تفاصيل الخبر

  الاستحقاق الرئاسي في غرفة انتظار التسويات  الاقليمية ولا أحد يعلم متى يحين موعد لبنان!

16/10/2015
   الاستحقاق الرئاسي في غرفة انتظار التسويات   الاقليمية ولا أحد يعلم متى يحين موعد لبنان!

  الاستحقاق الرئاسي في غرفة انتظار التسويات  الاقليمية ولا أحد يعلم متى يحين موعد لبنان!

 

بقلم صبحي منذر ياغي

aBOU-kATEAرحيل زعيم زحلة الشعبي ايلي سكاف ينقلنا الى عاصمة البقاع.والحديث مع رئيس كتلة نواب زحلة عضو كتلة القوات اللبنانية النائب الدكتور طوني ابو خاطر  يطول ويتشعب في ظل ما يشهده البلد من ازمات داخلية وانعكاسات التطورات الاقليمية والدولية، فهو يعترف ويقر بعجز الدولة امام سلسلة من الاشكاليات والازمات الاجتماعية والسياسية والامنية، مؤكداً ان الحل الامثل بالعودة الى الدستور، بتكريس الوحدة الوطنية، وبعودة الجميع الى تحمل مسؤولياتهم الحقيقية امام الله والتاريخ، للحفاظ على الدستور والوطن.

سألناه بداية:

ــ ما رأيك بالحراك الشعبي الذي يشهده لبنان، الى اين سيؤدي؟ وكيف تنظر اليه كونك نائباً منتخباً لحماية الدستور والمطالبة بقضايا الناس؟

- اقول بصراحة انني كنت من اول المرحبين والمهللين بهذا الحراك وفرحت جداً عندما نزل الشباب والصبايا الى الساحات حاملين مطالبهم المشروعة، لأن مطالبهم مطالبنا ايضاً، وكنت سأشارك معهم في التظاهر والاعتصامات، لو انهم لم يرفعوا شعار <لا نريد سياسيين ولا نواباً>! ولكن الأساليب التي اتبعوها وتعدد الشعارات، وتوسيع (بيكار) تحركهم كل ذلك ضيع الكثير من مصداقيتهم وبدأنا نحس ان هناك بعض المآرب والنيات وراء هذا التحرك، كما بدا من تحركات مجموعة <بدنا نحاسب> ان لديهم اهدافاً سياسية واضحة.. لذا أن المنحى الذي يتخذه التحرك في الشارع يثير القلق والتساؤلات عمّا اذا كانت هناك أياد خفية تحرك المتظاهرين لتحقيق أهداف معينة لا تزال مجهولة.

ــ ولكن الفساد والوضع المأساوي والاهتراء في كل شيء الذي وصلنا اليه هي التي دفعت هؤلاء للنزول الى الشارع و...؟

-( مقاطعا)... الاهتراء بدأ منذ زمن طويل وأصابنا جميعاً، والكل متضرر، وهناك شرفاء ومخلصون بين النواب وبين الطبقة السياسية، فهل مثلاً اسقاط وزير البيئة محمد المشنوق من شأنه ان يحل أزمة النفايات؟ ومن هو الرجل السحري القادر على ابتداع حل بين ليلة وضحاها؟من هنا التساؤل عن سبب خروج المتظاهرين في هذا التوقيت وبهذا الشكل.وبالنهاية نحن نواب نمثل هذه الشريحة الشعبية وندرك وجعها، وانا معها من حيث المبدأ، حتى انني ارفض الاساليب القمعية التي تعرضوا لها وكل اللبنانيين يرزحون تحت الظروف المأساوية التي يرزح تحتها هؤلاء المتظاهرون ويعيشون في حالة اهتراء الدولة ومؤسساتها على كل الصعد، لكن يجب ان يكون تحركنا وطنياً صرفاً، وبالتالي ضمن اطار القانون والدستور، ووفق الطرق الديموقراطية الصحيحة والراقية.

ضرورة الحوار

ــ من الحراك الشعبي في الشارع، الى طاولة حوار تحت قبة البرلمان تضم السياسيين والنواب..ما رأيك بهذا الحوار، ولماذا رفضتم المشاركة به؟

- أنا أؤمن لآخر ساعة بالحوار، لأن عكس الحوار سيكون الكباش. ومجرد التقاء الافرقاء يعطي بعضاً من الامل، ولكن حسب التجربة وجدنا ان الحوارات الماضية لم تنتج شيئاً او بالأحرى لم يطبق منها شيء، وبصراحة اقول انه في آخر طاولة حوار عقدت في بعبدا ايام الرئيس ميشال سليمان عام 2012 وصدرت عنها <وثيقة اعلان بعبدا> ربما تمنيت للحظات لو شاركنا بهذا الحوار، الا ان هذا التمني قد زال عندما سمعنا من جاهر علناً برفضه لهذه الوثيقة، مطيحاً بكل مقرراتها متدخلاً في الحرب السورية علناً ومتحدياً إرادة الشعب اللبناني.

