تغيرت رزان مغربي كثيراً منذ أن اصبحت أماً، فدخول <رام> إلى حياتها لم يضف فقط انسجاماً اسرياً وتحقيقاً ذاتياً لها، بل كان بداية لمرحلة هي الأهم في حياتها والأكثر استقراراً وهدوءاً، ولكن رزان التي عادت للقاهرة، عادت بنشاطها وشغفها بالعمل من جديد ..
عن حياتها الجديدة وترتيباتها لعودة فنية قوية، دردشت معنا.
ــ بداية، كيف قضيتِ الفترة الأخيرة في حياتك بعيداً عن الفن؟
- بعد إنجاب طفلي <رام>، أصبحت شخصية <بيتوتية> لا أفضل الخروج أو السهر، ودائماً أقوم بعمل كل شيء في البيت بنفسي وأعيش وسط أسرة مكونة من والدتي وزوجي وابني <رام> حيث نتعاون جميعاً داخل المنزل. وأستغل الآن عدم ارتباطي بأي أعمال أو سفر كي أكون بجوار ابني أطول فترة ممكنة، وغالباً عندما أكون في المنزل أشاهد التلفزيون وأمارس الرياضة.
ــ كيف استعدت رشاقتك بعد الإنجاب؟
- كنت حريصة على عدم زيادة وزني خلال الحمل حتى لا أواجه مشكلة زيادته بعد الولادة وكنت أتناول الطعام بشكل طبيعي وأمتنع عن الأشياء التي تؤدي إلى زيادة وزني. كما أنني بطبعي ممتنعة تماماً عن تناول الوجبات السريعة ومخلصة جداً للغذاء الصحي في منزلي، وأفضل الأكل البيتي عن أكل المطاعم باستثناء فترات سفري، ولا أطهو الطعام بالسمن وتقتصر وجبتا إفطاري وعشائي على الجبنة واللبن والعصائر وأمارس الرياضة دائماً، فهي جزء أساسي مهم من حياتي لا غنى لي عنه أبداً.
ــ وكيف تصفين طبيعتك الآن بعد انغماسك في تجربة الأمومة؟
- لو قلت أن الأمومة غيرتني فسيكون وصفاً قليلاً، فقد حدث انقلاب في حياتي، لأن الأمومة إحساس جميل لا يوصف ولا تعرفه إلا كل أم، لذلك أدعو دائماً في صلاتي وفي كل وقت لكل من لم يرزقهم الله بأطفال أن يفرحوا قريباً بحياة مليئة بالسعادة مع أطفالهم.
ــ كيف حال <رام>؟
- <رام> هو روحي والعمود الأساسي لحياتي ومن كثرة حبي له أحلم أن أرزق بمولود جديد، فقد عشقت الأطفال. عمره الآن 5 شهور وأنا أجلس طوال الـ 24 ساعة بجواره لا أفارقه ثانية، وأنام عندما ينام، واستيقظ عندما يستيقظ. وقبل ان ينام، أدندن له أغاني أم كلثوم <أمل حياتي> ومحمد فوزي <ذهب الليل>، و<بوجي> و<طمطم> وأقص عليه حكايات كثيرة، وأخاف عليه من كل شيء حتى عندما يكون مع ماما وأهلي، وداخلي تجاهه شعور كبير بالحب ممزوج بالخوف والمسؤولية، فهو النفس الذي يخرج من فمي وأنتظر أن يعود لي مرة أخرى حتى استمر على قيد الحياة. فالأيام معه لها طعم الحب والحنان والرغبة في أن تستمر حياتي لأعوام.. ليست من أجلي ولكن من أجله.
ــ تقولين الشعر في حب ابنك؟
- بل أحياناً اشعر أن الكلمات لا تستطيع التعبير عن الشعور الذي ينتابني منذ دخول رام حياتي.
قدوتي المرأة المصرية
ــ كل الفنانات يتمنين الزواج والإنجاب ثم يندمن بعد ذلك لاعتقادهن أن هذا الأمر يؤخر نجاحهن الفني، فهل هذا ما حدث معك؟
- بالنسبة لي الحمد لله حدث هذا الأمر عفوياً بدون أي تخطيط، وأنا لم أنجب بسرعة، ولم أفكر في هذا الأمر أصلاً ولا أجد أن الزواج والأمومة يقفان عائقاً أمام أي فنانة موهوبة، وأرى أن العائلة لا تكتمل أركانها بدون أطفال. فالزواج يظل ناقصاً بدون أطفال، وبعد أن أنجبت وجدتني مستمتعة بالأمومة جداً ولدي شعور رائع تعجز الكلمات عن وصفه، وقدوتي بعد أمي، المرأة المصرية لأنها نموذج رائع للأم القوية التي تحتضن أبناءها وتربيهم أحسن تربية رغم كل الصعوبات التي تتعرض لها وأنا أراها نموذجاً مشرفاً للمرأة العربية.
