تفاصيل الخبر

الفنانة الأميركية "اورسولا سلفادور":كنت أحضر لدعوة الفنانين اللبنانيين للمشاركة في معرض "ماربيا آرت فير" ولكنه تأجل بسبب "كورونا"!

13/05/2020
الفنانة الأميركية "اورسولا سلفادور":كنت أحضر لدعوة الفنانين اللبنانيين للمشاركة في معرض "ماربيا آرت فير" ولكنه تأجل بسبب "كورونا"!

الفنانة الأميركية "اورسولا سلفادور":كنت أحضر لدعوة الفنانين اللبنانيين للمشاركة في معرض "ماربيا آرت فير" ولكنه تأجل بسبب "كورونا"!

بقلم وردية بطرس 

 

[caption id="attachment_77879" align="alignleft" width="283"] "اورسولا": لنعِش الحاضر واللحظة دون خوف من الغد[/caption]

فنانة مميزة جابت أنحاء العالم واكتسبت من كل ثقافة الكثير، انها الفنانة الاميركية "أورسولا سلفادور" التي ولدت في العاصمة الاسبانية مدريد ودرست ونشأت في مدينة ميامي الاميركية، ثم درست تاريخ الفن في باريس في جامعة "السوربون" الفرنسية، وقد عملت وتعاونت مع المعارض الفنية منذ ذلك الحين.

لقد تنقلّت "سلفادور" ما بين باريس، أثينا، بيروت، اسطنبول، ميامي، مدريد، ماربيا ولندن، وبعد ان اكتسبت ثقافات مختلفة  أصبحت "International Art Dealer" او وسيطاً فنياً عالمياً، وفي العام 2015 تم تعيينها عضواً في "اللجنة المضيفة للفنون الدولية" في "Art Marbella Fair" وهو أول معرض للفن الحديث والمعاصر "كوستا ديل سول" في اسبانيا، وماربيا هي نقطة تلاق لعالم الفن المعاصر ما بين أوروبا والشرق الأوسط.

أما لبنان فله مكانة مميزة وخاصة عند الفنانة "أورسولا سلفادور" التي تعرفت اليه منذ أكثر من 23 سنة ولم تنقطع عن زيارة البلد، ورغم انها لا تحمل جذوراً لبنانية ولكنها تشعر بحب كبير تجاه هذا البلد وتفكر دائماً كيف تعرّف الناس في أميركا اللاتينية واسبانيا على لبنان، وهي تتعاون مع معرض "بيروت آرت فير"، وكانت تسعى لدعوة الفنانين اللبنانيين للمشاركة في معرض "ماربيا آرت فير" ولكن بسبب جائحة "كورونا" تم تأجيله.

"الأفكار" أجرت حديثاً مع الفنانة "أورسولا سلفادور" تمحور حول عملها ونشاطاتها وتطرق الى حبها للبنان، وسألتها بداية عن تجربتها الغنية نظراً لكثرة اسفارها حول العالم واكتساب ثقافات مختلفة، فقالت:

