تفاصيل الخبر

الاختصاصية في الأمراض الصدرية والانعاش وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد: الأطـفــــال والمـسنــــون هـــم الأكـثـــر عـرضــــة للاصـابــــة بـالالـتـهـــــاب الــرئـــــوي!

03/05/2019
الاختصاصية في الأمراض الصدرية والانعاش وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد: الأطـفــــال والمـسنــــون هـــم الأكـثـــر عـرضــــة للاصـابــــة بـالالـتـهـــــاب الــرئـــــوي!

الاختصاصية في الأمراض الصدرية والانعاش وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد: الأطـفــــال والمـسنــــون هـــم الأكـثـــر عـرضــــة للاصـابــــة بـالالـتـهـــــاب الــرئـــــوي!

 

بقلم وردية بطرس

الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين. وتتشكل الرئتان من أكياس صغيرة، وتلك الأكياس تمتلىء بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح. وعندما يُصاب المرء بالالتهاب الرئوي تمتلىء الأكياس الصغيرة في الرئة بالقيح والمواد السائلة مما يجعل التنفس مؤلماً ويحدّ من دخول الأوكسجين. الالتهاب الرئوي هو مرض حاد يصيب الرئة نتيجة تعرضها لعامل خارجي ضار مثل فيروس، جرثومة، مواد كيميائية او غيرها... ورداً على دخول الجسم الغريب لجهاز التنفس يقوم جهاز المناعة بمهاجمته. هذه العملية تسبب الموت للخلايا في الرئة، وتسرّب السوائل لداخل الحويصلات الرئوية، وتجمّع المخاط في قنوات الهواء، الأمر الذي يحول دون وصول الأوكسجين الى الجزء المصاب من الرئة ويؤدي الى استبداله مع ثاني أوكسيد الكربون ولذلك يشعر المريض بضيق التنفس. والالتهاب قد يصيب جزءاً من الرئة او أجزاء عدة او الرئتين معاً. وفي غالبية الحالات الالتهاب يكون هذا بسيطاً ويتماثل المريض للشفاء بشكل كامل ان تناول العلاج المناسب، لكن قد يكون هذا المرض مميتاً خصوصاً عند المسنين.

ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، اذ يمثّل 15 بالمئة من الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة في العالم، ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم. وتنتقل العدوى من خلال السعال او العطس او حتى الكلام اذ ان ذلك سبب كاف لانتقال القطرات الصغيرة التي تحمل المرض الى شخص سليم، فهذه القطرات تحتوي على العصيات المسببة للمرض وبمجرد استنشاقها من الهواء المحيط تكون العدوى قد انتقلت اليه. ويحمل الكثيرون من الناس بكتيريا المرض في أجسامهم دون ان يُصابوا به، وذلك انه لا يظهر الا عندما يضعف جهاز المناعة، ولهذا فان الأطفال والرضع هم الأكثر عرضة للاصابة بالالتهاب الرئوي. ويعتبر النيكوتين الناتج عن السجائر جسماً غريباً يؤدي الى اضعاف جهاز المناعة عند الانسان وجعله أكثر عرضة للاصابة بالعدوى.

ولقد ذكرت التقارير الطبية الصادرة عن جامعة (جون هوبكنز) الأميركية ان الالتهاب الرئوي قد يقتل ما يقرب من 11 مليون طفل في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2030، كما ويفيد الباحثون بمعدلات عالية من الالتهابات الرئوية في المستقبل في ظل صيحات التحذير التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية. وتجدر الاشارة الى ان الالتهاب الرئوي يأتي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم، فهو يودي كل عام بحياة نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، مما يمثّل 20 بالمئة من الوفيات التي تسجّل في صفوف تلك الفئة في كل أنحاء العالم، ويسجّل على الصعيد العالمي وقوع نحو 155 مليون حالة من حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال، ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم. ويمكن للالتهاب الرئوي الذي يزول دون ملاحظة او دون علاج ان يسبب تلفاً بالرئة، ففي الرئتين العاديتين تتمدد الحويصلات الهوائية بالرئتين وتسترخي مع كل نفس، ويمكن للالتهاب المزمن الذي يصيب النسيج المبطن لكل حويصلة هوائية ان يؤدي الى تلف الحويصلات الهوائية بحيث تصبح أقل مرونة ومتيبسة مثل اسفنجة جافة، ويطلق على هذه الحالة التليف الرئوي وفي الحالات الشديدة يمكن للتليف الرئوي ان يسبب فشل القلب وفشل التنفس والوفاة.