ــ هل ترين أن <رام> أخذك من الحياة الفنية؟
- بالتأكيد <رام> غير لون حياتي وجعل لها طعماً أجمل وجعلني أكثر إيماناً وامتناناً لله لأنه أخذني من كل شيء وليس الفن فقط ولا أتمنى غيره، أما العمل فبالتأكيد مهم ولكن ليس على حساب ابني. فـ<رام> هو السند الحقيقي، والشهرة والأضواء زائلة وعمرها قصير ولكن <رام> هو النجاح الذي يكبر معك ويزداد يوماً بعد يوم، فهو مشروع عمري الذي سأشاهده وهو ينمو أمام عيني.
ــ من يشبه <رام> أكثر: أنت أم والده؟
- رام يشبهني أكثر في الطبع والعصبية ويشبه والده أيضاً في الملامح.
ــ ماذا تتمنين له؟
- الصحة وأن يرضى بما قسم الله له وأن يكون إنساناً قنوعاً وأن يصبح في أحسن حال، وأي شيء يتمناه يحققه ويكون قادراً على تحمل المسؤولية، وأن يضع الله دائماً في طريقه وعندما يكبر يكون قريباً من ربه.
ــ وما هي المبادئ التي تحرصين على تربية رام عليها؟
- أنا أضعه على الطريق السليم وأربيه تربية دينية ورياضية، فهذان العاملان الأساسيان في الحياة سيحميانه من كل ما يحيط بنا من فساد وإغراق، وأريد أن أربيه أيضاً على تحمل المسؤولية وأن يقول كلمة الحق ويأخذ القرارات الصحيحة وأن يصبح لديه مبدأ في الحياة وألا يرتبط بالمنفعة والمادة لأنها أشياء تذهب وتأتي.
أنا وهيفاء وهبي
ــ ما حقيقة تراجعك عن التمثيل مع هيفاء وهبي، هل يعود السبب الى طلب شخصي من غادة عبد الرازق؟
- طبعاً، هذا كلام عارٍ تماماً عن الصحة، وما تردد حول هذا الموضوع هو مجرد شائعات مغرضة تداولتها بعض المواقع على <الإنترنت>، وقد غضبت جداً عندما قرأت هذا الكلام لأنه ليس من المعقول أن تقول غادة مثل هذا الكلام الفارغ، فهي على المستوى الفني شاطرة وذكية وجميلة وأما المخرج محمد سامي، فهو إنسان محترم وصديق عزيز.
ــ وكيف ستكون عودتك الفنية؟
- عرض علي مسلسل وأنا حالياً في مرحلة القراءة ولم استقر عليه، أما بالنسبة للسينما، فأستعد الآن للدخول في فيلمين دفعة واحدة وأنا أقرأ العملين حالياً ولا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل كثيرة الآن.
ــ ماذا عن تعاونك الجديد كمذيعة مع قناة <الحياة>؟
- هذا هو سبب قدومي إلى القاهرة من بيروت هذه الأيام خصيصاً، من أجل هذا البرنامج وتعاقدت مع القناة بشأنه وأنا الآن أجهز له في سرية تامة وسوف يعرض قريباً وسيكون مفاجأة كبيرة للجمهور المصري والعربي بإذن الله.
ــ هل من الممكن أن تفكري في الاستغناء عن تجاربك كمذيعة بسبب نجاحك في التمثيل؟
- لا أعتقد أنني استطيع أن اترك مجال الإعلام لأنه مهنتي الأساسية ورأس مالي ومشروع حياتي، حيث انني درست الإعلام لأعمل في هذا المجال، أما موهبتي في التمثيل فهي تعتمد على شروط كثيرة مثل الإنتاج والأدوار المتنوعة والجيدة والمخرج المتميز وأنا أسعى دائماً للتوفيق بين المجالين.
الخطوط الحمراء
ــ ما هي خطوطك الحمراء في حياتك سواء على المستوى المهني أو الشخصي؟
- ألاّ أقدم دوراً ضد قناعتي أو لمجرد الانتشار كما أنني أرفض بشدة الإغراءات المادية فهي في النهاية تزول، أما عن خطوطي الحمراء في حياتي الشخصية فأنا بطبعي أعيش بنظام معين ولدي مبادئ وقوانين تربيت عليها أولها ألا أكون كاذبة أو منافقة أو متلونة لأنني صاحبة مبدأ ولا يستطيع أحد أن يلعب بفكري أو مشاعري ولم ولن أطلب شيئاً من أحد لأن كرامتي فوق كل شيء.
ــ هل يدعمك زوجك ناجي في اختياراتك الفنية؟
- بالتأكيد يدعمني حينما أقف حائرة أمام شيء معين فقط، ولكنه لا يتدخل في قراراتي بل يبدي رأيه، وفي النهاية لي حرية التصرف ونحن متفاهمان تماماً. وبصراحة <ناجي> في نظري هو فارس أحلامي الذي تمنيته، فهو مثال للرجل الطيب الجدع بأخلاقه وحبه لعمله وأسرته. وهو نموذج للرجل المتفهم المثقف وليس معقداً على الإطلاق كما أنه يحترمني ويقدرني جداً.. وبالنسبة لي، أجد فيه زوجي الحبيب والصديق والأب، فأنا أرى الدنيا بعينيه ودائماً يقف بجانبي ويساندني، وأدعو الله أن يحفظ <رام> وناجي لي ويديم السعادة والرضاء علينا.