تفاصيل الخبر

الاغاني في مواجهة "كورونا"!

26/03/2020
الاغاني في مواجهة "كورونا"!

الاغاني في مواجهة "كورونا"!

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_76360" align="aligncenter" width="615"] الاغنية الاشهر للتحذير من الوباء[/caption]

انها "التنفيسة" اذا صح القول لضغط يهدد بانفجار على غير صعيد سبّبه فيروس "كورونا" المتجول من حول العالم حاصدا الكثير من الارواح، وايضا الكثير من المشاريع والاعمال، قاضا مضاجع كل المرافق، مغلقا بلدانا بكاملها وعازلا مدنا وبلدات تئن تحت وطأته الشديدة. اما "التنفيسة" فبأغنيات وردّيات ورقصات من حول العالم، اتخذت من الـ"كورونا" او من مواجهته والتحذيرات منه موضوعا محوريا لها، فراجت في مشارق الارض ومغاربها ولم يغب عنها لبنان بالطبع.

فما كانت ابرز هذه الاغنيات؟ كيف جالت في اصقاع العالم؟ وماذا عن اللبنانية منها؟

"الافكار" قامت بالجولة وعادت بالاجوبة.

ساوى "كورونا" بين البشر جميعهم، وله تعرضت او اصيبت مختلف الشخصيات السياسية ونجوم الفن والرياضة والطواقم الطبية وسائر المواطنين، حتى انه دخل عقر دار منظمة الصحة العالمية. بمواجهته قامت كل الاستنفارات، ومنها استنفار نفسي تمثل بمواجهة الفيروس العدائي بخطوط ساخنة توصل باختصاصيين نفسيين لتخفيف الآثار النفسية ومواجهة نوبات القلق والاكتئاب وصولا حتى الى الانتحار، او عبر نشر النكات والطرائف حوله علها هي أيضا تخفف من وطأته او التحذير من مفاعيله وكأن بها مضادات للخوف والكآبة والذعر، فيما تمثلت أخرى بأغان ورقصات عبّرت عن مقتها الشديد للزائر الثقيل المفاجئ، والذي بسببه بات السلام والعناق والبوسة "كلها ممنوعة".

فيروز و... "يا قمرة"!

"حبيبك وصّاكِ.. تَ تضلّي بالبيت

ومين ما حاكاكِ.. ما تتركي البيت

ما بدّو تشوفي حدا.. ولا تردّي عَ حدا

وكلّ البواب مسكّرة.."

 قد تكون كلمات اغنية "قمرة" التي كتبها ولحنها الاخوان رحباني للسيدة فيروز وتبث هذا المقطع منها "قناة الجديد" للتوعية، اكثر ما ترك اثرا عما يمكن ان يقال في مثل ايامنا لمواجهة الفيروس حتى نبعد العدوى، فنحجر على انفسنا ونفعل "ما طلبه الهوى من قمرة" و"ما نشوف حدا".

على خط التحذير عينه، دخلت اغنية "كرهني" لـ"اليسا" التي استخدمتها النجمة على خلفية  دعوتها الى الابتعاد عن سلام الايادي وتجنب المصافحة والبقاء على مسافة آمنة مع الشخص الآخر. وقد نشرت إليسا عبر حسابها الرسمي بموقع "إنستغرام" صورة لها وهي ترتدي الكمامة، مع ترداد المقطع الذي تقول فيه الأغنية "ما بدي تقرب لي، وتسلم عادي عليّ، ضلك حبني عن بُعد.." غامزة من جانبها ايضا للتقيد بالمحاذير، فالموضوع ليس مزحة و"كورونا" خطر حقيقي!

وعلى خط الضيف الذي اقفل علينا بيوتنا قسرا، لفت الفنان الشاب انطوني توما الى ما فعلته بنا "كورونا" فأجلستنا في بيوتنا في ظل وضع اقتصادي لا يكف عن التراجع. وبـ"تيك توك" نشره يغني ويعزف فيه على البيانو، ترحم توما على الايام السابقة "شو حلوي الايام اللي كنا فيها نسلم ونبوس حبايبنا.. حيث "كنا نعطس عالخفيف بلا بانيك" (خوف). وهو يكمل معاتبا بالاغنية:

 "كورونا... شو عملتي فينا... بالبيت قعدتينا ما نعمل شي... كورونا دخيلك رحمينا... والله مش ناقصنا البلد تعتير..."