- ولدت في مدينة مدريد، وترعرعت في ميامي اذ ان أهلي من أميركا اللاتينية من التشيلي والبيرو. أحب لبنان كثيراً علماً انني لست لبنانية الا انني تعرفت الى هذا البلد الجميل بعدما تزوج عمي من سيدة لبنانية، ولهذا كنت على تواصل مع لبنان ولدي الكثير من الأصدقاء اللبنانيين وانني أحب لبنان وشعبه. ثم انتقلت الى باريس بعدما درست الفنون، وهناك التقيت بأصدقاء لبنانيين ايضاً، وانني أزور لبنان باستمرار. أول مرة زرت فيها لبنان كانت منذ أكثر من 25 سنة، وأعرف الكثير عن هذا البلد وعن بيروت اذ أقمت في هذه المدينة لمدة سنة وطبعاً زرتها مراراً صيفاً وشتاءً، كما انني كنت في بيروت خلال حرب تموز (يوليو) 2006... لم اتوقف عن زيارة هذا البلد الجميل وأهله، وأحب حيوية اللبنانيين، وطبعاً أحب التاريخ والثقافة في هذا البلد، ومدينة بيروت التي تجمع ما بين التراث والحداثة.... وبعدما أنهيت دراسة الفنون في باريس وأقمت في تلك المدينة عدت وسافرت حول العالم حيث أقمت في اليونان واسطنبول والبيرو، وخلال السنوات الثلاث الاخيرة توجهت الى بيروت كثيراً وقد أردت ان أعيش في بيروت وأن أتحدث عن هذه المدينة اينما سافرت في العالم وأخبر الناس عن جمال لبنان خاصة وان الناس في  الخارج لا يعرفون عن هذا البلد، طبعاً اللبنانيون الذين يقيمون في دول الاغتراب يعرفون مدى جمال لبنان ولكن جيل الشباب اللبنانيين الذين يعيشون في البيرو والتشيلي  والاكوادور وفنزويلا لا يعرفون عن لبنان، وأنا أخبرهم الكثير عنه، اذ ليس لديهم الصورة الحقيقية عن لبنان رغم ان أجدادهم أخبروهم ان لبنان بلد جميل وانما لم يُتح لهم المجيء الى لبنان لأنه في نظرهم مكان غير آمن بسبب الحروب التي شهدها. وانا أعرف أشخاصاً سافروا الى الكثير من البلدان ولكن لم يقصدوا لبنان ولكن بعدما نشرت صوراً لي في لبنان على مواقع التواصل الاجتماعي بدأوا يتعرفون عليه. بالنسبة الي أرى لبنان بلداً جميلاً اذ أشعر وكأنه جوهرة اذ انه يُعرف بـ"موناكو الشرق" ففي لبنان يستمتع الزائر بالجبل والبحر نظراً لقربهما من بعضهما البعض، ولا ننسى ان هذا البلد أعاد بناء نفسه وهو ايضاً غني بالثقافة والتاريخ.

* تتحدثين بحب واعجاب كبير عن لبنان وكأنك لبنانية، فما سر ذلك؟ 

- يقولون لي وكأنني تبنيت لبنان كولد لي، اذ أتحدث عنه بكثير من الحب... بالفعل لبنان بلد مميز بالنسبة الي وشعبه محب للحياة ومضياف وودود، اذ يشعر الانسان وكأنه في بيته وبلده، والشعب اللبناني يشبه الشعب اللاتيني فهو محب للحياة وودود ومضياف. أصدقائي اللبنانيون يحبون أميركا اللاتينية وبدوري أحب لبنان كثيراً وأعرف بيروت وشوارعها وأحياءها وكأنني في بلدي. وكما أحب لبنان هكذا يبادلني أصدقائي اللبنانيون حبهم لأميركا اللاتينية، فكما انني منجذبة لهذا البلد فان أصدقائي اللبنانيين يشعرون بالمثل وعندما يزورون أميركا اللاتينية أخصص لهم برنامجاً لزيارة الأماكن السياحية هناك، ولهذا أود أن أبني جسر تواصل بين اللبنانيين واللاتينيينن، وكذلك أصدقائي الأسبان احبوا لبنان عندما أخبرتهم عن بلدكم الجميل.

