تفاصيل الخبر

البابا يقود حواراً اسلامياً ــ مسيحياً في أبو ظبي ونتائج زيارة أحبار الكنيسة المارونية لم تقرّب المسافات!

21/12/2018
البابا يقود حواراً اسلامياً ــ مسيحياً في أبو ظبي ونتائج زيارة أحبار الكنيسة المارونية لم تقرّب المسافات!

البابا يقود حواراً اسلامياً ــ مسيحياً في أبو ظبي ونتائج زيارة أحبار الكنيسة المارونية لم تقرّب المسافات!

في الوقت الذي كان فيه اللبنانيون ينتظرون إشارة من الفاتيكان تبلغهم الحدث السعيد بزيارة للبابا <فرانسيس> للربوع اللبنانية خلال السنة المقبلة، لاسيما بعدما تم وضع اسم لبنان على أجندة الرحلات البابوية من دون تحديد تاريخ زمني (راجع العدد السابق من <الأفكار>)، وفيما كانت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع أحبار الكنيسة ووفد من العلمانيين لا تزال <طازجة>... جاء اعلان الكرسي الرسولي عن زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر شباط (فبراير) المقبل، مفاجئة لا من حيث التوقيت أو الأسباب، بل من حيث ان الأب الأقدس اختار دولة الإمارات لتكون محطته في الدول العربية الخليجية في سابقة سيسجلها التاريخ لأن البابا <فرانسيس> سيكون أول بابا يقيم قداساً في شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من ألفي عام، وذلك في ملعب مدينة زايد الرياضية.

صحيح ان الزيارة تعكس انفتاح الفاتيكان على مختلف الأديان ولاسيما منها الدين الاسلامي بعدما كان زار الصين والهند وعاين الصعوبات التي يلاقيها المسيحيون في هاتين الدولتين، لكن الصحيح أيضاً ان الأب الأقدس اختار دولة الإمارات لتكون محطته العربية والخليجية بعدما كان لبنان لسنوات خلت، هو بوابة عبور ممثل المسيح على الأرض عندما يقرر زيارة دولة عربية، خارج إطار الأراضي المقدسة والقدس. ومع اليقين بأن لبنان لن يغيب عن بال البابا في زيارته الخليجية لاسيما مع وجود البطريرك بشارة الراعي الى جانبه كونه رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في الشرق، إلا ان ثمة من رأى <تراجعاً بابوياً> عن جعل لبنان مكاناً للحوار بين الحضارات والأديان والأعراق، لأن البابا سوف يلتقي علماء مسلمين ومجلس حكماء المسلمين داخل مسجد سوف يزوره ويرئس اجتماعاً لممثلي الأديان خلال زيارته لصرح زايد مؤسس الدولة في أبو ظبي. علماً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجهد من أجل إنشاء <أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار> على أرض لبنان والتي ستكون المكان الطبيعي للحوار والنقاش في فرص التلاقي بين الأديان.

 

نتائج غير مشجعة

وفيما كانت زيارة البابا للإمارات موضع تقييم من دوائر لبنانيـــــــــــة كانت تأمل في أن تكون الزيارة المقبلة للأب الأقدس للبنان، فإن دوائر أخرى توقفت عند المعلومات التي وردت الى بيروت عن انطباعات غير مشجعة عاد بها أحبار الكنيسة المارونية عن لقاءاتهم في روما مع البابا في اللقاء المفتوح، وحوارهم معه عن أوضاع الكنيسة في لبنــــــــــــــان عموماً، والكنيسة المارونية خصوصاً، ذلك ان تبدلاً ما حصل في العلاقة بين الكرسي الرسولي والكنيسة المارونية تراجع فيه منسوب الاهتمام الذي كانت الدوائر الفاتيكانية توليه للكنائس المسيحية في لبنان لأسباب عدة من بينها بعض الممارسات التي سجلها الفاتيكان على القيمين على الكنيسة المارونية والأبرشيات والرهبانيات، من خلال التقارير التي كانت ترد إليه وفيها <تفاصيــــــــــــــــل مملة> عن أداء بعض الروحيين وامتيازاتهم وممارساتهم وغيرها من المسائل التي لم تعد تجد لها صدى ايجابياً في الدوائر البابوية منذ أن غيّر البابا <فرانسيس> نهج التعاطي مع البطاركة والمطارنة والرهبان والراهبــــــــــــــــــــــــــات لجهة دعوتهم كي يكونوا أكثر التصاقاً بقاعدتهم والابتعاد عن المظاهر المادية وتكريس حياتهم للرسالة السماوية التي انتدبوا من أجلها. ويروي قادمون من الفاتيكان ان البابا وكبار معاونيه كرروا أمام الأحبار الموارنة ضرورة القيام باصلاحــــــــــــــــــــــات في الكنيسة انطلاقاً من ذواتهم ومن دون أن يكون ذلك بطلب من الكرسي الرسولي أو بإيحاء منه.

وتحدث العائدون عن سماعهم مرات عدة عبارة <أخطاء> حصلت، و<ضرورة اصلاحها>، كما قال آخرون ان <السيناريو> الذي اعتمد في زيارة البطريرك الراعي والمطارنة للفاتيكان لم يكن مستساغاً الى درجة ان البابا نفسه تساءل عن سبب وجود وفد علماني الى جانب الوفد البطريركي لاسيما وان الزيارة هي للأعتاب الرسولية وليست زيارة رسمية للكرسي الرسولي أو الدولة الإيطالية. ولعل أكثر ما <أزعج> الكرسي الرسولي كان <تسريب> بعض أعضاء الوفد ما دار من أحاديث مع البابا ووزير خارجيته المونسنيور <كالاغار>، واجتزاء هذه الأحاديث على نقاط معينة وإغفال أخرى لها بالنسبة الى الفاتيكان الأهمية نفسها إن لم يكن أكثر، لاسيما في الشق المتعلق باصلاح الواقع الكنسي والاداري الذي تحدث عنه البابا مذكراً بالقوانين النافذة والقواعد التي يطبقها الأب الأقدس منذ توليه السدة البابوية.

في الزيارة التي قام بها البطريرك الراعي لقصر بعبدا الأسبوع الماضي لاطلاع الرئيس عون على نتائج زيارة روما، وصف البطريرك الزيارة بأنها كانت <ناجحة مئة بالمئة>، لكنه أشار بطريقة أو بأخرى ان الكرسي الرسولي يتابع ما يجري في لبنان، لكن لديه اهتمامات أخرى أيضاً يرعاها!