تفاصيل الخبر

الدكتور هادي سكوري: من أهم مسببات حدوث قصور عضـلــة القلـب تصلــب الـشرايـيــن وارتفــاع الـضـغــط!

01/03/2019
الدكتور هادي سكوري: من أهم مسببات حدوث قصور عضـلــة القلـب تصلــب الـشرايـيــن وارتفــاع الـضـغــط!

الدكتور هادي سكوري: من أهم مسببات حدوث قصور عضـلــة القلـب تصلــب الـشرايـيــن وارتفــاع الـضـغــط!

 

بقلم وردية بطرس

تعتبر عضلة القلب جوهر نظام القلب والأوعية الدموية، ويتكون هذا النظام من القلب والأوعية الدموية والشعيرات الدموية التي تحمل الدم في جميع انحاء الجسم، ويقع القلب على يسار منتصف الصدر، وهو عضلة كبيرة بحجم قبضة اليد، وتعمل بمثابة مضخة الدم ويحمل الدم المواد المغذية والأوكسجين التي تحتاج اليها خلايا الجسم لأجل الطاقة. ويحدث قصور في عضلة القلب بسبب عدم قدرة القلب على ضخ الكمية الكافية من الدم الى أعضاء الجسم ويرجع ذلك الى قصور وظيفة عضلة القلب.

 

الدكتور هادي سكوري ووظيفة عضلة القلب

فما الذي يؤدي لحدوث قصور في عضلة القلب؟ وما هي العوارض والعلاجات؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في قصور عضلة القلب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس لجنة قصور القلب في الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور هادي سكوري ونسأله أولاً عن وظيفة عضلة القلب فيقول:

- ان عضلة القلب تستقبل الدم المشبّع بثاني أوكسيد الكربون على جهة اليمين للقلب، وهناك تضخه بدورها على الرئة لتشبّعه بالأوكسجين. ثم يُضخ الدم من الرئة الى الجهة اليسرى للقلب على الأعضاء الحيوية على الشريان الأبهر، والشريان الأبهر يضخ الدم الى الرأس والبطن والقدمين وكل الأعضاء الحيوية. أولاً عضلات القلب تتألف من تجويفات على اليمين واليسار. ثانياً هذه العضلة تتغذى بالشريان التاجي، مثلاً نقول المريض اذا كان قد خضع لعملية قلب مفتوح او روسور معنى ذلك ان الشرايين التي تغذي القلب قد تعبت او حصل فيها انسداد. وبالتالي عندما نقول عضلة القلب ضعيفة او قصور عضلة القلب يعني ان العضلة غير قادرة على ضخ دم كافٍ للأعضاء الحيوية وعندئذٍ تظهر عوارض قصور القلب.

وعن اسباب عدم ضخ العضلة الدم الكافي يشرح الدكتور سكوري:

- ان عدم ضخ العضلة الدم الكافي له اسباب عديدة، والأسباب الرئيسية الشائعة هي أولاً تصلب شرايين القلب التي تغذي العضلة، فعندما يحدث انسداد في تلك الشرايين لا يعود الدم يصل بشكل كاف الى العضلة فتموت خلايا العضلة. وعندما تموت الخلايا لا تتجدد. والسبب الثاني هو ارتفاع الضغط لأن العضلة تضخ على الشريان الأبهر، فاذا لم يُعالج ارتفاع الضغط تتعب العضلة مع مرور الوقت. وهناك أسباب أخرى مثل العامل الجيني اي يكون هناك مشكلة في العضلة، وهناك اسباب لها علاقة بصمامات القلب اي اذا كان في الصمامات مشاكل مثل انسداد في الصمام او تنفيس في الصمام (التي تُعرف علمياً بارتجاج في صمامات القلب) لأن الصمامات توجّه الدم من اليمين الى اليسار على الشريان الأبهر، فاذا حدث انسداد او تنفيس لا يعود الدم يتوجه بشكل صحيح، وعندئذٍ تظهر عوارض ضعف القلب.

ويتابع:

- هناك مشاكل الالتهابات مثلاً كريب او التهابات التي <تسقّط> على أعضاء الجسم وعلى القدمين ممكن ان <تسقّط> على عضلة القلب فتسبب التهابات بعضلة القلب وهذا يؤدي الى ضعف عضلة القلب. وهناك الأدوية الكيمائية لمرضى السرطان والعلاج بالأشعة للصدر، وهناك شرب الكحول المفرط الذي يؤثر على ذلك أيضاً. وطبعاً هناك مشاكل في الهرمونات ممكن ان تؤدي لضعف عضلة القلب مثل الغدة، ومشاكل في كهرباء القلب، اذ ان حركة دقات القلب السريعة او عدم انتظام دقات القلب ممكن ان تضعف عضلة القلب مع مرور الوقت اذا لم تُعالج. اي هناك اسباب شتى لحدوث قصور عضلة القلب، ولكن اهم سببين لحدوث ذلك هو تصلب الشرايين التاجية وارتفاع الضغط. وبعض الأشخاص يحدث لديهم ضعف عضلة القلب

مثلاً النساء خلال الحمل اي في اواخر فترة الحمل او بعد الانجاب، ولكن نسبة حدوثها قليلة.

