تفاصيل الخبر

الاختصاصية في طب العيون الدكتورة فاليا قزي: الاستخــدام المكـثــف لشـاشــة الكمبـيـوتـــر و”المـوبايــــل“يؤدي الى جفاف الدمع وحساسية العين وتعب عضلاتها!

31/05/2019
الاختصاصية في طب العيون الدكتورة فاليا قزي: الاستخــدام المكـثــف لشـاشــة الكمبـيـوتـــر و”المـوبايــــل“يؤدي الى جفاف الدمع وحساسية العين وتعب عضلاتها!

الاختصاصية في طب العيون الدكتورة فاليا قزي: الاستخــدام المكـثــف لشـاشــة الكمبـيـوتـــر و”المـوبايــــل“يؤدي الى جفاف الدمع وحساسية العين وتعب عضلاتها!

بقلم وردية بطرس

يعد اجهاد العين حالة شائعة، تحدث عندما يرهق الشخص عينيه من الاستخدام الشديد، مثلاً عند القيادة لمسافات طويلة او اطالة النظر في شاشات الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى. ويمكن ان يكون اجهاد العين مزعجاً، لكنه عادة لا يكون خطيراً ويختفي بمجرد ان يريح الشخص عينيه او يتخذ خطوات أخرى للحد من ازعاج العين. ولكن في بعض الحالات قد تشير علامات اجهاد العين وعوارضه الى وجود حالة مرضية كامنة في العين تحتاج الى العلاج.

ويعد الاستخدام الممتد للكمبيوتر وغيره من الأجهزة الرقمية أحد أكثر الأسباب شيوعاً للاصابة باجهاد العين. وتسمي الجمعية الأميركية للبصريات هذه الحالة بمتلازمة رؤية الكمبيوتر او اجهاد العين الرقمي. فالأشخاص الذين ينظرون الى الشاشات ساعتين او أكثر على التوالي يومياً معرضون بدرجة كبيرة لخطر الاصابة بهذه الحالة. فاستخدام الكمبيوتر يجهد العين أكثر من قراءة المواد المطبوعة بسبب ان المستخدمين يميلون لفعل ما يأتي: قلة غلق العين وفتحها أثناء استخدام الكمبيوتر، فغلق العين وفتحها مهم للغاية لترطيب العين. رؤية الشاشات الرقمية من بُعد او زوايا أقل من المثالي. استخدام الأجهزة ذات الوهج او الانعكاس. استخدام الأجهزة ذات التباين الضعيف بين النص والخلفية. وفي بعض الحالات يمكن لمشكلة العين الأساسية مثل اختلال توازن عضلة العين او الرؤية غير المصححة ان تزيد تفاقم اجهاد العين بسبب الكمبيوتر. وتتضمن بعض العوامل الأخرى التي يمكن ان تزيد من تفاقم الحالة ما يلي: الوهج على الشاشة، وضعية الجسم السيئة، اعداد محطة عمل الكمبيوتر، دوران الهواء مثل الهواء الصادر من جهاز التكييف او المروحة القريبة.

ويشعر العديد من الخبراء بالقلق من ان قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يضر الأطفال الرضع والصغار حتى في سن مبكرة جداً. ويذكر الخبراء أن الأطفال يتعرضون للشاشات لفترات أطول من اي وقت مضى بسبب انتشار الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، والألعاب الالكترونية، وأجهزة التلفزيون، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة (اللابتوب) ما يثير القلق بين الأطباء. وينصح الخبراء انه لا يجب ان يقضي الأطفال دون سن الثانية اي وقت امام التلفزيون، أو أجهزة الكمبيوتر، او الألعاب الالكترونية.

