تفاصيل الخبر

البروفيسور «جان كلود مبانيا»: أطلب من الحكومات أن توفر تكاليف توزيع الشمبانيا في الحفلات لتحويلها الى تمويل الحملات ضد مرض السكري!  

13/11/2015
البروفيسور «جان كلود مبانيا»: أطلب من الحكومات أن توفر تكاليف توزيع الشمبانيا في الحفلات لتحويلها الى تمويل الحملات ضد مرض السكري!   

البروفيسور «جان كلود مبانيا»: أطلب من الحكومات أن توفر تكاليف توزيع الشمبانيا في الحفلات لتحويلها الى تمويل الحملات ضد مرض السكري!  

بقلم وردية بطرس

البروفيسور-الدكتور-جان-كلود-مبانيا 37 مليون شخص مصابون بمرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد يرتفع الرقم الى 68 مليون بحلول العام 2035 اذا لم يُعالج الأمر. ان 1 من أصل 10 من البالغين مصاب بمرض السكري، ونصف المصابين لم يتم تشخيص حالتهم. ولأن شركات رائدة في تقديم خدمات الرعاية الصحية وهي تضطلع باكتشاف العلاجات التي تركز على احتياجات المريض وتطويرها وتوزيعها، فقد التزمت بعلاجات السكري وتقوم بالبحوث المتعلقة بالسكري منذ سنوات طويلة ولا تزال، اذ أقامت مؤتمراً في مدينة <فرانكفورت> حول مرض السكري باسم <Industriepark Hochst>، دعت اليه وسائل الاعلام من بلدان عربية وأوروبية للاطلاع على أحدث الدراسات المتعلقة بمرض السكري ونسبة الإصابة به عالمياً. ويأتي تنظيم هذه الفعالية كجزء من التزام الشركات برفع مستوى الوعي بشكل أفضل حول مرض السكري.

والسيدة <راشيل مووني> نائبة رئيس التواصل في شركة <سانوفي> (افريقيا، الشرق الأوسط، اوراسيا، وجنوب آسيا) (تمتلك خبرة 20 سنة في مجال التواصل، 12 سنة منها متخصصة في مجال الرعاية الصحية، وفي هذا المجال تدير وتدعم فرق التواصل المحلي في المنطقة التي تنتشر على أكثر من 80 بلداً)، تعتبر ان <فرانكفورت> تعج بالباحثين الذي يهتمون بالأبحاث الطبية المتعلقة بانتاج <الأنسولين> وتقول:

- تركز شركتنا الرائدة في العالم بانتاج <الأنسولين> على الأبحاث وأهمية الالتزام بكل ما يتعلق بمرض السكري، وهناك جوانب أخرى وهي الأمراض المتصلة بالسكري مثل أمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب. ونركز على اللقاحات التي تنتجها الشركة ومن ذلك حوالى 20 مليون لقاح مختلف، ونحاول الاستجابة لكافة حاجات مرضى السكري، اذ يعمل في الشركة 107 آلاف شخص وهم من كل أنحاء العالم وما نسعى اليه من خلال توزعنا في المساحة الجغرافية ان نكون قريبين من المرضى ليس فقط بالانتاج بل أيضاً من خلال البحوث والاطلاع بمهماتنا الاجتماعية، وعلى كل شركة علمية اتاحة الأدوية لكافة المرضى، ونحاول ان نساعد كل الفئات خصوصاً فئة الأطفال المصابين بالسكري، وهناك مليون انسان يستفيدون من الأدوية.

مختبرات-سانوفي-في-مدينة-فرانكفورت<الأنسولين>.. أولاً

 

البروفيسور <جان كلود مبانيا> (وهو استاذ الطب والغدد الصماء في كلية الطب والعلوم الطبية الحيوية في جامعة <ياوندي>، مركز التكنولوجيا الحيوية، ومدير ومنسق مدرسة الحياة، الصحة والعلوم البيئية في جامعة <ياوندي>، واستاذ مساعد لدى جامعة التكنولوجيا في جامايكا. كما يعمل البروفيسور <مبانيا> على عدة استشارات علمية دولية ويتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك الخبراء الاستشاريون في البدانة والسكري، واللجنة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية، ولجنة أفريقيا للبحوث والتطور الصحي) فيتحدث عن أهمية <الانسولين> ويقول:

- هناك مئات من مرضى السكري ــ الفئة الأولى بحاجة الى <الأنسولين> (<الأنسولين> ينتجه البنكرياس، فـ<الأنسولين> هو مفتاح الطاقة لكل شخص لكي يقوم بكل الأنشطة التي يتطلب منه القيام بها كل يوم. وهناك مراحل تُسمى ما قبل الإصابة بمرض السكري فارتفاع مستوى السكري في الدم خلال الحمل عند النساء إشارة الى الإصابة بالسكري، وارتفاع مستوى السكر في الدم عموماً إشارة الى الإصابة بالسكري.

