كسب ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الرهان على انطلاق عملاق النفط السعودية شركة <أرامكو> واحتلالها في الأسبوع الماضي عرش أكبر شركة ذات قيمة سوقية في العالم، بعد ارتفاع تقييمها إلى 1.88 تريليون دولار على حساب شركة <أبل> وقيمتها  1.190 تريليون، خاصة وان الأمير الشاب الواعد (مواليد 1985 ) هو رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي، وسبق ان راهن عام 2016 على نجاح <ارامكو> بعدما قررت الحكومة السعودية ادراج اسهم <ارامكو> في بورصة الرياض، في أكبر عملية طرح أسهم في العالم، وكان متحمساً لهذه الخطوة ويعتقد أنها تصب في مصلحة السوق السعودية، ومصلحة <أرامكو>، وفي مصلحة المزيد من الشفافية ومكافحة الفساد إن وجد، كما قال انذاك، وذلك ضمن إطار الخطة المعروفة باسم <رؤية 2030> التي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل وعدم الاقتصار على صادرات النفط ومشتقاته وتشجيع السعوديين على العمل في مجال القطاع الخاص وخصخصة أقسام في شركة <أرامكو>.

وبالفعل تحقق هذا الوعد ودخلت <أرامكو> في الاسبوع الماضي سوق الأسهم السعودية لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 1.88 تريليون دولار، مع بدء تداول أسهمها بارتفاع بنسبة 10 في المئة عن سعرها المحدّد مسبقاً، وبلغ سعر السهم بعد ثوانٍ من بدء تداوله 35.2 ريال سعودي (9.4 دولار) بزيادة 3.2 ريال (0.85 دولار) عن السعر الرئيسي، ما يرفع قيمة الشركة في يومها التاريخي هذا من 1.71 تريليون دولار إلى 1.88 تريليون دولار، وتكون <ارامكو> بالتالي هي الشركة المدرجة الأكبر في العالم، وتحل محل شركة <أبل> الأميركية التي كانت هي الأكبر في العالم، لا بل عزز اكتتابها في السوق المحلية موقع السوق المالية السعودية <تداول>، التي اصبحت من بين أكبر 10 أسواق عالمية، في وقت تشير الارقام إلى أن تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى سوق الأسهم السعودية خلال العام الحالي قفز بنسبة 100 في المئة، مقارنة بحجم ملكية المستثمرين الأجانب مع ختام تعاملات العام الماضي، وتعززت جاذبية سوق الأسهم المحليةالتي كانت مدار اهتمامات المستثمرين العالميين والمحليين، حيث من المتوقع ان تحقق السعودية قفزة جديدة على صعيد تدفق الاستثمارات العالمية للسوق المحلية، كما أن القيمة السوقية لتعاملات السوق مرشحة لبلوغ المركز السابع عالمياً، الأمر الذي يجعل السوق المالية السعودية واحدة من أضخم 10 أسواق مالية في العالم أجمع.

ومن هنا نقول بكل فخر ان الأمير محمد بن سلمان كسب الرهان امام شعبه وحكومته وحكومات العالم اجمع، وامام خبراء الأسواق المالية العالمية ووسائل الإعلام الاقتصادية العالمية من <وول ستريت جورنال> و<بلومبيرغ> و<فاينانشال تايمز> التي شككت في أن تصل القيمة السوقية لـ<أرامكو> إلى ما يعادل تريليوني دولار، لكن الحلم أصبح حقيقة و<على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ/ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ>.