 

الاختصاصية في طـــب العــيون الدكتورة فاليا قــــزي والعوامــــل المسببـــــة لاجهــــاد العيــــون

فالى اي مدى يؤثر الاستخدام المكثف لشاشات الكمبيوتر والأجهزة الرقمية على العيون، ومن هم الأكثر عرضة للضرر بسبب تمضية اوقات طويلة امام هذه الشاشات؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصية في طب العيون ورئيسة قسم طب العيون في <مستشفى بلفو> الدكتورة فاليا قزي ونسألها:

ــ اليوم يقضي الناس اوقاتاً طويلة امام شاشات الكمبيوتر و<الآيباد> والهواتف الذكية وغيرها، فالى اي مدى يلحق الضرر بالعيون بسبب الاستخدام المكثف لهذه الشاشات؟

- هذه المشكلة نراها كثيراً في يومنا هذا، على ايامنا عندما كنا ندرس طب العيون لم يكن هذا القسم اي عن ضرر الاستخدام المكثف لشاشات الكمبيوتر والأجهزة الرقمية قائماً لأنه بالأساس لم تكن هذه الشاشات قد دخلت الى حياتنا اليومية كما يحصل اليوم. ولكن اليوم نرى حالات عديدة تسبب اجهاد العيون بسبب الاستخدام المكثف لشاشات الكمبيوتر والأجهزة الرقمية، وبالتالي هذه من أكثر الأسباب التي تدفع الناس لزيارة طبيب العيون او الاختصاصي في الرقبة او عند حدوث وجع الرأس وما شابه، فهذه كلها مرتبطة بالاستخدام المكثف لهذه الشاشات.

وتتابع:

- من أكثر المشاكل التي نجدها عند معاينة الأطفال والراشدين الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعينات والخمسينات ــ لأن الأكبر سناً ليسوا معتادين على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كما الصغار والذين لم يتجاوزوا سن الخمسين او الخامسة والخمسين ــ هو جفاف العين الذي لا يمكن التساهل معه، مع العلم اننا في الماضي لم نكن نجد حالة نشاف الدمع او جفاف العين عند الأطفال نظراً لصغر سنهم، وكونهم لم يتعرضوا بعد لتأثير المحيط من حولهم وبالتالي لم نكن نجد هذه المشكلة، بينما اليوم نجد العديد من الحالات عند الأطفال اذ يأتون الينا وهم يعانون من جفاف العين بسبب الجلوس مطولاً امام شاشة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية. وثاني مشكلة نراها عند الناس هي الحساسية الشديدة في العينين والتي لا نقدر ان نجزم مئة بالمئة انها تتعلق بالشاشة لأننا نعرف بما يتعلق بالحساسية انه كلما زادت نسبة التلوث تزداد الحساسية بالمقابل. ولا شك ان لاستخدام شاشة الكمبيوتر والآيباد وغيرها تأثيراً سلبياً على الحساسية، ولكننا لا نقدر ان نجزم انها عامل مباشر لأن هناك أسباباً أخرى تولّد الحساسية. وثالث عامل او مسبب هو أيضاً مشاكل في عضلة العين لأن الشخص الذي يتسمّر امام شاشة الكمبيوتر لوقت طويل ويشّد على عضلات العيون ليقدر ان يركز على الشاشة خصوصاً عندما تكون قريبة من وجهه فهذا يتطلب جهداً وبالتالي يشّد على عضلات العين. ورابع عامل الذي يتعلق بالشاشة هو <Blue Light> الذي نراه مع مرور الوقت انه يسبب حروقات على شبكة العين. وبالتالي من أكثر المشاكل التي نراها بسبب استخدام شاشة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية هي: جفاف العين، والحساسية الشديدة، وتعب في عضلات العين، والحروقات على شبكة العين التي لا تظهر حالاً اثر الاستخدام لشاشة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية بل بسبب التعرض المتتالي للشاشة الزرقاء الى ان يصل الى مرحلة الحروقات على شبكة العين.

 

الأطفال هم الأكثر عرضة للضرر!

 

ــ لا شك ان نسبة الضرر تكون أعلى عند الأطفال بسبب استخدام شاشة الكمبيوتر والموبايل لوقت طويل أكثر من الكبار...

