تفاصيل الخبر

الاحتجاجات تجتاح 20 ولاية في الولايات المتحدة الاميركية رغم حظر التجول وسط فوضى عارمة وعمليات نهب

03/06/2020
الاحتجاجات تجتاح 20 ولاية في الولايات المتحدة الاميركية رغم حظر التجول وسط فوضى عارمة وعمليات نهب

الاحتجاجات تجتاح 20 ولاية في الولايات المتحدة الاميركية رغم حظر التجول وسط فوضى عارمة وعمليات نهب

 

[caption id="attachment_78525" align="alignleft" width="375"] المحتجون في مواجهة البيت الابيض[/caption]

 سقطت الولايات المتحدة الاميركية في إمتحانها الأمني وتحولت ولاياتها ومدنها الى بؤرة توتر تحمل الطابع العرقي والعنصري بين السكان البيض والسود، والانقسام السياسي الحاد ايضاً بين حزبيها الرئيسيين الجمهوري والديموقراطي قبيل المعركة الرئاسية في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد حادثة مدينة منيابوليس في ولاية مينيسوتا يوم الاثنين ما قبل الماضي والتي قتل خلالها مواطن اسود يدعى "جورج فلويد" (46 عاماً) على يد ضابط شرطة أبيض يدعى "ديريك شوفين"، أثناء اعتقاله بزعم استخدام ورقة مزورة بقيمة 20 دولار في متجر، حيث فجّرت لقطات فيديو للحادث التظاهرات والمواجهات الصاخبة والدامية في اكثر من 20 ولاية و40 مدينة، لاسيما وأن هذه اللقطات المصورة كانت صادمة وتظهر ضابط الشرطة يقوم بتثبيت   "فلويد" على الأرض ويضغط بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق تقريباً، والأخير يستنجد ويقول بصوت منخفض: "لا أستطيع التنفس".

احتجاجات أمام البيت الابيض و"ترامب" الى الغرفة السرية 

 فقد فجّرت هذه الحادثة حالة من الغضب الشعبي العارم وتسببت بتظاهرات متنقلة في عشرات المدن ما دفع السلطات لفرض حظر التجول في سابقة لم تشهدها البلاد منذ عام 1968 في أعقاب اغتيال الناشط الاسود "مارتن لوثر كينج الابن"، والذي حدث أيضاً خلال حملة انتخابات رئاسية ووسط اضطرابات التظاهرات المناهضة للحرب، في وقت بدت الادارة الاميركية عاجزة أمام حركة الاحتجاج التي جنحت نحو العنف  واتخذت طابعاً أمنياً خطيراً بنشر الفوضى ونهب وإحراق المحال والاماكن التجارية والسيارات في الشوارع ما تسبب بإندلاع حرائق وسقوط قتلى وجرحى بعد الاشتباك مع الشرطة وجنود الحرس الوطني الذين زجّ بهم الرئيس "دونالد ترامب" ووصلت  شرارة الاحتجاجات الى البيت الابيض الذي تم فرض طوق أمني حوله من قوات الشرطة المحلية والفدرالية، وردد المحتجون شعارات مثل "ارفع يديك – لا تطلق النار"، وأخرى تشمل شتائم وتنتقد فرض نظام حظر التجوال، بالإضافة إلى دعوات تطالب برحيل الرئيس "دونالد ترامب"، الذي اضطر للنزول الى الغرفة السرية تحت الارض، داعياً من هناك إلى مزيد من القوة والنظام بمواجهة المتظاهرين، مندداً بقتل "فلويد"، واعداً بالعدالة، لكنه في المقابل وصف المتظاهرين بأنه

[caption id="attachment_78522" align="alignleft" width="375"] أعمال شغب وحرق[/caption]

م "بلطجية"، ورعاع وفشلة وقال في تغريدات على "تويتر": تعاملوا بصرامة يا رؤساء البلديات وحكام الولايات الديموقراطيين. هؤلاء الأشخاص فوضويون. استدعوا الحرس الوطني الآن.

