تفاصيل الخبر

الأطفال معرّضون للإصابة بـ "كوفيد- 19" ولكن في أكثر الأحيان تكون الأعراض خفيفة

27/01/2021
الأطفال معرّضون للإصابة بـ "كوفيد- 19" ولكن في أكثر الأحيان تكون الأعراض خفيفة

الأطفال معرّضون للإصابة بـ "كوفيد- 19" ولكن في أكثر الأحيان تكون الأعراض خفيفة

بقلم وردية بطرس

 

الإختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال الدكتورة جودي متى: قد تكون الأعراض خفيفة عند إصابة الأطفال بالفيروس ولكن يحتمل أن يشكل خطورة عليهم اذا أُصيبوا بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة بعد الاصابة به

[caption id="attachment_85239" align="alignleft" width="475"] الأولاد ينقلون العدوى للآخرين ولكن ليس بالنسبة نفسها التي ينقلها الكبار.[/caption]

 يمكن أن يُصاب الأطفال من جميع الأعمار بفيروس كورونا المستجد، لكن أعراض معظم الأطفال المصابين لا تكون عادة بحدة أعراض البالغين، وقد لا تظهر على بعضهم أي أعراض على الاطلاق. وتبين الأبحاث أن الأطفال أقل عرضة للاصابة بكورونا من البالغين، وقد لا يشعرون بأعراض خطيرة اذا أُصيبوا به. ووفقاً لكلية الطب في جامعة (هارفارد) لا يعاني الكثير من الأطفال من أي أعراض اذا أُصيبوا بالفيروس. مع ذلك فإن الفيروس لا يخلو من المخاطر على الأطفال. كما أن الأطفال معرضون أيضاً لخطر الاصابة بمرض نادر، ولكنه يحتمل أن يكون خطيراً ويُسمى بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال بعد الاصابة بفيروس كورونا. ويمكن للأطفال تجربة الأعراض الثلاثة الأكثر شيوعاً لفيروس كورونا: ارتفاع درجة الحرارة، والسعال المستمر، وفقدان او تغير حاسة الشم او التذوق. ووجدت الأبحاث أن السعال وفقدان حاستي التذوق والشم أقل شيوعاً عند الأطفال مقارنة بالبالغين. وبالنسبة للأعراض التي يجب التنبه لها عند الأطفال هي التعب، والصداع، واضطرابات المعدة.

الدكتورة متى ومتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة عند الأطفال

 فالى أي مدى يكون الأطفال عرضة للاصابة بـ (كوفيد – 19) ؟ ومتى يشكل خطراً عليهم عند الاصابة به؟ وماذا عن اصابة الأطفال بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة بعد الاصابة بالفيروس؟ وغيرها من الأسئلة أجابت عنها الاختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال الدكتورة جودي متى وسألناها بداية:

* عند بداية جائحة الكورونا لم تسجل حالات اصابة عند الأطفال كما نرى اليوم فما الذي تغيّر اذ نرى حالات اصابة أكثر من السابق؟

- لم يتغير شيئاً، فما حصل أنه منذ بداية الجائحة كان الأطفال يُصابون بفيروس كورونا، وكانت هناك نظرة خاطئة بأن الأطفال لا يلتقطون عدوى الفيروس ولكن هذا غير صحيح، الا أنه لم تكن تظهر عليهم الأعراض، أي كانت اصابة بدون أعراض وبالتالي الطفل ناقل للفيروس بدون أعراض، حتى إننا رأينا أهالي أُصيبوا بالفيروس كانوا قد التقطوا العدوى من أولادهم على الرغم أنه لم تظهر عليهم الأعراض، او ظهرت أعراض خفيفة أو ربما لم يظهر عليهم شيء، اذ تكون الأعراض اما حرارة خفيفة او القليل من السعال والاسهال، يعني الكورونا كان يظهر عند الأطفال مثل الاسهال... ومنذ العام الماضي أي خلال أشهر شباط (فبراير) وآذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضي تحدثوا عن أمر تم تداوله على صفحات الفيسبوك أن هناك ما يُسمى بمرض (كاواساكي) يتسبب به الكورونا عند الأطفال، وهذا الآن

[caption id="attachment_85240" align="alignleft" width="192"] الدكتورة جودي متى : المطلوب الوقاية ثم الوقاية.[/caption]

