً لأن أفكار المهرجان تتناسب مع أفكاري تجاه المرأة، فهي العنصر الأساسي لنجاح أي مجتمع، والاهتمام بمهرجان مثله يعني الاهتمام بقيمة مصر وبحضارتها، وأيضا يتناسب هذا المهرجان مع أفكار الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أكد أن عام 2017 سيكون عام المرأة، هذا بالإضافة إلى إقامته بأسوان بلد الطبيعة الساحرة والجمال الخلاب، فكل هذه عوامل مكملة لبعضها وتضعنا أمام مشروع قومي متكامل سينمائياً ثقافياً وسياحياً، وكل هذا يتلخص تحت بند <الحضارة المصرية تبرز جمالها>.

 ــ ماذا تقول الهام عن مشاركة فيلمها <يوم للستات> في مسابقة المهرجان؟

- أنا متحمسة لدعم النساء في كافة المجالات، خصوصا أن فيلم <يوم للستات> أغلب فريق العاملين به من النساء بدءاً من المؤلفة حتى الإخراج، وذلك من أجل تقديم سينما مختلفة عبر السيدات، وقد نافس الفيلم في عدد من المهرجانات العالمية بقوة لاسيما أنه سيعرض في افتتاح <مهرجان القاهرة السينمائي الدولي> ايضاً، وأتمنى أن يكون هناك فيلم يمثل امرأة الجنوب في الدورات المقبلة للمهرجان خاصة أن هناك قضايا مهمة جداً من الممكن إثارتها.

 ــ ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم في هذا المهرجان خاصة وأنها الدورة الأولى له؟

- إقامة مهرجان سينمائي مسألة صعبة جداً، ونحن كمجموعة عمل للمهرجان قليلون جدا ونعمل وفق مسؤوليات كبرى، وفي النهاية أقول أننا قدمنا مجهوداً ضخماً، ونحن أخذنا من هذه الدورة الأولى الخبرات، وطبعاً من المؤكد أن الدورة الأولى في أي مهرجان من الممكن أن يكون فيها بعض الإخفاقات، وأتمنى ألا يتكرر ذلك معنا، لكن هنا في هذا المهرجان بذلنا مجهوداً كبيراً وضخماً للغاية، وإن شاء الله يكون هذا المهرجان كبيراً ومشرفاً لمصر لأنه يصب اهتماماته بالكامل على دور المرأة كونها تشكل نصف المجتمع، وأتمنى أن تكون هذه الدورة هي الأبرز لأنها بمنزلة تدشين للمهرجان، وفي الوقت نفسه أتمنى أن يكون المهرجان بمنزلة دعوة للمنتجين والمخرجين للاهتمام بسينما المرأة خلال الفترة المقبلة، لأنه لا بد أن تعود السينما لهذا الأمر وأن تسلط الضوء على مشاكل المرأة المصرية والعربية بشكل عام.

ــ ولكن من الممكن أن يكون هناك انتقاد لعدم مشاركة أفلام مصرية قوية في هذا المهرجان أو حتى عربية؟

- في هذا المهرجان الأمور أصعب بعض الشيء لأنه مهرجان لأفلام المرأة فقط، ويشترط أن تكون الأفلام المشاركة تعرض للمرة الأولى وفي الوقت نفسه تتحدث عن المرأة ومتخصصة في قضاياها، وهذا أمر صعب للغاية ليس على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى سينمات العالم أيضاً، وقد عوضنا ذلك بعرض أفلام مصرية على هامش فعاليات المهرجان منها <يوم للستات>، و<نوارة> لمنة شلبي، و<الماء والخضرة والوجه الحسن> لليلى علوي وباسم سمرة، ولن نغفل أننا اخترنا وجود فيلم جيد مثل <أخضر يابس> للمخرج محمد حماد ممثلا لمصر في مسابقة الأفلام الطويلة، وهو عمل مهم سبق أن شارك في مهرجانات عالمية كبرى وحصد الجوائز.