[caption id="attachment_76362" align="aligncenter" width="610"] انطوني توما كورونا شو عملتي فينا؟[/caption]

و"على دلعونا"...

التراث ايضا باغاني العتابا والدلعونا دخل على خط الفيروس، وجميعنا شاهدنا الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر مجموعة من الأشخاص وهم يرتدون ملابس طبية للوقاية من "كورونا" ويؤدّون رقصة تبدأ بطريقة تشبه "الدبكة" على أغنية كلماتها عن الفيروس على لحن أغنية "الدلعونا" الفولكلورية الشهيرة.

اما آخرون وبينهم شاب يافع من طرابلس فقد اختار ان يعزف "الساكسوفون" مرة كل اسبوع من على شرفة منزله في عاصمة الشمال، بعد ان نشر اجواء ايجابية وسمع من الجيران تصفيقا حارا.

ارحل يا "كورونا"...

واذا كانت الاغاني والمعزوفات الشبابية الخاطفة عرفت رواجا كبيرا، فان تلك التراثية من حول العالم أيضا شغلت الناس على ايقاع "كورونا" السريع. وهل منا مَن ينسى كيف ردّد الايطاليون، اهالي البلد المنكوب، الأغاني الوطنية والشهيرة، وعزفوا الموسيقى من على شرفات منازلهم ونوافذها وتحديدا اغنية "سكر محلي"؟.

ومن مفاجآت الـ"كورونا" العالمية أيضا وصلتنا اغنية لصبية تونسية عرفت انتشارا عبر "يوتيوب" تعزف فيها على الغيتار، وتحمل الاغنية كلمات توجيهية في التعاطي مع الفيروس

فـ"القناع الاخضر ضرورة" و"الجل المعقم" ايضا... اذ لا للجرثومة داعية الى الاهتمام والنظافة في قلب اغنيتها وخاتمة اياها بعبارة "ارحل يا كورونا".

أما في سوريا فقد نشر الفنان الكوميدي الانتقادي الساخر ياسر العظمة عبر حسابه على "إنستغرام" مقطع فيديو - من المسلسل السوري الكوميدي "مرايا" عام 1986 - حيث تلامس الأغنية واقع "الكورونا" في يومنا الحاضر وتقول كلماتها "خيي لا تصافحني بنوب لا تلمس يدي يمكن في عندك ميكروب واللمس بيعدي...".

 ونقص الكمامات في اغنية...

وفي السياق عينه، حصدت أغنية "كمامات ما عدنة" أو "لا نملك كمامات" باللهجة العراقية للمطرب وسام الربيعي نجاحا كبيرا، وهي تشكو من نقص الكمامات في العراق، بينما أصبحت أسعارها أغلى بخمس مرات... وفيها انتقد المطرب نفاد الكمامات من البلاد وعدم اتخاذ السلطات اجراءات كافية للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، حيث يغني: "يا كورونا كمامات ما عدنا.. شحط بخشمي قلي.. مخدة ديباج؟ إذا ما كو وقاية شلون العلاج (إذ لم يكن هناك وقاية أصلا، فكيف سيكون العلاج؟)"...

في حين طالب الفنان الشعبي عمار العراقي الناس بالابتعاد عن الحب والقبلات خوفا من العدوى بالفيروس القاتل حيث يقول في مطلع أغنيته الجديدة: "ما أريد منكم بوسة.. خايف والله تعدونا.. اتركوني بحالي.. خايف من الكورونا! الكورونا هو القاتل ما عاد تفيد الندامة.. كل الناس بالشارع يلبسوا هالكمامة".

وليس بعيدا عن العراق راجت على مواقع التواصل الاجتماعي أغنية شعبية من التراث البدوي "الدحية"، تحمل كلماتها نصائح للوقاية من فيروس "كورونا"، وقد قدمها اثنان من الفنانين المشهورين في قطاع غزة بغناء هذا اللون من أغاني التراث، خاصة وان لهذا التراث البدوي العديد من المستمعين.  وفي كلمات الأغنية يقول المطربان:

"كورونا يا ضي العين (يقصد الصديق والقريب) سلام البدو بالعين"، وبذلك إشارة إلى تجنب السلام بالأيدي بين المواطنين خشية من انتقال الفيروس من المصاب للشخص السليم، كما جاء فيها "كورونا يا ضي العين لا باجي ولا أنت تجيني"، ويقصد فيها وقف الزيارات بين الأصدقاء والأقارب بسبب انتشار المرض.

