تفاصيل الخبر

ألف سلامة لأمير الكويت

13/09/2019
ألف سلامة لأمير الكويت

ألف سلامة لأمير الكويت

أدخل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الاسبوع الماضي أحد المستشفيات في الولايات المتحدة الاميركية لاستكمال الفحوصات الطبية بعدما أصيب بوعكة صحية منتصف الشهر الماضي ما حكم بتأجيل اللقاء الذي كان مقرراً مع الرئيس الاميركي <دونالد ترامب> في 12 الجاري إلى موعد يحدد لاحقاً، الا ان مجلس الوزراء الكويتي اعرب عن عميق الارتياح للحالة الصحية للأمير، مبتهلاً إلى الباري عز وجل أن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يحفظه سنداً وذخراً لوطنه وشعبه لمواصلة عطائه ونشاطه المعهود.

والشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح المولود في مدينة الجهراء شمال غرب الكويت في 16 حزيران (يونيو) من العام 1929 هو الابن الرابع للأمير أحمد الجابر الصباح من السيدة منيرة العثمان السعيد العيّار وبالتالي هو الامير الخامس عشر في تاريخ الكويت منذ العام 1752، والخامس بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1961،  حيث سمي امير البلاد في 29 كانون الثاني (يناير) عام 2006 بعدما بايعه أعضاء مجلس الامة بالاجماع على أثر تزكيته من مجلس الوزراء.

وكان بداية الصباح السياسية عندما تم تعيينه عام 1954 عضواً في <اللجنة التنفيذية العليا> وهي بمنزلة مجلس الوزراء، وبعدها عيّن رئيساً لـ<دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل>، وثم رئاسة <دائرة المطبوعات والنشر>، ليصبح عضواً في المجلس الأعلى الذي كان بمنزلة مجلس وزاري بعد الاستقلال ومن ثم وزيراً للإرشاد والأنباء عام 1962 ليكون اول وزير اعلام في تاريخ دولة الكويت ويقوم خلال توليه الوزارة بعملية دعم وتطوير وسائل الإعلام في الكويت، ليعين عام 1963 وزيراً للخارجية ويبقى في هذا المنصب لمدة اربعين سنة بعدما اعتبر الباني الإستراتيجي الحقيقي للدبلوماسية الكويتية العربية، وكان اول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبولها انضمام الكويت في 14 أيار (مايو) 1963 واستحق لقب <شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم> و<عميد الدبلوماسية الكويتية والعربية>.

وأصبح الصباح نائباً لرئيس الوزراء عام 1978 وبعدها رئيساً للوزراء عام 2003 لتحصل المرأة في عهده على حقوقها السياسية والنيابية وعمد الى توزير أوّل امرأة عام 2005، الى ان أصبح أميراً للبلاد عام 2006، حيث شهدت البلاد في عهده نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذاً لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي حتى ان الامم المتحدة كرَّمته عام 2014 بلقب <قائد للعمل الإنساني> وسُمِّيَت الكويتُ <مركزاً للعمل الإنساني>.

والأمير الصباح منذ كان وزيراً للخارجية حتى أصبح أميراً وهو يجنح لرأب الصدع ووصل ما انقطع بين الاشقاء العرب والاصدقاء في العالم، وساهم في العديد من الوساطات بين الدول العربية وكان اخيرها وساطته بين قطر وكل من السعودية والامارات، في حين ساهم في ارساء المصالحة في لبنان بعدما كان عام 1989 رئيس اللجنة السداسية العربية المؤلفة من وزراء خارجية الكويت والجزائر وتونس والأردن والإمارات والسودان التي شكّلتها جامعة الدول العربية، والتي كانت مهمتها تحقيق التوافق بين اللبنانيين لوقف الحرب الأهلية اللبنانية، وهي التي مهدت للجنة الثلاثية المؤلفة من الملك المغربي الحسن الثاني والعاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والتي نجحت في ارساء قواعد المصالحة وانهاء الحرب وانجاز اتفاق الطائف.

والأمير لم يتوان يوماً عن دعم لبنان في كل المجالات وهو يعتبره وطنه الثاني، وكل اللبنانيين يكنون له التقدير والاحترام وله مكانة خاصة في قلوبهم لوقوفه في السراء والضراء مع لبنان، خاصة وان علاقة لبنان بالكويت تاريخية ومتينة ما يجعلنا ندعو الله ان يمتعه بالعافية وان يعود الى بلاده وهو موفور الصحة ويبقى علم الكويت مرفرفاً بألونه الاربعة الأحمر والأخضر والأبيض والأسود المستوحاة من بيت الشاعر صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا/ سود مواقعنا/ خضر مرابعنا /حمر مواضينا.