- أولاً اذا كان الطفل بالأساس يعاني من مشاكل في العيون فإنه يتضرر اكثر عند استخدام شاشة الكمبيوتر والموبايل وغيرها بشكل كبير، وبالتالي عند الاستخدام المكثف لهذه الشاشات يحدث تراكم اكثر والطفل يتضرر اكثر من الكبار لأنه يقضي سنوات طويلة امام هذه الشاشات، على سبيل المثال اذا كان الشخص قد تجاوز الثلاثين والأربعين من عمره وبالتالي لم يكن قد استخدم شاشة الكمبيوتر والموبايل اثناء مرحلة الطفولة والمراهقة وبدأ يستخدمها بعد سن الثلاثين والأربعين فلن يتضرر كما يحدث مع الطفل الذي يكون قد بدأ باستخدامها بسن صغير لأنه بعد مرور سنوات من التعرض لهذه الشاشات سيكون الضرر اكبر على الطفل، ولهذا الأطفال يلحق بهم الضرر اكثر من الكبار نتيجة الاستخدام المكثف لهذه الشاشات.

خطر استخدام شاشات الأجهزة

الرقميـــة في مكان مظلم

ــ البعض يستخدم شاشة الكمبيوتر والموبايل أحياناً في غرفة او مكان مظلم خصوصاً اثناء الليل وقبل النوم، فما مدى الضرر الذي يلحق بالعيون في هذه الحالة؟

- هذا صحيح لأن للشاشة الزرقاء تأثيراً سلبياً على العين، فعلمياً عندما يجلس الشخص في غرفة مظلمة يتسع بؤبؤ العين وبالتالي تصبح كمية الشاشة الزرقاء التي تدخل الى العيون اكبر وبالتالي الضرر اكبر.

ــ قد لا يشعر الشخص بأي عارض اثر استخدامه لشاشة الكمبيوتر والموبايل بشكل كبير فيما البعض الآخر تظهر لديه المشكلة، فهل يختلف الأمر بين شخص وآخر؟

- اليوم غالبية الناس تتضايق من مشكلة العيون خصوصاً الذين يقضون اوقاتاً طويلة امام شاشة الكمبيوتر والموبايل خصوصاً في الليل لأن العين في الليل تكون قد جفت واستهلكت طوال النهار ليأتي الليل ويطفىء الأنوار ويجلس امام هذه الشاشة فهنا يلحق الضرر بالعيون اكثر بكثير، ولكن ما يحدث اليوم ان الأمر أصبح أشبه بالادمان على التدخين وما شابه، مثلاً اذا قمنا بتعداد كل المشاكل الصحية التي تصيب الشخص المدخن فلن يقلع عن التدخين مهما قلنا وتحدثنا عن ضرر التدخين، والأمر نفسه بالنسبة لاستخدام شاشة الكمبيوتر والموبايل فمهما تحدثنا امام الأهالي لتوعية اولادهم وايضاً نشرح هذه المشكلة امام الأطفال اكثر من مرة لكن لا يتقيد أحد بهذه النصائح، لأنه اصبح مثل الادمان ولا يقدر الشخص ان يتوقف عن استخدام هذه الأجهزة الرقمية مهما شرحنا عن مضارها وتأثيرها السلبي على العيون.

ــ هل يمكن القول انه وبسبب العوامل التي اشرت اليها ان نسبة مشاكل العيون ازدادت اكثر او انها الأعلى مقارنة بالماضي، مع العلم انه كان هناك كمبيوتر منذ وقت طويل؟

- طبعاً تفاقمت المشكلة اليوم اكثر من الماضي لاسيما بعدما دخل الهاتف الجوال الى حياتنا اليومية، ففي الماضي كان الكمبيوتر جهازاً مثبتاً ولا نقدر ان نحمله معنا من مكان لآخر كما نفعل اليوم حيث بامكان الشخص ان يحمل <Laptop, Tablet> او الحاسوب اللوحي ويتّنقل به من مكان الى مكان، والأمر نفسه بالنسبة للآيباد والموبايل، وبالتالي يقضي الشخص وقتاً اطول امام هذه الشاشة. أذكر على سبيل المثال عندما بدأت بدراسة الاختصاص في طب العيون، وكنت قد انتهيت من دراسة الطب العام في العام 2004، وبدأت بممارسة عملي كاختصاصية في طب العيون في العام 2005، لم تكن هذه المشكلة قائمة كما في يومنا هذا، اذاً اختلف الأمر كثيراً بالمقارنة مع السنوات الماضية.

