[caption id="attachment_85746" align="alignleft" width="326"] محمد بن راشد ومحمد بن زايد يتابعان وصول المسبار الى المريخ.[/caption]
دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخ كأول دولة عربية تصل إلى المريخ، وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز بعدما نجح "مسبار الأمل"، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في الوصول إلى الكوكب الأحمر مساء يوم الثلاثاء الماضي ، وذلك بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي لمرور 50 عاماً على إعلان اتحاد الإمارات.
ونجح "مسبار الأمل" عند الساعة 7:42 من مساء يوم الثلاثاء الماضي في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلو متر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر استعداداً لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي في العالم علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التنموية المتسارعة، وليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ملخصاً قصتها الملهمة، كدولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمةً حيةً على الأرض.
انطلاق المسبار ورحلته في الفضاء
فقد بقي المسبار حوالي سبعة أشهر قاطعاً نحو 300 مليون ميل للوصول إلى المريخ بهدف رسم خرائط غلافه الجوي طوال كل موسم .وفي الخلف تقترب مركبة مدارية ومركبة الهبوط من الصين، التي وصلت إلى الكوكب يوم الأربعاء الماضي، ودارت حول المريخ حتى تنفصل مركبة الهبوط وتحاول الهبوط على السطح في ايار(مايو) المقبل للبحث عن علامات الحياة القديمة.
ومن المقرر أن ينضم مسبار من الولايات المتحدة يدعى "بيرسفيرانس" إلى الحشد الأسبوع المقبل، بهدف الهبوط في 18 الجاري على سطح الكوكب الأحمر. وستكون هذه هي المحطة الأولى في مشروع
[caption id="attachment_85749" align="alignleft" width="365"] مسبار الأمل.[/caption]أمريكي-أوروبي يمتد لعقد من الزمن لإعادة صخور المريخ إلى الأرض لفحصها بحثاً عن دليل إن كان الكوكب يُؤوي حياة مجهرية.
وينضم "مسبار الأمل" إلى ست مركبات فضائية تعمل بالفعل حول المريخ: ثلاث منها أميركية واثنتان أوروبية وواحدة هندية.
وسيدور مسبار الأمل حول الكوكب الأحمر لمدة عام مريخي واحد على الأقل، أو 687 يوماً، باستخدام ثلاث أدوات علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ.
ومن المتوقع أن يبدأ بإرسال المعلومات إلى الأرض في ايلول (سبتمبر) 2021، مع البيانات المتاحة للعلماء حول العالم لدراستها.
وتبلغ تكلفة بناء وإطلاق مسبار الأمل 200 مليون دولار، لا تشمل تكاليف التشغيل في كوكب المريخ. والبعثات الصينية والأميركية أكثر تعقيداً بكثير، ومكلفة، حيث تبلغ قيمة مهمة مسبار "بيرسفيرانس" التابع لناسا 3 مليارات دولار.
وانطلق المسبار في 20 تموز (يوليو) 2020 إلى المريخ لاستكشاف الكوكب الاحمر، وبُني في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشاركت في تطويره جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي بهدف دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية، وأحداث الطقس في الجو المنخفض مثل العواصف الترابية، وكيفية تغير الطقس في مناطق المريخ المختلفة. وسيُستخدم المسبار لمحاولة الإجابة عن الأسئلة العلمية حول سبب فقدان الغلاف الجوي للمريخ الهيدروجين والأوكسجين في الفضاء والسبب وراء التغيرات المناخية الشديدة في المريخ.
أركان الدولة يشيدون بالإنجاز
وفي هذا السياق وجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية التهنئة إلى شعب دولة الإمارات والمقيمين والأمة العربية بنجاح مسبار الأمل في مهمته، مشيداً بالجهد الاستثنائي لأبناء الإمارات الذين حولوا الحلم إلى واقع، وحققوا طموحات أجيال من العرب ظل يراودها أمل وضع قدم راسخة في سباق الفضاء الذي ظل حكراً على عدد محدود من الدول، وقال: "هذا الانجاز لم يكن
[caption id="attachment_85748" align="alignleft" width="375"] مباني شرطة دبي تتلون بالأحمر.[/caption]ليتحقق لولا المثابرة على مشروع ظهرت فكرته أواخر العام 2013 على يد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي تابعه لحظة بلحظة حتى وصوله إلى وجهته بسلام"، كما أشاد بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي سخر له كل الدعم ليتحقق الأمل ونراه ويراه العالم معنا بانبهار وتقدير، "فكل التحية لسموهما ولفريق العمل الوطني من باحثين وعلماء ، مشيداً بالمشروع كونه نشأ نتيجة جهد مؤسّسي مخلص ودؤوب ومن رؤية طموحة هدفها خدمة المشروع الوطني الإماراتي خاصة والبشرية والمجتمع العلمي عامة ومحققاً آمال الملايين من العرب بأن تكون لهم قدم راسخة في مجال استكشاف الفضاء.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد ، شعب الإمارات والأمة العربية بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث حرصا على متابعة اللحظة التاريخية من محطة التحكم الأرضي بمسبار الأمل في الخوانيج بدبي .وأكد أن هذا الإنجاز التاريخي بوصول مسبار الأمل إلى المريخ هو أعظم احتفال بالذكرى الخمسين لقيام اتحاد الإمارات.. ويؤسس لانطلاقتها الجديدة في الخمسين عاماً المقبلة.. مع أحلام وطموحات لا سقف لها، وقال: سنواصل تحقيق الإنجازات وسنبني عليها إنجازات أكبر وأعظم، لافتاً الى أن الإنجاز الحقيقي الذي نفخر به هو نجاحنا في بناء قدرات علمية إماراتية تشكل إضافةً نوعيةً للمجتمع العلمي العالمي.
