هبة طوجي بلبلة «الربيع العربي »:
<يا حبيبي> <ألبوم> هبة طوجي الجديد فيه من <الكانفا> المشغولة بحرفية عالية ما يكفي لجعله يتربع لاسابيع في المرتبة الاولى في المكتبات الموسيقية. وهذا دليل عافية نوعاً ما على سوق اغنية لم يعد يختار الهرج والمرج فقط، بل ما يحمل الكلمة الحلوة والرسالة الانسانية والتمرد والعشق والاكتفاء منه.. هبة التي صورت اغنيتي <خلص> و<الربيع العربي> من كتابة غدي رحباني مع سبع اغانٍ اخريات له تحصد التصفيق لنجاح الاغنيتين وبشكل خاص الثانية التي اهدتها الى الفتى التونسي محمد البو عزيزي والاطفال الذين سقطوا..
في عز تحضيراتها لمهرجاناتها المقبلة كان الحديث مع هبة عن <الألبوم> والاغاني، وعن رأي الموسيقار ملحم بركات بها، ورأي السيدة فيروز أيضا كما تناولنا علاقتها بأسامة رحباني منتج اعمالها ومؤلف موسيقى الاغاني وموزعها والمشرف عليها. وبدأنا معها بالسؤال:
ــ هل انت راضية عن الاصداء التي عرفها <الألبوم> حتى الآن؟
- الاصداء رائعة بشكل عام وقد حصدت اغنية <الربيع العربي> ترحيباً كبيراً لانها عمل متكامل من حيث الشعر لغدي رحباني والموسيقى لاسامة وكذلك <الكليب> المصور، وهو عمل انتاجه كبير نفذ بحرفية وتقنيات عالية فضلاً عن انه نقل للواقع المعاش.
هدية الى الأطفال الضحايا
ــ الم تخشي من ان يتخذ بمنحى سياسي مع هذا الطرف ضد ذاك؟
- يمكن كل شخص ان يترجمه بحسب رؤيته، ولكل فرد الحرية في ان يفسره بما يتوافق وتفكيره. من جهتننا اردنا به فقط المنحى الانساني ضد القتل والدمار. هو صرخة ضد العنف مع الخيبة التي شعرنا بها. نحن ضد الدمــــاء والارواح التي أزهقت، ومــــن يشــــاهد <الكليب> يتوضح له المضمون بشكلٍ كافٍ وان المقصود من خلاله رســــالة انسانية. هو صرخة واهــــداء في الوقت عينــــه الى الاطفال الذين يسقطون ضحايا لنزاعات طائفية ومذهبية وعرقية.
ــ البعض يعتبر ما يجري ثورة وتتطلب وقتاً لتظهر نتائجها؟
- الثورة حق طبيعي ومشروع لاي انسان ينشد الحرية والكرامة والمهم ألا تتحول عن مسارها.
ــ لماذ لم تتولي اخراج < كليب الربيع العربي> بنفسك بل تولاه سيرج اوريان وانت درست الاخراج ونلت جائزة عن فيلمك القصير <حبلة>؟
- فكرة <الكليب> والـ<ستوري بورد> مشتركة ما بين اسامة والمخرج وانا، وقد تولى ايضاً اسامة الانتاج والاشراف كوننا فريق عمل متكاملاً. لقد سبق وأخرجت اغنيتي <حلم> و<عالبال يا وطنا> وقريباً سأقوم بإخرج اغنية <اول ما شفتو> بنفسي. من الجيد ان يرى الفنان نفسه بعدسة مخرج آخر. انا احب التمثيل والاخراج وعيني على السينما التي أتمنى ان أخوض غمارها، وهناك فكرة ندرسها اسامة وأنا في هذا المجال.
وتضيف هبة:
- يمكن ان تلاحظوا انه في اي <كليب> أصوره تحت ادارة غيري، تجدون بصمتي فأنا منخرطة في هذا المجال ولا أستطيع ان أضع جانباً رؤيتي، وبت أملك الخبرة الكافية لاضع لمستي الخاصة.
ــ مشاهد <الكليب> ليست سهلة. أين برزت الصعوبات في تصويره؟
- المشهد النهائي تحديداً كان صعباً نفسياً.
لماذا ... <فابريس>؟
ــ الى الربيع العربي صورت اغنية <خلص> عن المرأة التي تنهي علاقة تتعبها على الرغم من حبها لماذا لجأت الى المخرج الفرنسي <فابريس بيغوتي>؟
- صادف الامر كذلك. فالاغنية رومانسية وباريس التي صورنا <الكليب> فيها تُعدّ العاصمة الاولى للحب والاجواء الرومانسية ومع سماع الاغنية، فإن اول ما يتبادر الى الذهن هذه العاصمة الخلابة. اخترنا <فابريس> لانه على علم بالانتاج فيها وبالاماكن التي يمكن اختيارها وهو محترف وبارع.
ــ ماذا اكتسبت منه في تصويره لـ<<الكليب>؟
- انا اتعلم من اي شيء او من اي انسان من حولي. <فابريس> تحديداً يملك نظرة رائعة في التصوير ولديه بعد سينمائي، كما انه يصور بنفسه وهذا من النادر ان نراه عادة، اي ان يصور بنفسه هو <كادرور> جيد جداً ويعمل بثقة عالية.
ــ عندما شاهدنا <الكليب> خطرت في بالنا اغنية صورتها ايضاً كارول سماحة في باريس، والصور متشابهة نوعاً ما!
- لا تشابه أبداً بين <الكليبين> والشيء المشترك بينهما أن الاثنين صورا في باريس، علماً ان كثيرين ايضاً صوروا اغنانيهم العاطفية فيها للصور وللمشاهد الجميلة التي يمكن ان يتم التقاطها هناك.
