تفاصيل الخبر

الأهالي اعترضوا عفوياً على نقل النفايات الى مناطقهم ولـم يتحــركوا وفقـــاً لأجنــدة سيـــــاسية!  

07/08/2015
الأهالي اعترضوا عفوياً على نقل النفايات الى مناطقهم ولـم يتحــركوا وفقـــاً لأجنــدة سيـــــاسية!   

الأهالي اعترضوا عفوياً على نقل النفايات الى مناطقهم ولـم يتحــركوا وفقـــاً لأجنــدة سيـــــاسية!  

1أزمة النفايات كادت أن تطيح بالحكومة والبلد معاً خاصة بعد إقفال طريق الجنوب في الجية الشوفية على مدار يومين، وكأن هناك يداً خفية استغلت رفض أهالي إقليم الخروب لأن تكون منطقتهم مكاناً للنفايات، لاسيما في سبلين بعد إقفال مطمر الناعمة، حيث ثارت ثائرتهم ونزلوا الى الطريق وقطعوه، إنما دفع الثمن أبناء الجنوب الذين حجزوا لساعات هناك في لهيب الحر دون أي سبب. فما قصة ذلك وهل من دخل على الخط وكان وراء هذه الانتفاضة حتى قيل إن الجماعة الإسلامية تحرّكت ضد إرادة تيار <المستقبل> والحزب التقدمي الاشتراكي ورعت المتظاهرين أم أن هناك مبالغة وكان نزول الأهالي عفوياً بدعم من البلديات فقط؟

<الأفكار> التقت نائب الإقليم عضو اللقاء الديموقراطي الوزير السابق علاء الدين ترو وحاورته في هذا الملف بدءاً من السؤال:

ــ ما قصة انتفاضة أهل إقليم الخروب وبرجا بالتحديد وقطعهم للطريق احتجاجاً على أن تكون مناطقهم مكاناً لطمر النفايات من جديد، وهل كانت هناك يد سياسية ما في تحريكهم؟

- النفايات أحدثت <فوبيا> عند الناس لأن لا ثقة لديهم بالدولة ولا ثقة بالمتعهد، وهم يخافون من ان تكون مناطقهم مطامر لهذه النفايات من جديد... فكل الناس نزلوا الى الشارع وليست فئة سياسية معينة وحدها، والأهالي تصرفوا بعيداً عن أحزابهم وانتماءاتهم السياسية.

خطأ قطع طريق الجنوب

 

ــ وهل الاعتراض يستدعي قطع الطريق الدولية لمدة يومين رغم ان وزير الداخلية نهاد المشنوق قال صراحة ان لا نقل للنفايات الى الإقليم إلا بعد موافقة الأهالي؟

- هنا الخطأ الوحيد الذي ارتكب وهو قطع طريق الجنوب، لأنه ليس من حق أحد أن يقطع مثل هذا الطريق، لا من حق أبناء برجا ولا أي أحد آخر، خاصة وان المارين من هناك لا ذنب لهم كي يتعرضوا لهذا الذل ولهذه الإهانة.

ــ ألا ترى أن ما جرى مخطط له مسبقاً، خاصة وانه ترافق مع قطع طرقات في بيروت؟

- الطرقات في بيروت قطعت من أكثر من طرف حتى ان حملة تجمع <طلعت ريحتكم> لا علاقة لها لا ببرجا ولا بأي طرف سياسي، فيما أهالي عكار اعترضوا أيضاً على احتمال نقل النفايات الى مناطقهم، فكل اللبنانيين يعترضون على نقل النفايات الى مناطقهم. ونحن في الإقليم حاولنا إفهام الأهالي وإقناعهم  بعدم قطعهم للطريق الدولية وعدم الدخول في إشكال مع اهالي الجنوب وصيدا وقلنا لهم ان ما حصل يشوّه تحركهم، لكن الاهالي كانت لديهم هواجس من احتمال نقل نفايات بيروت وجبل لبنان الى مناطقهم وقاموا بهذا التحرك استباقاً لأي محاولة نقل قد تحصل.

ــ ألم تنسق اللجنة الوزارية معهم ومع  رؤساء البلديات عند اجتماعها الأول يوم قررت نقل النفايات الى سبلين حيث كان للحزب التقدمي دور في ذلك؟

- رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط حاول مساعدة الرئيس تمام سلام في حل ملف النفايات، وكان جريئاً وشجاعاً في تحركه ومساهمته في نقل نفايات بيروت والحفاظ على نظافة العاصمة، لكنه قوبل برفض الاهالي لنقل أي نفايات الى سبلين أو الى أي مكان آخر، تماماً كما رفض الأهالي في أكثر من منطقة. ونحن عندما كنا في اجتماع عند وزير الداخلية نهاد المشنوق وصلنا الى هذا الحل، إنما طرح شرط هو موافقة الأهالي والبلديات، وما حصل ان المعنيين اعترضوا ونزل الأهالي الى الشارع.

وتابع يقول:

- فهناك خطأ ارتكب في مكان ما لكن تحت الضغط، كانت هذه المحاولة خاصة وان الميت في الأرض والجنازة كانت حامية، ولا بد من حل هذا الموضوع، وكانت طريقة الحل في الإقليم دون التشاور المسبق مع الأهالي والبلديات خطأ لا يجوز، وحدث ما حدث.

