تفاصيل الخبر

الارشادات الصحية الخاصة بمريض السكري  لصيام آمن خلال رمضان!

10/05/2019
الارشادات الصحية الخاصة بمريض السكري   لصيام آمن خلال رمضان!

الارشادات الصحية الخاصة بمريض السكري  لصيام آمن خلال رمضان!

 

بقلم وردية بطرس

 

يعتبر وضع مريض السكري خاصاً في شهر رمضان، اذ يُستحسن ان يمتنع عن الصيام خصوصاً مريض السكري من النوع الأول، الا انه قد يصّر على الصيام مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات... اذاً الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول ومن النوع الثاني الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات جلوكوز الدم. ومن مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام الهبوط الحاد في سكر الدم والارتفاع الخطير في سكر الدم. لهذا على مريض السكري ان يأخذ التوجيهات المهمة بعين الاعتبار أثناء الصيام خلال شهر رمضان، ولا بد ان يأخذ بعين الاعتبار ان للصيام في شهر رمضان تأثيراً على جسم المريض بسبب التغييرات الكبيرة في مواعيد الوجبات وفي نمط النوم لدى الشخص، وقد يتساءل كيف يمكن ان يؤثر صيام شهر رمضان على صحته، فخلال شهر رمضان يتغير نظامه الغذائي المعتاد بدرجة كبيرة خصوصاً في حال تناوله لوجبات كبيرة تحتوي على أطعمة دسمة وسعرات حرارية عالية، كما ان نشاطه البدني يصبح أقل خلال النهار مقارنة بأوقات أخرى من السنة، ولكل ذلك تأثير على تحكمه في مستويات السكر في الدم، لذلك من الضروري طلب المشورة الطبية قبل اتخاذ قرار الشروع في صيام شهر رمضان.

السيطـــرة علــــى مـــرض السكـــري

خـــــــــلال شهــــر رمضـــــان

 

وبالتالي هناك أمور يجب معرفتها والقيام بها ليتمكن الشخص من السيطرة على مرض السكري خلال شهر رمضان ومنها: أولاً: التعرف على العوارض الجانبية للصيام اذا كان لديه مرض السكري إذ ان بعض المرضى قد يتعرضون لمخاطر صحية بسبب الصيام، لذا يُنصح بزيارة طبيبه لتقييم وضعه الصحي وتحديد امكانية صيامه من عدمه. ثانياً: تكرار المراقبة الذاتية لمستوى السكر في الدم: قد تؤثر التغييرات في عادات تناول الطعام خلال شهر رمضان على نسبة السكر في الدم لديه، وبالتالي فانه من المهم فحص مستوى السكر في الدم بشكل متكرر، وان يفحص مستويات السكر في الدم مرة الى مرتين في اليوم وكلما دعت الحاجة. ثالثاً: تعديل الدواء أثناء الصيام: على المريض ان يتحدث مع طبيبه بشأن التعديلات المطلوبة في نوع الدواء او الجرعة او المواعيد من أجل تقليل مخاطر انخفاض مستوى السكر في الدم. رابعاً: يجب على مرضى السكري ان يفطروا اذا كانت نسبة السكر في الدم أقل من 70 ملغراماً/ ديسيلتر، واذا كانت نسبة السكر في الدم أكثر من 300 ملغرام/ ديسيلتر، واذا حدثت عوارض مثل انخفاض السكر في الدم او ارتفاع السكر في الدم او الجفاف او مرض شديد. خامساً: ممارسة الرياضة في رمضان، على المريض ان يقوم بممارسة تمارين عادية خفيفة الى متوسطة، اذ لا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية القاسية أثناء الصيام بسبب زيادة خطر انخفاض السكر في الدم او الجفاف. سادساً: تنظيم الوجبات، اذ يمكن للشخص اتباع النصائح الغذائية التالية خلال شهر رمضان، وان يقوم بتقسيم السعرات الحرارية وكمية الطعام المسموح بها بين الافطار والسحور، واضافة وجبة او وجبتين خفيفتين اذا لزم الأمر بينهما، ويجب ان يتأكد من ان الوجبات متوازنة بشكل جيد، وان يتناول الأطعمة الغنية بالألياف التي تطلق الطاقة ببطء مثل الخبز كامل الحبوب والفول والأرز، وان يتناول الكثير من الخضراوات والسلطات، وان يقلل من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة مثل السمن والسمبوسة والفطائر، واستبدال الحلويات التي تحتوي على كميات عالية من السعرات الحرارية والسكريات بكمية معتدلة من الحلوى الصحية كقطعة من الفاكهة، وان يستخدم كميات صغيرة من الزيت عند الطهي مثل زيت الزيتون، وان يكثر من شرب الماء والمشروبات غير المحلاة بالسكر بالفترة الممتدة ما بين الافطار والامساك، وان يتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات المحلاة بالسكر.

