تفاصيل الخبر

الاحتفـــال بـ”بيــــريت“ أقــدم كتــاب مطـبــوع عـن بيــروت بـاللاتـيـنـيــــة عـــام 1662 للألـمـانـــي ”يـوهـــان سـتـــراوخ“!

25/01/2019
الاحتفـــال بـ”بيــــريت“ أقــدم كتــاب مطـبــوع عـن بيــروت بـاللاتـيـنـيــــة عـــام 1662 للألـمـانـــي ”يـوهـــان سـتـــراوخ“!

الاحتفـــال بـ”بيــــريت“ أقــدم كتــاب مطـبــوع عـن بيــروت بـاللاتـيـنـيــــة عـــام 1662 للألـمـانـــي ”يـوهـــان سـتـــراوخ“!

 

بقلم وردية بطرس

ضمن سلسلة المنشورات التي يصدرها دورياً <مركز التراث اللبناني> في الجامعة اللبنانية الأميركية، احتفل المركز باصدار كتاب <بيريت>... أقدم كتاب مطبوع عن حضارة بيروت والذي نشره المستشار القانوني <يوهان ستراوخ> باللاتينية القديمة سنة 1662، وصدر اليوم باللغات الأربع اللاتينية والفرنسية والانكليزية والعربية في مجلد واحد.

وكانت لرئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا كلمة خلال الاحتفال باصدار الكتاب جاء فيها:

- انها <بيريت> اول مدرسة حقوق في العالم، أم الشرائع، بوصلة التاريخ وقلب الحضارة، الحاضرة الساحرة التي طالما ألهمت العقول والأفئدة عبر التاريخ. هي بيروتُنا التي بها نعتز، تستضيف بين حناياها أرقى الجامعات وأهم المدارس، وتفخر الجامعة اللبنانية الأميركية بانتمائها الى عاصمة الانسان، هي التي نشأت فيها سنة 1835. تحتفل جامعتنا اليوم من خلال <مركز التراث اللبناني> باعادة احياء هذا المجلد التليد في كتاب صدر سنة 1662، وله قيمة رمزية ومعنوية تاريخية كبيرة عن بيروت، فهو أول كتاب مطبوع عن عاصمتنا، صادر باللاتينية عنها، أبصر النور في المانيا وله قيمة علمية عالية، مؤلفه رئيس جامعة ملأت الدنيا في حينه معرفة واطلاعاً، هو <يوهان ستراوخ> رئيس جامعة <سالانا>.

وختم قائلاً:

- ان هنري زغيب مدير <مركز التراث اللبناني> في جامعتنا ينفض اليوم الغبار عن قرابة ثلاثة قرون ونصف القرن من الزمان، ليعيد اطلاق هذه الجوهرة الفكرية، وينشرها بلغات أربع هي: اللاتينية الأصلية، وترجمتها الى الفرنسية والانكليزية والعربية، فتتسنى للجميع معرفة دقائق مدرسة الحقوق العريقة في حاضرة <بيريت> العظيمة. وهنري زغيب في ما فعل ويفعل، يحمل الينا دائماً ما يُغنينا فيزيد في رصيد <مركز التراث اللبناني>، ويضخّ الكثير من المفاخر في رصيد الجامعة اللبنانية الأميركية.

من جهته عرض مدير المركز الشاعر هنري زغيب قصة الكتاب فقال:

- قبل سنوات اكتشف السفير المحامي جوي تابت هذا الكتاب باللاتينية القديمة، فكلّف بترجمته البروفيسورة الدكتورة ميراي عيسى، وأصدره باللاتينية والفرنسية في منشورات <دار النهار> سنة 2009 لمناسبة اعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب. وها هو الكتاب يصدر اليوم باللغات الأربع: اللاتينية والفرنسية والانكليزية والعربية، حاملاً كنزاً ثميناً عن غاليتنا بيروت، تسطع فيه عاصمتنا نجمة تشعّ على العالم، لا مساحة أرض بل واحة حضارة، واذا كانت المساحة الجغرافية ذات حد، فالواحة روحية لا تُحدّ. وبهذه القناعة وضعه <يوهان ستراوخ> مفتوناً بما كان لبيروت من دور عظيم، مركّزاً على مدرسة بيروت للحقوق، التي سمّاها <زهرة فينيقيا، مخترعة الحروف، مرضعة القوانين>، ووصف قاعات الدراسة، وكيف اختصّت فينيقيا بعلم الحقوق، وبكون <بيريت> ومساكنها مقراً له، فكانت مدرسة بيروت بين أقدم معاهد فينيقيا على الاطلاق. لكأنها هكذا بيروت منذ فجر التاريخ: تُشرق، تشتد عليها الحروب، فلا تغرب الا لتُشرق شمسها من جديد بأبهى وأجمل. لهذا نحن نباهي بها موئلاً لنا وواحة حياة. يسكننا الرجاء الدائم ان ليلنا القاتم مهما اسودّ، نظل ننتظر الفجر الآتي. وتظل تحضننا بحنانها ورؤياها الرائعة الخالدة: <نجمة بيروت>.

وفي ختام الاحتفال تم توزيع الكتاب هدية الى الحضور، تمهيداً لتوزيعه على المكتبات الجامعية ومراكز الأبحاث في لبنان والعالم.

ويتألف الكتاب من خمسة فصول تعرض كل ما كان معروفاً حينذاك عن مدينة بيروت. الفصل الأول: مدينة بيروت. يحوي 29 فقرة تعرض المواضيع المتعلقة بمدرسة بيروت ونشأتها، وما كتب عنها مؤلفون قدامى اغريق وهلّينيون ورومان وصليبيون، ومراحل من تاريخها. الفصل الثاني: مستعمرة بيروت - القانون اللاتيني، يحوي 27 فقرة منها انشاء الرومان مستعمرة بيروت، منحهم اياها حق التعاطي بموجب القانون الروماني اللاتيني، اهتمام قياصرة روما بها، تشييد الأبنية الجميلة، ومنحها لقب <ابنة الامبراطور أوغسطس جوليا>. الفصل الثالث: بيروت المدينة في محيطها. يحوي 19 فقرة عن دور بيروت في محيطها، ويؤكد المؤلف معطيات لديه عن دورها في هذا المحيط. الفصل الرابع: مدرسة بيروت والترجمة الحرفية عن اللاتينية <أكاديميا بيروت>. في هذا الفصل 27 فقرة عن دور فينيقيا الثقافي والأدبي معدداً أسماء <سنكونياتون>، و<فيلون الجبيلي>، و<زينون>... ويذكر نشأة مدرسة الحقوق والتعليم ودور العلماء مثل <دوروتيه> و<أناطوليوس>. الفصل  الخامس: مدرسة بيروت ومشكلاتها وتدميرها بالزلزال. في هذا الفصل 14 فقرة يبيّن فيها المؤلف دور مدرسة بيروت القانوني الذي يشبه دور أثينا في الماضي، ووقوع الزلزال الذي قضى على المدينة، والمراحل التاريخية اللاحقة.

 

هنري زغيب وقصة اقدم كتاب مطبوع عن بيروت!

ويشير مدير <مركز التراث اللبناني> الشاعر هنري زغيب في مقدمة الكتاب عن الأطروحة عن مدينة <بيريت>، ويقول:

- سأعود 358 سنة في الزمان، نحن جامعة <سالانا> سنة 1661 واللجنة العليا لمناقشة رسائل الدكتوراه مجتمعة نناقش أطروحة ذات اضاءات جديدة مَن وضعها ليس طالباً عادياً بل هو رئيس تلك الجامعة: <يوهان ستراوخ>، والأطروحة هي عن مدينة <بيريت> عن مدرسة الحقوق فيها، عن تأثيرها، وعن الأثر الذي تركته في ما بعد على القانون عموماً والتشريع خصوصاً حتى استحقّت ان تحمل عن جدارة لقب <بيروت ام الشرائع>. ها نحن اذاً نرنو الى جبين التاريخ القديم، فتسطع بيروت نجمة تشعّ على العالم لا مساحة ارض بل واحة حضارة. واذا كانت المساحة الجغرافية ذات حد، فالواحة روحية لا تُحدّ. هوذا <نُنُّوز> من زمان يتحدث بشغف عن <بيرويه> (اسم لمدينة بيروت القديمة تصوّرها الشاعر حورية يتصارع لأجلها الهان):