 كما اتهم "ترامب" مراراً "اليساريين المتطرفين" بالوقوف وراء أعمال الشغب، فيما أعلن أن الولايات المتحدة ستصنف حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية والتي يشارك أنصارها في الاحتجاجات، تنظيماً إرهابياً، مهدداً باستخدام القوة

العسكرية غير المحدودة حال مواصلة الاضطرابات.

 وتابع "ترامب": لو تمكنوا من دخول البيت الابيض، لكانت سترحب بهم هناك الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعباً، ولكان هؤلاء الناس سيصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرف، معرباً عن إعجابه بأفراد الخدمة السرية، ونقل عن أحدهم قوله إن عناصر شابة كانوا متمركزين في الخط الأمامي لأنهم يحبون ذلك وهذه هي تجربة جيدة.

 وشن "ترامب" هجوماً حاداً على عمدة واشنطن "موريل باوزر"، قائلاً إنها تبحث دائما عن الأموال والمساعدة، لكنها لم تسمح لشرطة المدينة

[caption id="attachment_78523" align="alignleft" width="270"] الضابط القاتل "ديريك تشوفين"[/caption]

بالتدخل بدعوى أن هذه ليست مهمتهم.

 واحتشدت مجموعات من المحتجين أمام مقر الكونغرس في الكابيتول وسط حضور مكثف لقوات الأمن والحرس الوطني، وتجمعوا أمام نصب "أبراهام لينكولن" الرئيس الأميركي في وقت الحرب الأهلية الذي أنهى العبودية في الولايات المتحدة.

 وفي الساحل الغربي، وقعت اشتباكات في بورتلاند بولاية أوريجون، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية حرائق صغيرة مستعرة فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أطلقوا ألعاباً نارية. كما تعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية. وباتجاه الجنوب في ضاحية "لونغ بيتش" في لوس أنجيلوس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء.

 واندلعت احتجاجات كذلك في شيكاغو وسياتل وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس، حيث أظهر تسجيل مصور مثيري الشغب وهم يضربون صاحب متجر كان يلاحقهم بسكين كبيرة. وقالت الشرطة إن حالته مستقرة.

 وعلى الرغم من فرض السلطات حظر التجول في الكثير من المدن الكبرى، تجددت الاحتجاجات الواسعة ضد العنصرية وعنف الشرطة في الايام القليلة الماضية، وخرجت تظاهرات حاشدة في مدينة شيكاغو بمشاركة آلاف

[caption id="attachment_78526" align="alignleft" width="444"] المحتجون يطالبون بالعدالة[/caption]

الأشخاص، مطالبين بإصلاحات في أجهزة الشرطة.

 وفي أتلانتا وميامي أحرقت آليات لدوريات للشرطة. أما في لوس أنجيلوس، فجُرح خمسة شرطيين واعتقل مئات الأشخاص في تظاهرة سلمية شهدت أعمال عنف من إحراق متاجر وعمليات نهب طالت خصوصاً، المحلات الفاخرة في حي بيفرلي هيلز.

 وفي مدينة أورلاندو خرج 2000 شخص، حسب بيان للشرطة المحلية، في تظاهرة بدأت مسيرتها من مبنى العمدة وتوجهت نحو المقر الأساسي للشرطة.

 وفي نيويورك أعلنت الشرطة المحلية عن إغلاق الشوارع وسط منطقة مانهاتن أمام حركة السيارات استعداداً ليوم جديد من الاضطرابات بعد أن تم اعتقال نحو 700 شخص في تظاهرات ليلية.

 وقتل جراء المواجهات بين الطرفين، حسب معطيات المسؤولين الأميركيين ووسائل الإعلام، 10 أشخاص على الأقل بين صفوف المحتجين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 5000 متظاهر، بينما تحدثت الشرطة عن إصابة العشرات من عناصرها.

 وأشركت سلطات 29 ولاية أميركية حتى الآن نحو 20 ألف رجل أمن من قوات الحرس الوطني، وذلك في الوقت الذي يصر فيه "ترامب" على حل عسكري لقضية الاضطرابات مع تدخل مزيد من القوات، الأمر الذي يرفضه كثير من رؤساء البلديات والحكام خاصة من الديمقراطيين.

