تفاصيل الخبر

الدعم العسكري البريطاني للجيش منسق مع الأميركيين تفادياً لأي تنافس

14/10/2020
الدعم العسكري البريطاني للجيش  منسق مع الأميركيين تفادياً لأي تنافس

الدعم العسكري البريطاني للجيش منسق مع الأميركيين تفادياً لأي تنافس

 

[caption id="attachment_81970" align="alignleft" width="395"] العماد جوزف عون لقي حفاوة وترحيباً خلال زيارته بريطانيا في الاسبوع الماضي.[/caption]

 الاهتمام الدولي بالجيش اللبناني لم يعد يقتصر على الولايات المتحدة الاميركية التي تفاخر بأنها تدرب هذا الجيش ويحرص القادة العسكريون فيها على الاشادة بالجيش في كل مناسبة. والدليل على اتساع هذا الاهتمام، الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون الى بريطانيا الاسبوع الماضي على رأس وفد عسكري تلبية لدعوة من القيادة البريطانية حيث لقي حفاوة وترحيبا، فضلا عن انه اجرى محادثات وصفت بأنها " مهمة " مع الجانب البريطاني، وتتوقع مصادر متابعة ان تفتح هذه الزيارة الباب امام زيارات مماثلة الى عدد من الدول الاوروبية وروسيا الراغبة في اقامة علاقات مباشرة مع الجيش اللبناني، لكن تجاوب القيادة العسكرية مع هذا الدعوات سيبقى مدروساً منعاً لاثارة حفيظة الولايات المتحدة الاميركية التي عارضت ولا تزال توقيع اتفاقية تعاون بين الجيش الروسي والجيش اللبناني الى حد ان اكثر من مسؤول اميركي قال صراحة بلغة تقترب من التهديد انه اذا وقع الاتفاق مع وزارة الدفاع الروسية فان واشنطن ستوقف كل المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني في حقول مختلفة سواء في التدريب او في تأمين العتاد اللازم للجيش.

واذا كانت واشنطن تقول صراحة انها تستثمر في الجيش لانه يقوم بدور فعال، فان المقولة نفسها يرددها البريطانيون بالتنسيق مع الاميركيين لان لندن تدرك ايضا طبيعة العلاقة بين الجيشين الاميركي واللبناني ولا تريد ان تدخل بــ " العرض" في هذه العلاقة بل تتطلع الى تعاون مع الجيش اللبناني من دون " استفزاز" الاميركيين لاسيما وان طبيعة المساعدات البريطانية للجيش تختلف عن تلك التي تقدمها القيادة العسكرية الاميركية، وقد بلغت قيمتها بين الاعوام 2016 و 2020 اكثر من 100 مليون دولار اميركي بهدف تدريب عناصر الجيش وتجهيزهم لاسيما  عناصر افواج الحدود البرية من اجل ضبط عمليات التسلل غير الشرعية.

واذا كان العماد عون لقي في بريطانيا استقبالا يماثل استقبال قادة جيوش الدول الكبرى، فان مضمون الزيارة لم يختلف هو ايضا من حيث الاهمية لاسيما وان الزيارة اتت بعد ايام من الانجاز الذي حققه الجيش في ملاحقة خلايا داعشية نائمة ارتكب افراد منها جريمة كفتون واشتبكوا في ما بعد مع الجيش في اثناء المطاردة وسقط شهداء من المؤسسة العسكرية. وتقول مصادر معنية ان هذا الواقع الذي تمثل بــ " ظهور" ارهابيين " داعشيين" دفع البريطانيين الى رفع مستوى التنسيق مع الجيش اللبناني الذي اظهر بين الاعوام 2013 و 2017 كفاءة في مواجهة الارهابيين وتفوق عليهم في عرسال ورأس بعلبك والقاع. وستنهي لندن بحلول نهاية السنة الجارية 2020 تدريب 14 الف عنصر من الجيش على عمليات حفظ الامن داخل منشآت تحاكي الاماكن المبنية وبالتالي فان المساعدة البريطانية لا تشمل الجبهات المفتوحة والحدود، بل المناطق المأهولة بالسكان.

 

الدعم البريطاني الميداني

وتعود هذه المصادر بالذاكرة كيف ان بريطانيا ساعدت  الجيش اللبناني في معركته ضد " داعش" و" النصرة" والمنظمات الاهاربية حيث اشرف خبراء بريطانيون على بناء 41 برج مراقبة حدوديا و 38 مركزا متقدما على امتداد الحدود الشمالية والشرقية، وتم تقديم 13 منظومة مراقبة متحركة. كما تم انشاء مركز متخصص لتدريب افواج الحدود البرية في البقاع، حيث يخضع اكثر من 8000 عنصر من هذه الافواج للتدريب على تنفيذ عمليات مرتبطة بامن الحدود. وقد عاد البريطانيون بقوة للاهتمام بالحدود اللبنانية وهذه المرة سيشمل التنسيق الحدود البحرية ايضا من الشمال وصولا الى الناقورة، لكن هذا الامر ليست له علاقة بموضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.

وفي المعلومات ان النشاط البريطاني المتجدد يأتي من ضمن اطار مساعدة لبنان على ضبط كل حدوده البحرية والبرية ومساعدة الشرعية على بسط سيطرتها. وهذا الموضوع سيادي بامتياز، حيث تعلم بريطانيا، مثلها مثل بقية الدول الكبرى، ان الدولة لا تسيطر على حدودها، وان المعابر الشرعية مثل المطار والمرفأ والمعابر غير الشرعية على الحدود البقاعية والشمالية وحتى المنافذ البحرية تخضع لسيطرة ونفوذ قوى الامر الواقع، وهذا الامر لا يتعلق فقط بالامن بل يخسر الدولة عائدات بمليارات الدولارات وهذا المطلب من اهم مطالب الاصلاح الداخلي وحتى من جانب صندوق النقد الدولي.

 لقد اكد البريطانيون لقائد الجيش استمرارهم بالمساعدة في كل ملفات الحدود الشائكة. وهم ارسلوا من خلال استقبالهم الحافل للعماد عون رسالة واضحة بانهم مع الشرعية والدولة وضد كل قضم للدولة، ورهانهم الاساسي على الجيش اللبناني، كما انهم مع لبنان حتى ضبط آخر معبر على الحدود. وتوقعت المصادر نفسها ان تترجم بزيارة قائد الجيش الى بريطانيا مساعدات عاجلة في النقاط التي يحتاجها الجيش حيث شدد البريطانيون ان دعم الجيش هو خيار رابح للبنان ولبريطانيا على حد سواء لا بد من توفيرعوامل النجاح له في المجالات كافة، وهذا ما تفعله القيادة العسكرية اللبنانية لتعزيز ثقة دول العالم بالجيش اللبناني.

1_العماد جوزف عون لقي حفاوة وترحيباً خلال زيارته بريطانيا في الاسبوع الماضي.