تفاصيل الخبر

الآباتي هاشم أصغر رئيس عام للرهبانية اللبنانية المارونية على مثال البابا ”فرانسيس“ في ”التواضع والعفة والإيمان“!    

19/08/2016
الآباتي هاشم أصغر رئيس عام للرهبانية اللبنانية المارونية  على مثال البابا ”فرانسيس“ في ”التواضع والعفة والإيمان“!      

الآباتي هاشم أصغر رئيس عام للرهبانية اللبنانية المارونية على مثال البابا ”فرانسيس“ في ”التواضع والعفة والإيمان“!    

الاباتيبعد ستة أعوام على <انتخاب> الآباتي طنوس نعمة رئيساً عاماً للرهبانية اللبنانية المارونية (الكسليك) بقرار مباشر من الفاتيكان شكل سابقة في حياة الرهبانيات المارونية التي تتبع كنسياً وادارياً الكرسي الرسولي، مارس الرهبان الأسبوع الماضي <ديموقراطية كاملة> في انتخابهم المجلس الجديد للرهبانية لمدة ست سنوات جديدة برئاسة الآباتي نعمة الله هاشم الذي كان مديراً في المجلس السابق الذي ترأسه الآباتي نعمة. غير ان هذه <الديموقراطية> لم تكن لتتحقق في العملية الانتخابية لو لم <يتأكد> الفاتيكان سلفاً بأن أكثرية الرهبان سوف تصوّت للآباتي هاشم الذي تنطبق <مواصفاته> على تلك التي حددها البابا <فرانسيس> لرجال الدين الكاثوليك للتشبه به في التواضع والزهد وخدمة الفقير والمحتاج ونجدة المظلوم، ونبذ المظاهر <البراقة> في المجتمع وكل ما يتعارض ونذورات الرهبان في الطاعة والعفة والإيمان. وهكذا نجحت الرهبانية اللبنانية المارونية في اختيار مجلسها الجديد بالتنسيق مع الكرسي الرسولي وليس بقرار منه كما حصلت قبل ستة أعوام حين نقلت صناديق الاقتراع من دون أن تُفتح مباشرة من الكسليك الى روما حيث تولى القيمون في الدوائر الفاتيكانية <فرز> الأصوات واعلان النتائج التي أقامت يومها <توازناً> بين الفريقين اللذين خاضا الانتخابات (2 ــ 2) وأتى العضو الخامس من غير المرشحين بقرار من البابا السابق <بنديكتوس السادس عشر>!

مصادر في الرهبانية أكدت لـ<الأفكار> ان الوضع في عام 2016 داخل الرهبانية اختلف عما كان عليه في 2010 حين اضطر الفاتيكان الى تعيين <زائر بابوي> محل الرهبانية لـ<ضبط> العمل فيها من مختلف وجوهه ولمنع تمدد الخلافات بين الرهبان الذين أغرقوا الدوائر الفاتيكانية بتقارير متناقضة عن <أحوال> الرهبانية كانت كافية ليتحرك الأب الأقدس في حينه ويضع يده على الملف كاملاً. أما هذه السنة فلم تكن هناك حاجة لأي تدخل بابوي مباشر لأن الآباتي نعمة نجح مع مجلس المديرين في إعادة <ضبط> الرهبان وتمكن من تصحيح الكثير من الأخطاء التي ارتكبت قبله وكانت سبباً لتدخل الكرسي الرسولي، وعاد التوازن الى أداء الرهبانية التي تعتبر أكبر الرهبانيات الكاثوليكية في الشرق الأوسط عموماً، وفي لبنان خصوصاً وتتفرع عنها مؤسسات علمية وصحية وتربوية ونحو 70 ديراً في لبنان و13 في دول الانتشار اللبناني، وتوفر العمل لأكثر من 5 آلاف عائلة لبنانية، يستقطب دير مار مارون في عنايا (حيث ضريح القديس شربل) وحده أكثر من 450 موظفاً وعاملاً غالبيتهم العظمى من سكان منطقة أعالي جبيل حيث محبسة القديس شربل والبساتين والأحراج التي كبُر فيها الى حين وفاته.

