تفاصيل الخبر

الدعــــارة ناشطــــة والدولــــة غائبــــة والإجهــــاض دوّار على يـد الدكتـــور ريــــاض العلـــم!  

07/04/2016
الدعــــارة ناشطــــة والدولــــة غائبــــة  والإجهــــاض دوّار على يـد الدكتـــور ريــــاض العلـــم!   

الدعــــارة ناشطــــة والدولــــة غائبــــة والإجهــــاض دوّار على يـد الدكتـــور ريــــاض العلـــم!  

بقلم علي الحسيني

رئيس-الشبكة-عماد-الريحاوي  

تعالوا احدثكم عن وطن ينخر سوس الفساد في عظامه ويُعشش في كل ركن من انحاء جسده. تعالوا احدثكم عن وطن يموت فيه الفقير على ابواب المستشفيات في وقت تجول فيه طائرات الساسة بين عواصم الدول قبل ان تستقر على شواطئ الجزر  وافخم المنتجعات. تعالوا احدثكم عن امراض ونفايات تحتل الشوارع وعن عمال مهددين بلقمة عيشهم، بينما يتباهى زعماؤه بنوعية الطعام التي يقدمونها لقططهم وكلابهم. تعالوا احدثكم عن وطن تحولت فيه الدعارة الى ممتلكات خاصة محمية أمنياً وقانونياً والى وجهة نظر بين مؤيد لها وممتنع عن الادلاء. تعالوا احدثكم عن وطن بلا رئيس يسير على <ما يقدر الله> وعن اموال مُبللة بعرق الفقراء واوجاعهم تُنقل في وضح النهار وتحت جنح الليل الى حسابات الزعماء في المصارف العالمية.

لا صوت يعلو فوق صراخ الدعارة. جملة تختصر الوضع الذي وصلت اليه البلاد في الفترة الاخيرة وتحديداً منذ ان القى القبض على شبكة الدعارة داخل فندق غير مسكون < chez Maurice> في منطقة المعاملتين والمؤلفة من قوّاد يُدعى عماد الريحاوي يعاونه فيها مجموعة من الرجال السوريين واللبنانيين من بينهم الفار علي زعيتر، جميعهم يقودون 68 فتاة معظمهن سوريات منهن اثنتان قاصرتان لا تتجاوز الواحدة منهن الثلاثة عشر عاماً هما ميادة التي اصبحت تعرف بـ وداد وسميرة صاحبة لقب الاميرة والتي قُتلت عائلتها في ريف حمص فلم يتبقَ منها الا هي وشقيقها خالد ابن العشرة اعوام والذي تكفلت بتربيته احدى دور الايتام في منطقة جبل لبنان.

الاسبوع الماضي عادت اوكار الدعارة لتطل برأسها مجدداً من داخل فندق <شي موريس> في جونية ضمن قصة اغرب من الخيال ابطالها نساء وفتيات قادهن قدرهن الى ممارسة البغاء داخل فندق لا يصلح حتّى ليكون منامة أو ملجأ للقطط الهاربة، وإذ به يتحول الى وكر تُمارس فيه كل انواع المحرمات بدءاً من ممارسة الجنس  مروراً بتعاطي المخدرات وعمليات الاجهاض، وصولاً الى ارتكاب جرائم ما زال البحث عن ضحاياها جارياً بين دهاليز الطوابق السفلية والجدارات الاسمنتية وذلك نسبة الى اقوال بعض الفتيات اللواتي اعترفن بمجموعة امور كانت تحصل في الفندق المذكور بين الحين والاخر والتي وصلت في بعض جوانبها الى حد اعتراف احداهن بأنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع ثلاثة رجال دفعة واحدة بينما قام الرابع بتصوير المشاهد على هاتفه الخاص.