ما يحصل اذ هناك ما يُعرف بـ Multi System Inflammatory Syndrome او متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، فهذا ما يحصل. اما عندما يُصاب الولد بالكورونا بعد 4 او 5 أسابيع من التقاط الفيروس وهي تشبه أعراض (كاواساكي) اذ تظهر طفرة على الجلد، واحمرار في العينين، وتورّم في اليدين والقدمين، واحمرار في اللسان، وتشقق في الشفاه، ولهذا اعتقدوا أنه (كاواساكي) بعدما وجدوا أن هناك أعراضاً تشبه أعراض (كاواساكي) ولهذا أطلقوا عليه تسمية (متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة). وهذا لا يعني أن كل ولد سيُصاب بالكورونا سيحصل معه ذلك، ولكن هناك عامل خطورة يمكن ان يحدث مع الولد وذلك اما بعد ان يلتقط الفيروس او بعد مرور 4 او 5 أسابيع لتظهر عليه الأعراض. في لبنان لا أعتقد ان هناك احصائيات حول ذلك ولكن عالمياً هناك 1200 حالة اصابة عند الأطفال في العالم ككل، وفي أميركا لغاية الآن سُجلت 186 حالة عند الأطفال. وحسب رعاية طب الأطفال في لبنان ان هناك عشر حالات اصابة به.

* كما ذكرت أن الولد قد يكون مصاباً بالفيروس ولكن لا تظهر عليه الأعراض ربما لأسابيع فالى اي مدى هناك خطورة ان ينقل العدوى للأهل؟ وهل يظل ناقلاً للفيروس بعد مرور أسابيع على اصابته؟

- في البداية أشارت الدراسات الى أن الأولاد لا يلتقطون الفيروس وينقلونه للآخرين، ولهذا كان هناك توجه بامكان الأهالي ارسال أولادهم الى المدارس، ولكن كما يتبين حتى لو كانت الحرارة خفيفة فالولد يكون على اتصال مع أهله اذ خلال 48 ساعة قبل ظهور الأعراض يقدر أن ينقل الفيروس اليهم. لهذا أعتقد أن الأولاد يقدرون أن ينقلوا العدوى للآخرين ولكن ليس بالنسبة نفسها التي ينقلها الكبار، لأن الصغار لا يخرج منهم الرذاذ كما الكبار عندما يتحدثون، ولكن يبقى هناك عامل خطورة اذا اقترب الشخص منه سيلتقط الفيروس خصوصاً اذا كان هناك سعال.

نصائح للأهل تفادياً لالتقاط الفيروس من أولادهم

* ما المطلوب من الأهل لتجنب التقاط الفيروس من أولادهم؟

- بالعادة ما نراه ان العائلة كلها تُصاب بفيروس كورونا، وعلى الأرجح تظهر الأعراض على الأهل في البداية من ثم تظهر على الأطفال، ولهذا نقول للأهل ألا يخافوا لأنه نسبياً وضع الأطفال جيد. وطبعاً نطلب منهم ان يراقبوا الحرارة وأن يعطوا أولادهم مخفضات للحرارة. واذا كان هناك سعال يجب ان يهتم الأهل بالأمر من حيث تنظيف الأنف جيداً وإعداد حساء لهم وشرب الماء الى ما هنالك وذلك حسب الأعراض التي تظهر على أولادهم، واذا كان الولد مصاباً بالاسهال عليهم ان يهتموا بالأمر أيضاً. انما كما ذكرت في سياق الحديث أن الأعراض تكون خفيفة لدى الأولاد، الا أننا ننصح الأهل بحال اذا كان ابنهم مصاباً بالكورونا فبأي وقت شعروا أن الحرارة لا تنخفض وبأن ابنهم يشعر بالتعب أو تظهر طفرة على الجلد او وجع في البطن او اسهال وارتجاع شديد، واذا كان هناك احمرار في العينين او تورّم في الغدد الليمفاوية عليهم الاتصال بالطبيب وأن يشرحوا له عن كل هذه الأعراض وليس أن يعطوا ابنهم مخفضات من تلقاء أنفسهم دون استشارة الطبيب.

* عندما يُولد الطفل فالى أي مدى يكون عرضة للاصابة بالفيروس سواء أكانت الأم مصابة به أم لا؟

- عند الولادة تُخضع الأم لفحص (بي سي آر) للتأكد بأن النتيجة سلبية، وعلى الرغم من ذلك فإن التوصيات الأولية تفيد بأنه اذا كانت الأم مصابة تقدر ان ترضع طفلها اذا التزمت بكل الارشادات الوقائية مثل ارتداء الكمامة وتنظيف اليدين الى ما هنالك... وما يحصل اليوم في المستشفيات أنه يتم شفط الحليب من ثدي الأم من ثم يُعطى للطفل.

