تفاصيل الخبر

”الأفكـــار“ فــي جـــــرود مفتوحـــــة علـى كـــل الاحتمــــالات  

23/06/2017
”الأفكـــار“ فــي جـــــرود مفتوحـــــة علـى كـــل الاحتمــــالات   

”الأفكـــار“ فــي جـــــرود مفتوحـــــة علـى كـــل الاحتمــــالات  

بقلم علي الحسيني

6  

يحتاج زائر بلدة عرسال البقاعية هذه الفترة، إلى عناء شديد ليصف وضعها الأمني الذي يُشبه إلى حد كبير البراكين الهادئة التي قد تنفجر في أي لحظة نتيجة العوامل الطبيعة، مع فارق أن الانفجار في حالة عرسال قد يتأتى نتيجة العوامل العسكرية والأمنية التي تُحضّر في الخفاء لقلب الوضع القائم اليوم في بلدة تُستباح يومياً ويكبر هواجس الخوف لدى سكانها نتيجة تعاظم الأمور واستفحالها والذهاب نحو حل عسكري قد تتكاثر تداعياته السلبية وارتداداته العكسية على الأهالي المُحاصرين بين أعباء النازحين في المخيمات، واستملاك الإرهابيين لجرودهم والاملاك.

 

مرارة عرسال وأهلها

تتضافر الجهود في كل ما يتعلق بقضية الجرود لتجنيب عرسال وأهلها حرب مُحتملة تقف خلف أبواب غير مُحكمة الاقفال يُمكن لأي طرف أن يعبث بها ويفتحها على مصرعيها للإطلالة على فتنة حرب سيكون لها انعكاسات وتداعيات على كل من يسكنها أو يتخذها رهينة لأهداف ومصالح إقليمية قضت باحتلال جزء من أراضي لبنانية واسر أعداد من جنود جيشه لا يزال الغموض يكتنف مصيرهم ويُخبئ الكثير من الأسرار وراء الجبال والتلال. لكن في مواجهة كل هذا الخوف والذعر الناجم عن كل ما تختزنه عرسال وجرودها، ثمة جيش متأهب يقف بشموخ على جبال حولها إلى حصون ومساحات وسهول حولها الى سجون يُحاصر فيها الجماعات الارهابية ويُذيقها مرارة الألم بعد ان حوّل حصونها وقلاعها إلى ركام وشردها في البادية الجردية تتنقل حائرة على مساحات ارتد عنها الأمن والأمان وحل مكانهما ازيز رصاص المؤسسة العسكرية وقذائف مدافعها التي تلاحق أوكار الارهاب وفلوله من بقعة جغرافية الى أخرى، وما تعجز عنه الاصابات على الارض، تتكفل به الطائرات المروحية والمسيّرة من الجو.

يبلغ عدد سكان عرسال 45 الف نسمة تقريباً، وهو عدد كان لغاية بداية الحرب السورية عام 2011، يتفاعل مع كافة المراحل التي كان يمر بها البلد خصوصاً المناطق الحدودية حيث الناس هناك كانوا يعتاشون على الزراعة وعلى عمليات التهريب بين لبنان وسوريا سواء الاسلحة او المواد الغذائية أو مادة المازوت. وفي عرسال كانت معظم التجارة تعتمد على المقالع ومعامل البلاط والغرانيت وهو امر يُعزّز مكانة <الحجر> العرسالي الموصوف في عمليات البناء العمراني. أما بعد الحرب السورية، فقد ازداد حجم معاناة <العراسلة> بسبب ازدياد عدد السكان في البلدة بعد نزوح ما يُقارب الـ105 الاف نازح معظمهم جاؤوا من قرى القلمون وأيضاً من ريفي حمص ودمشق، أي أزداد عدد السكان الى ثلاثة اضعاف العدد الحقيقي لسكان عرسال، وهو الأمر الذي يولد اليوم اختناقاً في المساحة والعيش بالإضافة الى الامن حيث يكثر الفلتان الأمني داخل مخيمات النازحين وخارجها.

