تفاصيل الخبر

الاغتصاب جريمة لا يمحو آثارها الزمن والأثر النفسي أكثر إيلاماً من الجسدي  

15/04/2016
الاغتصاب جريمة لا يمحو آثارها الزمن  والأثر النفسي أكثر إيلاماً من الجسدي   

الاغتصاب جريمة لا يمحو آثارها الزمن والأثر النفسي أكثر إيلاماً من الجسدي  

بقلم وردية بطرس

------------------------------------1

الاغتصاب من الجرائم التي تتسم بأقصى درجات العنف الموجّه ضد المرأة. وهو لا يقتصر على مجتمع معين لاسيما عند المقارنة بين المجتمعات الغربية والعربية، فهذا النوع من الجريمة نجده في جميع المجتمعات، يزداد في مجتمع ويقل في آخر طبقاً للظروف الاجتماعية والدينية والثقافية في كل بلد. فجريمة الاغتصاب تلقي بظلالها على المرأة المغتصبة وعلى ذويها والمجتمع ككل، وهناك العديد من المشاكل التي قد تحدث بعد جريمة الاغتصاب ومنها: تمزق غشاء البكارة، الحمل، الاجهاض، الأمراض المتناقلة جنسياً وهي عديدة. وطبعاً الآثار النفسية للاغتصاب شديدة وقد تلازم المرأة طوال حياتها اذا لم تتلق العلاج النفسي، فالمرأة تتعرض الى صور عديدة من العنف ضدها تؤثر في حياتها وصحتها ومستقبلها، وقد ازداد هذا العنف في العقود الأخيرة في كل أنحاء العالم وأصبح مشكلة صحية واجتماعية ونفسية تنعكس على الأمن والسلوك الاجتماعي. ويُعرّف الاغتصاب بأنه استعمال للقوة تهديداً او تنفيذاً ضد المرأة بحيث يؤدي الى اغتصابها.

كما ويُعتبر الاغتصاب مشكلة ذات أبعاد نفسية واجتماعية خطيرة على المرأة والمجتمع الذي تعيش فيه، وقد تترك آثاراً ونتائج سلبية في المجال الاخلاقي والتربوي والاجتماعي. وقد أظهرت دراسة حول العنف ضد المرأة أجرتها وزارة العدل الأميركية بأن هناك عواقب صحية ونفسية للاغتصاب، منها الاصابات والجروح وكسور العظام ونسبتها حوالى 40 بالمئة. اصابات الأعضاء الداخلية والنزف الداخلي بنسبة 3 بالمئة. الحمل ونسبته 4,7 بالمئة. الأمراض المتناقلة جنسياً للمغتصبة ونسبتها 3,6 ــ 30 بالمئة. الايدز حالة واحدة لكل 500,000 حالة اغتصاب. اجهاض لدى المرأة الحامل المغتصبة. الأمراض العصبية مثل تهيج الأمعاء العصبي. الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس. الانتحار ونسبته 0,1 بالمئة من كل الحالات. الاتجاه الى المخدرات. تفكك ارتباط المغتصبة بالأسرة والمجتمع.

ومؤخراً هزّت قضية الدعارة في لبنان الشارع اللبناني والرأي العام اذ أُصيب بذهول أمام هول القضية، فهي ليست مجرد دعارة بل عبودية جنسية، اذ كشفت السلطات اللبنانية تفاصيل جديدة في قضية أخطر شبكة للاتجار بالبشر في لبنان، لاسيما مع الاعلان عن تحرير 75 فتاة تعرضن للاستعباد والاغتصاب والاجهاض القسري والتعذيب النفسي والجسدي والتشويه، بهدف اجبارهن على ممارسة الدعارة. وقال بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني ان عمليات الاجهاض للفتيات كانت تتم على أيدي طبيب وممرضة، وقد جاء في نص البيان: الحاقاً لبلاغنا المتعلق بتوقيف مجموعة أشخاص يؤلفون أخطر شبكة للاتجار بالأشخاص في لبنان وتحرير 75 فتاة معظمهن من الجنسية السورية، بتاريخ 31/ 3/ 2016، تمكنت المفرزة المذكورة من معرفة هوية الطبيب الذي كان يقوم بعمليات إجهاض للفتيات، والممرضة التي كانت تعاونه، وبالتحقيق معهما اعترف الطبيب باجرائه نحو 200 عملية اجهاض. وبحسب اعترافات الضحايا، فقد كان يتولى أحد الرجال الملقب بـ<الجلاّد> تعذيب وتشويه المخالفات في شبكة الدعارة. <الجلاّد> كان يعمد الى تعذيب الضحية وتصويرها وعرض مقاطع الفيديو على الفتيات الأخريات لبث الرعب في نفوسهن وجعلهن راضخات. كما ان المدير ينشر الرعب بين الفتيات عبر دس زبائن وهميين للايقاع بأي فتاة تبدي تجاوباً للتخطيط للهروب معه او للتواصل مع أحد من أهلها أو أقاربها في الخارج. وجاء في الاعترافات أيضاً ان المدير كان يدسّ فتيات يحاولن استدراج الضحايا للحصول على معلومات تفصيلية عن طريقة العمل وللحديث عن أي شكوى من نمط الحياة. والضحايا كن يُجبرن على العمل لمدة 20 ساعة يومياً، وهن مضطرات للحضور بكامل أناقتهن الى أماكن العمل منذ العاشرة صباحاً، ويستمر العمل لغاية السادسة صباحاً. وفي حال لم يرض مشغلو النساء عن شكلهن تتم معاقبتهن، والعقاب يتضمن الجلد والضرب، ويبلغ معدل الزبائن الذين تُجبر الفتاة على معاشرتهم يومياً نحو 10 زبائن، ويصل العدد في عطلة الاسبوع الى حدّ الـ20 زبوناً.

