بقلم صبحي منذر ياغي
موجة التفجيرات الإرهابية التي عمت مؤخراً الكويت وتونس وفرنسا..وقبلها المملكة العربية السعودية، واغتيال النائب العام المصري هشام بركات، والتهديدات بتفجير مساجد شيعية في البحرين، فتحت الباب مجدداً للعمل على مكافحة الإرهاب الذي لا دين ولا جنسية له، وهذا يتطلب تعاوناً دولياً فاعلاً لمكافحة هذه الآفة التي تستفحل وتزداد مع ظهور الحركات والمجموعات والتنظيمات الإرهابية المتشددة في أكثر من دولة.
وفي رأي أوساط متابعة ان الذين انتقلوا من تنظيم <القاعده> الى تنظيم <داعش> الإرهابي، باتوا اكثر العناصر عنفاً وتطرفاً، وكل ما يمكن قوله الآن ان هناك إدارة مركزية وغرفة عمليات لـ<داعش>، تنسق ما بين عمل <الدواعش> في اكثر من مكان، ولا بد ان يؤخذ هذا بعين الاعتبار.
وكشفت الاوساط عن صدور تعليمات من جماعه <داعش> لتنفيذ عمليات في مصر، مشددة على ضرورة الانتباه لاحتمال تنفيذ عمليات إرهابية جديدة خلال المرحلة المقبلة، حيث يتم تعبئة الإرهابيين في شهر رمضان كون الاستشهاد في الشهر الكريم برأي المتشددين، طريقاً للجنة. وأشارت الاوساط الى ان أهم درس تلقيناه اليوم اننا دخلنا في مرحلة متقدمة لتنظيم <داعش> بوجود قيادة تنسق في أكثر من ثلاث قارات، وهو أمر يستوجب مزيداً من الحذر.
استاذ العلوم السياسية طارق فهمي اعتبر ان ما يحدث أمر متوقع بعد احداث مسجد <القطيف> في المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع ايضاً ان تتمدد الاعمال الإرهابية في بعض المناطق الاخرى، مشيراً الى ان استهداف تونس كان وراداً بعد تصريحات من إرهابي <داعش> عن ذلك. ولفت الى ان تزامن التفجيرات الثلاثة في الكويت وتونس وفرنسا، يثير العديد من علامات الاستفهام حول من يعبث بالملف المذهبي، موضحاً ان استهداف الكويت له اعتبار خاص وهو وجود تجمعات سياسية معارضة وكذلك شيعية، وذلك بعد استهداف السعودية، ليتمدد في منطقة الخليج، من أجل تأكيد حضور قوي لمن يخطط لإرباك المشهد السني الشيعي. وأوضح ان الرساله هي الدخول في مواجهة مفتوحة مع الدول الخليجية، وهو ما يحدث ومتوقع ان يحدث خلال الفترة المقبلة، والمواجهة باتت وشيكة بين السنه والشيعه، مشيراً الى ان استهداف فرنسا له عدة اعتبارات منها التحرك القوي لها في المنطقة العربية في الفترة الاخيرة، وكذلك توطيد علاقاتها مع السعودية وصفقات السلاح مع مصر.
معلومات خاصة لـ<الأفكار>
الملفات الأمنية التي تحمل عنوان <عاجل - سري للغاية>، باتت موجودة بشكل دائم على طاولات الاجتماعات في اكثر من جهاز أمني محلي واقليمي ودولي، و<الافكار> اطلعت على معلومات وردت مؤخراً في تقرير لجهاز أمني عربي ، أكدت المخاوف من تزايد العمليات الإرهابية في اكثر من دولة وخاصة في دول الخليج، وان معظم العمليات تنفذها جماعات اسلامية مشكوك في ارتباطاتها بأجهزة مخابراتية مشبوهة من بينها جهاز <الموساد> الاسرائيلي.