 

الدكتورة غادة عيد وأسباب الاصابة بالالتهاب الرئوي

 

فما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بالالتهاب الرئوي؟ ومن هم الأكثر عرضة للاصابة بهذا المرض؟ وكيف يُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها (الأفكار) على الاختصاصية في الأمراض الصدرية والانعاش وأمراض الحساسية الدكتورة غادة عيد ونسألها:

ــ ما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بالالتهاب الرئوي؟ وماذا عن العوارض؟

- هناك عوامل او مسببات تؤدي للاصابة بالالتهاب الرئوي وهي الفيروسات والبكتيريا، فعادة في أواخر فصل الخريف وطوال فترة الشتاء، يكون الطقس عاملاً للاصابة بالالتهاب الرئوي. والالتهاب الرئوي قسمان: فالالتهابات عادة تحدث في الجهاز التنفسي الذي يدعى الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة والرئة)، وهناك الجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والرئتان). ان 80 بالمئة من نسبة حالات الالتهاب تبدأ بالجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة والرئة)، اذ يُصاب الشخص بالرشح، والاحتقان في الأنف، ويشعر المريض بألم في الحنجرة، وألم في جسمه، وألم في العضلات، كما يُصاب بارتفاع الحرارة. وان النسبة الأعلى للمسببات تعود للفيروسات من فئة (فيروس أدينو)، وهناك 50 نوعاً من فيروس (أدينو)، وهذه الفيروسات تتطلب العلاج، فاذا كان الشخص يشكو من السعال وارتفاع الحرارة فيُنصح بتناول الدواء والفيتامين (س). أما العوارض فهي: السعال، ارتفاع درجة الحرارة، ألم في الرأس، الاحتقان في الأنف، البلغم، ألم في العضلات والمفاصل. ويجب ان يدرك الناس ان السعال يكون جافاً من ثم يبدأ ظهور البلغم.

ــ وهــــــل يتجــــــاوب الميكـــــــروب مـــــع المضـــــادات الحيويــــــة التـــــــــي عــــــادة لا تنصحــــــــون بهــــــــــا؟

- لا ننصح المريض بتناول المضادات الحيوية، ففي هذه الحالة لا تنفعه لأنها تسبب له ردة فعل، اذ ان الميكروب لا يتجاوب مع المضادات الحيوية اذا تناولها المريض دون ان تكون هناك حاجة وضرورة لذلك. وعندما تظهر العوارض مثل الاحتقان في الأنف، والبلغم، والسعال، والشعور بالألم في الصدر، فعند ذلك لا تكون هناك حاجة ان يأخذ المضادات الحيوية. وننصح دائماً عند ظهور عوارض الرشح وارتفاع الحرارة والسعال بضرورة شرب السوائل لأن الجسم يُصاب بالجفاف أثناء الاصابة بالرشح والالتهاب، وبالتالي فان السوائل تساعد في ترطيب الجسم، وطبعاً يُستحسن شرب الماء لتخفيض الحرارة. ولكن اذا استمرت العوارض لأكثر من أربعة او خمسة أيام ولم تنخفض الحرارة، وتحول لون البلغم من أصفر الى أخضر، فعندئذ نسمي الحالة بالالتهاب الرئوي. وفي هذه الحالة لا بد للمريض ان يستشير طبيبه ليخضعه للفحص للتأكد ما اذا كان التهاباً في الرئة ام أنها مسألة التهاب في الشُعب الهوائية.