ومن مظاهر <الديموقراطية> في الرهبانية اللبنانية المارونية كان وجود مرشح آخر طرح اسمه مع اسم الآباتي هاشم، هو الأب أيوب شهوان الذي تشير المعلومات انه آثر في اللحظة الأخيرة عدم الاستمرار في الترشيح توفيراً لتأمين شبه اجماع على الآباتي هاشم خصوصاً بعدما أبلغ السفير البابوي المونسنيور <غابريالي كاتشا> المرشح الأوفر حظاً ــ أي الآباتي هاشم ــ أن الكرسي الرسولي لن يتدخل في الانتخابات كما حصل في المرة السابقة ولا يضع <فيتو> على أي اسم، ويريد من الرهبان أن يمارسوا قناعاتهم وحريتهم في اختيار رئيسهم العام الذي يقدمون له واجب الطاعة وفقاً للتقاليد الرهبانية. وأدى عدم استمرار الأب شهوان الى لجوء عدد من الرهبان من مؤيديه الى وضع أوراق بيضاء بلغ عددها 77 ورقة، في وقت نال الآباتي هاشم 211 صوتاً من أصل 305 أصوات هي مجموع المقترعين، علماً ان العدد الاجمالي للرهبان الذين يمكنهم الاشتراك في العملية الانتخابية هو 320. وحملت أوراق 32 مقترعاً أسماء متفرقة.

 

انتخاب 4 مديرين

 

وبعد انتخاب الآباتي هاشم، انسحبت أجواء التوافق على انتخابات المديرين العامين الأربعة فلم تحصل مفاجآت تُذكر لأن الركن الأساس، أي الرئيس العام، أشاع انتخابه أجواء ارتياح وطمأنينة لدى الرهبان فاكتمل المجمع بانتخاب الأب كرم رزق نائباً عاماً ومديراً أول (يرعى شؤون الرهبنة في الجنوب والشوف) ورئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ مديراً عاماً ثانياً (يرعى شؤون الرهبنة في جبيل والبترون)، والأب جوزف القمر مديراً عاماً ثالثاً (كسروان) والأب طوني فخري مديراً رابعاً (الشمال) وهو كان سبق أن كان مع الآباتي هاشم، في عضوية المجمع السابق برئاسة الآباتي نعمة. وسُجل في هذا السياق ان عدداً من المديرين الأربعة احتاج لدورة ثانية، وتكرر بروز الأوراق البيضاء أكثر من مرة.

أول من علم بنتائج الانتخابات الرهبانية كان السفير البابوي المونسنيور <كاتشا> الذي أبرق الى الفاتيكان بالنتائج والأرقام، وكانت أول زيارة للمجلس الجديد له في السفارة في حريصا وتلتها في اليوم التالي زيارة للديمان لأخذ بركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي لا يملك أي سلطة ادارية أو تنظيمية مباشرة على الرهبانية، باستثناء الولاء الروحي. وتوقعت مصادر متابعة ان يتكرر المشهد <الديموقراطي> نفسه السنة المقبلة مع انتخابات الرهبانية المريمية (اللويزة) والرهبانية الأنطونية، وهما تتبعان مباشرة أيضاً الكرسي الرسولي، في حين تخضع جمعية المرسلين اللبنانيين (رهبان الكرَيْم) للسلطة البطريركية المارونية. وتشير المصادر الى ان <المناخ> الذي خيم على انتخابات الرهبانية المارونية سوف ينسحب على الرهبانيتين الاخريين، لاسيما وان الأجواء تتحضر لانتخابات تتم بالتوافق مع الكرسي الرسولي لتفادي أي تدخل مباشر من الفاتيكان.

يذكر ان الآباتي هاشم سوف يجري حركة مناقلات تتم تقليدياً بعد انتخاب رئيس عام جديد مع مجلس مديرين، تشمل مؤسسات الرهبانية وأديرتها في لبنان والخارج، وأول الغيث كان  تعيين الآباتي نعمة رئيساً لدير مار مارون عنايا مرة جديدة إذ سبق له أن شغل هذا الموقع قبل انتخابه رئيساً عاماً. أما جامعة الروح القدس وهي المؤسسة الأكبر في الرهبانية، فيرجح أن يتولى رئاستها الأب جورج حبيقة خلفاً للأب محفوظ الذي أصبح مديراً عاماً والقوانين الرهبانية تمنع تسلم المديرين أي مسؤولية في مؤسسات الرهبانية.

والآباتي الجديد من مواليد بلدة حاصبيا (المتن الأعلى) العام 1968 (الأصغر بين أسلافه) وسبق له أن تولى مناصب عدة في الرهبانية قبل أن ينتخب مديراً في ولاية الآباتي الياس خليفة، ثم نائباً عاماً في ولاية الآباتي نعمة ورئيساً للجنة الشؤون الاقتصادية في الرهبانية، وهو درّس مادة الاسلاميات في جامعة الروح القدس خلفاً للأب يوسف القزي الشهير في تدريس هذه المادة.