ــ هل هناك فئات عمرية معينة معرضة للاصابة بقصور عضلة القلب؟

- ان نسبة الاصابة بقصور عضلة القلب تزيد كلما تقدم الانسان في السن، ولكن الأشخاص بكل الأعمار معرضون للاصابة به وذلك حسب السبب، ربما الالتهابات والعامل الجيني يظهران عند الصغار أكثر، بينما تصلب الشرايين وارتفاع الضغط ومشاكل الصمامات تظهر عند الكبار أكثر، وبالتالي تختلف الأسباب حسب العمر.

نسبة الاصابة بقصور عضلة القلب

وأهمية حملات التوعية

ــ وما هي نسبة الاصابة بقصور عضلة القلب في لبنان والعالم؟

- تقريباً من 1 الى 2 بالمئة من المرضى في دول العالم لديهم قصور عضلة القلب. في لبنان ليس لدينا احصاءات كافية لمعرفة نسبة الاصابة بهذا المرض، ولكن نأخذ النسبة نفسها عالمياً اي من 1 الى 2 بالمئة، اذ معقول ان يكون هناك حوالى 70 او 80 ألف مريض مصاب بقصور عضلة القلب في لبنان.

ــ وما أهمية إلقاء الضوء والحديث عن قصور عضلة القلب؟

- هناك أهمية كبيرة للحديث عن قصور عضلة القلب، لأنه اذا لم يُعالج المصاب بقصور عضلة القلب فسيودي به الأمر الى الموت المحتم. ليس هناك وقت معين بل حسب السبب يتدهور وضع المريض، اذ انه بغضون خمس سنوات اذا لم يُعالج المصابون به فان 80 بالمئة منهم يموتون، ولكن اذا تلقوا العلاج وهناك علاجات جديدة عندئذٍ أقل من 40 بالمئة يموتون خلال خمس سنوات. وبالتالي العلاجات تطيل عمر المصاب بقصور عضلة القلب. والسبب الثاني الذي يدفعنا للحديث عن هذا المرض هو انه عندما يصل المريض الى مراحل متقدمة من ضعف القلب يدخل الى المستشفى أكثر، مثلاً اذا دخل الشخص مرة الى المستشفى، فانه خلال ثلاثة أشهر 30 بالمئة من المصابين به يدخلون مرة ثانية الى المستشفى. ثالثاً اذا تم الكشف المبكر ومعالجته بشكل مبكر، فهناك أمل بأن يُشفى المريض او تطيل حياته. رابعاً: لقد برهنت الدراسات بأن المريض عندما يعرف عن حالته وأيضاً أهله عن الأدوية والعوارض يكون ذلك أفضل اذ يساعده ذلك ويقلّل من نسبة دخوله الى المستشفى وتتحسّن نوعية الحياة.

ويتابع:

- بالتالي لهذه الأسباب الأربعة التي ذكرتها يجب ان تُقام حملات التوعية، ولقد بدأت حملات التوعية في العام 2010 اذ أقامتها الجمعية الأوروبية لأطباء القلب، ونحن منذ العام 2011 بدأنا نشارك في هذه الحملات بالتضامن مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وأيضاً في أميركا في الوقت نفسه تقريباً من العام 2009 لغاية 2011 بدأوا ينظمون الحملات، وخلال السنوات العشر الأخيرة أصبحت هناك حملات وأصبحت هناك معرفة أكثر عن قصور عضلة القلب. ومنذ ان ترأست الجمعية اللبنانية لأطباء القلب كان هدفي الأول تأسيس <Heart Failure Working Group> وذلك أولاً لتوعية الأطباء لأنه أيضاً اذا لم يُعط الدواء الصحيح والعلاج الصحيح فلن يتحسن وضع المريض، وكان أكثرية أطباء القلب في لبنان ميالين أكثر للقيام بعملية الروسور والتمييل وغيرها، والمريض الذي لديه ضعف عضلة القلب تكون لديه مشاكل وسيتطلب وقتاً في العيادة اذ سيأتي كل اسبوع، وبالتالي سيأخذ وقتاً أطول مع الطبيب، والأطباء ليس لديهم الوقت الكافي اذا لم يكن هناك برنامج (اي يجب ان يكون كل من الطبيب والممرضة واختصاصية التغذية موجودين ويعطوا العلم الكافي والتقييم الكافي وإلا فلن يتحسن المريض). وان علاج القلب ليس فقط باعطاء الدواء للمريض بل اقول عنه <Art than Science> اي الموضوع فيه فن لأن ليس هناك مريض وضعه يشبه مريضاً آخر، اذ كل مريض لديه سبب وعوامل تجعله يتدهور أو تساعد في علاجه، وطبعاً هناك علاجات تُعطى للجميع بالكمية نفسها، لأن مرضى ضعف القلب لديهم مشاكل صحية أخرى مثلاً الكلى والسكري، وارتفاع الضغط، ومشاكل بالبروستات وربما لديهم أمراض سرطانية او تليف الرئوي اي لديهم اكثر من مرض في الوقت نفسه مع قصور عضلة القلب، عدا عن ذلك عندما يعالج الطبيب المريض يقوم بمعالجته من كل النواحي، وطبعاً العوارض مثلاً تليف الرئوي والقلب وضعف القلب ربما تكون نفسها اي ضيق التنفس وبالتالي يجب ان نعرف المسبب: هل يا ترى الرئة تسبب ضيق التنفس ام القلب؟ وبالتالي يجب ان يخضع المريض لتقييم سريري دقيق ويخضع لفحوصات لتحديد السبب لضعف القلب.

