تفاصيل الخبر

الاختصاصي في أمراض العجز الجنسي والعقم البروفيسور رائف خليل رضا: المنشطات الجنسية ليست علاجاً مؤكداً لكافة حالات العجز الجنسي!

15/02/2019
الاختصاصي في أمراض العجز الجنسي والعقم البروفيسور رائف خليل رضا:  المنشطات الجنسية ليست علاجاً مؤكداً لكافة حالات العجز الجنسي!

الاختصاصي في أمراض العجز الجنسي والعقم البروفيسور رائف خليل رضا: المنشطات الجنسية ليست علاجاً مؤكداً لكافة حالات العجز الجنسي!

 

بقلم وردية بطرس

تعتبر <الفياغرا> من أشهر المنشطات الجنسية وأكثرها انتشاراً حول العالم، اذ تساعد الرجال على استعادة طاقتهم الجنسية وعودة الحميمية الى حياتهم الزوجية، لكن الاستعمال العشوائي لها قد يؤدي لنتائج وخيمة وربما الى الوفاة. وان عقار <الفياغرا> الذي طرحته شركة <فايزر> العالمية للأدوية في العام 1991 لعلاج احتقان الأوردة الدموية في الصدر، فشل في مهمته الأساسية ونجح في اكساب الرجال قدرة اضافية لممارسة العملية الجنسية وزيادة الانتصاب. فبعد تجارب سريرية أجرتها <فايزر> حتى العام 1998، ذاع صيت هذا العقار وانتشر كعصا سحرية أعادت الأمل الى ملايين الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي وأعانتهم على استمرار حياتهم الزوجية. لكن العقار وبعد أكثر من عقدين، تحول من علاج يُؤخذ عند الحاجة وتحت اشراف طبي، الى عقار سهل المنال يستخدمه كثيرون من دون رقابة غير مبالين بآثار جانبية وأضرار قد تلحق بهم جراء الاستخدام العشوائي والتي قد تصل الى الوفاة... فلقد لجأ البعض الى استخدام المنشطات الجنسية لزيادة القدرة الجنسية او للوقاية من الاصابة بالضعف الجنسي، وهذا وهم، فالمنشطات الجنسية التي شاع استخدامها بين الرجال، هي اما مجموعة من الفيتامينات والمعادن او عقاقير طبية تساعد على بناء خلايا الجسم، فقد وجد الباحثون ان هذه العلاجات تملك قدرة على تحديد الخلايا او هرمونات خاصة بالهرمون الذكري، وهذه المنشطات لا يمكن ان تؤدي الى زيادة القدرة الجنسية او الى الوقاية من الضعف الجنسي، كما انه لا يمكن ان تكون علاجاً للضعف الجنسي مهما كانت أسبابه. فلهذه المنشطات استخدامات طبية ولكنها محدودة لعلاج بعض حالات الضعف الجنسي الناتج عن نقص الهرمون الذكري في الجسم او المصاحب لحالات الضعف العام، ولا يتم استخدامها الا بعد تشخيص السبب الذي أدى الى الضعف الجنسي، وفي هذه الحالة يكون العلاج ذا فاعلية لشفاء مثل هذه الحالات، لكن المريض الذي لا يعاني نقصاً في الهرمون الذكري مثلاً فلن يفيده هذا الهرمون، وانما علاج الضعف الجنسي يحتاج الى تشخيص دقيق وعلاج متخصص لأسباب الحالة.

أما زيادة القدرة الجنسية فهي لا تزيد بالمنشطات الجنسية لأنها صفة من الصفات الطبيعية لكل رجل تدخل في اكتسابها عوامل عديدة، فيها العوامل الوراثية للجنس والأسرة، ومنها البيئة وطبيعة المعيشة وبنية الجسم والتغذية وغيرها.. وتتكون من هذه العوامل قدرة الشاب الجنسية التي تظل صفة من صفاته طوال حياته، وتتأثر هذه القدرة الجنسية بالعوامل النفسية التي يمر بها الإنسان على مدى حياته.. فنجد أنها قد تزداد أو تنقص بتأثير عوامل نفسية معينة إلا أنه بزوال هذه العوامل تعود القدرة الجنسية إلى صورتها الطبيعية.