ولقد سُلمت الفتيات المحررات لعدد من الجمعيات بناء على أمر القضاء المختص، وعدد من الفتيات كن قاصرات عند استعبادهن. ووجدت القوى الأمنية رضيعة (8 أشهر) هي ابنة احدى الفتيات التي تأخرت عملية اجهاضها.

فبين الاغتصاب والعبودية الجنسية تبقى المرأة هي الضحية وتدفع الثمن من جميع النواحي، إذ إنها تُصاب بمشاكل صحية ونفسية لا بل ان الأثر النفسي له تأثير كبير عليها وقد يلازمها طوال حياتها خصوصاً اذا لم تتلق العلاج النفسي. فما هي المشاكل الصحية، الجسدية والنفسية التي تُصاب بها المرأة المغتصبة؟ وكيف يمكن معالجتها؟ <الأفكار> تحدثت الى الدكتور فيصل القاق الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد وهو أستاذ في كلية الصحة في الجامعة الأميركية في بيروت، وأيضاً الى الدكتورة ديالا نجار (حائزة على دكتوراة في العلاج النفسي ومجازة من البورد الاميركي في علاج الفرد، الطفل، العائلة والزوجين) التي درست علم النفس على مقاعد الجامعة الاميركية في بيروت، ثم انتقلت الى الولايات المتحدة واكملت دراساتها العليا حيث حازت الماجستير في علم النفس من جامعة <بوسطن> وأيضاً دكتوراة في علم النفس من <جامعة كاليفورنيا> في <لوس أنجلوس>، ثم عادت الى لبنان في العام 2004 لتعمل لمدة ثلاث سنوات في مجال علم النفس العيادي في مستشفى الجامعة الاميركية، ثم اصبح لديها عيادة خاصة لمعالجة المشاكل النفسية.

ونسأل الدكتور فيصل القاق:

ــ ماذا يحدث للمرأة التي تتعرض للاغتصاب سواء لمرة واحدة او الاغتصاب الجماعي؟ وما هي الأمراض التي تُصاب بها جراء تعرضها للاغتصاب؟

- ان فعل الاغتصاب هو جريمة تُرتكب ضد جسد المرأة وروحها وكيانها، وبالتالي ان مدى الأضرار التي يتسبب بها لا حدود لها. فمن الناحية الجسدية يؤدي الاغتصاب الى أضرار في الصحة العامة والصحة الانجابية مؤقتة ودائمة، ظاهرة ومستترة. فهناك آثار الكدمات والخدوش والعض التي عادة ما تظهر على الوجه والعنق وعلى باقي الجسد، وقد يترافق ذلك مع علامات جروح مندملة او ملتهبة او حروق مختلفة. والتقصي الطبي المتقدم قد يكشف رضوضاً او كسوراً في أنحاء جسم المغتصبة او نزفاً داخلياً ان في الرأس أو في أعضاء حيوية أخرى. بالنسبة للصحة الانجابية فالاغتصاب يزيد مخاطر الاصابة بالالتهابات المتناقلة جنسياً مثل السيلان والهربس والسيدا وغيرها، ومخاطر الحمل غير المرغوب فيه واللجوء أحياناً الى اجهاض غير آمن يزيد من خطر المرض او الموت... هناك أيضاً تمزقات في المهبل والاعضاء الجنسية عموماً وفي المخرج. اوجاع مهبلية شديدة، اضطرابات في الدورة الشهرية وما يترتب عنها من عوارض صحية. على المدى البعيد قد تعاني المغتصبة من تدني الخصوبة وصعوبة الحمل اضافة الى التهابات دائمة في الحوض والاصابة بسرطانات الجهاز التناسلي (عنق الرحم أرجحها). وفي حال تكرار جريمة الاغتصاب، فان العواقب او الاصابات المذكورة أعلاه تكون أكثر حدة وانتشاراً وتزيد من فداحة العوارض وسرعة التعرض للاصابات والعواقب.