ولهذا أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية التوعوية السنوية حول الارشادات التي يجب على مرضى السكري اتباعها خلال شهر رمضان وذلك برعاية وحضور وزير الصحة الدكتور جميل جبق، اذ تم اطلاق الحملة في مقر الوزارة بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهون و(سانوفي) و(ام اس دي) بهدف تثقيف المرضى الذين يعانون من مرض السكري حول كيفية الصوم الآمن خلال شهر رمضان عبر تحديد استراتيجية تقلّل عوامل الخطر. واعتبر وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق ان للحملة الوطنية حول صيام مرضى السكري خلال شهر رمضان الكريم أهمية اذ تندرج ضمن السياسة الوقائية التوعوية التي تتبعها الوزارة بهدف تعميم الثقافة الصحية، وأضاف ان عدد مرضى السكري في

لبنان وخصوصاً من ذوي الدرجة الثانية بات يتزايد في الآونة الأخيرة بسبب اتباع أسلوب الحياة العصرية ونمط غذاء غير صحي وتراجع ممارسة الرياضة، واستطرد قائلاً:

- نحن على مشارف الشهر الفضيل، وبعض المصابين بالسكري يودون الالتزام بالصيام متجاهلين الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، فالصيام بالنسبة لمريض السكري يختلف عنه بالنسبة للأشخاص الأصحاء لأنه يجب عليهم تجنب المضاعفات التي تهدد حياتهم بالخطر.

وستستمــــر حملــــــة التوعيــــــة قبــــــل وأثنــــاء شهر رمضـــان وتتضمــــن حملــــة اعلاميـــــة على التلفزيونــــــات، والاذاعــــــات، وفي الصحــــــف والمواقـــــــع الالكترونيـــــــة، اضافـــــــة الى برامـــــج التوعيــــــة المجتمعيـــــــة التــــي يتــــــم تنظيمها بالتعاون مع البلديات ومؤسسات المجتمع المـــــدني والجمعيـــــات الاجتماعيـــــــة والخاصـــــة في أماكن مختلفة في لبنان.

 

الدكتور أكرم اشتي والارشادات الطبية

فما هي الارشادات الطبية التي يتوجب على مرضى السكري اتباعها خلال الصيام في شهر رمضان منعاً لحدوث المضاعفات؟

من جهته يعتبر مدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة العامة الدكتور أكرم اشتي ان مرضى السكري يحتاجون الى تخطيط ومراعاة اكبر ليتجنبوا المضاعفات غير المرغوب فيها الناجمة عن حالتهم اذا اختاروا ان يصوموا خلال رمضان

ويقول:

- نحن نناشد مرضى السكري مراجعة طبيبهم المعالج قبل الصوم لأن هذه الخطوة ضرورية، إذ ان الارشادات ليست موحدة للجميع بل كل مريض يُقيّم حسب حالته وعلينا التنبه الى هذا الموضوع دائماً، فالطبيب المعالج سيقوم باجراء الفحص السريري والفحوصات المخبرية قبل اتخاذ القرار النهائي بالسماح بالصوم او الاحجام عنه، والموافقة على الصوم مرتبطة بتعديلات على الدواء من النوعية الى المعيار والتوقيت وحتى في نمط الحياة لتجنّب المضاعفات.

