تفاصيل الخبر

الدعوة الى "الحياد الناشط" تباعد بين بكركي وحزب الله!

04/11/2020
الدعوة الى "الحياد الناشط" تباعد بين بكركي وحزب الله!

الدعوة الى "الحياد الناشط" تباعد بين بكركي وحزب الله!

[caption id="attachment_82695" align="alignleft" width="436"] البطريرك بشارة الراعي يستقبل في بداية السنة وفد حزب الله المؤلف من السيد ابراهيم امين السيد ومحمود قماطي ومصطفى الحاج علي.[/caption]

لم تعد سالكة الطريق بين بكركي وحارة حريك (حيث مقر قيادة حزب الله)، والعلاقة التي كانت مميزة بين الطرفين، تراجعت الى الوراء خلال الاشهر الماضية بعد المواقف التي اطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد موقفه من ضرورة اعـــلان "الحياد الناشط" للبنان بدلاً من البقاء في الوضع الراهن. غير ان البطريرك الراعي ارفق دعوتــــه الى "الحياد" بجملة مواقف تناول فيها سلاح حزب الله و"الدويلة ضمن الدولة" و"الاستئثار بالقرار" "والاستقواء بالسلاح"، وغيرها من التعابير التي لا يهضمها الحزب ولا يحب سماعها من اي جهة اتت فكيف اذا اطلقها البطريرك الماروني. والواقع ان صرح بكركي افتقد الزيارات التي كان يقوم بها موفدون من حزب الله في اطار التشاور بين المرجعية المارونية الروحية الاولى في البلاد والمرجعية الحزبية للمقاومة الوطنية وامتداداتها. وغابت عن الواجهة اللجنة المشتركة التي كانت تضم ممثلين عن بكركي والحزب ولم تعد تعقد اجتماعات مشتركة في اطار النقاش الذي دار في وقت من الاوقات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، علماً ان عمر هذه اللجنة يعود الى تسعينات القرن الماضي والتي كانت فعّلت نشاطها بعد تولي البطريرك الراعي السدة البطريركية.

 ويرى متابعون لملف العلاقة بين بكركي وحزب الله، ان المسار الحالي يوحي باستعادة تجربة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير مع الحزب، في ظل المواقف الاخيرة للبطريرك الراعي لاسيما تلك التي صوب فيها بشكل مباشر على سلاح حزب الله حين دعا السلطات اللبنانية الى "دهم كل مخابىء السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الاحياء السكنية". وقد آثر الحزب رغم مرور شهرين على هذه التصاريح عدم التعليق عليها بشكل مباشر لتفادي صدام مباشر بين الطرفين ومن خلاله صداماً مسيحياً - شيعياً، وإن كانت قيادة "التيار الوطني الحر" تصر على اظهار تمايزها عن الراعي مقابل تناغم معلن وصريح بين البطريركية و"القوات اللبنانية" وحزب الكتائب، وتقول مصادر "الثنائي الشيعي": "بعدما اعتقدنا ان الامور توقفت هنا واننا دخلنا في نوع من الهدنة، عاد البطريرك وخرج علينا في عظته الاخيرة متوجهاً بشكل مباشر لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري داعياً ايــــاه لعدم وضع المسيحيين وراء ظهره محذراً بالوقت عينــــه من "الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة. وقد فسر هذا القول وكأنه دعوة للحريرية بألا يسير في التفاهم مع "الثنائي الشيعي" الذي حصل على حقيبة وزارة المال بعدما كان الحديث عن المداورة الشاملة في الحقائب الاكثر ترداداً في اروقة "بيت الوسط" وفي صالونات تشكيل الحكومة.... وتضيف المصادر نفسها ان "الثنائي" آثر عدم الدخول في سجال مع البطريرك الراعي حفاظاً على المناخ التوافقي الذي ظهر بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. لكن المصادر نفسها ترسم علامات استفهام حول توقيت المواقف البطريركية في وقت تحتاج الحياة السياسية اللبنانية المحافظة على حد ادنى من الهدوء او اقله من "الهدنة" الضرورية لانجاز الاستحقاق الحكومي في اقل ضرر ممكن.

أين تقف بكركي من هذا المناخ غير الصحي؟

 المصادر المطلعة على موقف البطريرك الراعي تستغرب الحملة التي استهدفت فيها بكركي وتقول ان تصريحات البطريرك لا تستهدف طرفاً او طائفة معينة، لافتة الى انه "لم يقل شيئاً جديداً وخارج عن المألوف انما هو يردد مواقف بكركي التاريخية الوطنية، فهل الدعوة لحياد لبنان لتأمين الامن والاستقرار والطمأنينة للبنانيين موجه ضد حزب الله او ضد طائفة معينة؟ هل تشديده على وجوب عدم حصر وزارات معينة بطوائف محددة واعتماد مبدأ المداورة على ان يلتزم به الجميع تحقيقا للعدالة، يستأهل هجوماً على البطريركية؟".

 في اي حال ليست المرة الاولى التي تشهد علاقة الطرفين نوعاً من الاهتزاز، اذ ساءت هذه العلاقة في العام 2014 مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. ونبه حزب الله بوقتها الراعي شخصياً من مخاطر وتداعيات الزيارة والتي كانت بحينها الاولى من نوعها لبطريرك ماروني الى القدس منذ انشاء "دولة اسرائيل" عام 1948!.