العوارض والعلاجات

ــ ماذا عن العوارض؟

- يشعر المريض بضيق التنفس ويحدث ذلك ربما عند المشي او تسلق الأدراج وما شابه، ومعقول ان يحدث ضيق التنفس أثناء النوم. ليس بالضرورة ان تترافق كل العوارض معاً اذ قد يظهر واحد من العوارض. وعادة تظهر العوارض على مدى أيام وليس ليوم واحد من ثم تزول وتعاود العوارض، فاذا كان يعاني من ضيق التنفس سيظل يعاني منه. والسؤال المطروح من هم المعرضون لذلك؟ والعوارض هي: ضيق التنفس، تورم القدمين، الدوخة، الغثيان، الضعف، وأحياناً نفخة في البطن، والتعب، ودقات قلب سريعة، ولكن ليس كل مريض يشعر بهذه العوارض يخاف من انه مصاب بضعف القلب، ولهذا يجب ان نركز على أمر ان المرضى المعرضين للاصابة بضعف القلب ولديهم هذه العوارض او البعض من هذه العوارض عندئذٍ يجب ان يقصدوا الطبيب لتشخيص الحالة، والأشخاص الذين يتوجب عليهم ان يقصدوا طبيب القلب عندما يشعرون بهذه العوارض هم المرضى الذين لديهم مشاكل مثل ارتفاع الضغط، والسكري، او كانوا قد خضعوا لعملية القلب المفتوح او الروسورات وما شابه، المريض الذي لديه مشاكل في صمامات القلب او كان قد خضع لعملية بصمام القلب، والمريض الذي أصيب بالتهابات القلب، المرضى الذين لديهم ضمن العائلة عامل وراثي بضعف القلب، فهؤلاء يجب ان يفكروا بضعف القلب، والمريض الذي أخذ علاجاً كيميائياً، والمريض الذي يتناول الكحول، والمدمنون على الكوكايين، ولكل الأسباب التي ذكرتها يجب ان يستشيروا الطبيب اذ قد تكون هناك مشكلة بضعف القلب.

