تفاصيل الخبر

الاضاءة الاسرائيلية مجدداً على ”الجدار الاسمنتي“ هدفها طمأنة الداخل للحد من الهجرة العكسية!

28/09/2018
الاضاءة الاسرائيلية مجدداً على ”الجدار الاسمنتي“  هدفها طمأنة الداخل للحد من الهجرة العكسية!

الاضاءة الاسرائيلية مجدداً على ”الجدار الاسمنتي“ هدفها طمأنة الداخل للحد من الهجرة العكسية!

 

مسألة أقامة اسرائيل الجدار الاسمنتي الفاصل مع الحدود اللبنانية الجنوبية عادت الى الواجهة من جديد خلال الأسبوع الماضي ولكن هذه المرة بقرار اسرائيلي وليس بقرار لبناني. فبعد أسابيع من التعتيم الإعلامي عما يحصل على الحدود الجنوبية من جهة اسرائيل، كان لافتاً استدعاء القيادة العسكرية الاسرائيلية للمراسلين الأجانب المعتمدين في تل أبيب واصطحابهم في جولة الى الجدار الاسمنتي التي شرعت اسرائيل ببنائه على طول الحدود قبالة لبنان، بدلاً من السياج الشائك الذي ثُبّت مع <الخط الأزرق> بعيد الانسحاب الاسرائيلي العام 2000، وهو جدار يمتد على مسافة 130 كيلومتراً، أي على طول الحدود، بنت منه اسرائيل حتى الآن 11 كيلومتراً من الجدار، ويتوقع أن تبلغ الكلفة الاجمالية نحو 472 مليون دولار، وهو بارتفاع تسعة أمتار من ضمنها شبكة من الأسلاك الفولاذية التي تغطي القسم الأكبر منه على غرار الجدار الذي يفصل الضفة الغربية عن الأراضي الأخرى. ومعلوم ان مدة بناء الجدار هي مبدئياً سنتين إذا تم توفير التمويل اللازم له، كما يقول الاسرائيليون.

ما قاله الضباط الاسرائيليون الذين رافقوا الاعلاميين الأجانب في شرحهم لأسباب بناء الجدار، لم تختلف عما يتردد دائماً على لسان المسؤولين الاسرائيليين لاسيما لجهة <تلافي احتمال وقوع عمليات اطلاق نار وتسلل يلوّح حزب الله دوماً انه في صدد تنفيذها، إضافة الى الحاجة للمراقبة>. واستمع الاعلاميون الى <تبريرات> لتشييد الجدار من مثل <التهديدات اللفظية التي يطلقها حزب الله منذ العام 2011>، وغيرها من الحجج التي تركت علامات استفهام في الأوساط العسكرية والديبلوماسية على حد سواء خصوصاً ان الجانب الاسرائيلي ادعى بأنه ينسق في عمله مع القوات الدولية العاملة في الجنوب <اليونيفيل> التي تحيط بدورها الجيش اللبناني من خلال فريق الارتباط العسكري. ولاحظ المراسلون خلال الجولة ان الضابط الاسرائيلي الكبير الذي رافقهم لم يتحدث عن <المكونات> الأخرى التي يتألف منها الجدار، غير الاسمنت، على رغم الأسئلة الكثيرة التي طرحت عليه فقد اكتفى بالقول انها مكونات <تجعل الرؤية أفضل بكثير>!

رسالة الى الداخل الاسرائيلي

مصادر لبنانية معنية بالوضع على الحدود، أشارت الى ان وراء الجولة الإعلامية التي نظمها الاسرائيليون رسالة تطمينية الى الداخل الاسرائيلي لاسيما بعد ارتفاع نسبة الهجرة العكسية من اسرائيل وتراجع منسوب الهجرة اليهودية الى الداخل الاسرائيلي خصوصاً بعد تزايد المخاطر الأمنية التي جعلت المجموعات اليهودية الراغبة بالعودة <تفرمل> اندفاعها. وتضيف المصادر نفسها ان الحرص الاسرائيلي على تسريب معلومات حول <فوائد> هذا الجدار اسرائيلياً، يؤكد حجم المخاوف التي لدى المسؤولين الاسرائيليين من ردود الفعل الشعبية داخل اسرائيل القلقة من المعلومات التي تروجها المصادر الاسرائيلية نفسها عن <تنامي> قدرات حزب الله العسكرية وقوة ترسانته، بالتزامن مع كثرة كلام المحللين الاسرائيليين عن <تآكل القدرات الردعية للجيش الاسرائيلي>. وما يزيد من كون الحملة الاعلامية تستهدف الداخل الاسرائيلي وليس الخارج، ما نسب الى الضباط الاسرائيليين المواكبين للإعلاميين عن <استعادة الطمأنينة المفقودة لدى الجمهور الاسرائيلي العريض>. ولا تفصل المصادر اللبنانية المعنية بين <الاستعراض> الإعلامي الاسرائيلي على طول الحدود، وبين التطورات العسكرية المتسارعة في الحرب السورية لاسيما بعد اتساع رقعة المناطق التي استعادها النظام السوري مباشرة أو عبر حلفائه من مسلحي تنظيم <داعش> وأخواته من التنظيمات الارهابية الأخرى، خصوصاً ان الاسرائيليين الذين دخلوا طرفاً مباشراً في الحرب السورية من خلال الغارات شبه الدائمة على مواقع سورية، ينظرون بقلق الى التطورات العسكرية التي تصب في مصلحة النظام السوري لاسيما لجهة استعادته السيطرة على عدد من المناطق ومنها المتاخمة للجولان المحتل على رغم ان الجيش الروسي يتابع تسيير دورياته على طول الخطوط الفاصلة تفادياً لحصول أي احتكاك بين الجيشين السوري والاسرائيلي.

متابعة لبنانية

وأشارت المصادر نفسها الى ان الجانب اللبناني يتابع عملية بناء الجدار الاسمنتي بدقة وحذر، وان ما تم تشييده حتى الآن لم يقترب من الأراضي اللبنانية ولا من النقاط المتنازع عليها على طول <الخط الأزرق>، لكن ذلك لا يعني ان احتمال <الخرق> ليس وارداً لاسيما بعد تعثر المفاوضات التي ترعاها قيادة <اليونيفيل> للوصول الى رسم نهائي للحدود الجنوبية اللبنانية وذلك بسبب الممانعة الاسرائيلية في التراجع عن مطالبها بتعديل الحدود عند رأس الناقورة وقبالة مستعمرة مسكفعام في منطقة العديسة، ورفضها ان يصل الترسيم الى حدود مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكذلك الانسحاب من الشطر الشرقي من بلدة الغجر الحدودية. وتشير معلومات الجانب اللبناني ان المكونات التي ستوضع على الجدار والذي يمتنع الاسرائيليون عن الكشف عنها تتضمن بناء أبراج الكترونية مجهزة للرصد والمراقبة في مدى جغرافي بري يصل الى حدود 25 كيلومتراً، واستحداث حقول ألغام متطورة تلي الجدار مباشرة، إضافة الى حفر خنادق بعمق 6 أمتار مجهزة بعبوات جاهزة للانفجار عند حدوث أي اهتزازات.