 

 رواية تتكرر من مكان الى آخر

كل من اتى على كتابة <المعاناة> التي عاشتها الفتيات داخل المكان المذكور والذي وصف مرة بالسجن الصغير، ومرات بالمعتقل الجنسي، يبدأ القصة بتمكن مجموعة فتيات الهروب من داخل الفندق بعدما اقدموا على ضرب حارسة الغرف وتدعى اماني ومن ثم سرقة مفتاح الباب الخارجي منها ووصولهن الى الضاحية الجنوبية عن طريق سيارة اجرة بقصد طلب الحماية لعلمهن المسبق أن الضاحية من اكثر المناطق الامنة بالنسبة اليهن حيث لا احد يستطيع الاقتراب منهن كونها تخضع لسيطرة جهة حزبية معروفة. وعند وصولهن الى النقطة التي قرروا قصدها، تنتقل الرواية الى لسان شاب قال انه صاحب <فان> طلبت الفتيات منه ان يقلهن الى منطقة الليلكي عند اطراف الضاحية حيث تسكن شقيقة احداهن وهي متزوجة من رجل لبناني ولديها اربعة اولاد. ويتابع سائق <الفان>: انا اعمل لدى جهة امنية وبناء على الشكوك التي ساورتني من خلال الحديث الذي كان يدور بين الفتيات، ركنت سيارتي جانباً واتصلت بالجهة التي اعمل لديها والتي ارسلت على الفور دورية واصطحبت معها الفتيات الى مفرزة بعبدا، ولدى التحقيق مع الفتيات اعترفن بالمكان الذي هربن منه كما كشفن مجموعة أسماء تعود الى الشبكة التي تدير عملية الدعارة في الفندق على رأسها عماد الريحاوي سوري الجنسية وعلي زعيتر وسوريان آخران وشاب لبناني.

 

مداهمة الفندق

 

عند الساعة الخامسة فجراً من صباح السبت الماضي، كانت دوريات لقوى الامن الداخلي والاستقصاء قد تحضرت للانطلاق الى النقطة المحددة، فتمت المداهمة بعد نصف ساعة من محاصرة الفندق حيث تم القاء القبض على اكثر من عشرة شبان كانوا يغطون في نوم عميق وتحرير اكثر من اربعين فتاة، فيما كانت بعضهن يبتن خارج الفندق مع زبائن خليجيين ولبنانيين في فنادق قريبة، فقامت الدورية بمداهمة هذه الفنادق وجلب الفتيات الى التحقيق لتتوالى بعدها الاعترافات التي غالباً ما جاءت متكاملة بعض الشيء رغم الغموض الذي لفّ اعترافات بعضهن كحصول عمليات قتل وقطع ألسن وإجهاض احداهن اكثر من ثماني مرات والزامية ممارسة الجنس مع أكثر من عشرين زبوناً يومياً ما يعني ان هناك اكثر من ألف زبون كانوا يدخلون الفندق يومياً من أجل ممارسة الجنس، هذا اذا احتسب بأن عدد الفتيات اللواتي كن موجودات في الفندق هو خمسون فقط، علماً ان العدد في بعض محاضر التحقيق وصل الى ما يقارب الثمانين فتاة.

اعترافات موقوفة

هي رواية اغرب من الخيال سردتها الموقوفة <سحر ح> سورية الجنسية من مدينة حمص خلال خضوعها للتحقيق. تزوجت سحر من رجل سوري يدعى يزن العادوم بعد نظرات اعجاب مبادلة اثناء سيرها في احد اسواق دمشق، وبعد ذلك بفترة قصيرة لم تتجاوز الشهر عرض عليها الزواج بعدما اوهمها بانه رجل اعمال وتاجر سيارات في لبنان. وافقت سحر على العرض المقدم لها سيما وانها تنتمي الى عائلة تقع تحت خط الفقر المدقع وفي نيتها انها قد تتمكن من انتشال اهلها من هذا الفقر وهي التي رأت بذخ زوجها خلال فترة الخطوبة القصيرة. خلال مبيتها الليلة الاولى في منزل زوجها الذي يقع بين الضاحية الجنوبية وعين الرمانة، دخل الى غرفتها شخص قال لها انه صديق زوجها يزن وانه كلفه حمايتها ريثما يعود من عمل اضطره للخروج من المنزل في ساعة متأخرة، لكن هذا الرجل لم يكن سوى وحش مفترس راح ينهش جسدها ويضربها الى أن غابت عن الوعي، وعندما اخبرت زوجها بعد عودته في اليوم التالي أنكر الاخير انه كان على علم مسبق بنية الرجل وما فعله بها وانه ائتمنه على عرضه لكونه صديقاً منذ اكثر من عشرين عاماً وكان يعتبره بمنزلة أخ.

