تفاصيل الخبر

«الأفكار » تكشف بالتفاصيل كيف جنّد «الموساد » محمد شوربا.. وكيف جرى اكتشافه من قبل حزب الله

31/12/2014
«الأفكار » تكشف بالتفاصيل كيف جنّد «الموساد » محمد شوربا..  وكيف جرى اكتشافه من قبل حزب الله

«الأفكار » تكشف بالتفاصيل كيف جنّد «الموساد » محمد شوربا.. وكيف جرى اكتشافه من قبل حزب الله

بقلم صبحي منذر ياغي 

Asdaa-Lubnaniya00003 ما زالت قيادة حزب الله تعيش صدمة اكتشاف عميل خطير زرعه جهاز <الموساد> في صفوف أهم الوحدات الأمنية في الحزب منذ سنوات، والمعروفة بـ<وحدة العمليات الخارجية 910>، وهي تابعة للمجلس الجهادي الذي يترأسه الحاج طلال .ح.

هذا الأمر استدعى وصول فريق من جهاز المخابرات الخارجية الايرانية (اطلاعات) الى لبنان للمشاركة في التحقيق مع المتهم محمد شوربا، وهو من مواليد بلدة مركبا، ويعتبر بمنزلة معاون مسؤول <الوحدة 910>.

واعتبر مصدر في حزب الله ان اكتشاف محمد شوربا ليس الا جزءاً من حرب استخباراتية مستمرة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، تمكن فيها الحزب من تحقيق إنجازات أمنية مهمة في هذا المجال، وما اكتشاف شوربا إلا جزءاً من هذه الحرب، ومن هذه الإنجازات الأمنية التي يحققها حزب الله ويعتبر ضربة موجعة لـ<الموساد>.

بركان لقبه <هيثم>

ولكن ما قصة شوربا؟ وكيف جرى تجنيده لصالح استخبارات العدو؟ وكيف جرى اكتشافه؟

وفق معلومات خاصة حصلت عليها <الأفكار> من أوساط مقربة من حزب الله، ان محمد شوربا كان من أبرز المسؤولين السريين في <الوحدة 910>، ولقبه كان (هيثم)، وكان مقرباً من القيادي عماد مغنية حتى انه شارك مع مغنية في استدراج العقيد الاسرائيلي <الحنان تننباوم> الى لبنان في تشرين الاول/ أكتوبر من العام 2000، وجرى اعتقاله لدى الحزب، ومحمد شوربا غير معروف حتى من قبل أكثر مسؤولي الحزب وعناصره، يجيد الانكليزية، والعبرية بطلاقة، وعلى تواصل دائم مع مسؤوليه المباشرين.

أبو تراب

وتؤكد المصادر ان <الموساد> الاسرائيلي تمكن من التوصل لمعرفة شخصية(هيثم) الحقيقة، من خلال المعلومات التي سبق ان أدلى بها لجهاز الاستخبارات الاميركية العميل محمد الحاج (أبو تراب)، الذي كان من أبرز مسؤولي الوحدة الصاروخية في حزب الله، واكتشف تورطه مع <السي اي ايه> عام 2011 ، وما زال معتقلاً لدى سجون الحزب في الضاحية الجنوبية.

فتش عن المرأة!

منذ تلك الفترة، بدأ <الموساد> يخطط للوصول الى شوربا، والعمل على تجنيده لصالحه، مستخدماً سيدة أوروبية على قدر كبير من الجمال، تمكّنت بدهائها من التعرف الى شوربا، وأقامت معه علاقة جنسية وكانت تتردد الى لبنان، وتلتقي به في شقة في بيروت، بسرية مطلقة، وتمكّنت هذه المرأة من توريطه، وتجنيده للعمل لصالح <الموساد> الاسرائيلي.

الشكوك من حوله..

ووفق المصادر، ان الشكوك حول شوربا وتحركاته المشبوهة بدأت عندما كانت <الوحدة 910> تصاب بإخفاقات وفشل في معظم عملياتها العسكرية في الخارج، خاصة وان التحضير لمثل هذه العمليات كان يجري في إطار حلقة ضيقة، من بين أفرادها محمد شوربا. وتذكر المصادر بعض العمليات الخارجية التي فشلت والتي حاول حزب الله تنفيذها في بعض البلدان ضد المصالح الاسرائيلية، ومنها في عام 2008 وأدت الى اعتقال عنصرين في حزب الله هما علي كركي، وعلي نجم الدين، في العاصمة <باكو>، قبل قيامهما <بالتحضير لعملية ضد السفارة الاسرائيلية>.

وفي شهر حزيران/ يونيو2013، عندما جرى اعتقال ثلاثة من اللبنانيين، وهم عبد الله طحيني، ومصطفى فواز، وطلال روضة، على يد الاستخبارات النيجيرية، والعثور على مستودع أسلحة لحزب الله في شمال نيجيريا.

وفي تايلاند في شهر نيسان/ أبريل 2014، جرى اعتقال عنصرين من الحزب هما: يوسف عياد، وداود فرحات اللذان كانا يحضران عملية عسكرية لقتل سياح اسرائيليين.

وفي <البيرو> مؤخراً، جرى اعتقال عنصر حزب الله محمد همدر وبحوزته متفجرات..

