رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الخطوط العريضة لسياسته الداخلية والخارجية، في خطاب شامل ، تناول فيه جملة من الموضوعات الداخلية، الاقتصادية والتنموية والأمنية والعسكرية، إلى جانب سياسة السعودية التي ترفض أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية، وتهدف للدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكد الملك سلمان في الخطاب، الذي ألقاه في قصر اليمامة في الرياض يوم الثلاثاء الماضي بحضور ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والأمراء وأمراء المناطق ومفتي عام البلاد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى، أن السعودية ملتزمة بـ<الدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل، وفي مقدمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعى إليه المملكة دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقال: إننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما>. كما أكد على العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين. وشدد خادم الحرمين على مكافحة بلاده لظاهرة التطرف والإرهاب باعتبارها <آفة عالمية لا دين لها>، مؤكداً حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، وقال: <إن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات>، محذراً من المساس بأمن المملكة، ومعتبراً ان «الأمن مسؤولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا>. وتناول الملك سلمان في كلمته انخفاض أسعار البترول. وقال: <إن ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، له تأثير على دخل المملكة، إلا أننا سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية، وستستمر عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة>. وكان الملك سلمان قد ترأس يوم الاثنين الماضي جلسة مجلس الوزراء، حيث أكد الحرص على التزام العهود والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة وميثاقها حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وقال ان المملكة ومن هذا المنطلق لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض التطاول على حقها السيادي بما في ذلك المساس باستقلال قضائها ونزاهته حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم، وحيث يتم التعامل مع القضايا المنظورة أمام المحاكم من دون تمييز أو استثناء لأي قضية وضد أي شخص. وفي مستهل الجلسة اطلع الملك سلمان المجلس على مضامين محادثاته مع الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> ورئيسة كوريا الجنوبية <بارك كون هي> ورئيس وزراء باكستان <محمد نواز شريف>، وفحوى استقباله وزير الخارجية الأميركي <جون كيري> ووزير الاقتصاد الألماني نائب المستشارة الاتحادية <زيغلر غابرايل> التي تناولت كلها مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وآفاق التعاون بين المملكة وهذه البلدان، منوهاً بعمق العلاقات بين المملكة وتلك الدول وحرص الجميع على تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة. وأحاط الملك سلمان المجلس بمحتوى الرسالة التي تلقاها من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في شأن الظروف الدقيقة والحرجة التي تعيشها بلاده جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، وناشد فيها دول مجلس التعاون الخليجي مواصلة دورهم البنّاء بعقد مؤتمر تحت مظلة المجلس في الرياض تحضره الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، مؤكداً استمرار مواقف المملكة الثابتة في الوقوف الى جانب الشعب اليمني وان أمن دول المجلس وأمن اليمن كل لا يتجزأ.