 

.. والاعترافات تتوالى

 

الصدمة التي وقعت بها سحر هي عندما اصطحبها زوجها الى منطقة جونية بعدما اوهمها بأنه تمكن من ايجاد عمل مشترك لهما ضمن شركة واحدة. فالرجل الذي نهش لحمها منذ ايام ها هو يقف وجهاً لوجه معها ويشرح لها كيفية ونوعية عملها الجديد، وكانت الصعقة عندما سمعت بأنها ستعاشر الرجال يومياً وبموافقة زوجها الذي راح يقنعها بأنه عمل مؤقت ريثما يتمكن من ادخار بعض المال لكي يغادران لبنان الى بلد اوروبي. تقول سحر: كان زوجي يضربني اذا تمنعت عن معاشرة اي رجل ويضعني داخل غرفة لا تتجاوز مساحتها المترين مع مجموعة فتيات هن ايضاً كن يرفضن معاشرة الرجال، واحيانا كنا نبقى داخل هذه الغرفة لفترة يومين أو اكثر. سحر هي اولى الفتيات اللواتي صرحن في التحقيقات عن قتيل تمّ دفنه داخل الفندق، وهي التي تصرّ على ان القتيل هو طفل رضيع لا يتجاوز عمره العشرة ايام. تضيف: كانت مريم وهي عشيقة احد مساعدي الريحاوي حاملاً في الشهر التاسع عندما أتت الى الفندق وأُجبرت على العمل مع هذه <الزمرة>، وبعد شهر عرفنا انها ولدت صبياً لكنهم اخبروها انه مات اثناء الولادة التي تمّت على يد طبيب نسائي جاؤوا به من البقاع وهو سوري الجنسية، وعن طريق المصادفة سمعت زوجي الذي علمت لاحقاً بأنه تزوجني صوري من غير ان يُثبت في المحكمة، وهو يتحدّث على الهاتف مع شخص لقبه <المعلم> ويقول له <لقد تخلصنا من الجثة ووضعناها في المكان نفسه>.

 

طبيب-الاجهاض-رياض-العلمفتيات <الديليفري> وقطع اللسان

اما منى الزعروبي وهي سورية الجنسية متزوجة من السوري انس الكوّة وهو احد افراد عصابة التشغيل ولديهما ابنتان، فتقول انها ومجموعة من الفتيات كان يتمّ ارسالهن احياناً الى فنادق منها قريبة في منطقة جونية ومحيطها وبيوت في اكثر من منطقة منها طرابلس على سبيل المثال، وذلك من اجل ممارسة الجنس مع زبائن هم في العادة لا يستطيعون الظهور في اماكن عامة، وفي اغلب الاحيان يكون هؤلاء الزبائن اما من الخليج واما أبناء لسياسيين معروفين في لبنان والبعض القليل هم من السوريين الميسورين، وغالباً ما يتعاطفون معنا كوننا أبناء بلد واحد فيمدوننا ببعض المال ظناً منهم أننا نستطيع اخفاءه. لكن في حقيقة الامر كنا نتعرّض لتفتيش دقيق عند عودتنا الى الفندق على يد فتاتين تعملان مباشرة تحت امرة الريحاوي. أما في ما يتعلق بقصة قطع لسان احداهن، فتقول منى انها سمعت بهذه القصة من صديقتها مريم لكنها لم ترَ الفتاة، اذ قيل لهن بأنها غادرت الى دولة اوروبية مع زوجها، لكنها تعود وتقول ان هذه القصة قد تكون مختلقة وذلك من اجل ترهيبنا خوفاً من إفشاء بعض المعلومات للزبائن والتي تتعلق بنوعية الحياة التي كنا نعيشها في الفندق. وتؤكد انها كانت شاهدة على اكثر من خمس عمليات اجهاض على يد طبيب مختص كان يتمّ احضاره الى الفندق كل شهرين او ثلاثة، وهي نفسها خضعت لعملية اجهاض مرتين، وكثيراً ما كان يتمّ استخدامها كجاسوسة تنقل الى زوجها اخبار الفتيات واسرارهن وذلك تحت التهديد بقتلها وإخفاء جثتها داخل جدران اسمنتية.

