تفاصيل الخبر

الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية بيارعيسى بكل موضوعية :الثورة هي حالة نفسية عفوية عند كل الناس والتغيير يبدأ من تشكيل حكومة مستقلة ذات صلاحيات موسعة

10/06/2020
الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية بيارعيسى بكل موضوعية :الثورة هي حالة نفسية عفوية عند كل الناس والتغيير يبدأ من تشكيل حكومة مستقلة ذات صلاحيات موسعة

الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية بيارعيسى بكل موضوعية :الثورة هي حالة نفسية عفوية عند كل الناس والتغيير يبدأ من تشكيل حكومة مستقلة ذات صلاحيات موسعة

بقلم حسين حمية

[caption id="attachment_78707" align="alignleft" width="378"] بيار عيسى من الطبيعي دخول عناصر مشبوهة ومدسوسة الى الثورة إضافة الى عناصر حزبية يعملون لتنفيذ أجندتهم الخاصة[/caption]

 عادت ثورة 17 تشرين يوم السبت الماضي الى الشارع بطبعة جديدة ووفق إيقاع مركزي جديد إتخذ من ساحة الشهداء وسط بيروت مكاناً للتظاهر، لكن بالشعارات ذاتها التي اطلقتها في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من تشكيل حكومة مستقلة تحصل على صلاحيات استثنائية لانقاذ البلاد من التعثر المالي والاقتصادي والمعيشي وإنجاز انتخابات نيابية مبكرة ومحاسبة سارقي المال العام ومكافحة الفساد عبر قضاء مستقل واسترداد الأموال المنهوبة، على اعتبار أن الهدنة التي أعطتها الثورة لحكومة "مواجهة التحديات " وهي 100 يوم قد انتهت ولم يحصل التغيير المنتظر، حيث لم تمنع الاجراءات الوقائية من فيروس "كورونا" المتظاهرين من النزول الى الشارع مجدداً، إنما إتخذ هذا التحرك منحى عنفياً وحصلت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية وأعمال شغب متنقلة من حرق وتكسير، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة في أكثر من منطقة بعد طرح شعارات مسيئة الى رموز دينية وحصلت مواجهات طائفية ومذهبية كادت تدخل البلد في الفتنة الملعونة لولا تدخل الجيش والحكماء، والقي اللوم على الجماعات المندسة والعناصر المشاغبة. فماذا يقول المعنيون بهذا الخصوص؟

 "الأفكار" إلتقت الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية بيار عيسى داخل مقرّ الكتلة في الجميزة في بيروت وحاورته على هذا الخط، إضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي وسائر الملفات المطروحة لاسيما وأن الكتلة تشارك في الثورة بفعالية بدءاً من السؤال:

 أسباب عودة الثورة الى الشارع من جديد

 

 * الثورة عادت الى الشارع من جديد يوم السبت الماضي رغم تواصل إجراءات الوقاية من فيروس " كورونا". فما عدا ما بدا وهل انتهت هدنة المئة يوم التي أعطيت للحكومة ولم يحصل أي تغيير أم ماذا؟