ويتابع:

- وحتى في حال موافقة الطبيب المعالج على صوم المريض، فيجب على المريض قياس نسبة السكر في الدم بشكل متكرر ومتواصل طوال فترة النهار والليل، فاذا كانت النسبة منخفضة (اي أقل من 70 ملغراماً/ ديسيلتر)، او مرتفعة كثيراً (أي أعلى من 300 ملغرام/ ديسيلتر)، يشتد الخطر على المريض مما يوجب عليه ان يفطر فوراً والتواصل مع طبيبه. وفي حال لم يوافق الطبيب على صوم المريض، عندها يجب على المريض ان يلتزم بالقرار ليتفادى مخاطر الصوم لأنها ستؤدي الى مضاعفات خطيرة. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري ويختارون الصوم خلال شهر رمضان، فيجب عليهم اتباع الارشادات والتعليمات التي ينصحهم بها أطباؤهم، وتتضمن تلك الارشادات المراقبة المتكررة لنسبة السكر في الدم، واعادة جدولة توقيت أدويتهم، واتباع نظام غذائي صحي وسليم وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.

وأضاف:

- وعلى مستوى التغذية يُعتبر اعتماد مرضى السكري عادات أكل مختلفة أساسياً لصوم آمن، وننصح المرضى بمقاومة الرغبة لتناول وجبة كبيرة وقت الافطار وتأخير وجبة السحور قدر الامكان، ومن المفضّل أيضاً تضمين أطعمة فيها مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض، وغنية بالألياف التي تصدر الطاقة ببطء مثل خبز القمحة الكاملة والفاصوليا غير المقشورة والأرز الأسمر، ومن المهم تضمين الفواكهة والخضار والسلطات وتقليل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، كما يجب تجنّب الحلويات السكرية. أما السوائل فيجب على مرضى السكري الحفاظ على مستوى عال من المياه في جسمهم من خلال شرب كميات كبيرة من الماء او المشروبات غير المحلاة وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمُحليّات.

وعن المضاعفات يشرح:

- قد يحدث هبوط السكر في الدم لأن المريض لم يراجع طبيبه المعالج وبالتالي هذه من المضاعفات التي قد تنجم عن الصيام في شهر رمضان، وبالتالي اذا لم يتم الاعداد لهذا الشهر وتهيئة المريض وتعديل الأدوية العلاجية المخفضة لنسبة السكر في الدم فقد يحدث هبوط حاد بنسبة السكر في الدم أو ارتفاع حاد بنسبة السكر في الدم إضافة الى الجفاف. والسؤال المطروح: هل من الممكن تفادي هذه المضاعفات او التقليل من نسب الاصابة بها؟ الاجابة هي نعم وذلك من خلال الاستشارة الطبية ومراجعة الطبيب المعالج قبل شهر رمضان لكي يقوم الطبيب المعالج باعادة تقييم وضع المريض الصحي بما يخص السكر أو أمراضاً أخرى مرافقة لمرض السكري لكي يلتزم بالارشادات الصحية والدوائية اللازمة اذا كان مسموحاً له الصيام، وأيضاً لتقييم وضعه اذا كان يستطيع ان يصوم او لا يستطيع ان يصوم.

ويتابع:

- بالاستناد الى هذا الموضوع تم تقسيم مرضى السكري الى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى هي المجموعة التي تكون بخطر عال اذا صام المريض في شهر رمضان، او المرضى الذين لديهم سكري من النوع الأول غير المنتظم، والسكري من النوع الثاني غير المنتظم مع مضاعفات مرض السكري مثل الجلطات القلبية والدماغية وغسل الكلى، إذ يجب قطعياً الا يصوموا. المجموعة الثانية وهي مجموعة لديها خطر ولكن ليس عالياً كما المجموعة الأولى وهم مرضى من النوع الأول مسيطر عليه والنوع الثاني غير مستقر مع مضاعفات مرتبطة بمرض السكري وهبوط متكرر بنسبة السكر في الدم، أيضاً هؤلاء المرضى لديهم خطر والمفضل الا يصوموا. المجموعة الثالثة التي تستطيع ان تصوم في رمضان هي المجموعة التي لديها خطر قليل او متوسط إذ هناك سيطرة على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي والمريض لا يكون لديه هبوط بنسبة السكر في الدم في المرحلة التي تسبق شهر رمضان، هؤلاء المرضى بامكانهم ان يصوموا في رمضان ولكن حتى اذا كان بامكانهم ان يصوموا في رمضان فعليهم ان يستشيروا طبيبهم المعالج وان يتقيدوا بالارشادات الصحية والغذائية اللازمة، لكي يُقلّلوا من خطر المضاعفات المرتبطة بالسكري اثناء الصيام ومنها الارتفاع الحاد او الهبوط الحاد في نسبة السكر في الدم، ولهذا أطلقت الحملة الوطنية بعنوان (اذا عندك سكري ما في غنى عن الحكيم) والمقصود بذلك استشارة الطبيب لتقييم الوضع الصحي للمريض، والتحديد اذا كان بامكانه الصيام ام لا، واذا كان بامكانه الصيام لاعطائه الارشادات الصحية. وان المريض الذي ليس بامكانه الصيام يمكنه الا يصوم لأن الاسلام في هذه المسألة متسامح ومتفهم اذ ليس على المريض ان يشعر بالحرج، وبالتالي اذا كان المريض لا يقدر ان يصوم فعليه الا يصوم لئلا يضّر بصحته.

وبالسؤال عن الارشادات العامة التي تركز عليها الحملة يقول:

- الارشادات العامة التي نؤكد عليها في هذه الحملة هي استشارة الطبيب المعالج قبل شهر رمضان لتقييم الوضع الصحي والتحديد عما اذا كان بامكان المريض ان يصوم ام لا، والتقيد بالنظام الغذائي اثناء شهر رمضان، والافطار في الوقت المحدد والتأكيد على ضرورة السحور وان يتم تأخير السحور قدر الامكان، وأيضاً شرب الماء بكميات جيدة ما بين وجبة الافطار والامساك، وأيضاً ننصح المريض الا يقوم بمجهود جسدي اثناء فترة الصيام، ويُنصح بمجهود خفيف او القيام بتمارين رياضية خفيفة بعد الافطار، وأيضاً تعديل الأدوية وتعديل عياراتها وايضاً تعديل توقيتها ما بين الافطار والسحور، وأيضاً المراقبة الذاتية المستمرة لنسبة السكر في الدم، وطبعاً فحص السكر في الدم بواسطة المكنة، اذ من المفروض ان يقوم بها المريض لمراقبة نسبة السكر في الدم، وأيضاً من المهم ان يوقف المريض الصيام اذا حدث هبوط للسكر في الدم دون 70 ميلغراماً او ارتفاع نسبة السكر في الدم ما فوق 300 ميلغرام، وبالتالي من الضروري عندئذٍ استشارة الطبيب فوراً لتعديل العلاجات اللازمة واعطاء الارشادات اللازمة، وأيضاً ننصح المريض بعد انتهاء شهر رمضان باستشارة طبيبه لتقييم وضعه الصحي. وبالتالي كل هذه الأفكار نحرص على نشرها ما قبل رمضان لكي يستطيع المريض ان يصوم في شهر رمضان بطريقة سلسة وبدون حدوث اي مضاعفات. ومواد الحملة ستنشر وتعمم هذه الأفكار من خلال (كليب) سيعرض في وسائل الاعلام، وسيتم توزيع كتيبات تثقيفية في مراكز الرعاية الأولية، والمراكز الصحية، والعيادات الطبية الخاصة، وستقام محاضرات في المناطق اللبنانية كافة حول هذا الموضوع، وستُجرى مقابلات توعوية في وسائل الاعلام من قبل أطباء اختصاصيين لشرح أهداف الحملة.