لكل قوّاد أربع زوجات

أحد القوّادين الذين أُلقي القبض عليهم داخل الفندق يدعى (م. ح.) وهو من بلدة لبنانية بقاعية وقد اعترف بأن الريحاوي كان يُجبرهم على عقد قرانهم على الفتيات اللواتي يعملن في الدعارة وذلك من اجل تسهيل اطلاق سراحهن في حال تمّ القاء القبض عليهن. ويقول (م. ح.): كان الواحد منا يُجبر على الزواج من اربع نساء، ذلك ان الشرع الاسلامي يسمح للرجل بتعدّد الزيجات، وأحياناً كانوا يُعطوننا مئة دولار او أكثر بقليل عن كل زيجة، وأحياناً اخرى كان يعمد الى تزويج الفتاة بأكثر من رجل في حال تمّ ايقاف احدهم عن العمل او تركه العمل من تلقاء نفسه، ويعترف ان جميع جوازات السفر كانت بحوزة علي زعيتر الذي كان يتدبّر أمر انتقال الفتيات من مكان الى آخر بمعاونة مجموعة من الشبان كان يقول انهم أقاربه بحيث كانوا يلازمونه طيلة فترة وجوده في الفندق. والرجل نفسه هو الذي اعترف أن المشغّلين كانوا يُرغمون النساء على ممارسة البغاء حتى خلال الدورة الشهرية وان العديد منهن قد خضعن لعمليات اجهاض والى عمليات استئصال أورام ناجمة عن أمراض تنتقل جنسياً. واعترف بتفاصيل كثيرة تتعلق بتلقّي أزواج بعض السيدات وأهلهن مبالغ مالية لقاء تشغيلهن وتسليمهن إلى التجار في بعض الحالات.

من الطبيب الى النقابة

هو الطبيب رياض العلم الذي اعترف بأنه أجرى ما يعادل المئتي عملية اجهاض طيلة فترة تعامله مع المشغلين، واعترف ايضاً على الممرضة التي كانت تعاونه فيما بقي طبيب البنج المتورّط ايضاً متوارياً عن الانظار. واعترافات العلم دفعت بوزارة الصحة الى التوجّه الى العيادة وختمها بالشمع الاحمر بمؤازرة القوى الامنية. وفي هذا الصدد يشير نقيب الاطباء انطوان بستاني الى ان الوزارة لم تنسّق مع النقابة في خطوتي الاقفال وسحب إذن مزاولة المهنة، لكنه لن يدخل في سجال مع الوزير وائل ابو فاعور وانه يحترم المسار القضائي، وقال: اذا كان القانون يسمح للوزير بسحب اذن مزاولة المهنة فليكن، مشدداً على أن النقابة تحاول استدعاء الطبيب الى التحقيق لكنها لم تفلح حتى الآن لتواريه عن الانظار. ولكن أقصى الاجراءات ستُتخذ بحقه جرّاء الجرم الذي ارتكبه. هذا مع العلم ان العلم والممرضة كانا قد اطلق سراحهما بعد ساعات على استدعائهما بسند اقامة على أن يستمر التحقيق معهما.