تراكم مشكلة النفايات

 

ــ بعض وسائل الإعلام حمّلت النائب جنبلاط المسؤولية وغمزت من قناة انه وراء هذا التحرك بشكل غير مباشر من خلال موافقته على نقل نفايات بيروت الى الإقليم حتى تحدث البعض عن صفقات وسمسرات وما إلى ذلك. بِمَ ترد هنا؟

- هذه اتهامات سياسية لا أساس لها من الصحة، وأزمة النفايات ليست وليدة اليوم، بل هي متراكمة منذ زمن وكان على الحكومة أن تجد المطامر المناسبة، وتجري المناقصات خاصة بعد تحديد موعد لإقفال مطمر الناعمة يوم 17 تموز/ يوليو الجاري، لكن حلّ هذا الاستحقاق خاصة بعد انتهاء عقد <سوكلين> دون أن تكون الحكومة فعلت شيئاً. ولذلك فالتراكم الحاصل هو سبب الوصول الى المأزق وكان التمديد سيد الموقف في كل مرة، ما أوصل الوضع الى الانفجار وتجمعت النفايات في الشوارع والساحات وفي كل المناطق، خاصة وان البلديات لم تكن جاهزة للتعامل مع هذا الوضع المستجد ولا تملك إمكانيات للقيام مكان <سوكلين>.

ــ وهل إجراءات الحكومة عبر اللجنة الوزارية تؤمن الحل الموقت والمرحلي حتى تطبق الخطة الكاملة والشاملة لهذا الملف؟

- منذ 7 أشهر لم يفتش أحد عن حل عملي ومنطقي وسليم يحول دون الاعتراض الحاصل ويحل مشكلة النفايات، والحل السريع أنتج هذا الاعتراض في كل المناطق، واليوم نأمل أن يتم التعامل بجدية مع هذا الملف ولا يتم الاكتفاء بالحلول الموقتة والآنية.

ــ البعض يقول إن الرئيس سلام كاد أن يستقيل يوم السبت الماضي بسبب أزمة النفايات وقطع طريق الجنوب لأنه شعر ان هناك من يضغط في الشارع لإجباره على الاستقالة. فهل هذا صحيح؟

- هناك أكثر من سبب جعل الرئيس سلام يفكر في الاستقالة وليس فقط بسبب النفايات. فهناك موضوع آلية مجلس الوزراء وملف التعيينات العسكرية والجمود الذي يعيشه مجلس الوزراء منذ شهرين، وعجزه عن مواجهة المشاكل الكبرى من مكافحة الإرهاب الى المعالجات الاقتصادية والمعيشية، إلا أن النفايات كانت سبباً طارئاً على الموضوع، ولذلك فالأمر يستدعي وضع خطة شاملة لمعالجة أزمة النفايات بما يؤمن نظافة المدن والقرى. وحل المشكلة جذرياً وعدم اعتراض أحد عليها وإيجاد بنية نظيفة عبر شركة تقوم بعملها على أحسن ما يرام وبما يوفر على الخزينة الكثير من الأموال.

مجلس الوزراء والتعطيل

ــ وكيف قرأت تأجيل جلسة مجلس الوزراء الى يوم الخميس لمزيد من المشاورات. وهل طلب الوزير أكرم شهيب ووائل أبو فاعور بالتأجيل يشير الى حلحلة متوقعة أم ان الازمة مستمرة؟

- طلب التأجيل منطقي لأنه لا يجوز الحديث عن آلية عمل الحكومة والشارع متفلت وقطع الطرقات قائم حيث لا يمكن تجاهل ما يحصل إضافة الى كل الاستحقاقات الأخرى، ولذلك كان التأجيل لمزيد من التشاور. وفي تقديري ان التشاور نشط من خلال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل للعديد من القادة السياسيين بما خص التعيينات، وجرت حركة بهذا الخصوص على أمل ان تثمر خيراً، إضافة الى الاتصالات التي أجراها حزب الله بالرئيس سلام وما إلى ذلك، حيث ان الجميع شعر بحراجة الموقف، لاسيما وان الرئيس سلام  يهدد بالاستقالة أو بالاعتكاف احتجاجاً على التعطيل والشلل الحاصل، ناهيك عن ان حكومته لم تعد تنتج والبلد يعيش الأزمات بكل أشكالها، ولكن في المقابل هناك اتصالات لثني الرئيس سلام عن الاستقالة سواء من الداخل أو الخارج.

ــ هل من حل قريب لهذه الأزمات؟

- لا حلول قريبة كما توحي الأجواء، لكن لا بد من تهدئة الامور بحيث لا تتفاقم أكثر. وصحيح ان الحالة الحاضرة ليست على ما يرام، لكن لا يمكن ان نصل الى حالة أفضل في المدى المنظور. وأرى ان الغطاء الإقليمي والدولي لا يزال يحفظ استقرار لبنان، وإلا لكان البلد دخل في المجهول وتفلت الشارع من عقاله الى ما لا تحمد عقباه. وهناك مخاوف من التفلت في حركة الناس في أكثر من منطقة وهذا يؤدي الى مشاكل أمنية. وهنا نشد على يد الجيش والقوى الأمنية وتحملهما للمسؤوليات الجسام والمهمات الكبيرة الملقاة على عاتقهما، لكن في النهاية لا يمكن للجيش والقوى الأمنية أن يدخلا في صدام مع أهلهم ومواطنيهم.

ــ هل لا يزال زميلكم النائب هنري حلو مرشحاً؟

- أكيد...

ــ وكيف تطالبون بمرشح حيادي معتدل لا يكون من 8 آذار ولا من 14 آذار؟

- الزميل هنري حلو مستقل وحيادي ومعتدل وكل الصفات المطلوبة للرئاسة متوافرة فيه. وعلى كل حال لا حلّ إلا بمرشح توافقي يكون مدعوماً من أكثرية المسيحيين وأكثرية المسلمين ليكون رئيساً قوياً قادراً على اجتراح مبادرات من أجل إنقاذ الوطن بالتعاون والتنسيق مع رئيسي المجلس والحكومة.