تفاصيل الخبر

الاتـحـــــاد الـخـلـيـجـــــي يـفـــــرض نـفـســــــه عـالـمـيـــــــاً والـريــــــــاض تـبـقــــــى أم الـزعـامــــــــات!

15/06/2017
الاتـحـــــاد الـخـلـيـجـــــي يـفـــــرض نـفـســــــه عـالـمـيـــــــاً  والـريــــــــاض تـبـقــــــى أم الـزعـامــــــــات!

الاتـحـــــاد الـخـلـيـجـــــي يـفـــــرض نـفـســــــه عـالـمـيـــــــاً والـريــــــــاض تـبـقــــــى أم الـزعـامــــــــات!

 

بقلم وليد عوض

2

من ذا الذي يحكم العالم الآن؟

ما الذي يجمع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> مع الرئيس الأميركي <دونالد ترامب>؟

لقد سئل <نابوليون بونابارت> عن الحرب فقال: <أولاً المال، ثانياً المال، ثالثاً المال>. وفي أحضان الخزينة الأميركية الآن 380 مليار دولار للخزينة السعودية منها 300 مليار دولار لشراء منتجات أميركية و80 مليار دولار لشراء أسلحة حديثة.

وكان رئيس تحرير مجلة <جون افريك> بشير بن يحمد واضحاً وصريحاً حين قال: من يتجمعون، لا بد أن يكونوا نسيجاً واحداً.

ونحن في لبنان والشرق الأوسط وافريقيا فقراء ومقصرون مالياً. ومن ينقصه الدرع المالي، لا يستطيع في السياسة أن يصول ويجول!

مطلوب منا الآن أن نعرف موقعنا في هذا العالم، ومدى قدرتنا على التحرك، ومدى استعدادنا لتخزين الثروة الغذائية، خصوصاً وان سهول البقاع وعكار والجبل مورد زراعيضخم، فكيف الحال إذا هلكت زراعات الدول الكبرى تحت وابل الأمطار والثلوج؟!

عندكم بعد ذلك الثروة الطبية اللبنانية، بدءاً من البروفيسور مايكل دبغي، والبروفيسور فيليب سالم، وصف طويل عريض من الأطباء اللبنانيين الذين تدربوا في جامعة <جون هوبكنز> الأميركية، ويمارس فريق منهم الطب داخل فرع المستشفى نفسه في بيروت، كما عندكم جمعية الأطباء المتخرجين من الولايات المتحدة الموزعين بين مستشفى <هوبكنز> ومستشفى الجامعة الأميركية ومستشفى رزق الذي أصبح من ملكية الجامعة اللبنانية الأميركية التي يرئسها الدكتور جوزف جبرا.

ويكشف بشير بن يحمد في مقال أخير ان هناك مستشاراً واحداً لكل من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمستر <ستيفن شوارزمان> رئيس شركة <بلاكستون>، وعندما يكون مثل هذا الرجل مستشاراً للاثنين، فمعنى ذلك امتداد جسر تفاهم اقتصادي بين الرياض والبيت الأبيض.

أمام هذا البعد الجغرافي أين هو موقع لبنان؟ أين هو دور اللبنانيين الذين تغنوا برواد في الولايات المتحدة مثل جبران خليل جبران، وايليا أبو ماضي. وجورج كساب؟! ماذا يستطيع اللبنانيون أن يفعلوا أمام تفاهم أميركي ــ روسي عالمي وتره الضارب هو سوريا والمناطق المطلوب تحويلها الى مناطق آمنة ومحمية دولياً؟ قضايا كبار تتلاعب فيها أيدي الصغار.

واللافت ان ذلك كله يدور في رحاب بيئة تهدئة خليجية بعد وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح، ووزير الخارجية العماني يوسف علوي، والرئيس التركي <رجب طيب أردوغان>، والرئيس الروسي <فلاديمير بوتين>، والرئيس الإيراني <حسن روحاني> من تحت الطاولة. فئة تفتح ناراً حامية على قطر، وفئة تعتمد التهدئة والتسوية والتصرف بالتي هي أحسن، ريثما يتجلى الموقف عن مبدأ <وادخلوا في السلم كافة>.

 

أمير الكويت اطفائي الشر

 

والمصالح الاقتصادية هنا هي التي تحرك الوساطات وعمليات التهدئة، لأن قطر برغم جنوحها الى كشف المستور، تقيم حساباً لمواردها الغذائية، إذ تعتمد دولة الإمارات، على سبيل المثال، في ستين بالمئة من مواردها الغذائية على دولة الإمارات التي شقت طريقاً اقتصادياً واسعاً مع العالم الخارجي، والمملكة العربية السعودية تبقى الأم الحاضنة لدول الخليج، وإذا غضبت عليك السعودية حسبت الناس كلهم غضابا.

وفي التفاصيل ان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يتصرف كالأب مع أولاده، فيبعد عنهم نار الشر، ويحيطهم دائماً بالمسعى الخير انطلاقاً من الحرص على البيت الخليجي الواحد في زمن تتساقط فيه الاتحادات. وقد رأت دولة قطر ان توظف سياستها الخارجية في معالجة الأزمة مع دول الخليج، بدءاً من ذلك الاتصال يوم الأحد الماضي بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي <اليكس تليرسون> لمناقشة المسألة الخليجية، والتطرق الى سبل التسوية، بحيث لا تظل قطر في دائرة الاتهام، ولا تبقى الدول الخليجية هدفاً للمصطادين بالماء العكر، وأولهم تركيا وإيران واسرائيل.