وعلمت <الأفكار> من مصادر أمنية خاصة، ان فريقاً من الاستخبارات الغربية وصل مؤخراً الى بيروت برئاسة الضابط (أ. ف.) لمتابعة معلومات تتعلق بنشاطات لمجموعات أصولية تكفيرية ما بين لبنان والخليج، تخطط لسلسلة عمليات إرهابية في عدد من الدول الخليجية، وقد تكون المملكة العربية السعودية الساحة الاساسية لهذه العمليات. وذكرت المعلومات ان مجموعة من الإرهابيين وأغلبهم من جنسيات عربية مختلفة هم الذين سيقومون بتنفيذ مثل هذه التفجيرات والعمليات.
الملف الأمني الذي حمله الضابط (أ.ف) تضمن معلومات عن تحضيرات لتنظيم <داعش>، وبإشراف قيادي في التنظيم يدعى أحمد م. م. (كويتي الجنسية)، لاستهداف مساجد شيعية في البحرين، ومنها مسجد رأس الرمان.
حماية دور العبادة
لذا فإن ما شهدته منطقة الخليج من عمليات متتابعة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية <داعش> ضد عدد من مساجد الشيعة في السعودية والكويت، جعلت حماية دور العبادة هاجساً للأجهزة الأمنية الخليجية التي اعلنت استنفارها خوفاً من تكرار مثل هذه التفجيرات، ولوأد فتنة سنية - شيعية، وتجلى ذلك في الموقف الرسمي والشعبي الكويتي الذي أعطى مثالاً عن التلاحم الوطني داخل الدولة وفوت الفرص على محاولي الاصطياد في الماء العكرة.
ولم يستبعد مصدر أمني خاص خلال حديث مع <الافكار> احتمال حصول تفجيرات مماثلة في دولة الامارات العربية، على الرغم من ان الامارات تحاول قدر الإمكان إبعاد شبح التفجيرات عنها، الا ان مخطط إشعال الفتنة السنية - الشيعية الذي فشل في الكويت بسبب الموقف الكويتي الموحد يدفع بـ<بتجار الدماء> الى محاولة تنفيذ مخططهم الخبيث في اكثر من دولة.
... ومخاوف في لبنان
والساحة اللبنانية هي الاخرى ليست بعيدة عن مثل هذه التداعيات، وقد شهدت عدداً من التفجيرات الانتحارية خلال السنتين الماضيتين، وتقوم الاجهزة الأمنية اللبنانية، وفي إطار وأد هذه المخططات الإرهابية، بملاحقة المشبوهين واعتقالهم، وترددت معلومات مؤخراً عن تمكن جهاز الامن العام اللبناني من إلقاء القبض على خلية أصولية كانت تخطط لعملية انتحارية في لبنان، في حين علمت <الافكار> من مصادر خاصة ان الاجهزة الأمنية تقوم برصد مجموعة تابعة لتنظيم <داعش>، برئاسة السوري ن. م.ع. لقبه (ابو دجانة) تضم 6 عناصر من الجنسية السورية، ومن بينهم واحد يحمل جواز سفر اماراتياً مزوراً باسم احمد ناصر ج.، تستعد لدخول لبنان قادمة من حلب وتوزع افرادها ما بين البقاع وبيروت في أماكن سرية بانتظار تعليمات لتحركها في عمليات أمنية. وتؤكد المعلومات الأمنية التي تلقتها الاجهزة من مصادر غربية ان المجموعة ستقوم بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أماكن جرى تحديدها مسبقاً، وان عمليات التفجير ستكون من خلال انتحاريين مزودين بأحزم ناسفة جرى تدريبهم بشكل سري في منطقة دوار <الصاخور> قرب حلب بإشراف مدربين عسكريين من تنظيم <داعش> من العراقيين الذين سبق وان خدموا في الجيش العراقي ايام الرئيس الراحل صدام حسين، وبتوجيهات من المسؤول الأمني في تنظيم <داعش> طارق ح. (ابو عمر) تونسي الجنسية - مسوؤل عن تجنيد المقاتلين الأجانب ومركزه في سوريا.