ويتابع الدكتور القاق:

- ان الاغتصاب الواحد او المتكرر هما عبارة عن فعل انتهاك وتعدٍ جرمي يزيد من العواقب الصحية وحدتها وتهديدها لصحة المرأة.

ولأن الاثر النفسي يكون شديد الوطأة على المغتصبة تحدثنا الى الدكتورة ديالا نجار ونسألها:

ــ ماذا يحدث للمرأة المغتصبة من الناحية النفسية؟

- أولاً يحدث نوع من الـ<Post-traumatic stress disorder> او الـ<اضطراب ما بعد الصدمة>، اي عندما يتعرض الشخص لفاجعة او صدمة قوية: اما يكون قد شاهد أمراً خطيراً او قد تعرض لخطر ما فيُصاب بالهلع اثر تعرضه لفاجعة ما. وتظل الذكرى الأليمة تتراود في الذهن، وطبعاً المرأة المغتصبة تظل تحت تأثير هذه الذكرى المؤلمة، كلما مرت بالشارع نفسه الذي تعرضت فيه للاغتصاب، او اذا رأت شخصاً يشبه الشخص الذي ألحق بها الأذى، او حتى اذا ذُكر امامها اسم شخص مشابه لاسم الشخص الذي اذاها، او حتى اذا كان الصوت يشبه صوت الآخر. اذا هذه عوامل مؤثرة او عوارض تظهر عند الشخص المصاب بالفاجعة كلما رأى أشياء تذكره بالفاجعة او اسماً او صوتاً او اي أمر يعيد اليه الذكريات المؤلمة. حتى انه لا يعود يثق بالناس وينتابه الشعور بالقلق من المستقبل، فإذا كانت الفتاة عزباء تخشى الارتباط وتكوين اسرة وكأن حياتها تنتهي منذ يوم الفاجعة.

ــ وهل تستمر العوارض عند المغتصبة؟

- عادة بعد وقوع الفاجعة قد تعاني المغتصبة من هذه العوارض لمدة شهر او ربما ثلاثة أشهر وربما أكثر، وربما لا تظهر هذه العوارض الا بعد مرور ستة أشهر من وقوع الفاجعة. كما ان المرأة التي تتعرض للاغتصاب تنتقل من المنزل الذي تعرضت فيه للاغتصاب او المكان الذي وقعت فيه الحادثة. واذا كانت المرأة متزوجة فهي تعاني من مشاكل جنسية مع زوجها حيث تواجه صعوبة كلما اقترب منها زوجها اذ تستعيد الذكرى المؤلمة، واذا لم تكن متزوجة فإنها تشعر بالخوف اذا وجدت مع رجل في مكان ما اذ تعاودها ذكرى الحادثة التي تعرضت لها، وتراودها أفكار ذهنية داخلية. وقد يستمر هذا الشعور مدى الحياة اذا لم تتلق العلاج النفسي، وقد تُصاب بحالة هلع اذا كان المغتصب يقيم في المنزل أو مكان العمل نفسه، لذا تستمر حالة الهلع اذا بقيت في المكان نفسه الذي تعرضت فيه للاغتصاب.

الدكتور-فيصل-القاق

آثار الاغتصاب الجماعي على المرأة

ــ وماذا عن تعرض المرأة للاغتصاب الجماعي؟ وما قد يتركه من أثر نفسي قد يدوم لسنوات طويلة؟

- أولاً أود ان اقول هنا أنه أحياناً قد تكون الصدمة شديدة على المرأة التي تعرضت للاغتصاب من قبل شخص واحد اكثر من الاغتصاب الجماعي، ولكن طبعاً للاغتصاب الجماعي تأثير شديد على وضع المرأة الجسدي والنفسي، وذلك بمعنى أنه اذا اغتصبها شخص فذلك ليس أقل قسوة عليها مما لو أشخاص عديدون اغتصبوها. وأثناء الاغتصاب الجماعي تتعرض المرأة ليس للاعتداء الجنسي فحسب بل للاهانات والاذلال والكلمات الساخرة والبذيئة اذ ستكون كلعبة بين أيديهم يتقاذفونها ويصعب عليها الهروب والافلات من أيديهم، خصوصاً انهم قد يكبلونها ليتمكنوا من القيام بفعلتهم، وأكثر من ذلك ففي حالة الاغتصاب الجماعي تصبح المسؤولية أكبر على المغتصبين الذين يخشون من أن يُفضح أمر أحدهم فيُلقى بهم جميعاً في السجن، لهذا يقدمون في كثير من الأحيان على قتل المرأة المغتصبة للتخلص من الجريمة الشنيعة التي ارتكبوها بحقها. بينما عند تعرض المرأة للاغتصاب من قبل رجل واحد، فإذا أظهرت انها غير مبالية يشعر المغتصب عندئذٍ بأنه لا يتمتع بالقوة الكافية لاشعارها بالخوف والرضوخ له، وفي هذه الحالة اذا لم يشعر المغتصب بأنه يمتلك السلطة ليشعر الضحية بالخوف فقد لا يتمكن من القيام بفعلته.

