تفاصيل الخبر

الدكتورة رشا حمرة امبريس: سرطان القولون هو ثاني سرطان عند النساء ورابع سرطان عند الرجال!

05/04/2019
الدكتورة رشا حمرة امبريس:  سرطان القولون هو ثاني سرطان عند النساء ورابع سرطان عند الرجال!

الدكتورة رشا حمرة امبريس: سرطان القولون هو ثاني سرطان عند النساء ورابع سرطان عند الرجال!

 

بقلم وردية بطرس

إن سرطان القولون والمستقيم يعتبر ثالث أنواع السرطان انتشاراً، وثاني مسبب للوفاة من الأمراض السرطانية في العالم. وفي لبنان يُصاب حوالى 20 من أصل 100,000 شخص بهذا المرض سنوياً، وهو رابع أنواع السرطان الأكثر انتشاراً لدى الرجال بعد سرطان البروستات والرئة والمثانة، والثاني لدى النساء بعد سرطان الثدي. وبما ان 80 بالمئة من هذه الحالات تُشخص في المراحل المتقدمة حيث تنخفض نسبة الشفاء لما دون 12 بالمئة، أخذت وزارة الصحة العامة المبادرة لاطلاق الحملة الوطنية للتوعية.

وكان وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق قد أطلق الحملة الوطنية للتوعية عن سرطان القولون (الامعاء) بهدف مواجهة تزايد أعداد المرضى المصابين بهذا السرطان والحد من التأخر في الكشف عنه، وذلك بعقد مؤتمر في وزارة الصحة بحضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان ايمان الشنقيطي، والمدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار، ونقباء وممثلي الأجهزة الأمنية، ورئيسة جمعية سعد هنا نمر وحشد من الأطباء والأعضاء في جمعية أطباء الجهاز الهضمي، والجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث، وجمعية أطباء الباثولوجيا، وناشطين في منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الصحة. واعتبر وزير الصحة الدكتور جميل جبق ان التوعية الصحية واجب استباقي، يقع في أعلى سُلم الأهمية والأولويات لما يعود به من نفع كبير في صون صحة وحياة المواطنين والتخفيف من معاناتهم الانسانية والمالية على مدى سنوات في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي نعيشه وقال:

- انها المرة الأولى التي تطلق فيها الوزارة حملة وطنية للتوعية من سرطان القولون، وذلك لتزايد أعداد المرضى ولتأخر الكشف عن هذا السرطان للأسف. وتكمن أهمية التوعية من سرطان القولون في محاور عدة:

أولاً: انه سرطان يمكن الوقاية منه لأنه من السرطانات القليلة التي يمكن استباق حدوثها من خلال الكشف المبكر والدوري نتيجة فحص بسيط بكلفة زهيدة لا تتعدى العشرة آلاف ليرة لتبيان وجود اي كتل حميدة ممكن ان تتحول في المستقبل الى سرطان ووجوب ازالتها عد اكتشافها. ثانياً: ان علاج سرطان القولون ممكن ومتوافر في لبنان، سواء كان جراحياً او عبر الأشعة او عن طريق الأدوية، فوزارة الصحة تتكفل سنوياً بعلاج ما يزيد عن 330 مريضاً بكلفة تبلغ حوالى مليارين ونصف المليار ليرة لبنانية ثمن أدوية فقط. ثالثاً: هو سرطان ممكن الشفاء منه اذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة، فإن نسبة الشفاء هي 90 بالمئة وهي نسبة عالية جداً، كما ان الكشف المبكر يخفف من معاناة المريض والأهل على حد سواء، كما يحد من الكلفة الصحية على الدولة والقطاع الصحي وجيب المواطن. ولا يمكن لأي مجهود على المستوى الوطني ان ينجح بدون جهود الجميع، فالجميع مسؤولون ومطالبون بالتعاون والتضامن للحد منه. ولفت الوزير جبق الى الطلب من تعاونية موظفي الدولة والضمان الاجتماعي والطبابة العسكرية والأمنية تغطية فحص الكشف المبكر منوهاً بما وجده من تجاوب خصوصاً لدى قيادة الجيش والطبابة العسكرية وتعاونية موظفي الدولة لاستعدادهم في مجال التعاون لانجاح هذه الحملة. كما ان شركة <فوجي فيلم> اليابانية قدمت هبة عبر الوزارة الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وهي كناية عن جهاز متطور لاجراء فحص الكشف المبكر لسرطان القولون، كما قدمت 1000 اختبار <FIT Kits> مجاني الى 1000 شخص من غير المضمونين وذلك ضمن الحملة الوطنية للتوعية من سرطان القولون.