فالى اي مدى يؤدي الاستعمال غير الصحيح والعشوائي للمنشطات الجنسية الى نتائج سلبية وأحياناً الى الوفاة؟ وما هي أنواع المنشطات الجنسية؟ وماذا عن محاذير وعوارض استعمال المنشطات الجنسية؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الاختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية الدكتور رائف خليل رضا، وهو اختصاصي في أمراض العجز الجنسي والعقم، وأيضاً اختصاصي في علم الجنس، ورئيس الجمعية الأوروبية الشرق أوسطية للدراسات الجنسية سابقاً، وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات، وله مقالات وأبحاث ودراسات كثيرة ومناظرات اعلامية في هذا المجال، فيستهلّ حديثه قائلاً:

- ان المنشطات الجنسية هي أدوية وعقاقير تساعد على الانتصاب عند الرجل، وهي تعمل على زيادة ضخ الدم في العضو الذكري. ويجب ان نعلم ان هذه الأدوية لا يمكن ان تُؤخذ بصورة اعتباطية وعشوائية، وهي لا تعالج الأسباب الحقيقية للمشاكل الجنسية عند الرجل خصوصاً ان العجز الجنسي له أسباب متعددة منها العضوي والنفسي وأحياناً الأثنان معاً. ومن الأسباب العضوية: العصبية والهرمونية والدموية وسواها. ومن الأسباب النفسية: الكآبة والقلق وغيرهما، لذلك يجب ان تُعطى هذه المنشطات باشراف المتخصص بعلم الجنس.

ــ وما هي أنواع المنشطات الجنسية؟

- المنشطات الجنسية كثيرة ومتعددة ومنها العلمية ومنها التجارية ومنها المزوّرة وغيرها... وهي نوعان: منها الأدوية ومنها المواد الطبية (العقاقير). وهنا سأذكر بعض أنواع الأدوية الموجودة في الأسواق اللبنانية والعالمية وهي معترف بها من المنظمة العالمية للغذاء والدواء:

أولاً على شكل الحبوب: وهي <Viagra, Cialis، LeVitra, Yohimbine chloride, Testosterone, Ginseng> وغيرها.

ثانياً: على شكل حقن او ابر في العضو الذكري <Prostaglandine E> وأنواعها كثيرة منها <Caverject>.

ثالثاً: على شكل تحاميل داخل العضو مباشرة مثل <MUSE> وغيرها.

 

المنشطات الجنسية على شكل حبوب

ــ ماذا عن المنشطات التي هي على شكل الحبوب ونتائج استخدامها؟

- بالنسبة للمنشطات على شكل حبوب، أولاً <الفياغرا> وهي حبة زرقاء في عيارات مختلفة وهي على شكل حبوب منها 50 ملغرام و100 ملغرام، وهي تؤخذ على معدة خاوية ويحدث تأثيرها بعد ساعة من تناولها قبل العلاقة الجنسية وتعطي انتصاباً يصل أحياناً الى 4 ساعات مما يشكل خطراً وأذى للعضو الذكري. وهذا الدواء تكون نتائجه خفيفة عند مرضى السمنة او الرجال الذين لديهم مشاكل في ارتفاع دهنيات الدم: الكوليسترول او الترغليسيريد. أما <Levitra> فهي شبيهة بـ<الفياغرا> اذ تعطي انتصاباً بعد أقل من ساعة من تناولها على معدة خاوية قبل العلاقة الجنسية، وعوارضها أقل نسبياً من <الفياغرا> وتأثيرها يدوم أحياناً أطول من ساعة. وهناك <Cialis> وهي حبوب تعطي نتائج أحياناً بعد ساعتين من تناولها وتأثيرها يدوم بحسب الحالات والأشخاص وهي موجودة في الأسواق بعيار 20 ميلغرام. فيما <Yohimbine Chloride> هو دواء يُستعمل في حالات العجز الجنسي والنفسي وهو موجود على شكل حبوب بعيارات مختلفة يُؤخذ منها 5 ملغرام. وهناك الـ<Ginseng> وهي من الأدوية التي تُوجد على شكل حبوب وتكون أحياناً ممزوجة مع بعض أنواع الفيتامينات وعوارضها قليلة وهي عشبة صينية. وأما الـ<Testosterone> او الهرمون الذكري فهو على شكل حبوب في الصيدليات يُؤخذ منها يومياً عيار 25 ملغرام.

