تفاصيل الخبر

الاهتمام الدولي بالاستحقاق الرئاسي يتراجع تدريجياً مع عودة الحديث عن ”السلة“ قبل انتخاب الرئيس!

22/04/2016
الاهتمام الدولي بالاستحقاق الرئاسي يتراجع تدريجياً  مع عودة الحديث عن ”السلة“ قبل انتخاب الرئيس!

الاهتمام الدولي بالاستحقاق الرئاسي يتراجع تدريجياً مع عودة الحديث عن ”السلة“ قبل انتخاب الرئيس!

 

bogdanov لم يكن غياب النصاب القانوني عن الجلسة الانتخابية الـ38 بداية الاسبوع مفاجأة لأحد لأن مصير هذه الجلسة كان مثل مصير شقيقاتها الجلسات السابقة، وصحّ بذلك ما قاله عضو هيئة مكتب مجلس النواب النائب أنطوان زهرا للرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> عندما سأله عن مصير الجلسة الانتخابية إذ قال زهرا: <Comme D’habitude> (مثل العادة)، والمقصود طبعاً من الجواب هو أن الجلسة سوف تتأجل لعدم اكتمال النصاب المحدّد بغالبية الثلثين. وإذا كانت هذه النتيجة لم تفاجئ أحداً، إلا أن ما أقلق الكثيرين هو الحديث المتنامي في الأندية السياسية والديبلوماسية، وفي القمم والاجتماعات التي تُعقد في الخارج، عن ان الاستحقاق الرئاسي سوف <يصيّف> سنة ثالثة بعد أن يطفئ الشغور الرئاسي شمعته الثانية في 25 أيار/ مايو المقبل، ويضيء شمعة ثالثة!

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر نيابي بارز أن التفاؤل الذي كان يبديه الرئيس نبيه بري في كل مرة عن <قرب> إنجاز الاستحقاق، تراجع بنسبة كبيرة، ما دفع برئيس مجلس النواب بعد محطتي بروكسل والقاهرة، الى إسقاط عبارات التفاؤل التي كان يحمّلها لتصريحاته، وإحلال عبارات <الحذر والخشية> من دون أن يدخل في تفاصيل ذلك ولا يلقي أضواء عليها... حتى أن الذين كانوا يتحدثون عن <ربيع زاهر> قريبة> وربما قد نصل الى <كوانين> من دون أن ينتهي الشغور في قصر بعبدا!

 

بري وأسباب التأجيل

وفيما يعتصم الرئيس بري بالصمت في حديثه عن أسباب تراجع منسوب التفاؤل لديه وتقدّم التشاؤم، فإن مراجع نيابية تحدّثت عن وجود عوامل خارجية وداخلية أسهمت وتساهم في <تأجيل> إتمام الاستحقاق الرئاسي، وإن كانت هذه المراجع تعتبر أن الأسباب الداخلية أكبر من الأسباب الخارجية لأن إمكانية التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل الأقطاب السياسيين لا تزال بعيدة المدى، لأن التجاذبات السياسية والخلافات الشخصية فعلت فعلها وجعلت التباعد سيد الموقف مع انعدام إمكانية العودة عن هذه التشنجات دفعة واحدة، مما سيُبقي هذا الملف مطوياً للسنة الثانية على التوالي. وتندرج في هذا السياق التصريحات التي تصدر من هذا الفريق أو ذاك بما يؤكد أن إمكانية الاتفاق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة مسألة صعبة في المدى القريب، وإن كانت تصريحات رؤساء الدول وكبار المسؤولين الدوليين (وآخرهم كان الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند>) تحض اللبنانيين على انتخاب رئيس لهم لأن ذلك يجسد الإرادة الحرة التي يتوق إليها اللبنانيون.

أما الأسباب الخارجية - تضيف الأوساط نفسها - فيمكن تلخيصها بعبارة واحدة: <لامبالاة رئاسية>، في مقابل اهتمام الحد الأقصى بالأمن والاستقرار المالي والاقتصادي، ولم يعد سراً أن سفراء الدول الكبرى باتوا يركزون اهتمامهم على إجراء الانتخابات البلدية ويحثون الأطراف المعنيين بها على عدم تأجيلها تحت أي ظرف كان، مع <طمأنة> الجميع بأن لا خوف على الاستقرار الأمني. وفي هذا الإطار، أكد سفير دولة كبرى لـ<الأفكار> أن اهتمام بلاده بالجيش اللبناني وتزويده بالعتاد والذخائر الصاروخية كلما اقتضت الحاجة حقيقة مستمرة ولا مجال للتراجع فيها، لاسيما وأن الجيش يقاوم بـ<اللحم الحيّ> ولا بدّ من حمايته ومنع المسلحين من التقدّم في اتجاهه أو اتجاه القرى البقاعية المتاخمة للحدود الشرقية. ويضيف السفير نفسه أن المعطيات التي جمعها من المرشحين البارزين الاثنين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية تؤكد أن لا يمكن لأحدهما أن يتنازل للآخر، ما يؤكد استمرار الدوران في حلقة مفرغة. علماً أن كل الإشارات التي وردت عن إمكانية حصول <تسوية> سعودية - إيرانية يتمّ التحضير لها فرنسياً وأوروبياً، لا تتوافر لها بعد معايير الدقة المطلوبة. ويتوقع السفير أن يبقى النائب فرنجية <ملتزماً> قراره بالترشيح من دون أن ينزل الى ساحة النجمة مراعاة لرغبة حليفه حزب الله، في مقابل بقاء العماد عون ونواب تكتله على موقفهم لجهة عدم النزول الى مجلس النواب ما لم يكن الأمر لانتخاب <الجنرال> رئيساً للجمهورية.