الوقاية خير من علاج

ــ وكيف يُعالج كل من جفاف العين، وحساسية العين، والتعب في عضلات العين؟

- بالنسبة للعلاج: طبعاً علينا ان نقلل من استخدام شاشة الكمبيوتر والموبايل وغيرها، فهذا الأمر ضروري خلال العلاج لأن اليوم اذا طلبنا من الناس ان يتوقفوا عن استخدام وسائل التكنولوجيا نهائياً فلن يفعلوا على الاطلاق، ولهذا ننصح بأن يقللوا من استخدامها، وان أفضل علاج هو التوقف عن تمضية الوقت امام شاشة الكمبيوتر والآيباد وغيرها ولكن في وقتنا يُعتبر ذلك من المستحيلات، ولهذا على الناس ان يحاولوا في الأوقات التي لا يقضونها امام شاشة الكمبيوتر والموبايل ان يقوموا باراحة عيونهم قدر الامكان، وبالتالي هذا افضل ما يقدر ان يقوم به الشخص.

وبالنسبة لجفاف العين فهناك احتمالات عدة للعلاج، فإما يكون عبر الدمع الاصطناعي اي نضع الدمع الاصطناعي داخل العين خصوصاً اذا كان الشخص يجلس لفترات طويلة امام شاشة الكمبيوتر والموبايل وغيرها، والحل الثاني ان نغلق مجرى العين بما نسميه <Lacrymal plugs> اذ ما نقوم به هو اغلاق مجرى العين ليقدر الانسان ان يستفيد من دمع العين، اي اما نضع الدمع الاصطناعي اي من الخارج نضيف على العين دمعة، او يتم اغلاق مجرى العين لكي تستفيد العين من الدمع القليل الذي تفرزه. وطبعاً هناك قطرات اضافية يُنصح بها في الحالات المتقدمة ولكن بالاجمال لجفاف العين فان ما بين استخدام الدمع الاصطناعي واغلاق مجرى العين تُعالج المشكلة. وبالنسبة لحساسية العين فننصح باستخدام القطرات الخاصة بها. وبما يتعلق بتعب عضلات العين اذ يشّد الشخص على عضلات العين ليركز على شاشة الكمبيوتر أكثر، فهنا لا نتحدث فقط عن عضلات العين بل عن عضلات الرقبة والظهر أيضاً اذ تتضرر نتيجة الاستخدام المكثف لهذه الشاشات، وبالتالي العضلات والمفاصل تتضرر من هذه المشكلة.

وأضافت:

- فكل هذه المشاكل او العوارض تخف مع استخدام هذه العلاجات، لأن الانسان قد يتضايق ويدرك انه ما ان يوقف استخدام القطرات ستعاود المشكلة التي عانى منها طالما لا يزال يقضي وقتاً طويلاً امام شاشة الكمبيوتر والآيباد فهو تلقائياً يخفف من استخدام هذه الشاشة او يتنبه لهذه الأمور... لذا نطلب من الشخص ان يريح عينيه كل نصف ساعة يقضيها امام شاشة الكمبيوتر، بأن ينظر الى مدى بعيد لمدة خمس دقائق، لأنه عندما يُتعب الانسان عينيه على مدار اليوم فسيتأثر أكثر، وبالتالي لا بد من اراحة عضلات العين من خلال النظر الى مدى بعيد لمدة خمس دقائق كل نصف ساعة اثناء استخدام شاشة الكمبيوتر وغيرها، كما أنه على الشخص ان يتجنب الجلوس امام الشاشة في غرفة او مكان مظلم. وثانياً يحتوي الموبايل على تطبيق يقوم بفلترة للشاشة الزرقاء وبالتالي يجب ادخال هذا التطبيق للموبايل، كما ان هناك نظارات أدخلت حديثاً الى الأسواق لحماية العيون من الشاشة الزرقاء.

ــ وهل من نصائح أخرى؟

- كما ذكرت انه كلما تعرضنا لشاشة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية بشكل أقل يكون ذلك أفضل للعيون، وليس بالضرورة ان يقضي الشخص وقتاً طويلاً وهو يستخدم الألعاب الالكترونية وما شابه. والأهم ان يعود الانسان الى الكتاب الورقي بدل تمضية أوقات طويلة أمام هذه الشاشات المضرة بالعيون، والمشي في الطبيعة ومزاولة أنشطة مفيدة لصحة الانسان.