الخوف من مخيمات النازحين

حزب-الله-في-القلمون-الغربي----5  

أن تطأ قدماك بلدة عرسال اليوم، فهذا يعني أنك بدأت تلمس عن قرب حجم معاناة اهل هذه البلدة التي كانت من أوائل المناطق التي استقبلت السوريين الذين نزحوا من قراهم وبلداتهم باتجاه الحدود اللبنانية، تماماً كما تشعر بأنك أصبحت على مسافة قريبة من أمكنة تحتلها الجماعات الإرهابية وتشكل منها منطلقاً للقيام بأعمال إرهابية وعدائية، تطال اللبنانيين بكافة تلاوينهم واطيافهم المذهبية والطائفية وتحديداً الجيش اللبناني المرابط في اعالي الجبال ويمنعها من التجرؤ مجدداً على دخول الأراضي اللبنانية ويستهدفها بشكل يومي ويوقع في صفوفها العديد من الخسائر. وفي بلدة عرسال، تكثر الهواجس الناجمة عن الحجم المتزايد الذي تتصف به مخيمات النزوح في البلدة وهو ما يُزيد الوضع القائم سوءاً ويُضاعف حجم المعاناة. وهنا يقول أحد وجهاء البلدة، <إن الذين فتحنا لهم البيوت والمساجد وأقمنا لهم المخيمات بيننا وأمددناهم بكافة المساعدات، باتوا يشكلون خطراً علينا وعلى عائلاتنا، إذ لم يعد بمقدور أي شخص أن يسير داخل البلدة في ساعات محددة ومن دون حراسة من الاهل أو الأصدقاء، خوفاً من التعرض للسلب أو القتل. والكلام هنا تحديداً عن النساء والأطفال>.

يُمكن للخوف أن يتصاعد بداخل <العراسلة> ولدى الدولة اللبنانية بشكل عام، عندما تقترن المعلومات بالدلائل لجهة وجود أسلحة متنوعة داخل مخيمات النازحين، فالمعلومات الواردة من هذه المخيمات نتيجة عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية، تشير إلى أن العديد من النازحين هم في غالبيتهم من المؤيدين للجماعات المسلحة في الجرود المنقسمة بين تنظيم <داعش> وجبهة <فتح الشام> و<الجيش السوري الحر> و<سرايا أهل الشام>، ويقوم بعض هؤلاء النازحين، بتأمين معظم احتياجات الجماعات المسلحة من مآكل ودواء وشرب ومازوت. واللافت انه عند وجودنا في جرود البلدة وأثناء جولة ميدانية مع الفوج التاسع في الجيش على الجرود، علمنا أن وحدة من مخابرات الجيش، ألقت القبض على لبنانيين وسوريين كانوا يهربون داخل شاحنة، مواد لصناعة المتفجرات لتلك الجماعات وكانوا يضعونها تحت حمولة أحجار تحت غطاء انها متجهة صوب المقالع في الجرود. وهذا الأمر يتطلب مضاعفة عمليات المراقبة والجهوزية للجيش الذي تقوم دورياته بشكل متواصل، باستكشاف الطرق بحثاً عن عبوات يُمكن ان يكون الإرهابيون النصرة-في-الجرود----4 وضعوها على جوانب الطرقات.

وعلى الرغم من التأفف الدائم الذي يبديه سكان المخيم من عمليات الدهم المستمرة على يد القوى الأمنية اللبنانية على حد وصف بعض المسؤولين عن المخيم، تؤكد مصادر أمنية ان عمليات الدهم هذه تسفر في غالبيتها عن كشف اعتدة عسكرية ومناظير ليلية وأيضاً عن مطلوبين للقضاء اللبناني لهم علاقات باعتداءات على عناصر للجيش وعلى نقاط عسكرية، ومن بين هؤلاء سوريون وفلسطينيون ولبنانيون، وهناك أيضاً عناصر مسلحة تتسلل من الجرود بين الحين والآخر الى داخل هذه المخيمات إما بهدف ايصال بعض الاسلحة وإما بهدف زيارة عائلاتهم او أشخاص لهم ارتباط بهم. ويكشف مصدر أمني آخر انه في احدى عمليات الدهم التي حصلت منذ فترة عُثر على كمية من الاسلحة داخل خيمة تعود لسيدة عجوز في الثمانين من عمرها، ولدى استجوابها انكرت معرفتها بوجود الأسلحة وبالجهة التي وضعتها داخل خيمتها، وهذا يؤكد أن هناك محاولات مستمرة للتمدد الى داخل خيم النازحين، علماً ان هذا الأمر ينعكس في الغالب بشكل سلبي على جميع النازحين وليس على جهة أو شخص محدد.

