تفاصيل الخبر

 ألبير كوستانيان مقدّم برنامج "عشرين 30": الهدف الأساس من برنامجي المساهمة في بناء الديمقراطية!

30/12/2020
 ألبير كوستانيان مقدّم برنامج "عشرين 30":  الهدف الأساس من برنامجي المساهمة في بناء الديمقراطية!

 ألبير كوستانيان مقدّم برنامج "عشرين 30": الهدف الأساس من برنامجي المساهمة في بناء الديمقراطية!

بقلم عبير أنطون

[caption id="attachment_84385" align="alignleft" width="335"] ألبير كوستانيان: لن أترك لبنان إلا اذا لم تعد لدي مقومات البقاء.[/caption]

 بصمة فارقة شكّلها برنامج "عشرين 30 رؤية لبنان" على شاشة "المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال" مع ألبير كوستانيان. فالمقدم الآتي من عالمي الاقتصاد والسياسة، يريد أن يقدّم من خلال ما يتناوله برنامجه رسالة في الديمقراطية في مجتمع تتراجع فيه هذه الى دركها الأسفل، فتنحسر في مفهومها وتطبيقها لحساب عناوين اخترعها "أكلة الجبنة" تحت اسم المشاركة و"التوافقية" و"التسوية" والتي ليست في الواقع سوى تحاصص أزلي سرمدي بين أرباب الطبقة نفسها ما يغيّب أية محاسبة ويبعد اي تطبيق للقانون او تطوير للنظام.

 برقي كبير يتحدث كوستانيان عن البرنامج الذي نقرأ في التعريف عنه أنه "سيُشكّل خارطة طريق للبنان الغد، لتقديم مقاربة عشرين 30 رؤية لبنان بإيجابيّة"، رافضاً، هو صاحب الجنسية الفرنسية ترك بلده في   الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، علماً انه يمكنه ان يستقر في الخارج إن هو اتخذ القرار بذلك بظرف 24 ساعة. فما الذي قاله عن برنامجه الذي يغوص من أجله في اعماق ملفاته ويختار له ضيوفاً اختصاصيين يقدمون "الزبدة" بدل الثرثرة؟ وهل تمكّن من ملء الفراغ الذي تركه انتقال مارسيل غانم الى شاشة الـ" أم تي في"؟ عن اية إهانة شخصية تكلّم، وممن أتته؟ ما الذي يمارسه الى جانب عمله الاعلامي، وهل من امل في الوصول الى نتيجة في تحقيقات المرفأ برأيه خاصة وأنه أعد حلقة خاصة بهذا الامر، أعقبتها حلقة أثارت حيزاً من النقاش أيضاً حول الفيديرالية ومفهومها وتطبيقها؟

مع كوستانيان المقل في الاطلالات الاعلامية كان حديث شيق في لقاء "الأفكار" معه وسألناه أولاً:

* بين العملين الاعلامي والسياسي الذي عرفت به من خلال "حزب الكتائب اللبنانية"، أين "وجع الرأس" أكبر؟

- في العمل الإعلامي، لأن فيه ايقاعاً معيناً، وهو عمل اسبوعي يتطلّب التأهب الدائم لتقديم كل ما هو جديد  والبقاء على بيّنة من مختلف الأمور في السياسة وغيرها، فضلاً عن الحرص على الموضوعية والبقاء على مسافة واحدة من الجميع. وعلى الرغم من انني املك رأيي الخاص وتوجّهي المعروف، الا انني اجهد على ان أبقيه خاصاً فلا اوجه الحلقة في عملي الاعلامي الى ما أريده، وهذا ما اعتبره بشكل او بآخر نوعاً من الكبت، في حين ان العمل السياسي على العكس يمكن من خلاله المجاهرة بما نفكر به فنقوله على رأس السطح. أضف الى ذلك العامل الثالث الا وهو متطلبات المشاهد وانتظاره لكل ما هو جديد في برنامج اسبوعي يرصد نبض الناس ويقدم لهم مضموناً مثيراً ومهماً لها. 

* وهل استطاع المشاهد برأيك ان يفصل بين فكرك وتوجهك السياسي المعروف وما تقدمه على الشاشة؟

-  نعم، أعتقد أن الفصل لدى المشاهد قد تمّ فعلاً.  في البداية شكّل الأمر تحدياً بالنسبة لي، إلا أنني أخذت على عاتقي أن أكون بغاية الموضوعية من دون أن امحو نفسي كلياً. حتى في ممارستي على التواصل الاجتماعي لا اعطي رأيي بشكل حاد ومباشر. احاول ان ابقى في العموميات، في الخطوط العريضة والمبادئ الكبيرة، فلا استفزّ ولا اتحدّى، وقد اصرّرت على ذلك لانني قادم من خلفية سياسية، علماً ان بين المدارس الاعلامية في لبنان ما يسمح بأن يكون الاعلامي طرفاً، فيبرز توجهه وانتماءه بشكل جليّ وانا قررت الا اكون من هذه المدرسة. واعتقد ان المشاهد لمس منذ سنة ونصف السنة وحتى اكثر قليلاً، مدى موضوعيتي في اختياري للضيوف وفي ادارتي للحوار، فلا ابدّي احداً على آخر ولا اعتقد ان احداً يستطيع  لومي في خيار او مكان لم اكن فيه موضوعياً، وبالفعل نادراً جداً ما ارى او اسمع انتقاداً في هذا الشأن.