اقتربن، يا حوريات لبنان، يا عرائس الشعر، اقتربن الى هذا السهل في جوار <بيرويه> <Beroe> وصيفة الشرائع! انها مدينة <بيرويه>، سحر حياة الانسان، مرفأ كل حب، الراسخة فوق البحر، ذات الجزر الرائعة والخضرة الممرعة، الممتدة تحت جسر كثيف من غابات لبنان في هذا الشرق المتوهج، يهبّ على سكانها نسيم يُنعش الحياة، يوشوش عالياً وهو يُحرّك أشجار السرو بنفحات من العطور. ها هي <بيرويه>! موجودة هنا منذ الزمن الأول، مولودة مع الأرض، معاصرة اياها. قبل ان تكون موجودة سلالة الناس، كانت <بيرويه> موجودة تهزّ حمل الغيوم الداكنة، وتبدد الظلمة التي تلف الخواء، وعلى طرقاتها كانت تنتشر المروج مغطاة بعشب ونباتات وزهور. هي هذه <بيرويه>! هي هذه بيروت: أرومة الحياة، مُرضعة المدن، مفخرة الأمراء، أولى المدن المنظورة، توأم الزمن، معاصرة الكون، كرسي هرمس اله الحكمة والمعرفة، ارض العدالة، مدينة الشرائع، عرزال البهجة، معبد كل حب، جوهرة المدن، نجمة بلاد لبنان.

ويمضي الشاعر في التغنّي بدور بيروت نجمة السلام:

- يوم يقبض الامبراطور الروماني على صولجان العالم، سيعطي <زوس> السيادة على روما الالهية، وسيعطي <بيرويه>، الميمونة بيروت، زمام القوانين ومن يومه، ستشتد نزاعات عنيفة تفتك بالشعوب والمدن المسالمة، حتى تقوم بيروت، حاضنة الحياة الهنيئة، القيمة على راحة الحياة وطمأنينتها، فتفرض العدالة على البر والبحر، وتحصّن المدن جميعاً بسور منيع من القوانين، فتغدو مدينة الشرائع، وتستأثر بالحكم المطلق على جميع مدن العالم.

ــ تشير في مقدمة الكتاب عن افتتان <يوهان> ببيروت... فإلى اي مدى يغوص <ستراوخ> في تاريخ المدينة؟!