موت" فلويد" إختناقاً بعد تشريح جثته 

[caption id="attachment_78524" align="alignleft" width="417"] القتيل جورج فلويد[/caption]

 الى ذلك أعلن محامي عائلة " فلويد"، أنّ فريق أطباء شرعيين كلّفتهم عائلة الراحل تشريح جثّته خلص إلى أنّ وفاته لم تنجم عن مشاكل في القلب، كما أورد تقرير رسمي، بل توفي اختناقاً من جراء تعرّضه إلى ضغط قوي ومطوّل، بعدما ذكر تقرير الطب الشرعي الأولي بأن " فلويد" ربما يكون قد توفي نتيجة مشاكل صحية وتناول الكحول، وليس نتيجة الاختناق الناجم عن قيام شرطي بالضغط على عنقه أثناء اعتقاله.

 وطالبت "روكسي واشنطن" والدة ابنة "فلويد" بالعدالة، مشددة على أنه كان رجلاً صالحاً، وقالت بينما كانت تتشبث بها "جيانا" ابنتها البالغة من العمر ست سنوات، إنها تريد من الضباط الأربعة المتورطين في وفاته دفع ثمن القتل الذي أثار احتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم.

 فيما وقال المدّعي "مايك فريمان" إن " شوفين" وُجّهت إليه تهمة القتل غير المتعمّد من قبل مكتب مدّعي منطقة، اعتبرت عائلة "فلويد" أن هذا الإجراء جاء متأخراً وغير كاف، موضحة في بيان إنها تريد أن يتم توجيه "تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار" لذلك الشرطي، وقالت: نريد أن نرى اعتقال عناصر الشرطة الآخرين المتورطين في القضية.

 وفي سياق آخر تقدمت "كيلي تشوفين"، زوجة  الضابط "ديريك تشوفين"،  بطلب الطلاق، وقدمت التعازي لأسرة القتيل، وقال مكتب "سيكولا" للمحاماة في مينيابوليس،   إن "كيلي" شعرت بصدمة كبيرة جراء وفاة "فلويد"، وهي تعرب عن تعاطفها مع عائلته وأولئك الذين صدموا بفاجعة موته المأساوية.

 كما أصدرت رئيسة مجلس النواب الأميركي "نانسي بيلوسي" وزعيم الديموقراطيين "تشاك شومر"، بياناً مشتركاً قالا فيه إن الأميركيين يحتجون من أجل وضع حد للظلم والوحشية، واعتبرا أنه في الوقت الذي تنشد فيه بلادنا الوحدة فإن الرئيس "ترامب" يمزقها، وشددا على أنه في هذا الوقت العصيب تحتاج الولايات المتحدة إلى قيادة حقيقية، وأكدا أن "ترامب" يواصل إشعال فتيل الفتنة والتعصب الأعمى والعنف، وهو أمر جبان وضعيف وخطير.

 وزار المرشح الديموقراطي للرئاسة "جو بايدن" موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة تتألم. وكتب في تويتر : نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا، بعدنا سبق أن دان العنف في الاحتجاجات، مشدداً في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر. وقال في بيان إن  الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أميركي خالص، لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على إحراق مدن وتدمير

[caption id="attachment_78527" align="alignleft" width="398"] تظاهرة أخرى تحتج على مقتل "فلويد"[/caption]

مبانٍ، مؤكداً أن العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطاول الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك.

 ودعا الرئيس السابق "باراك أوباما" في بيان المتظاهرين إلى توجيه غضبنا المبرر إلى عمل سلمي ومستدام وفعال، وقال إنه يتعين على المواطنين أن يرفعوا الوعي بشأن الظلم، ويقومون بترجمة هذا الوعي إلى زيادة الإقبال في الانتخابات وانتخاب مسؤولين حكوميين يستجيبوا لمطالبنا، معترفاً ان التظاهرات جاءت رداً على قضايا عالقة منذ فترة طويلة لم يتم حلها من جانب المسؤولين الذين تم انتخابهم، مديناً في الوقت نفسه أعمال العنف والنهب، موضحاً ان موجات الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد تعبر عن إحباط حقيقي وشرعي إزاء الفشل المستمر على مدى عقود، لإصلاح ممارسات الشرطة ونظام العدالة الجنائية الأوسع في الولايات المتحدة، وقال: يجب علينا أن نتحرك لزيادة الوعي وعلينا أن ننظم أنفسنا وندلي بأصواتنا للتأكد من أننا ننتخب مرشحين يعملون على الإصلاح.