ــ وما أهمية العلاج النفسي في هذه الحالة؟

- طبعاً تحتاج المرأة المغتصبة لأدوية الاكتئاب والقلق لأنها تكون في حالة من القلق والهلع، ولا شك انها تحتاج للعلاج النفسي لتتخطى الفاجعة التي ألمت بها، والأهم من ذلك انها يجب ان تبلغ السلطات ليقوموا بالاجراءات اللازمة والكشف عليها، لأنه أحياناً تقوم المرأة بإخفاء الأمر وتستحم بعد تعرضها للاغتصاب وتحاول ان تستمر بحياتها، ولكن طبعاً قد لا تظهر لديها العوارض والمشاكل النفسية الا بعد مرور أشهر وبذلك يصعب العلاج، بينما في البداية يمكنها ان تبدأ بالعلاج النفسي للتخلص من مخاوفها وما شابه، لأنه في بعض الحالات تلجأ المرأة المغتصبة الى المخدرات او الانتحار او تنعزل عن الناس، ولهذا نرى في أميركا أن هناك خطوطاً ساخنة لكي تبلغ النساء عن حالات الاغتصاب، ولكن للأسف في لبنان يلومون الضحية اي المرأة المغتصبة ويقولون ربما هي المذنبة او كانت ترتدي لباساً فاضحاً الى ما هناك، ففي مجتمعنا يُنظر الى المرأة المغتصبة بأنها مذنبة ويتناسون انها الضحية، فأحياناً يقدم الشريك على اغتصاب حبيبته او ربما زوجته ولكن يبقى الأمر طي الكتمان لأن الجميع سيلومونها. بينما في الغرب فحتى لو كانت المرأة تمارس الدعارة إذا طلبت من الرجل الا يقوم بممارسة الجنس معها ولم يمتثل لها، فعندئذٍ تقدر ان تقصد مركز الشرطة وتبلغ عنه، ولكن طبعاً عندنا يختلف الأمر.

وتتابع الدكتورة نجار:

- واذا لم تتلق المرأة المغتصبة العلاج النفسي فسيكون الأمر صعباً عليها، فمثلاً اذا كانت عزباء فلن تفكر بالزواج وستكون خائفة وستتغير شخصيتها تماماً، فأحياناً تكون الشابة قوية وشجاعة فتتغير حياتها بعد تعرضها للاغتصاب، كما ان طريقة لباسها تتغير ولا تعود تخرج من المنزل في الليل، بمعنى آخر تصبح امرأة أخرى. وطبعاً بلا علاج ستدمر حياتها من جميع النواحي، أما مع العلاج النفسي فستتحسن حالتها مع الوقت، ولكن اذا لم تتلق العلاج في الوقت المناسب فستحتاج لعلاج لمدة أطول. وغالباً فإن المرأة التي تتعرض للاغتصاب فحتى لو أنها تعالجت تظل تحت تأثير الصدمة التي تعرضت لها أثناء عملية الاغتصاب، فمثلاً اذا تعرفت الى شاب فستحدثه عن حالتها النفسية التي مرت بها بسبب تعرضها للاغتصاب، ولن تنسى الأمر.

ــ مؤخراً تحدثت فتيات في قضية الدعارة عن انهن كن يُجبرن على ممارسة الجنس مع أكثر من عشرين شخصاً في اليوم، فما مدى تأثير ذلك على الحالة النفسية؟

- طبعاً على الصعيد الجسدي يكون الأثر كبيراً على المرأة التي تُجبر على ممارسة الجنس مع أشخاص كثيرين في اليوم الواحد وتُصاب بأمراض جنسية ومشاكل عديدة وهذا الأمر صعب جداً، كما وأنها ستشعر بألم نفسي كبير خصوصاً اذا كان أشخاص كثر قد تناوبوا على اغتصابها كما في قضية الدعارة التي هزت الأوساط اللبنانية في الأيام الأخيرة.

ــ وهل يتحسن وضعهن النفسي بعدما يتلقين العلاج النفسي؟

- طبعاً يتحسن وضعهن النفسي اذا تلقين العلاج النفسي، ولكن اذ لم يخضعن للعلاج فطبعاً لن يعشن حياة طبيعية بل سيشعرن بالألم النفسي الذي هو موجع أكثر من الألم الجسدي.