ويتابع البروفيسور <مبانيا>:

- ان مستوى السكر في الدم مهم لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم من شأنه ان يتسبب بتعقيدات داخل الجسم تؤدي الى أمراض أخرى، وقد تكون أحد أمراض العين او الكلى او القدمين مقدمة للإصابة بالسكري او مقدمة للإصابة بأمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب والشرايين، وقد تؤدي للإصابة بتصلب الشرايين نتيجة التعقيدات وقد تكون ناتجة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وعن دراسة حول التحكم بمستوى السكر في الدم يشرح قائلاً:

- أولاً ان السكري هو مرض صامت، وان الأشخاص المصابين به يكون معدل السكر في الدم مرتفعاً عندهم، وبالتالي هم معرضون لتعقيدات او أمراض مختلفة. لقد اجريت دراسة في انكلترا اذا ما جرى القضاء والتحكم بمستوى السكر في الدم فإن ذلك من شأنه ان يؤدي الى خفض الإصابة بالسكري، كما انه يؤدي الى خفض تعقيدات أمراض أخرى، واذا بدأ العمل على التحكم بمستوى السكر في الدم فهذا يعني تخفيض نسبة الإصابة بالسكري، وفي حال ترك الأمور على حالها يرتفع عدد المصابين بالسكري. وفي أفريقيا هناك ارتفاع بنسبة الإصابة بالسكري وأيضاً في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، اي ان نسبة الإصابة بالسكري مرتفعة في السواحل المتوسطية. وقد نظمت الدراسة بشكل أساسي عن المصابين بالسكري وأيضاً عن العلاجات لهذا المرض سواء على صعيد الأطباء او أصحاب الاختصاص أو ضرورة التثقيف والتحكم بالمرض. وقد بدأت الدراسة في العام 2005 لنفهم الأمور المتعلقة بهذا المرض وصولاً الى اليوم، وقد تناولت الدراسة أيضاً ليس فقط مرض السكري بل كل العوامل المتعلقة بالسكر وخصائصه سواء من حيث نتيجة الإصابة او طرق العلاج.

الممرض-محمد-عبد-اللطيف-هفهوف--المصابة-بالسكري-هبة-رحال---الم ومضى يقول:

- اما النتائج الأساسية لهذه الدراسة فهي: أولاً أنصح المصابين بالسكري الذين لا يقومون بالرصد الكافي لهذا المرض ان يعرفوا عنه بشكل جيد وهذا عامل مرتبط بالمرض وبالسياسة الصحية في البلد المعني، وأيضاً لا يحبذ المريض اجراء الفحوصات اللازمة اذ يكون الشخص مصاباً به، وهناك عجز في الوصول الى الأدوية، أما العامل الرابع فهو تثقيف المريض من خلال التوعية ليتمكن من مساعدة نفسه أكثر.

 

الى المصابين بالسكري

 

وبالسؤال عن الفئات المصابة بمرض السكري يقول:

- أولاً ان الرجال يُصابون بمرض السكري أكثر من النساء. ثانياً: الفئة العمرية تلعب دوراً اذ غالباً يُصاب به الأشخاص بين 40 و 64 سنة، وهناك عدد كبير من الإصابة بالفئة الأولى والثانية، ويمكن القول انها العناصر الأساسية لمرض السكري ولكن اذا تم تبادل الجرعات اللازمة من <الأنسولين> فإن نسبة الإصابة بالسكري تتراجع. وهناك عوامل تسهل الإصابة بالسكري مثل البدانة والسمنة، والشباب الذين يعانون من البدانة هم أكثر تعرضاً للإصابة، وخلال الاختبارات السريرية نرى ما هو الأثر على هؤلاء المرضى بعد تناول <الأنسولين>، فإن مراقبة مستوى السكر في الدم أمر مهم بعد تناول الجرعات اللازمة من <الأنسولين>.