 كما اعتبر الرئيس الجمهوري الاسبق "جورج بوش الابن" أن هذه المأساة، وهي جزء من سلسلة طويلة من المآسي المماثلة، تثير سؤالاً لا مفرّ منه: كيف يمكننا وضع حدّ للعنصرية النظامية في مجتمعنا ؟ مشدداً على انه حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية .

 وشدد "بوش" على ضرورة الاستماع إلى أصوات أولئك الذين يعانون، وقال: أولئك الذين يحاولون إسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أميركا، داعياً الجميع إلى إظهار  التعاطف، مؤكداً أن أبطال أميركا – من "فريدريك دوغلاس" إلى "هارييت توبمان" أو "أبراهام لنكولن" أو "مارتن لوثر كينغ جونيور" - هم أبطال وحدة.

  وعبر الاتحاد الأوروبي عن صدمته لوفاة "فلويد"، مبدياً أسفه  للاستخدام المفرط للقوة من جانب رجال الشرطة، كما قال وزير خارجية الاتحاد "جوزيب بوريل": هنا في أوروبا، على غرار شعب الولايات المتحدة، نحن مصدومون إزاء وفاة "جورج فلويد". أعتقد أن كل المجتمعات يجب أن تبقى متيقظة أمام الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

 وكان تنديد أممي قد صدر تجاه الإساءات العنصرية واستخدام الشرطة للقوة المفرطة في تظاهرات الولايات المتحدة، إذ صرح "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للمنظمة "أنطونيو غوتيريش"، يحض

[caption id="attachment_78521" align="alignleft" width="375"] "دونالد ترامب" الى الغرفة السرية[/caption]

الأميركيين على الاحتجاج بشكل سلمي على الإساءات العنصرية، كما دعا الزعماء الأميركيين والسلطات للإنصات لهم والتحلي بضبط النفس.

 وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "ميشال باشليه" إن تأثير فيروس "كورونا المستجد" الذي بدا أكبر على الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، والتظاهرات التي خرجت إثر مقتل "جورج فلويد"، أمور تكشف تمييزاً مزمناً ينبغي معالجته.

 وحثت "منظمة العفو الدولية" السلطات الاميركية على الكف عن استخدام  العنف المفرط  ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي تعم الولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها.

 في غضون ذلك يرى محللون ان هذه الحادثة وما تلاها من احتجاجات ستكون مادة انتخابية قبيل الانتخابات الرئاسية في الاسبوع الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث يرون ان الناخبين السود سيتحركون بكثافة  لترجيح كفة المرشح الديموقراطي "جو بايدن" ضد منافسه الرئيس "ترامب" ، خاصة وأن الحادثة تحولت الى قضية سياسية عمقت التباين بين البيض والسود وبين الجمهوريين والديموقراطيين، الا ان "ترامب" في المقابل قد يكسب اصوات البيض في حمأة الخلاف العرقي، خاصة وأنه سبق أن فاز بأصوات البيض عام 2016 ، حيث يكشف مدير مركز دراسة التنوع والديمقراطية في جامعة  نورث وسترن "ألفين تيليري"، ان "ترمب" فاز عام 2016 من خلال تغيير أصوات الناخبين البيض في 200 مقاطعة انتخابية داخل المناطق الحضرية والتي صوتت لصالح "أوباما" في عامي 2008 و2012، ويقول إنه على الرغم من أن هؤلاء الناخبين يظهرون استياءً عنصرياً أقل من المتشددين البيض من أنصار "ترامب" في الولايات الجنوبية، إلا أنه لا يزال جزءاً من تكوينهم الأيديولوجي، كما أن هؤلاء الناخبين أقل احتمالاً من أن يعتبروا الشرطة مخطئةً في استخدامها العنف المفرط. ومع ذلك يظل هناك خطر كبير يتمثل في اتهام "ترامب" بالترويج للفوضى، ما قد يقوض دعوته لترسيخ النظام والقانون في المجتمع الأميركي، في وقت يتعهد فيه خصمه "بايدن" باستعادة الشعور بالهدوء بين عناصر الأمة الأميركية، الأمر الذي يمكن أن يضر بالرئيس من خلال إظهاره على أنه يثير أزمة وطنية أخرى في خضم جائحة أدت إلى وفاة أكثر من مئة ألف شخص ودفعت بـ 40 مليون شخص إلى الالتحاق بقوائم العاطلين من العمل.