 

لقاء <بوغدانوف> - 

عبد اللهيان

وفيما لا يظهر من تحرّكات السفير الأميركي في بيروت <ريتشارد جونز> أي مؤشر عن اهتمام أميركي مباشر بالاستحقاق الرئاسي، فإن المعلومات الآتية من موسكو تحدّثت عن زيارة قام بها لطهران نائب وزير الخارجية الروسية <ميخائيل بوغدانوف> بتكليف من الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين>، التقى خلالها نائب وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، سمع خلالها الموفد الروسي استعداداً إيرانياً لتسهيل انتخاب الرئيس شرط أن تجمع القيادات اللبنانية على دور طهران وترحّب به، وألا تكون أي تسوية على حساب حزب الله أو من دون موافقة قيادته. إلا أن ما لفت المسؤول الروسي قول نظيره الإيراني: <هل المطلوب من حزب الله وحده أن يسهّل انتخاب الرئيس، وكأنه هو الذي يمنع الانتخاب؟ في وقت تُشن عليه الحروب من كل حدبٍ وصوب، ويتعرّض مؤيدوه لمضايقات في عدد من الدول العربية، ولاسيما منها دول الخليج تحت حجة أنه إرهابي!>.

في غضون ذلك، وفي موقف متناغم مع الدعوات الى <محاصرة> حزب الله ومحاورته في آن، اندرج الاتهام الذي وجهه الرئيس سعد الحريري للحزب بأنه لا يريد انتخابات رئاسية حالياً وأنه لا يزال مستمراً في التعطيل، خصوصاً أن رئيس تيار <المستقبل> طلب إدراج سلاح حزب الله في <السلة> التي طالب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله باعتمادها في البحث عن حل للأزمة الراهنة. وقد أعاد موقف الحريري الى الأذهان ما سبق أن وضعه جانباً لدى مشاركته في حكومة الرئيس تمام سلام معتبراً أن موضوع السلاح هو موضوع <ربط نزاع> مع الحزب، وفي حال أصرّ على البحث فيه ضمن <السلة>، فهذا يعني في رأي المراقبين، أن مـــــلف الرئــــــاسة سيبقــــى بري-الحريريمفتوحاً لأن فرضيـــــة الإســـــراع في الاتفـــــاق عــــلى <السلـــــة> ليست بالضـــــرورة صحيحة...

 

<السلــــة> تــــؤجل

 الاستحقاق!

وتعتقد مصادر سياسية متابعة أن عودة الحديث عن <السلة> كشرط للاتفاق على الرئيس العتيد بعدما كان السيد نصر الله قد علّق المطالبة بها في حال انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، تعني عملياً أن حظوظ <الجنرال> بالوصول الى قصر بعبدا بدأت تتراجع نسبياً وبات من المطلوب التفاهم على الإصلاحات التي تشير إليها <السلة> دفعة واحدة قبل الشروع بانتخاب الرئيس أو الاتفاق على اسمه في الحـــــد الأدنى. وتعــــود شخصيـــــة قياديـــــة بالــــــذاكرة الى مــــــا دار في جلسة الحــــوار الموســــــع الماضيـــــة بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والرئيس فؤاد السنيورة في حوار غير مباشر بينهما عندما طرح السنيورة خيار اعتماد نصاب الاكثرية بدلاً من الثلثين بهدف الإسراع في انتخاب الرئيس، فردّ رعد عليه قائلاً: <هــــل تريــــــدون الإتيــــــان بـــــرئيس للجمهوريـــــة يمضي سنوات ولايتــــه وهو في حوار مع القيادات السياسية عــــن الإصلاحـــــات المطلوبــــة ولـــو كانت تحت سقف <اتفـــــاق الطائف>؟>. وقـــد فســـّرت الشخصية القياديــــة كــــلام رعـــــد بــــــأن الاتفــــاق علـــــى <السلــــة> بـــــات يسبق الاتفاق على الرئيس!