 

الدكتــورة رشـــا حمـــــرة امــــبريس

والعوامل المسببة للاصابة بسرطان القولون!

 

<الأفكار> تحدثت الى رئيسة دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة الدكتورة رشا حمرة امبريس لتطلعنا على أهمية الحملة، وعن الوقاية من سرطان القولون ونسألها أولاً:

ــ ما هي الأسباب التي تؤدي لحدوث سرطان القولون؟

- هناك عوامل خطورة ممكن ان تؤدي الى سرطان القولون، وتنقسم عوامل الخطورة الى نوعين: عوامل خطورة متوسطة منها ان اي شخص سواء الرجل او المرأة فوق سن الخمسين معرض للاصابة به، والسمنة، وشرب الكحول بشكل مفرط، والتدخين (الدخان والنرجيلة)، وقلة الحركة، وطبعاً النظام الغذائي غير الصحي اي تناول اللحوم الحمراء وهنا أتحدث عن اللحوم الحمراء المصنّعة والمدخنّة، وبالتالي هذه كلها عوامل خطورة متوسطة. وهناك عوامل خطورة مرتفعة: تاريخ العائلة فاذا كانت هناك اصابة بهذا المرض لدى افراد العائلة فإن الشخص يكون معرضاً اكثر من غيره للاصابة به، او يكون لدى الشخص الكتل اللحمية نسميها (التواليل) او <Polyps>، بالاضافة الى الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة في المعدة فيكون عامل الخطورة لديهم مرتفعاً أكثر من غيرهم. للأسف اذا نظرنا الى الأرقام في لبنان بين عامي 2005 و2015 فلقد تضاعفت.

أهمية الفحص للوقاية من سرطان القولون!

وعن أهمية الفحص للوقاية من الاصابة بسرطان القولون تشرح:

- للأسف 80 بالمئة من هذه الحالات تُشخص بمرحلة متقدمة يعني في المرحلة الثالثة والرابعة، وهذه الأرقام محزنة جداً لأن سرطان القولون بالتحديد يمكن الوقاية منه وحتى منع حدوثه، ويُمنع حدوثه من خلال اجراء فحص الخروج وهو بسيط، اذ تُؤخذ عينة وتُرسل الى المختبر ويُجرى هذا الفحص، وحتى كلفته بسيطة اي في اقصى حد تصل الى 30 دولاراً، وهذا الفحص يظهر عما اذا كان هناك دم خفي في الخروج اذ لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، فاذا تبين ان هناك دماً في الخروج، عندها يجب على الشخص ان يقصد الاختصاصي في أمراض المعدة لاجراء فحص الناضور، فهناك حالات تبين ان هناك مشكلة معينة في المصران لا علاقة لها بالسرطان، كما ممكن ان يظهر ان هناك تواليل التي نتحدث عنها، وهذه التواليل تكون حميدة ولكن مع الوقت بين 5 الى 10 سنوات تتحول الى سرطان، ولهذا اذا وجدها الطبيب خلال فحص الناضور يزيلها فوراً، وهنا يقي المريض من الاصابة بالسرطان، وبالتالي اذا ظهرت التواليل يمكن ازالتها ويخضع الشخص لفحص الناضور مرة كل عشر سنوات، لأننا نقول ان هذه التواليل تحتاج الى الوقت لتتحول من حميدة الى سرطان.

وأضافت:

 - من هنا أهمية الوقاية واجراء الفحص، اذ كما ذكرت خلال فحص الناضور اذا تبين ان هناك بداية سرطان القولون اي في المرحلة الأولى والثانية فإن نسبة الشفاء تصل الى 90 بالمئة، وهو فحص بسبط ومتوافر اينما كان، وكلفة اجراء الفحص بسيطة لاسيما بالمقارنة مع فحوصات أخرى مثلاً فحص الثدي لأنني اهتم بحملات سرطان الثدي أيضاً، ولكن بالنسبة الي فإن التوعية حول سرطان القولون أهم لأنه يمكن الوقاية من سرطان القولون، ولأن فحص القولون بسيط ليس كما فحص الماموغرافي المكلف أكثر من فحص القولون.

 

الحملة الوطنية للوقاية من سرطان القولون!

