تفاصيل الخبر

الاختصاصي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور جاد نعمة: ضعف السمع مرتبط بمسببات لها علاقة بـ”الأذن الوسطى“ ومع الوقت يصبح الالتهاب مزمناً!

13/04/2018
الاختصاصي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور جاد نعمة: ضعف السمع مرتبط بمسببات لها علاقة بـ”الأذن الوسطى“ ومع الوقت يصبح الالتهاب مزمناً!

الاختصاصي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور جاد نعمة: ضعف السمع مرتبط بمسببات لها علاقة بـ”الأذن الوسطى“ ومع الوقت يصبح الالتهاب مزمناً!

بقلم وردية بطرس

الدكتور-جاد-نعمة 

تعد <الأذن الوسطى> الجزء الأكثر تعرضاً للعدوى الميكروبية مقارنة بأجزاء الأذن الأخرى، اي الأذن الداخلية والأذن الخارجية، ويرجع السبب الرئيس في هذا الى انفتاح <الأذن الوسطى> على الحلق بواسطة مجرى خلفي يسمى القناة السمعية (قناة اوستاكيوس)، من هنا فإن أي عدوى تطاول أعضاء الجوار مثل الحلق والحنجرة والجيوب والأنف، يمكن ان تنتقل بسهولة لتصل الى <الأذن الوسطى>. ويعتبر الأطفال الذين تترواح أعمارهم من ستة الى 15 شهراً من أكثر الفئات تعرضاً لخطر حدوث التهابات <الأذن الوسطى> مقارنة بالكبار، ويعزى السبب بالدرجة الأولى الى قصر القناة السمعية لديهم. ويمكن لغشاء الطبلة المثقوب ان يكون بوابة تسهل من عبور العدوى الميكروبية من الأذن الخارجية الى <الأذن الوسطى>، وهذا ما يشاهد كثيراً في حمامات السباحة او على شواطىء البحر. ومع الاصابة بالتهاب <الأذن الوسطى> يشعر الشخص بألم حاد مع الشعور بضغط مزعج داخل الأذن اضافة الى قلة السمع، وفي حال انسدت القناة السمعية <أوستاكيوس> كلياً، فان تجويف <الأذن الوسطى> يمتلىء بالمفرزات المخاطية او القيحية، فيشكو المريض من الحمى وفقدان السمع، واذا لم يتم اسعاف الحالة فإن الضغط يزداد طردياً في داخل الأذن، الأمر الذي يدفع بالمفرزات الالتهابية للتوجه صوب الأذن الخارجية وتحديداً صوب غشاء الطبلة الذي لا يتحمل الضغط الواقع عليه فينفجر ويتعرض للانثقاب والتمزق.

ويعد التهاب <الأذن الوسطى> من الأمراض التي لا تشكل خطورة في بدايتها، ولكن اذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، فقد تترتب عليه مضاعفات خطيرة تصل الى حد فقدان السمع. ويحدث الالتهاب الحاد في <الأذن الوسطى> عندما تصل الفيروسات او البكتيريا من تجويف الحلق والأنف الى <الأذن الوسطى>، ويحدث ذلك عادة في حالات الزكام الشديد، نظراً لأن تجويف الحلق والأنف يتصل بالأذن عن طريق القناة السمعية. والتهاب <الأذن الوسطى> من الأمراض المنتشرة بين النساء والأطفال وهو يسبب عوارض حادة وشديدة ومزعجة، وهذا الالتهاب يصيب القناة السمعية وتحديداً في الغشاء المخاطي الذي يبطن <الأذن الوسطى> نتيجة اصابة الأذن بالبكتيريا والفيروسات كما هناك أيضاً الاصابة المتكررة بالرشح والانفلونزا والتهاب اللوز، ويوجد بعض الأسباب البيئية لهذا الالتهاب مثل تعرض الأذن لدخان المصانع او أسباب وراثية تنتقل عبر الجينات. ويُصاب الأطفال حديثو الولادة بمرض التهاب <الأذن الوسطى> نتيجة لعدم اكتمال الجهاز المناعي لديهم.