الجماعات الارهابية عددها وتوزعها في الجرود

من المعروف ان تنظيمي <داعش> و<النصرة>، هما الجهتان اللتان تُسيطران على الجرود المُحيطة ببلدة عرسال مع وجود محدود لفصائل أخرى منها <الجيش السوري الحر> وبعض الجماعات التي تتبدل اسماؤها وطُرق توزيعها بين فترة واخرى لأسباب تتعلق بطبيعة دعمها وإنقساماتها وانقلاباتها على بعضها البعض، وغالباً ما تتعرض هذه الفصائل إلى عمليات غدر واغتيالات تفضي الى سقوط قادة وعناصر من الاطراف كافة، مع تسجيل ملحوظ لعمليات الغدر التي يقوم بها <داعش> بشكل خاص بعدما باتت عناصره محاصرة من الجهتين اللبنانية والسورية مؤخراً بعد سيطرة الجيش السوري و<حزب الله> على المناطق الحدودية السورية واغلاقها بشكل محكم. وهو امر بات يُشكل هاجس لهذا التنظيم الضائع بين مساحات الجرود والباحث عن بقعة أمان يُمكن أن تحميه من الضربات التي تلاحقه من الجهتين اللبنانية والسورية وتحديداً مدفعية الجيش التي تترصد تحركاته في الليل والنهار، وتمنعه من تحقيق أي اختراق يُمكنه من النفاد الى الداخل اللبناني.

ومن المعروف أن طريقة السيطرة في الجرود، لا تثبت على حال واحد إذ إن عمليات الانتقال بين الأمكنة، أصبحت هاجساً لهؤلاء وتحديداً <داعش> الذي لم يعد يجد لنفسه مستقراً ثابتاً، على <النصرة> التي تبعد نقطتها عن مراكز الجيش وتحديداً موقعي <ضهر الجبل> و<ثنية الفاكهة>، أقل من 400 متر ويبدو أن هناك حالة تتصف بالمستقرة، قائمة بين الجيش و<النصرة> التي تكتفي بصد هجمات <داعش>. ومن المعروف أن <النصرة> سبق أن تعرضت لهجوم مباغت من <داعش>، تعرضت خلاله لخسارة كبيرة في الأرواح ادى الى سقوط أكثر من 20 قتيلاً و10 جرحى، ويومئذٍ سمح لها الجيش بإخراج الجرحى عبر سيارات تابعة للصليب الأحمر، لتلقي العلاج في جب جنين. لكن هذا الأمر تعزوه مصادر ميدانية ليس لأسباب تتعلق بعلاقة خاصة بين الطرفين، بل لأسباب إنسانية خصوصاً وان <النصرة> سبق أن اجرت مفاوضات مع الدولة في-مواجهة-داعش----1اللبنانية، أفضت إلى اخراج العسكريين الذين كانت تحتجزهم ضمن عملية التبادل المعروفة.

يُقدر عدد المسلحين كافة المنتشرين في الجرود بحسب مصادر متابعة للوضع الميداني هناك، بما يُقارب الثلاثة الاف مقاتل موزعين على الشكل الآتي: 1200 لـ<داعش>، 700 لـ<النصرة> والبقية يتوزعون على بقية الفصائل الموجودة هناك. ومن المعروف أن <داعش> وحده، قد خسر حتى اليوم في الجرود، ما لا يقل عن 2000 مقاتل سواء من خلال المواجهات مع الجيش أو <حزب الله>، او خلال المعارك التي تدور مع الفصائل المسلحة الأخرى لا سيما <النصرة> التي خسرت بدورها أيضاً، أضعاف عددها الحالي. وللتذكير فإن <داعش> يتعمد الإبقاء على مسافة بعيدة مع الجيش تزيد عن ستة كلم وضمن بقع جغرافية متعجرة، حتى لا تُصيبه مدفعية الجيش بشكل مباشر. كما وأن عملياته ضد <النصرة>، تتم من خلال عمليات تسلل ليلية، يستخدم فيها سلاح الهاون، وهو لا يمتلك على الاطلاق اي سلاح مدفعي بعيد المدى بحسب ما تؤكد المصادر.

