تفاصيل الخبر

البابا ”فرنسيس“ يعطي درساً لكل صحافي: أنقل الخير!

24/05/2019
البابا ”فرنسيس“ يعطي درساً لكل صحافي: أنقل الخير!

البابا ”فرنسيس“ يعطي درساً لكل صحافي: أنقل الخير!

 

بقلم وليد عوض

يوماً بعد يوم تتعاظم مواقف بابا الفاتيكان <فرنسيس>، وتكون موضع اعجاب وتقدير، إذ لم ينس الناس بعد انفتاح البابا على البلاد الاسلامية وتوقيعه مع الامام الاكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وثيقة عالمية للسلام والتعايش بين أبناء الأديان المختلفة، على هامش مؤتمر <الإخوة الإنسانية> في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في شهر شباط (فبراير) الماضي، وهي تتضمن بنوداً تعزز الحوار والتقارب بين الديانات المختلفة، وبالتالي فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين الإسلام والمسيحية، ومن ثم زيارته للمغرب في آذار (مارس) الماضي ودفاعه من هناك عن حرية الضمير والحرية الدينية، وقوله ان بناة الجدران، سواء كانت مصنوعة من الأسلاك الشائكة أو القرميد، سينتهي بهم الحال أسرى للجدران التي يبنونها، في اشارة الى قرار الرئيس الاميركي <دونالد ترامب> ببناء جدار على حدود بلاده مع المكسيك، لنجد البابا <فرنسيس> في مشهد مستغرب وهو يقوم بغسل وتقبيل أقدام 12 سجيناً في بلدة فاليتري جنوبي العاصمة الإيطالية روما، ليعود ويقبل أقدام رئيس جنوب السودان <سلفا كير> وزعيم المتمردين <رياك مشار> ويحثهما فيها على احترام الهدنة بينهما والتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

 فهذا البابا الاستثنائي المولود في الارجنتين عام 1936 باسم <خورخي ماريو بيرجوليو> هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستين بعد المئتين بدءاً من 13 اذار (مارس ) 2013، وكان اختياره لاسم <فرنسيس> تأسياً بالقديس <فرنسيس الأسيزي> أحد معلمي الكنيسة الجامعة، والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام، وهو يتقن اللغات الإسبانية، واللاتينية والإيطالية، والألمانية، والفرنسية، والأوكرانية، بالإضافة إلى الإنكليزية.

وبالأمس إلتقى هذا البابا بحوالى 400 صحافي كأعضاء جمعية الصحافة الاجنبية في ايطاليا ومندوبون لدى الكرسي الرسولي، وكان رسولاً ومرشداً ومعلماً صحافياً من الدرجة الاولى عندما دعاهم الى صحافة متواضعة وحرة لا تنغمس في بيع الغذاء الفاسد من المعلومات الخاطئة ولكنها تقدم خبزاً صحياً من الخير والحقيقة، وحضهم على العمل وفقاً للحقيقة والعدالة، بحيث يكون التواصل أداة للبناء وليس للتدمير، للقاء وليس للاشتباك، للحوار مع الآخر وليس لمناجاة الذات، للارشاد وليس للتضليل، للتفاهم وليس لسوء الفهم، للمضي في سلام، وليس لبث الكراهية، لتوفير صوت لمن لا صوت له، وليس لتوفير مكبر للصوت لمن يصرخ بصوت أعلى، ورأى أن بعض العناوين الصارخة يمكن أن تعطي صورة زائفة عن الواقع، مطالباً اهل الصحافة بمقاومة إغراء نشر أخبار لم يتم التحقق منها في شكل كاف، معتبراً ان حرية الصحافة وحرية التعبير هي مؤشرات مهمة على الحال الصحية لأي بلد، داعياً إياهم إلى مساعدة العالم على عدم نسيان أولئك الذين يتعرضون للاضطهاد والتمييز بسبب عقيدتهم أو عرقهم وضحايا العنف والاتجار بالبشر.

وفي نهاية اللقاء معهم، أهدى البابا <فرنسيس> الصحافيين نسخة من كتاب بعنوان <Communicare il Bene> (أنقل الخير) يحتوي على محادثات مع مجموعات مختلفة من الصحافيين في السنوات الستة الأخيرة ورسائله لأيام الإتصالات العالمية، وعندما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام التي كانت حاضرة الى الحبر الاعظم محبة لبنان له، فرد بالقول: <لبنان في قلبي> ما يذكرنا بالبابا الراحل <يوحنا بولس السادس> الذي زار لبنان عام 1997 وقال في الإرشاد الرسولي كلمته المشهورة: لبنان أكثر من وطن.. أنه رسالة.