الدولة غائبة وجنبلاط يسأل والمشنوق يوعز

منذ سنتين تقريباً، عرضت احدى المحطات المحلية تقريراً تلفزيونياً  تضمّن مشاهد ومعلومات حول العديد من مراكز الدعارة والاتجار بالبشر، وتضمن التقرير أيضاً أقوالاً  لراهبة تُدعى ماري لويزا كانت تعمل في مستشفى قريب من الفندق الذي تمّ ضبط الشبكة فيه حيث قالت: كنا نسمع في الكثير من الاحيان صراخ فتيات وأحياناً تكون هناك عمليات إطلاق نار ثم يُنقل بعدها جرحى إلى المستشفى القريب من هنا. بين تصريح الراهبة وما يحدث اليوم، ثمة من يتساءل عن دور الدولة والخطوات التي قامت بها للاستعلام حول ما يجري داخل الفندق، لكن ثمة من يقول ان الدولة لم تكن نائمة بل كان بعض من فيها قد افتعلوا النوم لكي تمرّ صفقاتهم على شرف الفتيات وهذا ما تطرّق اليه النائب وليد جنبلاط الذي قال عبر موقع <تويتر>: في خضم هذا الكمّ من الفضائح المالية التي تتكشف والابواق المدفوعة التي تتناطح كسيد البلاط البلدي بالامس، هل تعلم ان شبكة الدعارة التي اكتُشفت إنما كان الامر بالمصادفة ومن قبل ضابط حر الضمير، وأن هذه الشبكة تعمل منذ سنوات وبالتواطؤ مع المسؤولين الكبار في سرية الآداب؟

بعد كلام جنبلاط أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه كلّف المفتش العام في قوى الأمن الداخلي العميد جوزف كلاس، التحقيق في ما ورد على لسان النائب وليد جنبلاط من اتهامات بحق مسؤولين في مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب، بالتواطؤ مع شبكة الدعارة التي اكتُشفت. وطلب إعلان النتائج فور انتهاء التحقيق.

فتيات-في-شرك-الدعارةدعارة عربية بامتياز

عندما يجري الحديث عن بنات الليل، يعتقد كثيرون ان المقصود الفتيات الاجنبيات الغربيات لسبب ارتباط اسماء بلادهن بهذه المهنة منذ القدم، او لعدم وجود محرّمات كتلك التي تشهدها البلدان العربية، الا ان حركة النزوح الهمجية التي شهدها لبنان والتي لا طاقة له على تحمّلها غيرت في المعادلة وأضحى بعض السوريات يُضاف اليهن بعض اللبنانيات ضحية متنفذين يتاجرون بهن حتى الاستعباد. ومن يغوص في التفاصيل اكثر يجد ان نسبة عمل الفتيات السوريات في هذه المهنة إلى ازدياد لا بل ان الأعداد تتضاعف يوماً بعد يوم، خصوصاً ان هناك اغراءات تشجع على القيام بهذه الأمور. وفي هذا المجال تشير المعطيات الى ان هناك عدداً من الفتيات المُستعبدات في شبكة الإتجار التي اوقفتها القوى الأمنية مؤخراً اي شبكة <شي موريس Chez Maurice>، سبق ان اوقفتهن الجهات الأمنية المختصة وكان يُفرج عنهن لاحقاً بعد اقفال التحقيق بشكله الروتيني الذي يُجرم الفتاة ومُشغلها على حد سواء.

الريحاوي يدّعي شراء الدولة

 

ألا تستحق مثل هذه القضايا المجتمعة في لبنان، النظر في الإهمال السياسي والأمني والاجتماعي؟ لكن كلام <سالي> الفتاة التي ألقي القبض عليها في الفندق خلال التحقيق معها، يؤكد ان الدولة آخر من يعلم. < أنا ما كنت مفكرة أنو في دولة بلبنان من قبل، عماد قللي إنو اشترى الدولة بمصرياتو وتأكدت من كلامو وقت توقفت بالأمن العام 24 ساعة ومن بعدها ضهرت بلا ولا شي>. وكلام الريحاوي هذا ينضم الى مجموعة تساؤلات حول وضع البلد الذي ما عاد يقتصرعلى فضيحة واحدة بل على فضائح: شبكة العبودية الجنسية، فضيحة <الإنترنت> غير الشرعي، فضيحة التجسس الفرنسي على <الإنترنت> الشرعي، فضيحة السرقة في قوى الامن الداخلي، فضيحة القمح المسَرطن، فضيحة النفايات. وفي الخلاصة يثور اللبنانيون لمجرد نشر رسم <كاريكاتوري> يشبه لبنان بالكذبة، فهل من يثور اليوم ليقول للعالم أجمع وسط هذا الكم من الفضائح، بأننا لسنا كذبة؟