ــ وماذا عن الحملة التي اطلقتها وزارة الصحة وذلك للمرة الأولى للوقاية من سرطان القولون؟

- لقد انطلقت الحملة بعدما رأينا الأرقام، اذ للأسف الناس لا يعرفون ان هناك فحصاً بسيطاً يمكن اجراؤه للقولون، لذا شكّلنا لجنة وطنية في وزارة الصحة برئاسة مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار، وطبعاً أتينا باختصاصيين من كل الاختصاصات المتعلقة بالموضوع وقررنا العمل معاً من أجل توعية الناس، وفي الوقت نفسه سنقوم بتوعية الأطباء من كل الاختصاصات لأنه للأسف هناك بعض الأطباء لا يعرفون ان الكشف المبكر للقولون يُجرى من خلال استعمال فحص <FIT> الذي يُستخدم عالمياً وفي الدول المتقدمة.

العوارض

 

ــ ماذا عن العوارض؟

- هناك عوارض، ولكن ممكن ان تكون العوارض لسبب آخر، وبالتالي يجب التنبه هنا بمعنى اذ رأى الشخص الدم في الخروج، وهنا نتحدث عن مراحل متقدمة، ولهذا نشدد على ضرورة اجراء فحص <FIT> بدون اي عوارض، اي لا يجب ان يقول الشخص ان عمره 51 وهو بخير ولا يشعر بشيء، اذ يجب الا يكون الشخص يشعر بشيء ويخضع للفحص كما قلت. وبالتالي عند رؤية اي تغيير في الخروج من حيث نوعه وشكله، وأيضاً اذا شعر بوجع مزمن في البطن، وفقدان للوزن بدون اي سبب منطقي، وتعب، وفقر الدم، فهذه كلها عوارض سرطان القولون... هناك معتقد خاطىء ان هذا السرطان يصيب فقط الرجال وهذا أمر غير صحيح، فالاحصاءات الوطنية تظهر انه ثاني سرطان عند النساء ورابع سرطان عند الرجال، لهذا نقول يجب اجراء الفحص ابتداء من سن الخمسين سواء السيدات ام الرجال. وبالتالي التشخيص ضروري ويجب ان يخضع الشخص لفحص الناضور، واذا رأى الطبيب أمراً غريباً ففي اللحظة نفسها تحت الناضور يأخذ عينة ويرسلها للزرع لمعرفة عما اذا كانت تواليل حميدة او انها تحولت الى خلايا سرطانية، وعندها حسب المرحلة التي تم تشخيص السرطان فيها يبدأ العلاج.

 

العلاج!

ــ وماذا عن العلاجات؟

- بالنسبة لأنواع العلاجات فهناك أكثر من نوع، طبعاً هناك العملية ولكن طبعاً حسب مكان السرطان بالقولون، واذا كان الشخص يتحمل عملية الاستئصال، وهناك العلاج الشعاعي والعلاج الكيميائي، وقد يُستعمل اكثر من نوع ولكن حسب حالة المريض وحسب عمره وحسب ماذا لديه من أمراض أخرى. واذا كان المرض في مرحلة مبكرة يُستحسن اجراء العملية لازالة الورم، ولكن كلما كان المرض متقدماً ومنتشراً يصبح اجراء العملية اصعب بكثير.

واستطردت قائلة:

- طبعاً المستفيدون من وزارة الصحة يأخذون الدواء مجاناً اذا كانت الشروط مستوفاة، وطبعاً هناك مرضى الضمان والتعاونية والجيش، اي هناك جهات ضامنة تقوم بتغطية الكلفة. وكما اشرت في بداية الحديث ان نسبة الشفاء اذا تم اكتشافه في المرحلة الأولى والثانية تصل الى 90 بالمئة، بينما اذا تم التشخيص بمرحلة متقدمة اي المرحلة الثالثة والرابعة وكان هناك انتشار للمرض فعندها تنخفض نسبة الشفاء لتصل الى 12 بالمئة. ولهذا نشدد على اجراء الفحص الذي يوّفر على الناس وعلى الأهل وعلى القطاع الصحي والجهات الضامنة، ناهيك عن التعب الجسدي والنفسي لدى المريض.