 

من أين يأتي <داعش> بسلاحه؟

 

على الرغم من الحصار المُطبق والمفروض على مسلحي <داعش> في الجرود، ثمة أسئلة كثيرة تتعلق بكيفية حصوله على السلاح والمؤن الغذائية ووسائل التدفئة خلال فصول الشتاء، بالإضافة عمليات التواصل مع الخارج تحديداً الجهات التي تمده بكافة متطلباته. في هذا الصدد تؤكد مصادر خاصة أن لـ<داعش> وجوداً في الجرود، يزيد عن ثلاث سنوات وهو خلال كل هذه الفترة، أمّن تحصيناته وشق طرقات خاصة وملء مخازنه بكافة أنواع الاسلحة ووزعها بطريقة مدروسة ضمن نقاط محددة في الجرود التي يمكنه الوصول اليها بسهولة. ويعتمد التنظيم بشكل خاص على عاملين للتزود بالطعام: إما من خلال عمليات السرقة التي تقوم بها عناصره أثناء الليل سواء للمحاصيل الزراعية والمزروعات في القرى والبلدات القريبة من الجرود اللبنانية والسورية، وإما من خلال الاتفاق مع الرعاة الذين يتركون ما يُتفق عليه من بقر أو غنم أو ماعز، او بعض الدواجن ضمن مساحات قريبة من وجود التنظيم، مقابل كميات من المال. وعادة ما يتم التواصل بين الجهتين، عن طريق الهواتف الخلوية خصوصاً وكما هو معروف، فإن الخناق-يشتد-على-داعش-في-الجرود---3 داعش ينشط بشكل كبير في هذا المجال.

وفي مجال آخر، يتمكّن <داعش> من خلال المعارك التي يخوضها ضد الفصائل المسلحة الأخرى في غالب الاحيان في الجرود، من السيطرة على غنائم عسكرية ولوجستية وتموينية، تمكنه من الصمود ولو لبعض الوقت في الأوقات الحرجة. وعلى الرغم من حلم <داعش> المتيقظ في أفكار هذا التنظيم وهو إيجاد إمارة له في لبنان تطل على البحر بعد تمكنّه من خلق بيئة آمنة وحاضنة في الشمال وتحديداً عكار، تؤكد مصادر عسكرية لـ<لأفكار> ان هذا الحلم قد تكسّر على صخرة المؤسسة العسكرية وأبنائها المنتشرين في الجرود والذين يترصدون حركات وتحركات هؤلاء الإرهابيين. ولذلك لا أمل على الإطلاق لا بإقامة هذه الخلافة في لبنان، ولا حتى العودة إلى مراكز تم طردهم منها مثل <تلة الحمرا> و<ضهر الجبل> و<ثنية الفاكهة>. ويذهب المصدر إلى اكثر من مجرد حلم أو التفكير في استعادة مواقع ليجزم بأن أقصى حلم يعيشه <داعش> في الجرود هذه الأيام، أن تبقى عناصره على قيد الحياة إلى أن يجدوا مخرجاً لهم. وأخر عمليات الكي لهم في حال ظل الوضع على ما هو عليه، إما تسليم أنفسهم، وإما القيام بعمليات إنتحارية أو <إنغماسية> قد يظنون أنهم يستطيعون من خلالها تحقيق ما عجزوا عنه خلال المواجهات.