ــ وماذا عن العلاجات ونسبة الشفاء؟

- أولاً: اذا تم اكتشاف المرض بمرحلة مبكرة فان نسبة الشفاء تكون أفضل. ثانياً حسب السبب، اذ هناك أسباب اذا عالجناها يعود القلب لطبيعته، ولكن هناك أسباب لا يعود القلب الى طبيعته مثلاً اذا كان المريض قد خضع لجرحة قلبية وحدث انسداد بالشريان وتأخر بالوصول الى المستشفى، والمنطقة التي يغذيها الشريان تكون قد ماتت كلها عندئذٍ لن يعود القلب الى طبيعته، إلا ان العلاج يساعد كي لا يتدهور اكثر او يحسّنه قليلاً ولكن لن يعود كما كان، وذلك حسب السبب واذا اكتشف مبكراً او لاحقاً. والعلاجات تتألف من: علاج بتغيير نمط الحياة والذي يتماشى مع الأدوية في الوقت نفسه، طبعاً هو علاج السبب اي اذا وجدنا السبب نعالجه، وفي الوقت نفسه نعطي المريض أدوية، حوالى ثلاثة او اربعة أدوية لتحسين عضلة القلب. نبدأ بدواء واحد ثم نضيف اثنين وثلاثة ونزيدها مع الوقت، وفي الوقت نفسه تغيير نمط الحياة اي ان يتبع اسلوباً معيناً مثل مزاولة الرياضة، والتقليل من تناول الطعام المالح والشرب المفرط، وان يراقب وزنه وضغطه دائماً وان يأخذ الأدوية بشكل منتظم، وان يعرف متى تظهر العوارض لكي يستشير طبيبه، وهناك أنواع تغذية يجب ان يتبعها. وعلى المريض ان يخفف من تناول الطعام المالح والمخللات والمعلبات والجبنة البيضاء وغيرها، ولكن عندما يكون بحالة متقدمة فعليه ان يخفف أكثر. واذا لم يتحسن المريض بالأدوية نلجأ الى العلاجات بالبطارية، اي هناك بطارية بثلاثة أسلاك تحسّن عضلة القلب عند بعض الناس الذين لديهم مشكلة كهرباء القلب، وهناك علاج منع الموت المفاجىء، لأن كل مريض لديه ضعف قلب وتضخ العضلة ما دون 35 بالمئة معرض ان يصاب بالسكتة القلبية او ان يتوقف القلب، فهؤلاء المرضى توضع لهم البطارية التي تقوم بصدمة كهربائية، اي انها مثل حماية، فاذا حدث مع المريض كهرباء في القلب الذي يؤدي الى الموت المفاجىء يعمل هذا الجهاز ويقوم بالصدمة لمنع الموت المفاجىء ويخلّص حياة المريض. واذا تقدمت المرحلة وأدخل المريض الى المستشفى ولم يتحسن عندئذٍ نقوم بواحدة من هذه الأمور الثلاثة التي ذكرتها.

دور الجمعية اللبنانية لأطباء القلب

ــ وما هو دور الجمعية اللبنانية لأطباء القلب؟

- تقوم الجمعية بحملات التوعية للأطباء في المؤتمرات الطبية اذ تقريباً ننظم كل سنة او سنتين مؤتمراً على صعيد لبنان، وننظم مؤتمرات صغيرة على صعيد المناطق اللبنانية، اذ كل شهرين او ثلاثة أشهر ننظم مؤتمراً اذ تكون محاضرات للأطباء في مناطق مختلفة في لبنان، وأيضاً حملات توعية للناس اذ تختلف من سنة لسنة، لقد بدأنا في العام 2011، وكل سنة نضيف أموراً للمؤتمر وهي تتضمن: توزيع كتيب للناس ليعرفوا عن القلب أكثر. ونجري مقابلات تلفزيونية وأيضاً الصحافة المكتوبة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي... ففي العام الماضي أجرينا ثلاثين حلقة في شهر أيار (مايو)، عادة كل سنة تُجرى الحملات في شهر أيار بالتزامن مع مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب التي تعقده اول او ثاني اسبوع من شهر أيار (مايو)، ولكن نحن في الجمعية اللبنانية لأمراض القلب نجريها كل شهر أيار (مايو). وعدا عن النصائح نقوم بحملات للمرضى مثلاً نجمع المرضى وأهاليهم ونقدم لهم محاضرات عن ضعف القلب، اذ يتألف الطاقم الطبي من أطباء القلب، أطباء العلاج الفيزيائي، اختصاصيين بالتغذية، وممرضات، ثم نقدم لهم طعاماً قليل الملح ليعتادوا عليه ولكي يطبخوا مأكولات بدون ملح، ولقد بدأنا بذلك في الجامعة الأميركية في بيروت ثم شجعنا مستشفيات أخرى وبالفعل بدأوا يقومون بذلك أيضاً.

ويتابع:

- كما نقوم حديثاً بحملات اذ نأخذ متطوعين من الأطباء المتخصصين والممرضات الى مناطق نائية مثلاً ذهبنا الى منطقة في حاصبيا وقمنا بحملة هناك، ثم في منطقة في بعلبك العام الماضي، اذ نجري فحص تخطيط القلب، فحص السكري، والضغط، ونأخذ صورة صوتية للقلب، وبالتالي يعاين الأطباء الناس الذين يقصدون المستوصف وذلك بالتعاون مع البلدية، اذ نعاينهم ونجري لهم فحص التخطيط، وفحص الضغط والسكري الى ما هنالك وعلى أساسها ننصحهم بمتابعة العلاج مع الطبيب المختص. وكل سنة نطلق أفكاراً جديدة ففي 2012 و 2013 نلنا جائزة من الجمعية الأوروبية لأطباء القلب عن حملة التوعية التي نقوم بها في لبنان، وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2018 نلنا ثالث جائزة عن النشاطات التي نقوم بها في الجمعية، وبالتالي سنقوم بالعديد من النشاطات وبحملات أخرى هذه السنة.