ولم تنس الأغنية الشعبية "الدحية" ذكر "الكمامات الطبية" وأهميتها في منع انتشار الفيروس، وجاء فيها: "بدك تحافظ على السلامة، نصيحة حط (ضع) الكمامة".

اما سعوديا، فقد تحدى نجم العرب الفنان السعودي محمد عبده فيروس "كورونا" بمقطع فيديو نشر فيه توجيهات وتحذيرات لتجنب المرض...

[caption id="attachment_76361" align="aligncenter" width="539"] اليسا... ما بدي تسلم عليي[/caption]

و"العندليب" يحذر...

في مصر أتت التوعية من فيروس "كورونا" بشكل غير تقليدي أيضا من خلال الأغاني بهدف زيادة التوعية، وهو ما قام به المخرج المصري الشاب أحمد سداوي والمؤلف الموسيقي علاء كاسبر من خلال فرقة "Band Trend" وقد حققت الاغنية نجاحا لافتا بحيث اختيرت أغانٍ لمطربين معروفين لربطها بـ"كورونا" فكتبت على الحانها الشهيرة كلمات توافق التحذيرات من "الكورونا" وتوصيفه، كمثل "عطسة غريبة" على لحن أغنية "حاجة غريبة" لعبد الحليم حافظ وشادية، وكذلك "أنا مصري أصيل مفيش في جيبى منديل" على لحن للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم من فيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، و"فيرس 1" على لحن أغنية "نمبر وان" لمحمد رمضان، و"علشان تقولي آتش" على لحن أغنية "لسالمو نيلا" لتميم يونس.

ويقول المخرج الشاب ان هذه الأغاني اتت ليس من باب السخرية بل بهدف الوصول للناس بشكل مبسط، اذ يصل الكوميدي بشكل اسهل من الشكل التقليدي فدخلت الكلمات والتحذيرات الخاصة بالفيروس على الحان تلك الاغاني الشهيرة..

من ناحيته وبأسلوبه الساخر، حاول الفنان عصام شعبولا الدلالة الى نصائح للوقاية من فيروس "كورونا" حيث يقول في أغنية بعنوان "كورونا الحلزونة"، يؤديها مع الشاعر إسلام خليل: "خود بالك. حاسب دا كورونا فيروس مجنون. افتح شباك الشقة واشرب يانسون. بشوية مية اغسل ايدك دايما بصابون"، كما يوصي شعبولا المصريين التوقف عن الأحضان والقبلات توخيا للعدوى بفيروس "كورونا".

وفي السودان، جارة "ام الدنيا"، قدم الفنان وضّاح أحمد أغنية ساخرة حول فيروس "كورونا"، يربط فيها بين هجران حبيبته له والإصابة بفيروس "كورونا" حيث يقول في مطلع الأغنية: "هؤلاء هجرونا وأذونا يا ناس.. وكأننا نحمل فيروس كورونا منذ الصغر!". ويظهر أحمد في الأغنية وهو يرتدي كمامة، كما أنه يحمل أغنيته بجرعة كبيرة من "العطاس".

لكن الاغنية الـ"كورونية " الأشهر جاءت من فييتنام وحكومتها، وهي عبارة عن فيديو مصور بعنوان "غين كو في" "Ghen Cô Vy" (فيروس كورونا الغيور) فوصلت الى ملايين المتابعات، وهي شكلت رسالة توعوية ضد الفيروس وتمت ترجمة كلماتها الى اللغة الانكليزية، وقد ساهم الممثل الكوميدي والمقدّم التلفزيوني الأميركي "دون أوليفر" في شهرة الأغنية حين صاح خلال حلقة من برنامج Last Week Tonight on the COVID-19: "هذه الاغنية لا تصدق!".

فهل نصدق يوما ان هذا الكابوس انتهى؟