ــ ولكن ما الهدف من هذا الحوار اليوم؟

- الحوار اليوم، يُستخدم لحرف الأنظار عن الأهداف الأساسية لذلك لم نشارك فيه. فمن سخرية القدر أننا لم نستطع حل مشكلة النفايات فكيف سنستطيع حل قضايا جوهرية؟المخاوف من أن يكون هذا الحوار شبيهاً بحوار 2006 الذي لم يؤدّ الى نتائج تذكر. على اي حال، ما نتمناه هو أن يكون بات لدى المسؤولين حد أدنى من المسؤولية الوطنية للحفاظ على بلدنا ومنع انتقال النيران المشتعلة في الدول المحيطة الينا.

ــ كطبيب كيف تشخص الحالة السياسية في البلد؟

- حالتنا فعلاً مأساوية، نحن دوماً من دعاة قيام الدولة والمؤسسات لانها الضمانة للجميع، ولكن حالتنا نختصرها بوجود مجموعات تعيش في دويلة اقامتها على حساب الوطن، ويكبر نفوذ هذه الدويلة يوماً بعد يوم، وعلى حساب الدولة وحساب الشعب. وهذه الدويلة لها ابعادها واهدافها الخطيرة، ولا يهمها لبنان بل هي اكثر المستفيدين من الفراغ الرئاسي والفوضى الامنية والتخبط السياسي، ويناسبها ان يظل هذا البلد مشلولاً.

الدستور طريق الخلاص

- الا ترى ان انتخاب رئيس للجمهورية يساهم في تعزيز الاستقرار والثقة لدى المواطنين؟ وبالتالي ما هو مصير هذا الاستحقاق؟ والى متى سنظل نعيش هذا الفراغ الرئاسي؟

- لا شك ان انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الثقة للدولة والناس، لأنه من غير المقبول ان نظل جمهورية بلا رأس، فانجاز استحقاق رئاسة الجمهورية اولوية واسبقية، اذ تستقيم الحياة السياسية في لبنان فور اتمامه، لذا انا ادعو للتمسك بمضمون الدستور والقوانين، فإذا طبقنا هذا الدستور لا يمكن لأي كان ان يعطل انتخابات الرئاسة، لا العرب ولا العجم ولا الغرب، فعندما نضع مصلحة الوطن اولاً امام اعيننا تتعطل كل هذه التدخلات الخارجية ..

ــ ولكن هناك من يدعوكم لانتخاب الرئيس القوي؟

- (مستغرباً)، لست مع هذا الطرح ابداً، فما معنى رئيس قوي؟ فعندما ينتخب رئيس الجمهورية من الطبيعي ان يكون قوياً بموجب الدستور لأن قوته تكون في احترام الدستور والقوانين والحفاظ عليها، فقد شهد لبنان رؤساء اقوياء بحضورهم واحترامهم للدستور، ولن ادخل في تسميات، يكفي ان اذكر الرئيس الراحل الأمير فؤاد شهاب.

ــ ما هو مصير هذا الاستحقاق؟

- يمكن القول ان الاستحقاق الرئاسي في غرفة انتظار التسويات الاقليمية، ولا أحد يعلم متى يحين موعد لبنان، لكن ذلك لا يدفعنا إلى فقدان الامل لأن <العصمة> كما قلت، لا تزال بيدنا، لكن الفريق المعطل للانتخابات يشل حركة الانتخابات، من خلال استنكاف نوابه عن الحضور والاقتراع، وبالتالي فهم لا يمارسون السياسة وفقاً لمقتضيات اللعبة الديمقراطية، ولذلك لا نزال نتخبط بالفراغ.

ــ كعضو في تكتل القوات اللبنانية كيف تحدد اهداف الزيارات العربية التي يقوم بها الدكتور سمير جعجع، والتي كان آخرها زياراته للمملكة العربية السعودية، وقطر..؟

- بعد خروج الدكتور سمير جعجع من السجن اثبت الرجل فعلاً انه لا يطلب شيئاً لنفسه، ولا طموح لديه للتوريث السياسي، وعمد الى تأسيس حزب القوات اللبنانية على اسس ديموقراطية، بعيدة عن الذهنية العائلية، واثبت تمسكه بالمبادىء والافكار التي تصب في وعاء الوطن، وانه من ابرز القيادات الوطنية التي تعمل لهذا الوطن، لذا فإن لقاءاته مع المسؤولين في الدول الصديقة والشقيقة هي ربما لتبادل الآراء والاستفادة من تجربته، فنحن لسنا في جزيرة معزولة، واللقاء مع الدكتور جعجع يعود لما يتمتع به هذا الرجل من رؤية بعيدة حول مستقبل المنطقة العربية، خاصة وان الدكتور سمير جعجع اثبت من خلال ممارسته السياسية التمسك بالعروبة الحقيقية، العلمانية، الجامعة لكل العرب بكل طوائفهم، لا العروبة التي عمد البعض الى تشويه صورتها ودمجها بالاسلام، كما اثبت الدكتور جعجع تمسكه بالقضية الفلسطينية وبقضيتها العادلة.