ثانياً: المنشطات الجنسية على شكل حقن داخل العضو الذكري وهي متعددة في العالم منها: <PAPAVERINE> <PROSTAGLANDINE E> وغيرها، وهذه الأنواع من الحقن تُعطى في حالات كثيرة منها عدم حصول نتائج لدى استعمال الحبوب المذكورة اعلاه وفي بعض حالات المشاكل النفسية وحالات أمراض السكري، ويتسرب الدم من العضو الذكري أحياناً قبل اللجوء الى الجراحة. وهذه الأنواع تُعطى داخل العضو ويجب ان تُعطى من قبل الاختصاصي وأحياناً يمكن ان يشرح الاختصاصي في علم الجنس للمريض طريقة استعمالها خصوصاً انها تؤذي المريض اذا لم تكن في المكان الصحيح ولها عوارض أهمها حالة القسوح اي الانتصاب المؤلم الطويل.

ثالثاً: المنشطات الجنسية داخل الأحليل الذكري <INTRA – URETHROL INJECTION>، وهي موجودة في أنواع كثيرة متفاوتة النتائج، وهي بالغالب من أنواع <PROSTAGLANDIN E1> وغيرها وعوارضها قليلة في أغلب الأحيان ونتائجها متفاوتة.

 

محاذير وعوارض استعمال هذه الأدوية

 

ــ ماذا عن محاذير وعوارض استعمال أدوية مثل <Viagra, Le Vitra and Cialis>؟

- بما يتعلق بهذه الأدوية المعترف فيها من قبل المنظمة العالمية للغذاء والدواء يجب التنبّه للأمور التالية: لا يجب اعطاء هذه الأدوية للرجال الذين يعانون من أمراض القلب والكلى والكبد وارتفاع ضغط الدم. عدم استخدامها من قبل النساء. عدم استخدامها للرجال ما دون الثامنة عشرة من عمرهم. ويؤدي استخدام هذه الأدوية الى دوخة شديدة وصداع، وأيضاً ألم في المفاصل والعضلات ومشاكل في الجهاز التنفسي، وتسبب هذه الأدوية أحياناً انخفاضاً في ضغط الدم، وأيضاً اضطراباً مؤقتاً في النظر، وأحياناً أذى بعصب العين، واحمرار الوجه، واحتقاناً في الأنف، وأيضاً الانتصاب الطويل: القسوح وهو انتصاب مؤلم وطويل يدوم لأكثر من 4 ساعات، وهذا النوع قد يشكل خطراً وأذية للعضو الذكري اذا لم يتم تدارك الأمر عبر مراجعة الاختصاصي في علم الجنس خصوصاً لدى استخدام <الفياغرا>. وأحياناً في حال بقاء الانتصاب طويلاً نلجأ الى الجراحة من أجل الحفاظ على العضو الذكري. وقد يحدث الموت المفاجىء خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، عندئذ لا يجوز اعطاء هذه الأدوية دون استشارة الاختصاصي في هذا المجال وكثيراً ما نسمع عن حالات وفاة مفاجئة ناتجة عن استعمال هذه الأدوية خصوصاً ان هنالك حالات تكتم شديد لسرية الأشخاص ومكانتهم، ولذلك لا يجوز اعطاء هذه الأدوية دون وصفة طبية من قبل الاختصاصي ويجب التشديد على الصيدليات بعدم اعطاء هذه الأدوية لخطورتها على مرضى القلب.