ويتابع البروفيسور <مبانيا>:

- كلما تحكمنا بهذا المرض، كلما ساعدنا مريض السكري على عدم الإصابة بأمراض أخرى مثل امراض الكلى او أمراض الأوعية الدموية او الشرايين او أمراض العين، ويعني ذلك ان الأشخاص الذين لم يتلقوا الاهتمام اللازم ستودي بهم الإصابة بالسكري الى هذه الأمراض. وبالتالي اذا لم يدرك المصابون بالسكري هذه التعقيدات فسيكون المرض أصعب عليهم. ان المصابين بالنوع الثاني لمرض السكري يصابون بالتعقيدات والسبب الأساسي أنهم لا يتناولون جرعات من <الأنسولين> مما يؤدي لتعقيدات أخرى سواء أمراض الأوعية الدموية او الشرايين او العين وغيرها. ان تلقي العلاجات اللازمة للأشخاص المصابين بالسكري من شأنه أن يخفف من التعقيدات كما ان قياس مستوى السكر في الدم أمر ضروري ومهم بالنسبة لمريض السكري، اذ كلما اهتم بقياس مستوى السكر في الدم كلما استطاع ان يتحكم بالمرض.

 

السكري والإعلام

انتاج-الانسولين-في-مقر-سانوفي-في-مدينة-فرانكفورتوعن دور الاعلام بايصال المعلومات الى المرضى يقول البروفيسور <مبانيا>:

- هذه الرسالة موجهة الى الصحافيين لايصال المعلومات الى المرضى بأنه يتوجب على المصاب القيام باختبار قياس مستوى السكر في الدم لأنه بذلك يخفض من ارتفاع نسبة السكر، لأن 75 بالمئة من المرضى لا يقومون بقياس مستوى السكر، وهذا يضر بهم أكثر. فاذا أراد المريض الا يواجه تعقيدات عليه ان يقوم بالفحص الذاتي الذي هو قياس مستوى السكر في الدم، طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التنبه للأطعمة التي يتناولها وأهمية الأنشطة التي يقوم بها. وهنا أركز اننا بحاجة الى التثقيف لرفع مستوى الوعي والى القيام بالأبحاث. فهناك مناطق في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ترتفع فيها نسبة المصابين بالسكري الى 55 في المئة، لذا هناك أهمية قصوى للتوعية بما يتعلق بمرض السكري. وعندما ننصح المريض بزيارة الطبيب، فلن يضيره بشيء ان فعل اذ انه اذا خصص ثلاث ساعات لاجراء الفحوصات فليس ذلك وقتاً طويلاً من أجل صحته وسلامته. ان السكري ليس مرضاً جديداً ولكل انسان الحق بأن يكافحه. وهنا أقول للحكومات بأن عليها ان تساعد الناس فمثلاً بدل ان تدفع ثمن زجاجات الشمبانيا في الاحتفالات الوطنية بامكانها ان تتحمل تكاليف الحملات حول مرض السكري، وأقول للصحافيين الذين قدموا من مختلف البلدان الى مدينة <فرانكفورت> للمشاركة في مؤتمر حول مرض السكري انه عليهم ان يعملوا على تثقيف الناس وتحفيز المسؤولين للتصرف والتحرك من أجل مكافحة هذا المرض، وبالتالي لا يقتصر دور الصحافيين على تلبية الدعوة للمشاركة في المؤتمر بل عليهم ان يتحركوا ويتوجهوا في مقالاتهم وتحقيقاتهم لتوعية الناس حول مرض السكري.

ثم أردف قائلاً:

- وأتوجه الى الصحافيين قائلاً لهم: ما هي الرسالة التي ستحملونها لأوطانكم؟ وكيف ستساعدون الناس؟ أريد من الصحافيين ان يعملوا على تثقيف المصابين بالسكري لنشر المعلومات التي من شأنها ان تساعد المرضى. والأهم ان يخضع الأشخاص للفحوصات لتجنب الإصابة بمرض السكري.

شهادات مصابين بالسكري يتحدثون عن تجربتهم مع المرض بهدف التوعية

وكانت فرصة لسماع شهادات المصابين بداء السكري الذين تحدثوا عن تجربتهم بهدف التوعية وبأن في استطاعة مريض السكري ان يتحكم بالمرض اذا تناول <الأنسولين> واتبع نمط حياة صحياً.