 ومنح آخر استطلاع للرأي" بايدن"  81 في المئة من أصوات الأميركيين الأفارقة، لكن مع ذلك يبدي الحرص للحفاظ على أصوات البيض المعتدلين،الا انه في المقابل يرى البعض ان ما حصل سيقضي على آمال "ترامب" في تجديد ولايته الرئاسيّة.

من هي "أنتيفا" الحركة التي تشعل التظاهرات وتناهض الفاشية؟

[caption id="attachment_78520" align="alignleft" width="346"] "جو بايدن" يتقدم رئاسياً[/caption]

دفعت التظاهرات الغاضبة في أنحاء الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة باسم قد لا يبدو مألوفاً للكثيرين هو "أنتيفا" إلى صدارة التقارير الإخبارية ونشرات ووسائل العالم، حيث اعلن الرئيس "ترامب" أن إدارته ستصنف هذه الحركة كمنظمة ارهابية.

 و"أنتيفا" كلمة ترمز إلى مبدأ مناهضة الفاشية، وتهدف إلى مناهضة العنصرية والرأسمالية والتمييز، وتميل في أسلوبها إلى العنف خلال الاحتجاجات.

 وتعد "انتيفا" حركة سرية، لا توجد لها إدارة مركزية معروفة، ولا أعضاء مسجلون، ويتميز أنصارها بلبس اللون الأسود وبإخفاء وجوههم والظهور في الأحداث كملثمين.

 ورغم أن حركة "أنتيفا" ظهرت في انتخاب الرئيس "ترامب " عام 2016، فإن جذورها تعود إلى سنوات بعيدة، وترجعها الدراسات السياسية تحديداً إلى الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى. وقد ظهرت الحركة لأول مرة في إيطاليا لمناهضة الفاشية هناك في بداياتها عام 1919 زمن الدكتاتور "بينيتو موسوليني"، والتي ترافقت مع تصاعد قمع الجمعيات الاشتراكية والعمالية في البلاد آنذاك.

 وكان العديد من الزعماء المناهضين للفاشية في الولايات المتحدة من النقابيين، والاشتراكيين المهاجرين من إيطاليا، من ذوي الخبرة في تنظيم العمل والنضال القتالي.

 ومن الناحية الإيديولوجية، تعتبر حركة "أنتيفا" نفسها خليفة للنشطاء المناهضين للنازية في القرن العشرين، وقد عادت تلك الحركات إلى الظهور في سبعينيات القرن ذاته من أجل معارضة "سيادة البيض" وحركة حليقي الرؤوس، ثم انتشرت في نهاية المطاف بالولايات المتحدة.

 وتعرضت أعمال" أنتيفا " العنيفة لانتقادات عدة من المشرعين والمعلقين السياسيين، وسبق أن دانت "نانسي بيلوسي"، رئيسة مجلس النواب الأميركي، العنف الذي مارسه نشطاء "أنتيفا"، بينما تعددت الدعوات إلى تصنيفها منظمة إرهابية، وقد وصفها المفكر الشهير "نعوم تشومسكي" بالهدية الثمينة لليمين، على أساس أنشطتها المتطرفة التي تنفر وتخيف الناس من الحركات الاشتراكية واليسارية.