الأطفال المصابون بالأمراض المزمنة

[caption id="attachment_85241" align="alignleft" width="444"] على الأرجح تظهر الأعراض على الأهل في البداية من ثم تظهر على الأطفال.[/caption]

* من هم الأطفال الأكثر عرضة للمشاكل بحال الاصابة بفيروس كورونا؟

- نرى أن الأطفال الأكثر عرضة او يتعبون أكثر هم الأولاد الذين لديهم مشاكل في جهاز المناعة أو المصابون بالأمراض المزمنة مثل سرطان الدم أو أنواع سرطانات أخرى التي تخفض مناعتهم. بالنسبة لبقية الأولاد فلا نرى أعراضاً الا بحال الاصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة التي تحدثت عنها في البدية، وبالتالي تكون الأعراض خفيفة وببعض الحالات يحتاج الأولاد للأوكسجين وأدوية لتخفيض الحرارة وبالتالي يرتاحون، وعادة تكون لمدة يوم او يومين، ولكن هناك أولاد يأتون الينا وهم مصابون بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة التي ذكرتها عندها  تكون الأعراض عليهم شديدة، حتى أنهم يضطرون الدخول الى العناية المركّزة، لهذا نقول دائماً للأهل الأمر ليس أن الأطفال لا يُصابون بالكورونا، فهم يُصابون ولكن بدون أعراض، الا ان هذا لا يعني أن يعّرضوا أولادهم لظرف او وضع يلتقطوا فيه الفيروس... صحيح ان المخاطر قليلة ولكن لا نعلم مَن مِن الأطفال سيُصاب بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة، ولهذا نطلب من الأهل ان ينتبهوا جيداً واتباع الارشادات الوقائية التي أصبح الجميع يعرفها مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وعدم الوجود في أماكن مكتظة بالناس، خصوصاً ما قبل الاغلاق اذ لم يكن هناك التزام بهذه الأمور، لا بل خلال فترة الأعياد التقى الناس مع بعضهم والبعض ولكنهم لا يدركون أنه حتى بعد مرور 7 أيام من التقاط الفيروس وتكون نتيجة فحص (بي سي آر) سلبية، فهذا لا يعني أن النتيجة سلبية، لأنه خلال 14 يوماً من التقاط الفيروس قد تظهر النتيجة ايجابية، وبالتالي الأشخاص الذين خضعوا لفحص (بي سي آر) قبل عيد الميلاد ورأس السنة ربما يكون أحدهم مصاباً ولكن ظهرت النتيجة سلبية وهذا ما أدى الى ارتفاع حالات الاصابة بالفيروس بعد الأعياد.

* هل يمكن أن يترك الفيروس أثراً في جسم الأطفال عند الاصابة به بعد مرور فترة او ربما سنوات حتى لو لم تظهر الأعراض عليهم؟

- أعتقد أنه لا يزال الوقت مبكراً للتحدث عن هذا الأمر، ولكن يمكن القول هنا: اذا لم تظهر الأعراض على الطفل أستبعد أن تظهر عليه فيما بعد. وكما قلت في سياق الحديث إنه لم نكن نرى حالات اصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال كما نراه الآن. ربما زادت الحالات عندنا في لبنان لذا أصبحنا نرى أنها تظهر أكثر عند الأطفال، فيحصل عندهم التهاب بالشرايين كلها مما يؤدي الى مشاكل في القلب والرئتين والدماغ وأيضاً في الجهاز الهضمي، ولهذا نخاف من أعراضها لاحقاً. فعلى سبيل المثال اذا أدخل الولد الى العناية المركّزة ليتبين أن القلب تضرر فلا نعرف لاحقاً ماذا سيحصل مع الولد بعد فترة: فهل سيتخطى الأمر ويعود قلبه سليماً ام ستحصل اشتراكات؟

* اذا فتحت المدارس أبوابها بعد الاغلاق فهل من المتوقع ارتفاع الاصابات عند الأطفال؟ وهل هم بآمان اذا ذهبوا الى المدارس؟

- نقول للأهالي بامكانهم ارسال أولادهم الى المدارس ولكن اذا التقطوا الفيروس والتقوا بالجد والجدة فسينقلون الفيروس اليهما، لهذا يجب التنبّه لهذا الأمر كثيراً. وحتى عالمياً كان هناك توجه أنه بامكان ارسال الأولاد الى المدارس لأن الاصابات لم ترتفع، ولكن علينا ان نأخذ بعين الاعتبار انه أحياناً يمكن ان ترتفع درجة الحرارة عند الاولاد فيعطونهم الأهل حبة بندول من ثم يرسلونهم الى المدرسة، وبالتالي يمكن أن ينقلوا العدوى للآخرين لأن الأعراض ظهرت عليهم بعكس أولاد آخرين لم تظهر عليهم الأعراض عند اصابتهم بـ (كوفيد – 19). وبالتالي نعلّق آمالنا على وعي الأهل بهذا الخصوص... المطلوب الوقاية ثم الوقاية.