تعـاون الـوزارات والفيلـم الجديــد

ــ وإلى أي مدى تعاونت الوزارات المعنية لإقامة هذا المهرجان مثل الثقافة والسياحة والآثار؟

- كل هذه الوزارات كانت مرحبة للغاية بإقامة المهرجان، لكن في النهاية ميزانيتها محدودة وهي قدمت المساعدة على قدر المستطاع، لكن في النهاية نبحث عن القيمة ألا وهي وجود مثل هذا المهرجان الذي يعد إضافة لصناعة السينما المصرية لناحية أن يكون في مصر مهرجان يبحث ويهتم بسينما المرأة ويركز على قضاياها.

ــ وما هي طبيعة دورك تجاه هذه القضية خلال الفترة المقبلة، وهل ستستمرين في التطرق لقضايا المرأة في أفلامك المقبلة بعد <خلطة فوزية> و<يوم للستات>؟

- هذا ما عاهدت عليه نفسي وجمهوري، لأنني مؤمنة بهذه القضية للغاية، ومن خلال دوري كممثلة ومنتجة لا بد أن أشارك فيها، وبالفعل من خلال <خلطة فوزية> ناقشت قضية المرأة المطلقة التي تعاني من الوحدة مع وجود أطفالها الكثيرين، ولذلك تمتهن أي مهنة للإنفاق عليهم، وأيضا ناقشت قضية <العنوسة> من خلال دور النجمة غادة عبد الرازق، وفي <يوم للستات> كل شخصية نسائية بالفيلم تناقش قضية مختلفة، فمثلاً دور نيللي كريم يتطرق لقضية الزواج المبكر للفتيات والذي له عواقب وخيمة، وأيضا في فيلم <هزة وسط البلد> ناقشت قضية المرأة التي تعمل <بالشحاتة> حتى يضيع أولادها منها، وإذا كانت هذه الأفلام من إنتاجي، فهناك أفلام أخرى قدمتها كممثلة فقط وناقشت فيها قضايا المرأة أيضا مثل فيلم <واحد صفر> والذي ناقشت فيه المتاعب والأوجاع التي تواجه المرأة المسيحية بعد الطلاق وعدم تمكنها من الزواج مرة أخرى وفقاً لقوانين دينها، وهو العمل الذي أثار ضجة كبرى وقت عرضه، وفي فيلم <ريجاتا> قدمت دور المرأة الفقيرة التي تعاني من مرض السرطان وتموت لعدم قدرتها على توفير نفقات العلاج، وهذه قضية كانت في غاية الخطورة والأهمية، فكل هذه القضايا إنسانية في المقام الأول، وأنا مهتمة بها لآخر نفس، ومهتمة كذلك بقضايا المرأة بشكل عام.

ــ وماذا عن فيلمك الجديد <نسيم الحياة>، والذي تتولين بطولته وإنتاجه، ومتى ستبدئين تحضيراته الفعلية؟

- <نسيم الحياة> بالفعل تجربتي السينمائية المقبلة سواء تمثيليا أو إنتاجياً، وقد حرصت من خلاله أيضا على أن تكون كل عناصره نسائية، فهو من تأليف هناء عطية، وإخراج هالة خليل، وتوقفت عن تحضيره طوال الفترة الماضية لانشغالي الشديد في <مهرجان أسوان>، ولم أحدد موعداً نهائياً لبدء تحضيراته لكن هذا سيكون خلال الفترة المقبلة.

ــ وبشأن دراما رمضان، هل ستشاركين بأي من أعمال الموسم المقبل؟

- هناك بالفعل عمل درامي جديد، لكن لن يكون في رمضان المقبل بسبب ضيق الوقت، لأنني لن أقع في خطأ رمضان الماضي حيث استمررت في تصوير مسلسل <ليالي الحلمية 6> حتى 29 رمضان، وكنا في كثير من الأحيان نصور 20 ساعة يومياً، ومسلسلي الجديد سيتم عرضه بمجرد الانتهاء من تصويره، وسأعلن عنه عقب انتهاء باقي تحضيراته.