أنواع التهاب <الأذن الوسطى>

وهناك ثلاثة أنواع من التهاب <الأذن الوسطى> منها الالتهاب الحاد والالتهاب الافرازي والالتهاب المزمن، وهذا يعتبر أصعب أنواع التهاب <الأذن الوسطى> لأنه يتسبب في اصابة طبلة الأذن بالثقب والشق، وعند الاصابة بهذا الالتهاب في <الأذن الوسطى> يشعر المريض بالعديد من العوارض والعلامات التي تبدو عليه. ولا تسبب معظم التهابات الأذن مضاعفات طويلة الأمد، ولكن قد تؤدي الالتهابات المتكررة او المتواصلة او تراكم السوائل المتواصل الى بعض المضاعفات الخطرة، ومنها ضعف السمع إذ يحدث فقدان السمع الخفيف بشكل شائع الى حد ما مع التهاب الأذن، الا ان السمع يعود الى حالته الطبيعية التي كان عليها عند شفاء الالتهاب، كما قد يؤدي الالتهاب المتواصل او تراكم السوائل المتواصل في <الأذن الوسطى> الى فقدان السمع الشديد. اما في حالة وجود بعض التلف الدائم في طبلة الأذن او في بُنى <الأذن الوسطى> الأخرى، فقد يحدث فقدان السمع الدائم، تأخر الكلام او النمو في حالة ضعف السمع سواء بشكل مؤقت او دائم لدى الرضع حيث أنهم قد يعانون من تأخر في الكلام والنمو والمهارات الاجتماعية، انتشار العدوى إذ يمكن ان تنتشر الالتهابات التي لم يتم علاجها او التي لا تستجيب للعلاج بشكل فعال في الأنسجة المجاورة وهو ما يُعرف بعدوى الخُشاء، وفي حالات نادرة يمتد التهاب <الأذن الوسطى> الشديد الى الأنسجة الأخرى في الجمجمة بما في ذلك الدماغ، كما قد يحدث تمزقاً في طبلة الأذن إذ تلتئم معظم حالات تمزق طبلة الأذن، ولكن قد تتطلب الاصلاح الجراحي في بعض الحالات.

 

الدكتور جاد نعمة وأنواع التهاب <الأذن الوسطى>

فما هي مضاعفات التهاب <الأذن الوسطى>، وكيف يؤثر التهاب <الأذن الوسطى> على السمع؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة الدكتور جاد نعمة ويستهل حديثه قائلاً:

- <الأذن الوسطى> هي الجزء الأوسط من الأذن حيث تبدأ بطبلة الأذن وتنتهي عند النافذة البيضوية، وتتكون بشكل رئيس من ثلاث عظيمات وهي: المطرقة، والسندان، والركاب، بالاضافة الى النافذة الدائرية، والنافذة البيضوية، وقناة <استاكيوس>، وتشكل هذه العظيمات جسراً يربط بين طبلة الأذن وبين النافذة البيضوية والتي بدورها تغطّي مدخل القوقعة (جزء من الأذن الداخلية) حين تصل الموجات الصوتية الى عظمية المطرقة المرتبطة بطبلة الأذن وتنتقل من عظمية لأخرى، وبالتالي تتضاعف قوة هذه الموجات لتصل حتى 20 ضعفاً أقوى عند النافذة البيضوية مما كانت عليه عند الطبلة.

ويتابع:

- بالنسبة لأنواع التهاب <الأذن الوسطى> فيعتبر التهاب <الأذن الوسطى> ثاني أكثر مرض انتشاراً في مرحلة الطفولة، بعد التهاب المجاري التنفسية العليا، وله أنواع عدة وهي: التهاب <الأذن الوسطى> الحاد: وهو مرض ذو وتيرة سريعة ويصاحبه كثير من العوارض ويمتاز بأنه مرض متكرر حيث يُصاب فيه أكثر من ثلث الأطفال ست مرات فأكثر قبل بلوغهم سن السابعة. التهاب <الأذن الوسطى> الافرازي: وهو عبارة عن تجمع سوائل في <الأذن الوسطى> مع افتقاده لعوارض الالتهاب (الحرارة، وألم الأذن، والتهيّج)، ويحدث عادة بعد تعرض المريض لالتهاب <الأذن الوسطى> الحاد. التهاب <الأذن الوسطى> المزمن: ويستمر هذا النوع لستة أسابيع على الأقل ويصاحبه عادة سيلان أذني كما ينتج عنه شق او ثقب في طبلة الأذن.

344 

أسباب الاصابة بالتهاب <الأذن الوسطى>

ــ وماذا عن أسباب الاصابة بالتهاب <الأذن الوسطى>؟

- يعتبر التهاب <الأذن الوسطى> مرضاً متعدد الأسباب، وتعمل هذه الأسباب بشكل او بآخر على اغلاق قناة <ستاكيوس> مما يؤدي الى تجمع السوائل في <الأذن الوسطى> وبالتالي التهابها، واهم هذه الأسباب: أسباب متعلقة بالمضيف (الشخص المحتملة اصابته بالمرض): منها أسباب مناعية حيث تكون مناعة الأطفال حديثي الولادة ضعيفة، او أسباب وراثية، او خلل في بروتين <الميوسين>، او خلل تشريحي في قناة <استاكيوس> وغيرها. الاصابة بالعدوى: حيث تسبب العدوى البكتيرية معظم الالتهابات وأكثرها شيوعاً البكتيريا العقدية الرئوية ثم المستديمة النزلية، أيضاً يمكن ان تنتج هذه الالتهابات من عدوى فيروسية أهمها الفيروس المخلوي التنفسي. أسباب متعلقة بالحساسية حيث أظهرت الدراسات وجود ارتباط ما بين التهاب <الأذن الوسطى> والحساسية التنفسية.