 

المحاذير من استخدام الهرمون الذكري

وعن المحاذير من اعطاء الهرمون الذكري يشرح البروفيسور رضا:

- أولاً: لا يُعطى هذا الدواء دون استشارة الاختصاصي. ثانياً: يجب ان لا يُعطى للرجال ممن لديهم مشاكل في الكبد، ولذلك يُفضّل قبل اعطاء هذه الأدوية اجراء فحوصات انزيمات الكبد <SGOT – SGPT – LDH> من قبل الاختصاصي. ثالثاً: لا يُعطى هذا الدواء الا للرجال الذين لديهم نقص في هذا الهرمون خصوصاً في حالات <ANDROPAUSIS> بعد سن الخمسين اي (الرجل الأسن) مع التذكير ان معدل هذا الهرمون عند البالغين هو من 4 الى 10 ملغرام. رابعاً: لا يُعطى هذا الدواء للرجال الذين لديهم سرطان البروستات او ارتفاع شديد في تضخم البروستات، ولذلك يلجأ الاختصاصي دائماً الى اجراء فحص <Prostatic Specific Antigen (PSA)> الذي يفترض أن يكون معدله الطبيعي عند البالغين من 0 الى 4 ملغرام.

المحاذير من الحقن

 

وعن محاذير أخذ الحقن داخل العضو الذكري يقول:

- أولاً يجب ان تُعطى هذه الحقن داخل العضو باشراف الاختصاصي في علم الجنس لا سواه. ثانياً: في بعض الحالات يتعلم المريض حقنها من تلقاء نفسه مما يشكل خطراً وأذية على العضو في بعض الأحيان. ثالثاً: ان هذه الحقن لها عيارات مختلفة إذ لكل حالة عيار مختص ولذلك من الممكن ان تتسبب في بعض الحالات بمرض القسوح، ويحتاج الأمر أحياناً الى تدخل جراحي طارىء قبل ان يُصاب العضو الذكري بأذية وخسارة الانتصاب. رابعاً: ان هذه الحقن تُعطى بعد فشل العلاج بالأدوية العادية (الحبوب) والحقن داخل العضلات وسواها.

ويختم البروفيسور رضا حديثه قائلاً:

- ان المنشطات الجنسية متعددة منها على شكل حبوب، وحقن، وتزريق داخل الأحليل، ومنها المنشطات العلمية ومنها التجارية ومنها الأصلية ومنها المزوّرة، لذلك يُنصح بعدم أخذ هذه الأدوية الا باستشارة ووصفة طبية من الاختصاصي في علم الجنس. ويجب ان يعلم المريض ان المنشطات الجنسية ليست علاجاً مؤكداً لكل حالات العجز الجنسي العضوي والذكري. وكذلك يجب عدم أخذ العلاجات دون تشخيص مؤكد دون ان ننسى العوارض والمحاذير اعلاه حفاظاً على الصحة الجنسية والجسدية، ودون ان ننسى ان المنشطات الجنسية وُجدت من أجل الحفاظ على ديمومة العلاقة الجنسية الصحيحة عند الرجل اذا ما استعملت هذه المنشطات في مكانها الصحيح، ولا يغيب عن البال ان هناك حالات تعويضية هرمونية يكون الرجل بحاجة اليها بعد سن الخمسين خصوصاً ممن لديهم هبوط في الهرمون الذكري بعد هذا السن اي في حالة <ANDROPAUSIS> اذ ان الهرمون الذكري ضروري للقلب والأوعية الدموية والعضلات، وان تناوله بطرق علمية وباشراف الاختصاصي يساهم في الحفاظ على صحة الرجل ويجنبه حالات كثيرة من القلق والكآبة وسواها، وذلك في حال المعالجة الصحيحة.