فالجانب التركي، بدءاً من الرئيس <رجب طيب أردوغان> يقدم نفسه كرئيس من أركان الحرب والسلام في المنطقة، ويجب أن يكون له الحسبان.

والرئيس الإيراني <حسن روحاني> يريد أن ينأى بإيران عن الأزمة المستفحلة بين الدوحة ودول الخليج، مستغلة كل توظيف اقتصادي للتعويض عن قطر، بدءاً من البترول، والمكسرات، والأصناف الصوفية التي غالباً ما يقام لها معارض موسمية في بيروت واسطمبول والدوحة القطرية. كل ذلك طبعاً قبل اندلاع الأزمة القطرية الخليجية مؤخراً، وبعد فسحة من طول البال والاتصالات التي تصلح ما أفسد الدهر.

والذين يعرفون الملك سلمان بن عبد العزيز يدركون انه رجل قرار لكنه لا يتخذ هذا القرار إلا بعدما يقلبه من كافة جوانبه.

1وصايا الملك سلمان

وفي هذا الباب طلب الملك سلمان مراعاة الحالات الانسانية للأسر المشتركة السعودية ــ القطرية، والإيعاز الى وزارة الداخلية السعودية التي يتولاها ولي العهد الأمير محمد بن نايف تخصيص الهاتف رقم 00966112109111 لاستلام هذه الحالات واتخاذ الاجراءات المناسبة الخاصة بها.

وحرصاً من دولة الإمارات على الشعب القطري ومن الامتداد الطبيعي لاخوانه في دولة الإمارات، وجه رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعليماته بخصوص الحالات الانسانية للأسر المشتركة الإماراتية ــ القطرية واحترام عقود العمل بين الطرفين. ويوم الخميس 15 أيار (مايو) استضاف سيد البيت الأبيض الرئيس <دونالد ترامب> نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بهدف تعزيز التعاون مع شريك أساسي في الشرق الأوسط. وكل هذه الاتصالات تصب في ايجاد سبل تفصل دولة قطر عن أي ارتباط بالمؤسسات التي تدور في فلك الاخوان المسلمين، وصرف النظر عن أي اتصال مرشح للاجراء بين دولة قطر واللجان التابعة للاخوان المسلمين.

إنها فترة حبس أنفاس واستلهام الحلول التي تحافظ على البيت الخليجي كمرجع عالمي تتساقط حوله أكثر البيوت في العالم، والهدف هذه المرة مجلس يتحسب لكل الاحتمالات، ومنها تفكك أحد الأعضاء من الاتحاد العام، وتوجهه الى اتحادات أخرى. وهو آفة أصابت حتى الاتحاد الأوروبي الذي كان يزدهي بأنه أقوى اتحاد دولي على الأرض، فإذا بالاستفتاء البريطاني الذي أجرته رئيسة الوزراء <تيريزا ماي> في الشهر الماضي يكشف ضعف الرهان، وفجوة التجمع وتصبح السوق الأوروبية المشتركة أفضل في زمانها من الاتحاد الأوروبي.

العالم كله يتمزق كقوى جامعة، ولا يجد السلام في ظلال هذه الكواكب الأرضية الشريرة المسماة مرة <دولة الخلافة> ومرة <داعش> ومرة ثالثة تجمعات ارهابية بلا انضباط، والتنبه الى التداعيات الغذائية التي تنجم عن اغلاق الحدود بين بلدان الخليج ودولة قطر، خصوصاً وان قطر تتهيأ الآن للاحتفال بحدث عالمي في العام 2022 هو استضافة مباريات كأس العالم، وهذا يتطلب توافق بلدان العالم المشاركة في هذا الحدث على استمرار تبني قطر لهذا الحدث.

ومصاب دولة قطر في هذا الباب وقبل خمس سنوات من الاولمبياد ليس مصاب الخليج العربي وحده، بل مصاب الأمة العربية جمعاء، لأنه يضيع على العرب فرصة الأولمبياد الذي تحلم به أهم دول العالم.وتصوروا أي أضرار اعمارية وغذائية وثقافية ونفسية سوف يخلفها إلغاء هذا المهرجان الكروي.

ضمن هذه الدائرة القومية يتحرك الوسطاء لا لعزل دولة قطر في محيطها القومي، بل امتناعها بسحب كل اتهام لها بالارهاب، بالتدخل في شؤون البلاد المجاورة مثل مملكة البحرين، وتأجيج الصراع السني ــ الشيعي والاسلام السياسي مقابل الاسلامي الشرعي الشريف.

هذه المنقلبات السياسية في المنطقة تنتظر من لبنان أن يتحرك على اتجاهين:

ــ الأول: أن يقنع السلطات القطرية بسحب كل فتيل يصلها بمنظمات الارهاب.

ــ الثاني: إصدار بيان قطري يدين الارهاب في المنطقة ويقول للعالم: أنا في حالة نأي عن هذه الصراعات.

وأغلب الظن انه يستطيع!

والمصالحة مع النفس هي المقدمة المطلوبة للحلول.

والصبر مفتاح الفرج!