 

العوارض

ــ وما هي عوارض الاصابة بالتهاب <الأذن الوسطى>؟

- تتعدد عوارض التهاب <الأذن الوسطى> ومنها: ضعف في القدرة على السمع. فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام. الشعور بألم في الأذن وخصوصاً عند الاستلقاء على الظهر. ارتفاع في درجة الحرارة. مرافقة الالتهاب أحياناً بالاسهال. الاصابة بحكة في الأذن. زيادة كمية شمع الأذن التي تُفرز. وجود اضطرابات في النوم. ملاحظة البكاء المستمر عند الأطفال الرضع مع عدم القدرة على الرضاعة. خروج بعض الافرازات الصديدية وتكون ذات رائحة كريهة. الشعور بالصداع الشديد. الاصابة بالدوار والدوخة والغثيان وفقدان التوازن.

 

ضعف السمع

 

ــ وما علاقة ضعف السمع بالتهاب <الأذن الوسطى>؟

- يصيب ضعف السمع الأطفال والكبار معاً، وفي أغلب الأحيان يصيب ضعف السمع الأطفال في لبنان لأسباب وراثية خصوصاً مع زواج الأقارب حيث تزداد نسبة تعرض الطفل للاصابة بضعف السمع. وأحياناً يكون الطفل قد تناول دواء في صغره أثّر على سمعه ولهذا يجب معالجة المشكلة منذ الصغر. كما ان لضعف السمع علاقة بـ<الأذن الوسطى> وهي عبارة عن تجويف يحوي ثلاث عظميات تنقل الذبذبات من طبلة الأذن الى قوقعة الأذن الداخلية، ويحدث التهاب <الأذن الوسطى> عندما تتجمع السوائل فيها. ومن أسباب التهاب <الأذن الوسطى> وجود ثقب في طبلة الأذن يسبب انتقالاً مباشراً للمياه من الخارج الى داخلها، واذا لم يعالج الالتهاب نلجأ الى العملية الجراحية.

ويتابع:

- أما عند الكبار فان ضعف السمع مرتبط بمسببات لها علاقة بـ<الأذن الوسطى>، ومع الوقت يصبح الأمر التهاباً مزمناً ويحدث تكلساً في الأذن، ولكن مع الوقاية منذ الصغر لا يصل الأمر لهذا الحد. والمشكلة عند الكبار تكمن في داخل <الأذن الوسطى> وغالباً ما تتطلب اجراء عملية جراحية لعضمات السمع، ويكون هناك عادة تكلس على العظم الثالث في الأذن، وتكون عادة وراثية في لبنان، خصوصاً بعد الحمل عند المرأة اذ لا يعود الصوت يصل الى الأذن، وتُعالج هذه الحالة بواسطة العملية الجراحية، وتجدر الاشارة الى ان تكلس عظام <الأذن الوسطى> ويُسمى أيضاً تصلب عظام <الأذن الوسطى> هو مرض وراثي حيث تنمو الأذن بشكل غير طبيعي مما يعيق حركتها وبالتالي عملها في ايصال الصوت، ويكون العظم الأكثر اصابة هو العظم الثالث في الأذن، ولكن طبعاً ليس كل امرأة حامل يحدث معها ذلك، الا ان هذه الحالة تظهر عادة بعد الولادة.

ــ وهل يضعف السمع كلما تقدم الانسان في السن حتى لو يكن هناك عامل وراثي؟

- ان ضعف السمع عند المتقدمين في السن ليس مرضاً، اذ انه يصيب الانسان كلما تقدم في السن، فخلايا الأذن تشيخ وتضعف قدرتها كما خلايا العين والجلد وغيرها... ان ضعف السمع يصيب عادة الانسان مع التقدم في السن اي بعدما يتجاوز سن الخامسة والستين او السبعين سنة، وتزداد نسبة الاصابة بضعف السمع كلما أهمل الانسان صحته أثناء شبابه او انه تعرض للأصوات الشديدة والمؤذية للأذن، واذا لم يُعالج ضعف السمع وتتطورت الحالة فقد يؤثر ذلك على صواب المصاب وادراكه، وبالتالي لا يجب التساهل مع مشكلة الأذن عند حدوثها في البداية تجنباً لحدوث الضعف العميق الذي قد يتسبب بفقدان حاسة السمع.

ــ وهل من نصائح لحماية الأذن؟

- تبدأ مشاكل السمع منذ الصغر، ولهذا على الأهل ان يتنبهوا ما اذا كان ابنهم يعاني من مشكلة في الأذن، وان يصطحبوه الى الطبيب المتخصص في فترة الطفولة، وطبعاً يجب البدء بذلك بعد ولادة الطفل لتدارك الأمر منذ البداية، ويجب اصطحاب الطفل الى الطبيب المتخصص عندما يكون في مرحلة الطفولة، لأنه كلما تلقى العلاج المناسب بشكل مبكر فإننا نحميه من الاصابة بضعف السمع. وطبعاً ننصح الكبار دائماً بضـــرورة الوقايــــة فعنــــد حـــــدوث أي التهـــــاب قــــــد يؤدي ذلك الى مشاكل، ولهذا يجب الخضوع للعلاج المناسب. كما ننصح بألا يتعرض الشخص للأصوات المؤذية للأذن كما ذكرت، وأهم ما في الأمر الا يتساهل الشخص عند حدوث اي مشكلة في الأذن لأن الحالة تتطور أحياناً بسبب الاهمال وعدم تلقي العلاج في الوقت المناسب.