ــ نرى زيادة في حالات الاصابة بالالتهاب الرئوي في الآونة الأخيرة، فهل ان ارتفاع نسبة تلوث الهواء ومشكلة النفايات التي عانت منها البلاد من مسببات تزايد هذه النسبة؟

- طبعاً هناك عوامل ومسببات تؤدي للاصابة بالالتهاب الرئوي وهي الفيروسات والبكتيريا كما ذكرت في البداية، فعادة خلال الطقس البارد ونتيجة انخفاض الرطوبة تزيد نسبة اصابة الناس بالفيروسات، وهنا نتحدث بشكل خاص عن الرشح والالتهاب الرئوي خلال أواخر فصل الخريف وطوال فترة الشتاء، اذاً الطقس هو عامل للاصابة بالالتهاب الرئوي. ولكن لا نقدر ان نقول ان النفايات مسبب للاصابة بالالتهاب الرئوي، فالنفايات لا تسبب الالتهاب الرئوي، ولكن لا شك ان للنفايات تأثيراً سلبياً على صحة الانسان اذ تؤدي للاصابة بالكوليرا وغيرها...

 

مخاطر حرق النفايات

 

وعن مخاطر حرق النفايات تشرح:

- تجدر الاشارة انه عندما يتم حرق النفايات فالدخان الذي يتصاعد منها ويتنشقه الناس يسبب الالتهاب بالجهاز التنفسي ويؤدي للاصابة بالتهابات مزمنة، لاسيما اذا كان الشخص مصاباً بالربو او يعاني من ضيق في التنفس اذ في هذه الحالة سيتأثر سلباً من الدخان المتصاعد من النفايات التي يتم حرقها الى ما هنالك... فان حرق النفايات يؤدي الى انبعاث مادة <ديوكساين> والتي تعلق بالأشجار والنباتات والعشب، وبالتالي عندما يأكل الحيوان من تلك الأعشاب ومن ثم يتناول الانسان لحم الحيوان الذي قد تناول من تلك النباتات او الأشجار التي تعرضت لمادة <ديوكساين> فعندئذٍ سيُصاب على المدى الطويل بمشاكل صحية وتحديداً بمشاكل في الجهاز الهضمي، لأن هذا الجهاز يتأثر سلباً بالأطعمة التي نتناولها وما اذا كانت سليمة ام لا، وطبعاً لا يمكن ان نتجاهل احتمال الاصابة بمرض السرطان على المدى الطويل أيضاً، وبالتالي كما يتأثر الجهاز الهضمي بسبب الطعام الذي نتناوله هكذا يتأثر الجهاز التنفسي عندما يتنشق الانسان هواءً ملوثاً بالمواد السامة وما شابه، ولا يمكن ان ننسى الدخان الأسود المتصاعد من المعامل والمصانع وانبعاثات السيارات وغيرها، فكل هذه الأمور تؤثر على صحة الانسان وتسبب له مشاكل صحية ولكن لا تسبب الالتهاب الرئوي لأنه كما قلنا ان الفيروسات والمكيروبات هي التي تتسبب بالالتهاب الرئوي، واذا كان لدى الشخص استعداد للاصابة بالتهاب الرئة فهو سيتأثر بالعوامل التي ذكرتها الآن.

أهمية التشخيص

ــ وكيف يتم التشخيص؟

- يتم التشخيص عبر الفحص السريري للمريض، لأن الفحص العيادي يساعد على تشخيص الحالة. وأيضاً تساعد السمّاعة على كشف الحالة، لكي نعرف ما اذا كان الشخص مصاباً بالتهاب الرئة ام البرونشيت فقط. ومن خلال استعمال السمّاعة نقدر ان نعرف ما اذا كان المريض يحتاج لاجراء فحص الأشعة. واذا استمر المريض بالسعال لأربعة او خمسة أيام، واستمرت الحرارة مرتفعة، عندئذٍ ندرك ان الشخص مصاب بالتهاب الرئة، وبالتالي يجب اخضاع المريض لفحص الصورة وفحص الدم للكشف عن الحالة ما اذا كانت اصابة بفيروس او بكتيريا، كما يساعد فحص الدم على معرفة ما اذا كان هناك التهاب إذ نأخذ عينة من الدم لكشف البكتيريا، وننصح المريض بتناول المضادات الحيوية وشرب السوائل من أجل تخفيض الحرارة.