* وهل كنت منجذبة لعالم الفنون منذ صغرك؟

- كما ذكرت في البداية انني درست الفنون في باريس، وطبعاً كانت تجربة مميزة ان أدرس وأقيم في مدينة الثقافة والفنون، وقد عملت في معارض فنية إلى ان اصبحت "Art Dealer" حيث لعبت دور الوسيط الفني، وبحكم هذا العمل سافرت الى بلدان كثيرة ومن ثم عدت الى ميامي اذ أقيم هناك منذ 23 سنة، ولدي غاليري فيها ولكنني اتعاون مع غاليريات اخرى ومن بينها "Beirut Art Fair" وهو معرض جميل ويتألق كل عام وآمل ان أشارك فيه أيضاً في العام المقبل، وأيضاً مع "Art Marbella Fair" في اسبانيا حيث بدأنا بهذا العمل في جنوب اسبانيا وهو معرض دولي، وأريد أن أقوم بتعريف الفنانين اللبنانيين على هذا المعرض وكنا سنفعل ولكن تم التأجيل بسبب وباء "كورونا"، ولكن العام المقبل سأقوم بدعوة فنانين لبنانيين الى اسبانيا للمشاركة في معرض "ماربيا الفني" حيث سيكون هناك فنانون معروفون واخرون جدد، وسأقيم معرضاً في الولايات المتحدة او اسبانيا اذ أحب ان أقوم بالترويج للفنانين، كما انني أقوم الآن بالتركيز على الفنانين المعاصرين، خاصة وان الناس يستهويهم الفن المعاصر.

* هل تأثرت بفن معين؟

- لطالما أحببت الفنون على أنواعها... علماً انه الى جانب الفن المعاصر أحب "Ecole du paris" اذ تأثرت بها وهي تعود الى الخمسينات، وفي نيويورك أحببت الفن التجريدي، والآن اجد نفسي منجذبة للفنون في الشرق الأوسط، وفي لبنان هناك الكثير من الفنانين اللبنانيين المميزين، والآن بتنا نتعرف على فنانين بشكل اسهل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.  

الشعب اللبناني... وحب الحياة والفنون

[caption id="attachment_77878" align="alignleft" width="146"] الفنانة الأميركية "اورسولا سلفادور": مدينة بيروت تجمع ما بين التراث والحداثة[/caption]

* كما ذكرت انك كنت في لبنان خلال حرب تموز وعندما بدأت الثورة كنت في بيروت ايضاً، فماذا تقولين عن هذه التجربة؟

- بالفعل صادف انني كنت في لبنان خلال حرب تموز (يوليو)  2006 وأيضاً عندما بدأت الثورة كنت أقصد ساحة الشهداء وهناك رأيت الكثير من اللبنانيين يعبّرون عن مطالبهم من خلال الفن سواء بالرسم او الأعمال الفنية، فلبنان بلد مميز وهناك فنانون لبنانيون رائعون، وأعتقد ان لبنان لديه الكثير من الطاقة والحيوية والغنى الثقافي ومن المحزن ان نراه يمر بأزمات معيشية واقتصادية صعبة، ولكن بالرغم من ذلك فالشعب لا يزال قوياً ويكافح ويناضل من أجل مستقبل أفضل. لبنان من أجمل الأماكن في العالم، ولو سألتني منذ سنوات بأي بلد اود ان اقيم  لما كنت اخترت الاقامة في فرنسا او حتى اسبانيا التي ولدت فيها بل لكنت أردت ان أعيش في بيروت في المرتبة الأولى لأسباب عدة منها ما يتعلق بالطبيعة والشعب اللبناني والثقافة والمطبخ اللبناني وغيرها من الأمور الجميلة التي تجذبني الى لبنان، فهذا ما أريد ان يراه العالم عن لبنان وليس فقط الأخبار السيئة والمحزنة. وطبعاً أقف الى جانب الشعب اللبناني، اذ عندما كنت في بيروت مع بداية الثورة شعرت بوجعهم، وكنت غادرت لبنان في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي لأنني أردت ان أرى عائلتي في اسبانيا رغم انني أردت البقاء في لبنان ولكن بسبب العمل في نيويورك اضطرت ان اسافر الى الولايات المتحدة ومن ثم بقيت في ميامي، وكنت أود لو انني قضيت الحجر المنزلي في بيروت. وحالياً أسعى لإحضار فنانين لبنانيين الى معرض "ماربيا" العام المقبل لأنه تم تأجيله هذا العام بسبب وباء "كورونا" كما ذكرت، ولاحقاً سأدعو فنانين اسبان لزيارة لبنان ايضاً.