وتابع : نهدي إنجاز المريخ إلى شعب الإمارات وإلى الشعوب العربية.. نجاحنا يثبت أن العرب قادرون على استعادة مكانتهم العلمية.. وإحياء أمجاد أسلافنا الذين أنارت حضارتهم ومعارفهم ظلمات العالم.
وختم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: نتوج احتفالنا بيوبيل الإمارات الذهبي بمحطة المريخ.. وشبابنا الإماراتي والعربي مدعون لركوب قطار الإمارات العلمي السريع الذي انطلق بأقصى سرعة.
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد أن نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مداره حول المريخ يمثل إنجازاً عربياً وإسلامياً.. تحقق بعقول وسواعد أبناء وبنات زايد، ليضع الدولة في مصاف الدول التي وصلت لعمق الفضاء، مشيراً إلى أن "وصول الإمارات للمريخ يحتفي بمسيرة الخمسين عاماً بما يليق بتجربة دولتنا ويعكس صورتها الحقيقية للعالم"، وقال: مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يمهد لـ 50 عاماً جديدة من النهضة العلمية المستدامة في دولة الإمارات، معبراً عن اعتزازه بهذا الإنجاز الإماراتي والعربي التاريخي الذي قادته الكوادر الوطنية من العلماء والمهندسين الإماراتيين، مؤكداً بأن:
[caption id="attachment_85747" align="alignleft" width="387"] طاقم المسبار.[/caption]"ثروة الإمارات الحقيقية والأغلى هي الإنسان.. واستثمار الوطن بأبنائه وبناته يشكل مرتكزاً أساسياً في كل سياساتنا واستراتيجياتنا التنموية".
وقال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء إن نجاح مسبار الأمل في رحلته الفضائية التاريخية وصولاً إلى مداره حول الكوكب الأحمر، يعد إنجازاً إماراتياً وعربياً بحجم الفضاء، مؤكداً بأن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يُسطر فصلاً جديداً في سجل إنجازات الإمارات في مجال علوم الفضاء على مستوى عالمي، ويدعم جهود الدولة في بناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وقالت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الفضاء الإماراتية سارة العامري: "أي شيء يحدث بشكل خاطئ قليلاً وتفقد المركبة الفضائية".
وسيكون النجاح بمثابة دفعة هائلة لطموحات الإمارات الفضائية. وانطلق أول رائد فضاء في البلاد عام 2019 حيث استقل رحلة إلى محطة الفضاء الدولية مع الروس، وهذا بعد 58 عاماً من إطلاق الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة رواد فضاء.
وقال عمران شرف، مدير مشروع الأمل: "لم تكن هذه المهمة تتعلق فقط بالوصول إلى المريخ. المريخ مجرد وسيلة لهدف أكبر بكثير".
كما أن العديد من الدول العربية والاجنبية اشادت بهذا الانجاز لاسيما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كشف أنه تابع بكل فخر وصول مسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ، مؤكداً أن ذلك يعد خطوة غير مسبوقة في مجال البحث العلمي، تبشر بنهضة علمية في المنطقة العربية، وقال: تحية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادةً وشعباً ولكل نوابغها الذين خططوا وصمموا لهذه التجربة في محاولة خلق واقع جديد رغم كل التحديات البالغة في الوقت الراهن.
وبارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لدولة الامارات العربية المتحدة بدخول مسبار الامل الاماراتي مداره حول المريخ، ليبدأ دراسة الطبقات السفلى في الغلاف الجوي، وقال: مبروك لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة الانجاز التاريخي بدخول مسبار الامل الاماراتي مداره حول المريخ .