- بالفعل <يوهان ستراوخ> كان مفتوناً بما كان لبيروت من دور عظيم معيداً اليها بعض غبن، وبرغم تدقيق المفسّرين العلماء في شؤون القانون الروماني، لم أجد من تطرّق في عمق واستفاضة الى مدرسة الحقوق في بيروت حيث يبادر <ستراوخ> ويغوص في تاريخنا انطلاقاً من بيروت. ويحددها في تؤدة <<بيريت> مدينة في فينيقيا جعلها واضعو <الكتاب المقدس> الى قسمين: الأول <جليل الوثنيين> (بين مصب نهر الأولي والسلسلة الشرقية)، والآخر سوري فينيقي (بين السلسلة الشرقية وجبال لبنان)، في منتصف الطريق بين جبيل وصيدون. ويستشهد بثلاثة: <الجغرافي المجهول> الذي رأى في بيروت مدينة ممتعة جداً. <آميان> الذي رأى فيها <من الروعة والسحر ما يوازي صور وصيدون معاً>. <بريدنباخ> الذي رأى فيها <مدينة عريقة نبيلة> وأفاض في وصفه جاذبية طبيعتها وهمّة سكانها. ويفضّل <ستراوخ> دور بيروت مركزاً تجارياً عامراً بمحترفات الصباغة والصوف والنسيج، ويركّز على شهرة بيروت في حَبك الكتّان وكيف عمّ أسواق العالم قماش يُصنع في بيروت ومدن مجاورة، ويسرد حركة الملاحة بين بيروت و<برنديزي>، ولا يغفل مسرح <بيريت> الذي بناه الملك <أغريبّا> وشهد في ما بعد عروضاً حضرها الامبراطور <تيطس فلافيوس>، ويتوغل في الأمور القانونية منذ مُنحت <بيريت> القانون الايطالي دون سواها من مدن تلك الفترة فـ<منحت روما أهمية كبرى لمجد بيروت>، ويتوقف ملياً عند مدرسة بيروت للحقوق وهي محور أطروحته وكيف أنها زهرة فينيقيا <مخترعة الحروف>، ويروي عن معجزة جرت في بيروت مع أيقونة المخلص الخشبية التي هي من نحت <نيقوديموس>، وكيف اشتهرت هذه المدرسة في القرن الرابع، وتوسع في وصف قاعات الدراسة، وكيف اختصّت فينيقيا بعلم الحقوق وخصّصت له <بيريت> ومساكنها الخاصة مقراً، فكانت مدرسة بيروت بين أقدم معاهد فينيقيا على الاطلاق. من هنا خاطب الأمبراطور <ماكسيميانوس> أهلها قائلاً: <انكم سكان <بيريت> الفينيقية، ونعلم عنايتكم بالدروس النبيلة خصوصاً في ما يتعلق بمهنة الحقوق، لذلك وسهراً على المصلحة العامة نقرر الا

يتخلى أحد عن الدراسة قبل الخامسة والعشرين من العمر>.

ويتابع الشاعر هنري زغيب:

- يذكر <ستراوخ> ان <بيريت> في القرن السادس زمن الأمبراطور <يوستينيانوس أوغسطس>، كانت رائدة في الدساتير مستحقة التكريم كمدينة للقوانين وحاضرة رائعة. وفي الدستور الثاني يتحدث <يوليانوس> عن مبرر تعليم الحقوق فيرى ان <بيريت> تستحق عن جدارة ان تُدعى <مُرضعة القوانين>. وكان بين أساتذتها <أناطوليوس> و<دوروتيوس> الذي كان الامبراطور <يوستينيانوس> يدعوه <وزير المال الرائع جداً والأستاذ في مدينة الحقوق> اي <بيريت>، وهو الرجل الذائع الصيت وأفضل وزراء المال، وكان ينقل القوانين الى التلاميذ في مدينة <بيريت> <البهية جداً>، ولأجل رأيه وذكائه الممتازين جعل الأمبراطور <يوستينيانوس> منه شريكاً أساسياً في تجديد القوانين القديمة.

وأضاف:

- الى ان كانت كارثة الزلزال الرهيب في العام 20 من حكم <يوستينيانوس>، التي دمرت <بيريت> ولم يبق منها غير بلاط الشوارع، وسحقت حجارة الأبنية المنهارة مجموعات هائلة من شبان وعلماء وحكماء كانوا يأتون الى ذلك الموضع لتعلّم القوانين الرومانية فهلكوا تحت الأنقاض. وقد انتقل أساتذة الحقوق بالمدارس الى صيدون حتى انتهى ترميم <بيريت>، التي أُعيد بناؤها لكنها لم تلبث ان وقعت ضحية حريق هائل جعلها مدينة بائسة منكوبة رثاها شاعر يوناني بقصيدة جاء فيها: <وداعاً ايتها المدينة الشقية الحزينة، المحرومة من النور. حاصرك اللهيب... هذا المصاب الجديد. جميلة جداً كنت، وها انت اليوم تقعين في الرماد. أيها العابرون في <بيريت> أشفقوا على مدينتنا الشجاعة، واسكبوا دموعكم على موتها الرهيب>.