* في برامجنا الحوارية التي أضحت على مدار الساعة وفي كل يوم على مختلف الشاشات كلام كثير ولم نجد ضيفاً يقنع آخر بوجهة نظره، فيخرج ، كما المشاهد ، تماماً كما دخل كل متمسك برأيه. شخصياً، هل تبدّل رأي او قناعة لديك جراء حلقة او ضيف؟

- حصل ذلك لكن ليس في حلقة ما بالتحديد. لقد تعلمت، ليس من خلال البرنامج وحده انما مع الخبرة والتجربة ان الحقيقة ليست مطلقة، وهناك وجهات نظر. لمّا يكون الواحد منا في السياسة، ويكون متحمساً    يعتقد ان لديه الحقيقة المطلقة، وحول كل شيء. من الأكيد أن هناك حقيقة واحدة، لكن هذه الحقيقة يمكن ان تكون وجهة نظر بحسب قراءتنا لها، ومن خلال اية نظارات نتطلع اليها. القراءة السياسية تبدّي حقيقة على   اخرى، لكن ذلك لا يلغي ان هناك حقيقة اخرى موجودة الى جانب هذه الحقيقة، لهذا التيار او تلك الوجهة السياسية .

* وفي الاقتصاد الذي درسته في الجامعة اليسوعية ومن ثم في باريس، هل بدّلت رأيك بعد نظرية ما اقتنعت بها؟

- لا، لأن الاقتصاد هو مجال اختصاصي. لا ادّعي بأنني عليم بكل شيء، وانا املك وجهة نظر محددة جداً، واصحاب وجهة النظر الاخرى لم يقنعوني صراحة بكلامهم، واعني بهم أصحاب وجهة النظر القريبة من مصرف لبنان. لقد استقبلت عدة اشخاص من هذا الطرف ولم استطع ان اتفهم وجهة نظرهم.

* لم تكن سياسة مصرف لبنان سياسة سليمة برأيك؟

- لا، والدليل اننا "فتنا بالحيط!"، الا ان مسؤولية الازمة ليست محصورة فقط بمصرف لبنان. المسؤولية شاملة، لكن لا شك بأن سياسة القطاع المصرفي ككل ساهمت في بناء واستمرارية الازمة. لا استطيع القول إن أحداً استطاع فعلاً ان يبدّل رأيي في هذا الموضوع .

* أتيت الى "ال بي سي آي" بعد ان توقف برنامج "كلام الناس" مع مارسيل غانم. هل قدمت بخلفية اثبات نفسك بقدر ما اثبتها مارسيل او اردت الاختلاف عنه كلياً، او منافسته وقد بات على شاشة منافسة ..بمعنى آخر، بأي تفكير خضت هذا التحدي؟

- من الأساس، لم يكن في توجّه الـ "ال بي سي آي" ان تضعني في مواجهة  مرسيل غانم لأن خلفيتي وحياتي وعملي ومسيرتي لا يمكنني مقارنتها بمسيرة مرسيل غانم الذي له باع طويل في الاعلام يمتدّ لاكثر من ثلاثين عاماً، وانا احترم اسلوبه وما يقدمه . الا ان الـ"توك شو" الذي اقدمه مختلف تماماً عما يقدمه مرسيل أكان من خلال الشكل او المضمون. على العكس، جئت لأقدم ما هو مختلف، وبناءً على طلب المحطة. المشاهدون دخلوا في المقارنة لأنني اتيت مباشرة من بعده، وهنا لا انكر بأنني تخوفت بصراحة، فمرسيل وحش الشاشة وله في مجالها سنوات ، وله طريقته في ادارة الحوار ويملك الاحتراف الذي يتطلب وقتاً من ناحيتي حتى اكتسبه ، الا انني لا أنافسه ولي اسلوبي والمشاهدون تعرفوا الى اسلوب البرنامج وطابعه، وميزوه بشكل سريع.  

* البعض أخذ على الديكور في الموسم الجديد انه "مقفل جداً" و"معتم". ماذا تقول في هذا الصدد؟

- هو ديكور بسيط مؤات للبرنامج ومضمونه، يبرز كل جسم الضيف ويعكس الشفافية التي ننشدها. لا تعليق كبير لدي في هذا المجال، وكل ما يمكنني قوله إنني اردته رصيناً، ولا اعتقد ان وضع البلد يسمح بديكورات مرتفعة التكاليف، وهذا ليس اسلوبي ولا اسلوب البرنامج إذ تبقى الاهمية الاولى للحديث والنقاش من دون ضياع في الديكور وغيره.