وأضافت:

- لكن ننتظر عملية الزرع فاذا كان غير مطابق نقوم بدراسة الجرثومة وعندئذ تكون المضادات الحيوية فاعلة. وعندما يصف الطبيب للمريض ان يتناول المضادات الحيوية فعليه ان يكمل تناول أقراص العلبة، وألا يتوقف عن تناولها بمجرد انه شعر بالتحسن، اذ ان البعض يأخذ المضادات الحيوية ليوم او يومين ويتوقف عن تناولها من تلقاء نفسه لمجرد انه يشعر ببعض التحسن، وهذا ما نواجهه كثيراً في الحالات التي نعاينها. وهناك أمر مهم يجب التنبه له وهو ان المريض يجب الا يتناول اي مضاد حيوي بناء على نصيحة أحد سواء من اقاربه او اصدقائه او جيرانه وما شابه، لأن هناك أمراً مهماً يجب ان يُؤخذ بعين الاعتبار الا وهو مشكلة الحساسية، لأن هناك نوعاً من المضادات الحيوية يسبب الحساسية للمريض وقد يضّر به كثيراً وقد يتسبب بوفاته لاسيما اذا كانت لدى المريض حساسية شديدة تجاه نوع معين من المضادات الحيوية.

الارشادات الصحية

ــ وماذا عن النصائح والارشادات الصحية؟

- أولاً الوقاية مهمة جداً ليس بما يتعلق بالتهاب الرئة بل بكل الأمراض والمشاكل الصحية التي يتعرض لها الانسان، فعندما يتقيد الشخص بالنصائح والارشادات الصحية يكون بحالة أفضل، ويجنّب نفسه الاصابة بالأمراض. وبدورنا ننصح الأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً بالوقاية دائماً لأنهم أكثر عرضة للاصابة بالمرض، وكذلك الأطفال ما دون الخامسة من عمرهم، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وعلى الأمهات التنبه لأمر أنه عندما يرسلن أطفالهن الى دور الحضانة يجب ان يتنبهن ما اذا كان أحد الأطفال مصاباً بالرشح اذ في هذه الحالة تنتقل العدوى للأطفال الآخرين عبر لمس أغراض الطفل المصاب بالرشح وأيضاً من خلال الرذاذ. وهذا الأمر ينطبق على الكبار فعندما يستعمل الكبار أغراض شخص مصاب بالالتهاب الرئوي او الرشح تنتقل العدوى اليهم، لهذا من الضروري غسل اليدين لأنها من أفضل الطرق الوقائية لمنع التقاط العدوى والجراثيم والفيروسات.

وأنهت الدكتورة عيد حديثها قائلة:

- ننصح دائماً بأن يغسل الشخص يديه بعدما يعطس لكي لا تنتقل العدوى الى الأشخاص الآخرين المحيطين به من خلال استعمال أغراض الآخرين او العكس، كما يجب ان يغسل الأطفال أيديهم بعد اللعب واستعمال الألعاب وغيرها... وبالنسبة لفترة الشتاء فعندما يقضي الناس أوقاتاً طويلة داخل البيوت حيث تكون النوافذ مغلقة، تنتقل العدوى بشكل أسرع بينهم، ولهذا يجب ان يقوم الناس بتهوئة منازلهم خلال فصل الشتاء لكي يدخل الهواء وأشعة الشمس الى المنزل. إذاً الوقاية أمر مهم، والأشخاص الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفاً او المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري والربو وأيضاً الأطفال ما دون الخامسة من عمرهم والمسنون يجب ان يأخذوا اللقاح اذ يحميهم ولو بنسبة معينة.