تفاصيل الخبر

البابا ”فرنسيس“ مثال للإنسان البسيط المتواضع والحريص على الحوار والتواصل بين الأديان!

27/09/2019
البابا ”فرنسيس“ مثال للإنسان البسيط المتواضع والحريص على الحوار والتواصل بين الأديان!

البابا ”فرنسيس“ مثال للإنسان البسيط المتواضع والحريص على الحوار والتواصل بين الأديان!

 

لا يزال بابا الفاتيكان <فرنسيس> منذ انتخابه في آذار ( مارس) من العام 2013 حديث الناس في اربع رياح الارض بسبب الفضائل التي ينشرها بين شعوب العالم التي يزورها ويدعو للإقتداء بها، ولتشجيعه الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات الدينية والثقافات العالمية، ودعمه للحركات الانسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاربته القضايا الساخنة كقائد انساني ومصلح اجتماعي متجاوزاً صفته الدينية بأشواط، ناهيك عن الجانب الشخصي المتعلق به  لجهة ايمانه العفوي وبساطته وتواضعه، حتى انه رفض تقبيل يديه من قبل المؤمنين وعمد الى غسل ارجلهم دون وجل، ولم يجد حرجاً في تقبيل أقدام رئيس جنوب السودان <سلفا كير> وزعيم المتمردين <رياك مشير>، بعد جلسة روحية خاصة، حثهما فيها على احترام الهدنة بينهما والتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

فالبابا <فرنسيس> المولود عام 1936 في الارجنتين باسم <خورخي ماريو بيرغوليو>، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستين بعد المئتين، وأول بابا من العالم الجديد وأميركا الجنوبية والأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا <غريغوري الثالث>، واختار عند تنصيبه رسمياً اسم <فرنسيس>، وذلك تكريماً للقديس <فرنسيس الأسيزي> الذي تخلى عن ثروته من أجل مساعدة الفقراء. وقد شبّهه البعض بالبابا <يوحنا بولس الثاني> الذي زار لبنان عام 1997 وقال ان لبنان رسالة وأكبر من وطن. وكما ان البابا <فرنسيس> متمسك بمبادئ الكنيسة وهو يعارض بقوة عقوبة الإعدام والإجهاض ويناصر حقوق الإنسان، وأول بابا اتخذ إجراءات بشأن قضايا التحرش الجنسي، واعتبر أن التحرش بالأطفال جريمة يحاسب عليها قانون الفاتيكان، وكان يقول ان فضيحة الانتهاكات الجنسية قوضت صدقية الكنيسة، وأن فشل الكنيسة في معالجة جرائم الانتهاكات الجنسية مصدر ألم وعار.

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية فالبابا <فرنسيس> زار معظم دول العالم، وشدد على التواصل والحوار ورفض العنف والارهاب، وهو اكد حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له وطن مستقل يتمتع بالسيادة، ورفض الربط بين الإسلام والإرهاب، وقال في مؤتمر <الأزهر العالمي للسلام> في القاهرة عام 2017، إن العنف يولد العنف والشر يولد الشر، مؤكداً أن الحوار بين الديانات والثقافات ضرورة لمستقبل جميع البشرية. كما انه وقع مع شيخ الازهر احمد الطيب وثيقة <الأخوة الإنسانية> في أبو ظبي خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، حيث اكدت أن الأديان لم تكن أبداً مثيرة للعنف وإراقة الدماء، مطالبة بمعالجة مشكلات التشدد والإرهاب والفقر، داعية العالم أجمع إلى التكاتف من أجل التوصل إلى حلول لها، لا بل كان البابا <فرنسيس> يشدد على ضرورة اعتبار المسلمين شركاء في بناء التعايش السلمي، من أجل قطع الطريق على الجماعات المتطرفة المعادية للحوار، داعياً المسيحيين للحوار مع المسلمين من أجل بناء مستقبل مجتمعاتنا.

واكد البابا <فرنسيس> في خطاب ألقاه أمام الملك المغربي محمد السادس في المغرب في آذار ( مارس) الماضي، أن كل أشكال التطرف هي إساءة للدين ولله، مشيراً إلى أنه لا ينبغي التقليل من دور الأديان في بناء جسور التفاهم، وقال: من الضروري أن نجابه التعصب والأصولية بتضامن جميع المؤمنين، جاعلين من قيمنا المشتركة مرجعاً ثميناً لتصرفاتنا، معتبراً أن أي شكل من أشكال التطرف والذي غالباً ما يقود إلى العنف والإرهاب، يمثل في جميع الحالات، إساءة إلى الدين وإلى الله.

 ولم يتوان البابا عن تشبيه الجدار الاميركي مع المكسيك بجدار برلين أيام الحرب الباردة، معتبراً انه من كبائر الفظائع، وقال ان الذي يبني الجدران ينتهي به المطاف إلى أن يقع في أسر هذه الجدران التي يبنيها. كما ندّد برهاب الاجانب في البلاد الاوروبية مستذكراَ <أدولف هتلر> والنازية، منتقداً النخبوية في هذه البلاد، داعياً إياها الى الرحمة والتسامح مع اللاجئين والنازحين.