* دخل الإعلامي جاد غصن مؤخراً على البرنامج ، في إدارة تحرير «2030 رؤية لبنان». اي تغييرات تترقب ان يدخلها جاد؟

- حلّ جاد مكان ريما عساف التي انتقلت الى قناة "الحرة"، وانا احترمه على الصعيد الشخصي جداً ،كما انه  يملك المناقبية والفكر السياسي، وهو انه جدي في عمله ، صاحب فكر، ويشبه البرنامج، كما ان البرنامج يشبهه. ما زال دخوله "طازجاً" بانتظار القيمة المضافة التي سيشكلها هذا الدخول . 

انفجار...ولا نتيجة

* لوّنت حلقاتك بواحدة استضفت فيها شباباً وصبايا الـ"ستاند اب كوميدي"، الأمر الذي شكل جديداً على ساحة البرنامج. لماذا اخترت هذا الاطار، هل كان لكسر حلقة المواضيع الجدية والشائكة التي عرف بها؟

- لقد احببت الفكرة، وقد شاهدتهم شخصياً ووجدت ان لديهم طرحاً سياسياً يمكن ان نلقي الضوء عليه، والكوميديا جزء من البلد ومن سياسته، وهؤلاء الشباب هم أكثر عمقاً من سياسيين كثراً عندنا. بقدر ما امكن فإنني أحاول أن أنوع في ضيوفي، أن آتي بوجوه جديدة ، بخبراء غير معروفين للعامة ومن مختلف طاقات المجتمع اللبناني الغني. هناك الكثيرون الذين يملكون فعلاً ما يمكن ان يقولوه وما يقدموه للبلد. ناس اذكى واعمق تفكيراً من الأحاديث التي مللنا منها طوال النهار على الشاشات.

* ما تعليقات الشيخ سامي الجميل على برنامجك، بأية عين ينظر اليه؟

- لست أدري الى اي مدى يشاهد الشيخ سامي التلفزيون . لكنه لما يتسنى له ان يتابع فإنه يشير الى عمق الحديث الذي يجري.

*الى جانب عملك الاعلامي اليوم، هل انت مستشار ايضاً لشركة فرنسية في لبنان ؟

- أملك شركة استشارات، كما أنني مستشار لعدة شركات.

* ألم تفكر بالسفر من لبنان خاصة في هذه الظروف؟

- أنا جديد على لبنان . كنت مسافراً قبلاً. على عكس الناس التي تترك. اعتقد ان لدي رسالة ببقائي هنا حالياً لا بل هو واجب. انا احب هذا البلد جداً، ومن خلال برنامجي، لا ادعي بانني احدث فرقاً، انما أقله تغييراً في مكان ما. الهدف الاساسي من "عشرين 30" هو المشاركة في بناء الديمقراطية، وعديدون يعتبرون ان البرنامج يسهم في بناء هذه الديمقراطية الثقافية الصحيحة. يمكنني ان احزم حقائبي وأرحل  في ظرف 24 ساعة ، فأنا احمل الجنسية الفرنسية ومضيت الكثير من سنوات عمري في  الخارج ، الا ان هذا الدور هو ما يجعلني متشبث بالبلد ، وبعد انفجار 4 آب تشبثت اكثر، لأنني شعرت بأن هذا الانفجار شكّل إهانة شخصية لكل واحد منا، وانا من سكان الأشرفية. شعرت انهم يريدون ان يجرعونا السمّ فنترك، ولن نعطيهم العذر. لن اترك الا اذا فعلاً لم تعد لدي مقومات البقاء اكان لتربية اولادي او الحفاظ على  أمنهم، اي تحت وطأة التدهورين الامني والاقتصادي. اليوم انا  قادر ان عيش وافضل من غيري ربما، واعتبر ان هذه الناس القادرة على العيش ولديها الموارد لا يجب ان تترك بينما الشباب الذي لا يملك هذه الموارد ولا يجد العمل فإنني اشجعه على السفر. 

* لقد قدمت مؤخراً حلقة كاملة حول انفجار 4 آب ، هل سيصل التحقيق في هذا الصدد الى مكان ما برأيك؟

- مع هذه المنظومة لن نصل الى مكان. لا أحد يدين نفسه. في التدقيق الجنائي لم نصل الى اي مكان، اصلاً لم تقم هذه الطبقة كلها بأمر يصل الى نتيجة ما. لا يمكن ان يكونوا القاضي والحكم الذي يدين نفسه. كلهم مدانون بالاهمال الذي تحول الى اجرام. من هذا المنطلق لا اتوقع ان نصل الى نتيجة طالما ان الأمور تسير بهذه الطريقة في البلد للأسف!