تفاصيل الخبر

العسكريون المخطوفون واللواء عباس ابراهيم!

04/08/2017
العسكريون المخطوفون واللواء عباس ابراهيم!

العسكريون المخطوفون واللواء عباس ابراهيم!

بقــلـم  بقلم وليد عوض

عباس 

كان الأمير جميل شهاب قطب وزارة المال زمان الخمسينات هو الدولة، لا لقبه كأمير فتح له طرق التواصل مع الناس ومع سوريا والعراق، ولا كونه من العائلة الشهابية المؤسسة للبنان، قد هيأ له بناء الجسور مع الأوساط اللبنانية، بل كانت كلمة الشرف هي ميزته، والوعد الحق هو أساس علاقته بالناس، فكان هناك قناعة بأن جميل شهاب هو الدولة، والدولة هي جميل شهاب.

وكانت قوة الأمير عبد العزيز شهاب مدير عام الداخلية زمان أوائل الخمسينات مجسدة في وعوده التي تمثل صدقية موظف الدولة، فكان المرشح بعد اللواء فؤاد شهاب للإمساك بمقادير الدولة، ولولا صلة القربى مع الرئيس فؤاد شهاب لكانت صورة الأمير عبد العزيز شهاب بين صور رئاسة الجمهورية في المجلس النيابي.

وقد تسلّم مقاليد مديرية الأمن العام، أكثر من صاحب كفاءة، وكان مرجعاً من المراجع في قرارات الدولة. ونذكر من الأسماء الأستاذ ريمون روفايل الذي عين بعد ذلك سفيراً في تونس، والعقيد موسى جلبوط، ولكن الظروف المحيطة بكل منهما عطلت سبيل الترقي والانتقال الى المناصب العليا. والموجة الآن هي موجة اللواء عباس ابراهيم ابن الثامنة والخمسين، ويشهد الذين يحيطون بالمدير العام للأمن العام أنهم ما شعروا يوماً بأن الرجل أسير مذهبه المسلم الشيعي، ولا مرتبطاً بكونه ابن كوثرية السياد في قضاء صيدا، ولا عومل كموظف شيعي كبير محسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب السلطة الاعلى كزعيم شيعي. عومل ولا يزال كواحد من الناس، ومن الجيران، ومن الوسط اللبناني.<

أهم ما في اللواء عباس ابراهيم أنه يكتم سره ويماشي المثل العربي القائل <الحكم رؤية gouverner c’est prevoir>، وكلما عرف المرء كيف يكتم السر ويحفظ العهد، كلما استطاع أن يشق لنفسه درباً في غمار الوطن. وقد جاء عباس ابراهيم من عائلة مكافحة، وقد اختار منذ نشأته أن ينتمي الى المؤسسة العسكرية، الى مدرسة الجيش، فتطوع في المدرسة الحربية عام 1980 بصفة تلميذ ضابط. ومن المؤسسة نفسها تخرّج برتبة ملازم يوم أول آب/ أغسطس 1984، وهو عيد الجيش الذي صادف يوم الثلاثاء، ثم تدرج في الترقية، وصولاً الى رتبة لواء ابتداء من أول كانون الثاني/ يناير 2010، وكانت له بعد ذلك عدة دورات في الولايات المتحدة وبريطانيا، وسلاحه بنية مثقفة يتقن صاحبها اللغتين الفرنسية والإنكليزية. ويشهد ممثلو البعثات الدبلوماسية أن الرجل الذي يحمل مجموعة أوسمة وأولها وسام الحرب، ووسام الجرحى، ووسام الأرز الوطني، ووسام الاستحقاق اللبناني يمسك الآن بأكبر ملف إنساني في تاريخ لبنان، هو ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين من قبل جماعة داعش الارهابية، وملف النازحين السوريين بوضعهم الانساني والقومي.

اللواء عباس ابراهيم يعرف الكثير من أسرار الملفين، ولكنه من فرط كتمانه للسر، لا يذاع له سر.

وغداً عندما يخرج المخطوفون اللبنانيين الى الضوء، سيذكر الناس اللواء عباس ابراهيم كمدير عام متميز للأمن العام وسلام الأمن الوطني ويرددون: كلنا للوطن.