- عملياً منذ انطلاقة الثورة في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ونحن نقول إن الثورة ليست شخصاً معنوياً أو حزباً أو تياراً حتى يكون منظماً ويملك الاطار القيادي، بل هي حالة نفسية عند الناس وردة فعل الناس - كل الناس - من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن الساحل الى أقصى البقاع، ومن أقصى اليسار الى أقصى اليمين، ومن الكبار في العمرالى الصغار من كل الطبقات. فهذه هي الثورة، واذا أراد شخص أن يعرف ماذا حدث في 6 حزيران (يونيو) الجاري أو قبله، عليه أن يعرف أن هذا انعكاس للحالة النفسية للناس الذين نزلوا الى الشارع عفوياً دون تنظيم رغم أن هناك مجموعات وأحزاباً ومنظمات ناشطة في الحراك، إنما هذه الأحزاب والتيارات مع احترامنا لها لا تستطيع أن تحشد هذا العدد الهائل من المتظاهرين ونحن أولهم وبالتالي فالحشد الشعبي هو من كل الناس الراغبين بالتغيير الجذري ومن الناشطين في الحراك. ونحن سبق أن أنجزنا في 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أي بعد يوم على إندلاع الثورة، فيديو ووزعناه على الناشطين وقلنا فيه إن التحرك عفوي وتركنا الحرية لأعضاء الكتلة أن يشاركوا في التحركات كمواطنين لأن ما حصل هو ثورة المواطنين ضد منظومة الحكم، حيث نشأت مجموعات ناشطة من خلال الثورة وبعد انتخابات 2018 وقبلها عند ازمة 2015 تنتمي الى أحزاب تقليدية معارضة مثلنا ومثل الحزب الشيوعي وغيره ولا تشارك في الحكم وبالتالي فالقيادة الصحيحة للثورة كانت منظومة الحكم التي قامت بمبادرات لم تلق الصدى المطلوب عند الناس والذين أيدوا الثورة كردة فعلهم على ما يحصل، حيث تحركت كل المجموعات في 17 تشرين ونشطت في الاعتصامات والتظاهرات ليأتي فيروس "كورونا" ويوقف هذه الاحتجاجات، لكن اليوم مع تدني وطأة فيروس "كورونا" وتداعياته بعض الشيء او عدم الخوف من هذا الوباء، ومع ازدياد الفقر والتعثر المعيشي والبطالة واقفال المؤسسات والشركات وحتى المدارس لم يعد هناك حياء بأي شيء حتى النزول الى الشارع، لا بل اقول إن هذه الحكومة هي الاخطر من سابقاتها لأنها أولاً لا تملك أدنى ذرة من الاستقلالية كما تدعي، في حين كان المطلب الأساسي والرئيسي عند اندلاع الثورة هو تشكيل حكومة مستقلة وسيادية وانتقالية مع صلاحيات موسعة استثنائية لتقوم بعملية الانقاذ طالما ان الحكومة تنجز مشاريع قوانين وتحيلها الى مجلس النواب فتحول الى اللجان او لا تقر بسبب الخلافات السياسية بين اطراف الحكم والعرقلة الدائمة من قبل البعض. ومهما قيل عن اعضاء الحكومة إنهم أوادم وتكنوقراط وناشطون لكن عملياً لا استقلالية لهذه الحكومة بتاتاً على اعتبار أن الأطراف السياسية المشاركة فيها هي من تدير الحكومة وتضعها في الواجهة بعدما مارست الهدر والفساد ولا تزال رغم معاناة الشعب وبالتالي هذه الحكومة كما سبق وقلت هي الاخطر لأن الناس الذين يعانون الفقر والجوع ووصلوا الى مرحلة الانهاك التام يتعلقون بحبال الهواء وحاولوا عبثاً إعطاء فرصة لهذه الحكومة. والحل الوحيد يكمن في تحقيق مطالب الناس وهي واضحة من قضاء مستقل الى انتخابات نزيهة الى مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وصولاً الى العدالة الاجتماعية، لكن كل هذه المطالب التي سمعناها وطرحتها الثورة تبدأ من حكومة مستقلة لديها صلاحيات موسعة وبدون ذلك لا يمكن حصول أي تغيير يذكر، والناس يعرفون بالفطرة ان بداية الحل تكون في حكومة مستقلة.

الحل يبدأ من تشكيل حكومة مستقلة

* كيف ستشكل هذه الحكومة طالما أن النواب هم من يعطونها الثقة، والبرلمان اليوم مكون من الاحزاب الحاكمة حالياً ومن المعارضة التي شاركت في حكومات سابقة ومسؤولة عما وصل اليه الوضع وبالتالي لن تتنازل هذه الاحزاب عن مصالحها وتوافق على مثل هذه الحكومة ؟

[caption id="attachment_78708" align="alignleft" width="179"] بيار عيسى وعضو اللجنة التنفيذية في الكتلة النائب السابق روبير فاضل في قلب الثورة[/caption]

ــ نحن قلنا بكل وضوح عند اعادة اطلاق الكتلة الوطنية في العام الماضي أن لا حل جذرياً للأزمات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية إلا بتشكيل حكومة مستقلة لديها صلاحيات موسعة، واليوم نكرر الأمر ذاته، مع ادراكنا أن منظومة الحكم لن تتنازل وتوافق على هذا الطرح، إنما هناك لاعبان أساسيان على الطاولة السياسية رغم تجاهل الجميع لهما واعني بهما أولا المواطن اللبناني الحرّ المتحرّر من القيود بعدما خرج كالمارد من القمقم، وثانياً الأزمة الاقتصادية والمعيشية غير المسبوقة. فالأحزاب الحاكمة لن تستطيع إطعام 5 ملايين لبناني، وحزب الله على سبيل المثال لن يستطيع إطعام مليون ونصف مليون شيعي حتى لو تسلم الرئاسات وكل المؤسسات، وكذلك الامر لن يستطيع تيار المستقبل إطعام مليون ونصف مليون سني ولا التيار الوطني الحر إطعام مليون ونصف مليون مسيحي أيضاً وبالتالي فاللاعب الاساسي الذي يسمى الازمة الاجتماعية والمعيشية والمالية والاقتصادية سيفرض على الطبقة الحاكمة التنازل. فإذا لم يتذاكوا ولم يتواضعوا ولم يتمسكوا بذرة من الوطنية رغم أن الجميع يتغنون بالسيادة ويعملون ضدها فسوء الحالة المعيشية والاقتصادية سيفرض عليهم التسليم بالأمر الواقع.