تشديد المراقبة

لذا، فإن الشكوك حول دور شوربا في فشل العمليات دفع بجهاز الاستخبارات العامة في حزب الله، المعروف بـ<الوحدة 900>، الى تشديد المراقبة على تحركاته وتنقلاته وأسفاره، وتولى عملية مراقبته الدائمة فريق أمني برئاسة أحد ضباط الاستخبارات الخارجية الايرانية (اطلاعات).

الفريق الأمني توصل الى أدلة غير دامغة حول تورط شوربا، إلا ان القشة التي قصمت ظهر البعير كانت عندما قام مسؤول أمني في حزب الله لقبه (ادهم)، بخطة تمكن من خلالها من اكتشاف حقيقة دور شوربا، عندما أدلى أدهم أمامه بمعلومات وهمية عن عملية عسكرية خلال 48 ساعة سوف يقوم بها عناصر من حزب الله بمعاونة الاستخبارات الايرانية في ايطاليا، ضد السفارة الاسرائيلية، ذاكراً أمام شوربا عنوان الشقة التي يلتقي فيها العناصر- وهي في الحقيقة كانت شقة عادية لامرأة مسنة - واذ بالشرطة البريطانية تقوم بمداهمة الشقة في اليوم التالي، أدرك المعنيون في الحزب ان شوربا متورط بالعمالة حتى أذنيه، فألقي القبض عليه.

وبدأ التحقيق

تمكن محمد شوربا (هيثم) من التماسك والصمود خلال التحقيق، رغم الضغوطات التي مورست عليه، وظل مستمراً في الإنكار، ولكن بعد خضوعه لضغوطات نفسية ومواجهته بأدلة حاسمة، انهار واعترف بتفاصيل خطيرة من بينها دوره في المساعدة في اغتيال القيادي عماد مغنية في دمشق، والمسؤول في الوحدة الالكترونية في الحزب الحاج حسان اللقيس في بيروت، وإفشائه لأسرار <الوحدة 910>، وأسماء قيادييها وعناوينهم.. وغيرها من معلومات أذهلت المحققين.

ومن أبرز المعلومات التي اعترف شوربا بنقلها لـ<الموساد> الاسرائيلي خطة عسكرية كانت القيادة الايرانية قد وضعتها بالتنسيق مع قيادة حزب الله، حول كيفية المواجهة مع العدو الاسرائيلي، في حال قيامه بهجوم على لبنان، وكان الجنرال الايراني محمد.س. والمسؤول العسكري في حزب الله الحاج (عبد القادر) أبرز من أشرفا على وضع هذه الخطة.

عماد-مغنية

وتؤكد المصادر ان التحقيقات مع شوربا مستمرة، خوفاً من وجود عناصر او خلايا داخل حزب الله قام بتجنيدها او تشغيلها لصالحه. كما ان التحقيقات معه أظهرت انه كان بصدد السفر نهائياً الى ألمانيا قبل افتضاح أمره، والاقامة فيها بصورة نهائية.

تغيير وتطهير

إلا ان قضية شوربا كان لها تردداتها على الوضع الداخلي في الحزب، حيث ارتفعت الاصوات التي اعتبرت ان الاهتراء بدأ يصيب أجهزة حزب الله الذي كان معروفاً بكونه من الاحزاب الحديدية التي يصعب اختراقها، وان هذه القضية تطرح اشكالية داخل الحزب، يجب معها العمل على اجراء تغييرات وعملية تطهير تنظيمية، وتشديد المراقبة والسرية والكتمان.

وحسب المصادر أصبح من المتوقع ان يقوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالإطلالة في أقرب مناسبة لشرح ما جرى حول قضية شوربا، بهدف رفع المعنويات وتوضيح الموضوع لدى قاعدة الحزب المصابة بالصدمة والذهول.

من هنا - ترى الاوساط- ان قرار إلغاء <الوحدة 910> وإيقاف نشاطاتها وتحركاتها بات مطروحاً على بساط البحث لدى قيادة الحزب، بالتنسيق مع الأمين العام السيد حسن نصرالله، بسبب قيام شوربا بكشف أهم أسرار هذه الوحدة وطريقة عملها للعدو الاسرائيلي.

و<الوحدة 910> في حزب الله - كما تشير المصادر - جرى تأسيسها عام 1983على يد القيادي عماد مغنية، بالتعاون مع ضباط من الاستخبارات الايرانية الخارجية (اطلاعات)، وهي من أهم وحدات المجلس الجهادي في الحزب، ويخضع عناصرها لتدريبات قاسية في لبنان وايران، ولديها خلايا نائمة في عدد من الدول، وتركيبتها وميزانيتها مستقلة عن تركيبة الحزب، وعناصرها غير معروفين ويتبعون السرية المطلقة في تحركاتهم ونشاطاتهم.

ويبقى السؤال: هل ستكشف الحرب الاستخباراتية الضروس بين حزب الله واسرائيل عن الكثير من المفاجآت في الشهور المقبلة، وعن احتمال اكتشاف خلايا أخرى نائمة زرعها العدو في صلب مجتمعنا معتمداً دوماً على أصحاب النفوس الضعيفة التي تتهاوى أمام إغراءات المال والنساء والملذات؟