ــ تابعنا لك كليبين في الوقت عينه على الشاشات..
- نعم ولكن بإطارين مختلفين جداً وهناك تنويع كبير، و<الكليب> الثالث على الطريق، والمختلف فيه انه يحمل الرقص والفرح..
ــ وكلها من انتاج اسامة رحباني؟
- نعم. الانتاج كبير بالتأكيد، وأسامة أخذ على عاتقه انتاجها كلها وهو من ألف ووزع موسيقى <الألبوم> بكامله. أسامة شغوف بعمله ولا يساوم ولا يقدم تنازلات وهذا ما أحبه في المضمار الفني، وتعلمت منه ان أكون مسؤولة عن عملي، شغوفة به ومتابعة لأدق تفاصيله حتى في الصعوبات. بدأنا التحضير لـ<الألبوم> منذ عام تقريباً وبدأنا تسجيل الاغنيات مع الاوركسترا السيمفونية الوطنية الاوكرانية وكانت هذه في لبنان وكنا اشتركنا في احياء <مهرجانات بيبلوس> العام الماضي. في <الألبوم>، والاغنيات التسع من كتابة غدي رحباني وأربع من تأليف الكبير منصور رحباني، اثنتان منهما من نوع القصيدة، فضلاً عن قصيدة للشاعر هنري زغيب.
ــ هل ستظلم الاغاني المصورة الأغاني الأخرى؟
- سنصور الواحدة تلو الاخرى ونسعى لأن يسلط الضوء عليها جميعها. ف<الألبوم> يجمع انواعاً موسيقية عديدة
ــ لقد اعدت غناء <حلوة يا بلدي>. لماذا داليدا؟
- لمحبتي الكبيرة لهذه المرأة والفنانة وللعذاب الكبير الذي عرفته في حياتها، فسيرتها الذاتية توجعني وأتأثر بها، ووجدت في اعادة اغنية لها تكريماً لهذه الراحلة العملاقة. ولقد أديت الاغنية بشكل مختلف وكأننا اعددناها من جديد، وذلك من خلال نظرتنا الخاصة الى معاني كلماتها فاخذناها الى ناحية <النوستالجيا> أي الحنين. كذلك تستمعون في <الألبوم> لاغنية <زوربا> الشهيرة والتي أعاد اسامة ايضاً توزيعها.
ــ غنّيت <خلص>. متى تقول هبة هذه الكلمة وعلى أي أمر؟
- حسب.. عندما تفيض الامور عند حدها علماً ان بالي طويل جداً.
ــ انت بطبعك متمردة؟
- نعم ولا احب الخضوع.. فأنا أعيش في هذا الوطن العربي، وبالتالي أنا شاهدة على ما يحدث للمرأة فيه ومن واجبي التعبير عنه.
ــ ســــتحيين <مهرجــــان البــــــترون> لهذا العام. كيف تعدين له العدة؟
- حفلتي في السادس عشر من آب/ أغسطس وهي حفلة جديدة من نوعها لن تكون تقليدية إن من حيث الاستعراض او المشهدية او الرقص، وهنا أعني انني سأقوم بمسرحة الاغاني من <ألبومي> <يا حبيبي> و<لا بداية ولا نهاية> اضافة الى اغنيات من مسرحية <دون كيشوت> ومسرحيات رحبانية اخرى، لذلك ستجدونني ارقص وأغني وسترافقني فرقة تضم ثمانية راقصين، و<السينوغرافيا> رائعة ومشغولة بعناية. نشكر <مهرجانات البترون> ونحن سعيدون بالتعامل معهم ونتمنى ان نترك بصمة في اي مكان نكون فيه. كذلك فإنني سأشارك في <مهرجانات مزيارة> في 29 تموز/ يوليو وفي <حمامات تونس> في الرابع والعشرين من الشهر عينه.
فيروز ... وأنا
ــ في المقابلة التي اجريناها مع الموسيقار ملحم بركات منذ أسبوعين اعتبر ان صوتك بين الاجمل على الساحة الفنية اليوم وهو مميز لانه يحمل هوية خاصة به. بماذا تعلقين؟
- هي شهادة أعتز بها جداً من الموسيقار الكبير وأنا أفرح جداً عندما أسمع ان فناناً بقيمته وابداعه اشاد بصوتي.
ــ هل من عمل سيجمعكما؟
- ما من شيء حتى الآن.. إن شاء الله.
ــ هل تطمحين الى لحن منه؟
- هو فنان كبير وكل فنان يحب ان يغني له.
ــ هل التقيت بالسيدة فيروز؟ وهل استمعت الى صوتك او احدى اغنياتك؟
- لا علم لي ان كانت استمعت ام لا.. أنا لم اقابلها حتى اليوم، وحلم كل فنان هو ان يحصل على شهادة من اعظم ايقونة في الفن.
ــ العلاقة العاطفية التي تربطك بأسامة رحباني باتت شبه معلنة وهو اعلن انك <توأم روحه والصوت الذي حقق احلامه>. هل من جديد قريب نبارك لكما عليه بغير الاسطوانة؟
بابتسامة ترد هبة:
- علاقتي بأسامة فنية- انسانية رائعة وأحلم بالاستمرار معه. هو شخص أثر علي في حياتي وسيبقى يؤثر وثقتي به عمياء، وقد وجهت له رسالة في <الألبوم> أشكره من خلالها على دعمه، ولولاه لما وصلت الى المرتبة التي بلغتها.
ــ نعرف انه هاوٍ كرة قدم من الطراز الاول وهو يشجع البرازيل في <المونديال>؟
- هو برازيلي وأنا ايضاً.. وهو من برج القوس وأنا كذلك.. وهو مولود في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر وأنا في العاشر منه. وماذا تريدون بعد؟