*يتخوف البعض من جنوح الثورة نحو العنف كما حصل يوم السبت الماضي وأن يذهب شعار السلمية أدراج الرياح جراء دخول عناصر مشبوهة تخرب مسيرة الثورة. فماذا تقول هنا؟

ــ من الطبيعي دخول عناصر مشبوهة ومدسوسة الى الثورة اضافة الى عناصر حزبية واصحاب عقائد يعملون لتنفيذ أجندتهم الخاصة، لكن في النهاية هؤلاء من الناس وعندما يعود أحدهم الى منزله لن يستطيع تأمين ربطة خبز لعياله وسيجد أنه خسر وظيفته أو أنه لا يستطيع دفع قسط اولاده في المدرسة. وعند انطلاق الثورة في 17 تشرين وقبل تفشي وباء "كورونا" كان هناك اناس يعانون الأمرين لكنهم لم ينزلوا الى الشارع لأنهم موظفون او اصحاب مؤسسات وشركات او لديهم حسابات في البنك إنما اليوم فالموظف إما خسر وظيفته أو سيخسرها أو يقبض نصف أو ربع راتب، ومن وظّف بالزبائنية من احزاب السلطة أصبح معاشه لا قيمة له في ظل ارتفاع سعر الدولار وتالياً الغلاء الفاحش، والشركات والمؤسسات أقفلت او في طور الإقفال، وحسابات المصارف طارت ويمنع على اصحابها الحصول عليها وبالتالي من الطبيعي ان ينزل الناس من جديد وبزخم اقوى الى الشارع احتجاجاً على كل ما يحصل وللمطالبة بالتغيير.

* تطرحون الانتخابات المبكرة كحل أيضاً بعد تشكيل حكومة مستقلة، لكن هل تغير المزاج الشعبي عن انتخابات 2018 وهل لن تعود أحزاب للسلطة للقبض مجدداً على المجلس لو جرت هذه الانتخابات ووفق أي قانون؟

- نحن لا نطرح الانتخابات المبكرة، إنّما نشدّد على أنه لن تحصل انتخابات نزيهة وعادلة اذا لم تُشكل حكومة مستقلة تشرف عليها وتعمل على تأمين أمرين أساسيّين هما إدارة مستقلة للانتخابات وضبط للإنفاق الانتخابي. وآنذاك حكماً ستتغير المعادلة مهما كان شكل القانون الانتخابي، واذا كان لدينا افضل قانون ولم تتأمن ادارة مستقلة ولم يتم ضبط الانفاق الانتخابي سيعود النواب هم أنفسهم.

* قيل إن الثورة نزلت بحلة او طبعة جديدة، فهل يعني ذلك ضرورة توحيد رؤية المجموعات المشاركة فيها في برنامج واحد وإنشاء قيادة لها أم أنت من انصار أن تكون الثورة عفوية وبلا قيادة كي لا يسهل خرقها ولا تحصل خلافات بين مكوناتها حول المواقع القيادية فيها؟

ــ الثورة حالة نفسية عند كل الناس وكل عمل يصب في إطارإنشاء قيادة لها يشكل خطراً عليها، فالثورة شيء وتشكيل جبهة سياسية معارضة للوقوف في وجه منظومة السلطة شيء آخر. وأعود لأكرر أن الثورة تضم كل الناس وهي ليست حزباً او تياراً سياسيا بل تضم اليساري واليميني والكبير والصغير. والثورة تضم نوعين من المجموعات، الأول عبارة عن مجموعات لديها مشروعها الوطني وتعتقد أن انتفاضة الناس ستؤدي الى خلق لبنان الجديد، والنوع الثاني يتكون من مجموعات وأحزاب سياسية وجدت فرصتها داخل الثورة وهي توجه وتطرح شعارات وتسعى لتحقيق مصالحها ولتكسب بعض الأصوات الاضافية أو بعض حالات التمظهر أو لتزيد عضواً في مجلس بلدي أو مختاراً وما شابه. لكن في المحصلة الثورة هي كل الناس المتضرريين من الوضع القائم والذين يسعون لتغيير منظومة الحكم التي أوصلت البلاد الى الكارثة.