 ــ الى اي مدى تساعد حملات التوعية للوقاية من المرض؟

- بالطبع ان حملات التوعية مهمة جداً، اذ نلقى تجاوباً من قبل المواطنين، وهذا يشجعنا اكثر للمضي بحملات التوعية. وطبعاً يجب ان تكون حملات التوعية سنوية، فمثلاً حملات سرطان الثدي تُجرى سنوياً وذلك على مدى 16 سنة وبالتالي نود ان نجري حملة سرطان القولون كل سنة، اذ هذه اول سنة تقوم وزارة الصحة باجراء الحملة الوطنية حول سرطان القولون ونأمل ان تستمر الحملة، وان شهر آذار (مارس) هو الشهر العالمي لسرطان القولون لهذا وزارة الصحة اطلقت الحملة في شهر آذار/ مارس.

ــ وهل تزداد حالات الاصابة بسرطان القولون في لبنان وهل هناك عوامل مثل التلوث والطعام غير الصحي ادت لزيادة المرض؟

- كما تعلمين منذ فترة صدر تقرير مفاده ان لبنان لديه اعلى نسبة اصابة بالسرطان في المنطقة، والناس نظروا الى الموضوع بطريقة سلبية ولكن نحن كوزارة الصحة لدينا (داتا) علمية عن النسب العالية، فأولاً كقطاع صحي في لبنان هو متطور جداً، اي تقريباً لا أحد يصيبه السرطان مهما كان نوعه الا ويتم تشخيصه، لأنه لدينا تكنولوجيا متطورة. ثانياً لدى وزارة الصحة سجل وطني، ولدى لبنان نظام طبي متطور... طبعاً هناك تلوث وعوامل أخرى فنحن لا نقول غير ذلك ونشعر بالحزن حيال ذلك، ولكون نسبة التدخين عالية جداً، اذ نرى ان نسبة النساء اللواتي يدخن متوازية مع نسبة الرجال المدخنين، كما نرى ان الأولاد بعمر الـ12 و13 و14 يدخنون النرجيلة، والأم تقدم لهم النرجيلة وهذا أمر مضّر بصحتهم.

النصائح والارشادات!

ــ هل من نصائح وارشادات؟

- طبعاً هناك ارشادات تساعد على الوقاية من الاصابة بالعديد من الأمراض وأنواع السرطانات وذلك بشكل أساسي، اذ عدا عن اجراء الفحوصات والمتابعة دورياً، هناك الارشادات الصحية وهي: تناول الطعام الصحي، والحفاظ على الوزن الصحي، عدم التدخين، شرب الكحول بكميات مقبولة، والتقليل من تناول الملح في الطعام ومن الدهون والسكريات، ومزاولة الرياضة مثل المشي اذا لم يكن بامكان الجميع الذهاب الى النادي وما شابه، وبالتالي هذه الارشادات مهمة للوقاية من الاصابة بالسرطان والعديد من الأمراض...

وختمت الدكتورة امبريس قائلة:

- نحن نعمل ونصدر التوصيات ونحاول ارسال الرسائل النصية للناس، ولكن لو لم يكن الاعلام يساعدنا لما استطعنا الوصول الى الناس، خصوصاً للفئة العمرية في سن الخمسين وما فوق فهؤلاء لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ليطلعوا على هذه الارشادات والحملات، وبالتالي نشكر الاعلام وتجاوبه معنا للقيام بهذا العمل لمساعدة الناس في هذا الخصوص. وخلال هذه الحملة طبعنا 250 ألف كتيب للناس وارسلناها لنقابة الصيادلة لكي يتم توزيعها على 3000 صيدلية في كل أنحاء لبنان، اذ تعلمين ان كل لبناني يدخل الى الصيدلية بشكل دوري، وبالتالي وزعنا المادة في الصيدليات اذ تعلمين ان الصيدلي له دور في التوعية، كما ارسلناها الى المستشفيات الخاصة والرسمية ليتم توزيعها هناك. كما نشكر شركة <ليبان بوست> اذ لأول مرة تتعاون معنا اذ اخذت منا كمية كبيرة جداً وبدورها تقوم بتوزيع الكتيب، وهنا ترين التكاتف وكيف ان كل شخص يقدر ان يساعدنا لنوصل الرسالة للناس، وفي الأمس تجاوبت معنا وزارة الاتصالات اذ ستُرسل الرسائل النصية قريباً لكل الناس لتذكيرهم باجراء الفحص، وللمزيد من المعلومات اضفنا رقم الخط الساخن في وزارة الصحة، وهذا كله مجاناً ونشكر الجميع للتعاون.