 

جهوزية الجيش اللبناني

 

في قراءة في مشهدية أي معركة حسم يُمكن أن يُنفذها الجيش قريباً ضد الجماعات الإرهابية، من الطبيعي أن يكون توقيتها مرتبطاً أيضاً بالظروف السياسية والمفاوضات التي تسير على أكثر من خط لجهة ما يتعلق بخروج <النصرة> من الجرود والجهة التي سوف تُحدد لذلك، وهو الأمر الذي يجعل الجيش في حالة جهوزية تامة ودائمة لأي استحقاق عسكري قد يواجهه، علماً بأن أي تطور من هذا النوع، يحتاج أيضاً الى مواكبة سياسية من الحكومة التي ستكون معنية بمواجهة هذا الاستحقاق سياسياً في الداخل والخارج. والملاحظ أن الحكومة الحالية لم تألُ جهداً في تقديم كافة أنواع الدعم للمؤسسة العسكرية، سواء الدعم المعنوي أو المادي المتمثل بالهبات العسكرية التي تُقدمها مجموعة من الدول.

بدورهم ضُباط الجيش وعناصره في الجرود، في حالة استنفار دائمة، فوهة المدافع والبنادق موجهة على الدوام باتجاه الجرود. يقول أحد الضباط <لدينا مناظير ليلية تُمكننا من مراقبة معظم التحركات، لكننا بحاجة إلى معدات أكثر تطوّراً>. كل هذه المعنويات تجعل من عرسال اليوم، بلدة آمنة إلى حد كبير مع خوف دائم من بعض محاولات الإختراق باتجاه الأراضي اللبنانية ومن المعارك التي تحصل بين المسلحين أنفسهم وهو ما ينعكس دائماً على وضع المخيمات في البلدة خصوصاً وأن عناصر من <داعش> تعمد بين الحين والآخر إلى التقدم نحو الجهة اللبنانية حيث تقوم بقصف مواقع الجيش بقذائف الهاون. في حين أن مدافع الجيش من نوع 130 ملم موزعة بشكل متشابك <عنكبوتي> ما يُمكّنها من منع أي عملية تسلل أو اختراق عسكري من أي جهة كانت.

 

أين أصبحت التسوية؟

استنفار-على-الجبهة---2

كانت دعوة الأمين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله للجماعات الأرهابية في الجرود لإخلاء مواقعها بعد تأكيده بأن لا أفق لاستمرار وجودها هناك، كثرت المعطيات حول التسوية التي دخلها الحزب مع الجماعات هذه لدرجة ان هناك من راح يؤكد بأن الحل أصبح على مشارف الاسبوع الذي تحدث فيه نصر الله. لكن المعطيات على الأرض تؤكد أن النازحين الذين عادوا منذ اسبوعين تقريباً إلى بلدة عسال الورد، إنما عادوا من تلقاء أنفسهم وليس ضمن صفقة او تسوية، فلهؤلاء منازل وأرزاق في مناطق محددة أصبحت اليوم أمنة بالمطلق بعد سيطرة النظام السوري عليها. مع العلم ان جميع الاطراف، هي من طلبت من الجيش مرافقة العائدين إلى حين بلوغهم اول نقطة عسكرية للنظام السوري.

وتؤكد مصادر خاصة، ان هذه العودة لاقت استحساناً لدى الجهات المتقاتلة في الجرود خصوصاً بين <حزب الله> و<النصرة>، وقد تؤدي إلى استلحاقها بدفعة اخرى ربما تفوقها عدداً، لتأكيد الطرفين على حسن نياتهما ولو كخطوة أولية على طريق حل يبدو طويلاً نوعاً ما لاعتبارات لا تتعلق بطرفي التسوية فقط بل تتعداهما لتصل إلى دول اقليمية لا ترى في أجواء المشهد اليوم، حاجة ضرورية لاستباق الأمور وتقديم تنازلات قد يحتاجونها في مراحل لاحقة. لكن هذا المشهد قد يكتمل أو يُنجز بعد عيد الفطر.

<الأفكار> أصرّت على استقصاء معلومات حول حقيقة ما يُشاع عن مقتل امير القلمون في <النصرة> أبو مالك التلي. أخر المعلومات المتعلقة بهذا الشأن، تفيد ان التلي كان أصيب برجله وبجزء من جسده، لكن الإصابة لم تكن بالغة. وهو لا يزال على قيد الحياة إلا أنه اوكل خلال هذه الفترة أحد المقربين منه، الإنابة عنه في بعض الأمور لا سيما تلك التي تتطلب جهد جسدي، في وقت ما زال هو المرجع الديني والعسكري لجماعاته.