ــ وكيف تم اكتشاف الكتاب الذي كان <يوهان ستراوخ> قد نشره سنة 1662؟ ولماذا أخذ <مركز التراث اللبناني> على عاتقه ترجمة الكتاب الى العربية والانكليزية واصداره باللغات الأربع اللاتينية والفرنسية والانكليزية والعربية؟

- سنة 1926 كان هناك احتفال في <جامعة القديس يوسف> بمناسبة ازاحة الستارة عن تمثال <بول هوفلان>، وهو مؤسس كلية الحقوق في <جامعة القديس يوسف>، واليوم كما يعلم الجميع هناك شارع باسم <هوفلان>. لقد اسس <هوفلان> كلية الحقوق في الجامعة في العام 1913، وعندما توفى وضعوا تمثالاً باسمه، وقد تحدث رئيس <جامعة القديس يوسف> الأب <بول شانتور> آنذاك خلال تدشين تمثال <بول هوفلان>، وذكر بخطابه كتاب <Berytus> الذي كتبه المستشار القانوني الألماني <يوهان ستراوخ> سنة 1662، ثم نشرت جريدة <اوريان> في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الخبر، ومضت الأيام الى ان اكتشف السفير المحامي الدكتور جوي تابت هذا الكتاب، واحب كثيراً ان هناك ما كتب عن بيروت في العام 1662 فبدأ يبحث عن الكتاب، الى ان وجده في باريس في مكتبة <سانت جنفياف> وهي مكتبة عامة كبيرة، فأحضر نسخة منه وكلّف البروفيسورة ميراي عيسى استاذة اللغة اللاتينية في <جامعة الروح القدس - الكسليك> بترجمة الكتاب من اللغة اللاتينية القديمة الى الفرنسية، وبمناسبة اعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب في العام 2009 نشر الدكتور تابت الكتاب في <دار النهار> بالترجمتين اللاتينية القديمة والفرنسية. اذاً هذه كانت في المرحلة الأولى.

وعن ترجمة الكتاب الى العربية والانكليزية يقول:

- ذات مرة لبيت دعوة السفير الدكتور جوي تابت لزيارته، واراد ان اتعرف على مكتبته الغنية جداً بالكتب والمؤلفات، فلفت انتباهي كتاب <بيريت> الذي نشره <ستراوخ>، وكمدير لـ<مركز التراث اللبناني> اعجبني الكتاب كثيراً اذ يقوم دوري على إحياء التراث، فقلت له انني اود ان اترجم الكتاب الى اللغتين العربية والانكليزية، وطلبت منه الاذن للقيام بذلك، فوافق في الحال، وبالتالي شكلّنا لجنة  في المركز لترجمة الكتاب الى العربية، وقامت الاستاذة هدى هلال بترجمة الكتاب الى الانكليزية، وأصبح الكتاب في متناول الجميع اذ قمنا بتوزيع الكتاب على الجامعات...

واستطرد قائلاً:

- طبعاً هناك اهتمام كبير من قبل المركز لاصدار هذا الكتاب باللغات الأربع لأن هذا الكتاب يبرز وجه العاصمة العظيمة بيروت، اذ قيل كلام جميل جداً عن بيروت، وان اول دور لـ<مركز التراث اللبناني> ان يكون ذاكرة، وماذا تعني الذاكرة؟ الذاكرة ان نستذكر تواريخ مضيئة وليست مظلمة، فهناك زوايا مظلمة في التاريخ، ولقد قلتها منذ ايام خلال برنامجي في اذاعة <صوت لبنان>: هل من أحد يتباهى بالتواريخ السوداء؟ بدل ان تذكرونا بتواريخ سوداء يجب ان تذكرونا بتواريخ مضيئة ومشرفة، وهذا الكتاب هو ضوء من الأضواء عن تاريخنا المجيد، وبالتالي مهمة المركز حفظ الذاكرة اللبنانية بتواريخ وأعمال مضيئة، لكي نسلّم على ضوئها الشعلة من جيل الى جيل ولكي تبقى شعلة لبنان مضيئة... شعلة الفكر والفن والتراث والابداع.