فها هي الشابة الأردنية الناشطة والمفعمة بالحياة هبة رحال تتحدث بكل شفافية عن تجربتها مع داء السكري من النوع الأول الذي أصيبت به وهي في سن الثانية والعشرين، وقد اختارت ان تواجه الحياة مع هذا المرض بنظرة مستقبلية ايجابية. مع العلم انها عندما أصيبت به لم تكن تعرف شيئاً عن داء السكري اذ لم يسبق لأي فرد من عائلتها ان أصيب بالسكري، الا ان اصابتها به جعلتها تتابع أخبار مرض السكري أكثر وان تشارك تجربتها مع الآخرين وتقدم الدعم لهم خصوصاً الأطفال الذين يعانون من السكري من خلال وسائل الاعلام ومخيمات أطفال السكري ومناسبات أخرى. وهبة المتفوقة في العديد من الألعاب الرياضية تمكنت من تنمية موهبتها الرياضية في العاب القوى والكرة الطائرة أثناء سنوات دراستها في الكلية والجامعة، وقد فازت بالعديد من الميداليات على مستوى الاردن تقديراً لبراعتها الرياضية، كما انها انضمت الى المنتخب الوطني للمبارزة ونالت ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في دورة الالعاب العربية التي عُقدت في عمان عام 1999. والى جانب موهبتها وشغفها بالرياضة تابعت هبة دراستها وحصلت على شهادة البكالوريوس في التربية البدنية وترشحت لنيل منحة لدراسة الماجستير التنفيذي في الادارة التنظيمية الرياضية من قبل اللجنة الأولمبية الاردنية فضلاً عن شغفها بالمطالعة والكتابة، ومن مواهبها التأليف والكتابة باللغة الانكليزية.

وعن أهمية التوعية تقول هبة:

- خلال عملي من اجل التوعية اتضح لي ان العديد من الأشخاص لا يعرفون عن السكري من النوع الأول، صحيح انني كنت ازاول الأنشطــــــة الرياضيــــــة الا انني أُصبت بالسكري، وطبعاً في البداية عندما علم أهلي باصابتي بالسكري تفاجأوا ولكنني قررت ان اوجه التحديات بكل ايجابية، وان أتشارك مع الآخرين في تجربتي لكي يستفيدوا من كل ما مررت به. وقد تكيفت مع الوضع بعدما اطلعت على كل ما يتعلق بالمرض، واعلمني الأطباء انه بامكاني ان أكمل حياتي بشكل اعتيادي شرط ان اقوم بالعلاجات اي أن أتناول جرعات <الأنسولين>، وان اقوم بالاختبار الذاتي وقياس مستوى السكر في الدم. وبالفعل التزمت بكل هذه الأمور وأعيش حياتي بشكل طبيعي.

 

مع-البروفيسور-الدكتور-جان-كلود-مبانيا-في-مؤتمر-السكري-في-فراالصحافية الألمانية <كريستين>

 

السيدة الالمانية <كريستين هورنبرغر> أصيبت بمرض السكري من النوع الثاني منذ خمس سنوات، و<كريستين> محررة في الصحيفة اليومية <اوفنباخ ام ماين> منذ عام 1986، وبسبب شغفها لزيادة الوعي بشأن جميع المسائل المتعلقة بهذا المرض ورغبتها في التثقيف انضمت الى جمعية السكري الألمانية <هيسن> حيث تهتم بالعلاقات العامة لهذه الجمعية، وعن اصابتها تتحدث بعفوية قائلة:

- لقد أُصبت بالسكري في العام 2010 علماً انني في العام 2009 شعرت بأمر غير عادي جعلني أعتقد بأنني مصابة بالسرطان، وعندما علمت بأنني مصابة بالسكري قلت لنفسي سأتناول جرعات <الأنسولين> بانتظام، وسأقوم بقياس مستوى السكر في الدم يومياً، وأحقن نفسي بـ<الأنسولين> كل يوم لأن حياتي مرتبطة بذلك، واطلعت على كل الأمور المتعلقة بالسكري، وقمت باعلام أسرتي وأولادي والمقربين مني. وطبعاً غيرت نمط حياتي. في السابق مثلاً كنت أتناول العشاء عند الساعة العاشرة أما اليوم فأتناوله عند الثامنة. وقبل الذهاب لأي مكان أحقن نفسي لأنني لا أريد ان أزعج الآخرين بحالتي، كما انني اقوم بمزاولة الرياضة واتناول الفاكهة دائماً ولا أتناول النشويات الى ما هنالك... ان المسألة تتعلق بالصحة النفسية ويجب ان اهتم بنفسي لأعيش حياتي بشكل طبيعي.

أما الممرض محمد عبد اللطيف هفهوف (من الجزائر) فيشرح عن أهمية تقديم النصائح والارشادات للأهالي عندما يُصاب اولادهم بالسكري ويقول:

- علينا ان نشرح لمريض السكري الأمر لكي يواجه الحالة بقوة، فدورنا كممرضين ان نساعد المصابين لتخفيف القلق والألم عليهم وعلى أهاليهم، اذ علينا ان نقدم النصائح والارشادات، وطبعاً عليهم ان يتبعوا الارشادات لئلا يصلوا الى مرحلة تُبتر فيها القدمان وما شابه.