تجربة زحلة

ــ اذا عدنا الى الواقع الزحلي، كيف تقيم تجربتكم كنواب عن زحلة خلال السنوات الماضية؟

- لا شك ان التجربة النيابية كانت محملة بالصور الجميلة والبشعة في آن، فنحن فور انتخابنا اعتبرنا ان هدفنا كنواب الحفاظ على الوطن والدستور والعمل على تعزيز المؤسسات الدستورية والخدماتية. عملنا ما بوسعنا وفي ظروف صعبة جداً، وربما انجزنا العديد من مشاريع القوانين بعيداً عن الاعلام، لأننا اعتبرنا فعلاً ان العمل النيابي ليس للوجاهة بل لخدمة الناس، على الصعيد التشريعي، وإذا قارنا انفسنا مع كتلة نيابية اخرى نجد اننا اكثر الكتل انسجاماً، وكان لنا دورنا في مشاريع انمائية تحققت في زحلة، وكنا دوماً نصطدم ببطء العجلة التشريعية، والاحداث والظروف الامنية.

وتابع قائلاً:

- هناك قوانين مهمة جداً تحتاج ايضاً الى تشريع منها قروض مالية ومساعدات من البنك الدولي، ولكن يجب عدم التشريع في شكل طبيعي وكأن لا فراغ رئاسياً في البلد.على اي حال نحن بصدد اصدار كتيب يتضمن انجازات نواب زحلة والمشاريع التي تحققت، وهناك مشاريع قوانين تقدمنا بها وما زالت تدرس لدى اللجان النيابية.

ــ هل واجهتكم عراقيل في هذا المجال؟

 - طبعاً.. طبعاً، ولن أقوم بذكرها لضيق المجال، ولكن لا اخفي عليكم سراً عندما اقول مثلاً اننا كنا نتعرض لمحاربة من وزراء من المقلب السياسي الآخر، فقد كانوا يتعمدون عرقلة مشاريعنا لغايات سياسية، ومع ذلك كنا ننتزع مطالبنا انتزاعاً. ولا بد هنا ان اشكر دولة الرئيس نبيه بري على مساعدته في هذا المجال في كثير من الاحيان. ولكن يبقى أملنا ان نقدم ونعمل اكثر لمنطقة زحلة خلال هذه الفترة المتبقية، فخدمة زحلة ومنطقتها هدفنا الدائم ونحن نعيش ونتابع وجع اهلنا ومعاناتهم ومطالبهم بشكل يومي ولا نقصر ابداً في ملاحقة الكثير من القضايا في الدوائر والوزارات.

ــ اذاً أين دور بلدية زحلة في المجالات الانمائية؟

- شكراً لكم على هذا السؤال، لانني هذا ما كنت أود الاشارة اليه، الى دور البلدية الذي يجب ان يكون فعالاً في نطاق المشاريع الانمائية في المدينة، وان تكون نشاطات البلدية محصورة في نطاق الخدمات، بينما دور النواب الدعم والمؤازرة والتشريع ومراقبة تطبيق القوانين، وتصويب الاعوجاج في الدولة، فالبلدية هي الوزارة المصغرة؟ فماذا فعلت وماذا قدمت لزحلة؟ ولذا طالبنا باستقالتها لفشلها في اداء دورها الحقيقي.

ــ ماذا تتمنى في كلمتك الاخيرة؟

- أمنيتي ان يعود لبنان كما كان القدوة والمثال، إن على صعيد الانماء او الحياة الديموقراطية الصحيحة، وان تكون قيامة الدولة الحقيقية بمؤسساتها الامنية والشرعية. وأنا كمواطن زحلي اسمحوا لي ان اتمنى ان يكون لبنان على مثال منطقة زحلة التي تتميز بتعايشها وتنوع طوائفها وبالاختلافات السياسية والثقافية، فزحلة أنجبت رجالاً عظماء كان لهم دورهم في كتابة الدستور اللبناني وفي الدفاع عن استقلال هذا الوطن. زحلة أنجبت مقاومة لبنانية حقيقية منذ العشرينات حتى اليوم..

ــ كيف تلقيت خبر وفاة النائب الراحل إيلي سكاف؟

- لا شك أن وفاة إيلي بيك سكاف شكّلت خسارة لزحلة والبقاع ولبنان وخسارة لمحبيه وأصدقائه. كان رحمه الله سليل عائلة سياسية عريقة أعطت لبنان ووقفت الى جانب الزحليين والبقاعيين لعقود عديدة، وكانت لها بصمات في الحياة السياسية لا يستطيع أحد أن ينساها. ونحن كزحليين فقدناه ابناً بارّاً لزحلة والبقاع، لذا لا يسعني إلا أن أتقدّم بالتعزية لعائلته وعقيلته السيدة ميريام وولديه جوزيف وجبران راجياً لهم من الله الصبر والسلوان وطول البقاء.