التمتع بالطبيعة خلال الحجر المنزلي

* كيف تقضين الحجر المنزلي في ميامي وماذا تفعلين؟

- كما تعلمين ان الاغلاق في ميامي بدأ منذ شهرين ولكن الأمر مختلف في ميامي اذ لكل ولاية وضع مختلف عن الآخر فمثلاً في ميامي هناك مساحات شاسعة اذ هناك الشواطىء والطبيعة وهذا يساعدنا كثيراً اذ أخرج للمشي على الشاطىء او في الطبيعة، ولكن طبعاً نتقيد بالتعليمات من حيث ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي. وبما أنه تم تأجيل معرض "ماربيا آرت فير" هذا العام أحاول ان أساعد الفنانين "اونلاين" وأيضاً أتعاون مع منظمات وأيضاً مع مشاهير، كما انني أتعاون مع الفنانة الأميركية المشهورة "ايما لونغوريا" للمجيء الى بيروت لمساعدة الأطفال اللبنانيين، وطبعاً اتواصل مع الفنانين على الانترنت.

* خلال الحجر المنزلي هل تستفيدين من الوقت لأنه قبل "كورونا" كنا على عجلة من امرنا ولم يكن لدينا وقت لأنفسنا؟

- هذا صحيح فقد كنت منشغلة بالعمل ولم يكن لدي الوقت للتمتع بالطبيعة مثلاً... جميعنا كنا على عجلة للقيام بالأعمال والتنقل والسفر من بلد الى آخر، أما الآن فلدينا متسع من الوقت وعلينا ان نستمتع بهذا الوقت والتمتع بالطبيعة وما نعيشه في اللحظة وان نكون ممتنين وان نحافظ على النظافة... كما انني خلال الحجر اقوم بالقراءة عن التاريخ وغيره.

* وإلمَ تشتاقين في ظل الوباء؟

- اشتاق لملاقاة أصدقائي والخروج الى المقاهي او لتناول الغداء معاً... اشتاق الى حركة الحياة. وعندما ينتهي كل شيء اول ما سأقوم به هو السفر الى اسبانيا لرؤية أهلي، فبالنسبة الي حزنت كثيراً لما يحدث هناك من اصابات ووفيات، وطبعاً قلقت كثيراً لأن عائلتي تقيم هناك ولكن الحمد لله كلهم بخير. وستحتاج اسبانيا لبعض الوقت للخروج من هذه الأزمة كما هو حال كل بلدان العالم ولكن تُبذل الجهود لاستعادة الدول نشاطها وعافيتها.

الحياة ما بعد "كورونا"

* كيف ترين الحياة ما بعد "كورونا"؟

- أعتقد أن الحياة لن تكون كما كانت قبل جائحة "كورونا"، على سبيل المثال بما يتعلق بالسفر اذ سأفكر كثيراً قبل ان أخطط للسفر الى اي بلد اذ علي ان أكون حذرة باختيار المكان الذي سأتوجه اليه، وهذا أمر لمحزن اذ قبل "كورونا" كنت أسافر حول العالم بدون اي خوف او حذر، كما انني سأحاول الا أتواجد في أماكن مكتظة مثل الأماكن العامة او المطارات، وأعتقد اننا لن نقدر ان نقوم برحلة سفر قبل سنة... ولكن نأمل ان تسير الأمور نحو الأفضل في الأشهر المقبلة.

* ماذا تعلمت من هذه الازمة؟

- الدرس هو ان نكون حذرين وفي الوقت نفسه ممتنين ونعيش اللحظة ونفكر بالحاضر فقط لأننا لا نعرف ماذا يخبأ لنا الغد. الأهم ان نستمتع باللحظة وأيضاً بالطبيعة وان نشعر بالامتنان والشكر دائماً. يجب ان نتعلم من هذه التجربة الكثير وان نستفيد منها عندما نعود الى حياتنا الطبيعية، فعلى الانسان ان يتعلم من كل تجربة يمر بها مهما كانت صعبة.