تفاصيل الخبر

العملية الأمنية في وادي الأرانب استغرق تحضيرها 3 أشهر وترجمت عملياً خطاب القسم والاستراتيجية الاستباقية لمحاربة الارهاب

02/12/2016
العملية الأمنية في وادي الأرانب استغرق تحضيرها 3 أشهر  وترجمت عملياً خطاب القسم والاستراتيجية الاستباقية لمحاربة الارهاب

العملية الأمنية في وادي الأرانب استغرق تحضيرها 3 أشهر وترجمت عملياً خطاب القسم والاستراتيجية الاستباقية لمحاربة الارهاب

Jean-Kahwaji-aoun---a يقول قريبون من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سمع منذ انتخابه رئيساً للجمهورية الكثير من التهاني وعبارات الدعم والتأييد من داخل وخارج أسعدته... لكن السعادة الأكبر التي غمرته كانت يوم أبلغه قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد كميل ضاهر خبر نجاح العملية الأمنية الاستباقية التي أوقعت رأس <تنظيم الدولة الاسلامية ــ داعش> في عرسال أحمد يوسف أمون الملقب بـ<الشيخ> في يد وحدة عسكرية من وحدات النخبة في مديرية المخابرات والتي نفذت عملية نوعية أدت الى سحب امون من خيمته عند وادي الأرانب في منطقة عرسال قرب الحدود اللبنانية ــ السورية، من دون أن يصاب أحد من النازحين المدنيين أو من القوة العسكرية، فيما أصيب أمون نفسه في ساقه وتمكنت القوة العسكرية من اعتقال عدد من معاونيه نقلوا جميعاً الى بيروت وبوشرت التحقيقات معهم.

 

<عملية نظيفة>

 

وفيما أجمعت المصادر الأمنية على وصف عملية وادي الأرانب بأنها نفذت بدقة متناهية وكانت <نظيفة> مئة بالمئة، كان القريبون من الرئيس عون يعزون سبب سعادة الرئيس ليس نتيجة نجاح العملية بـ<صفر خطأ> فحسب، بل لأنها ترجمت عملياً وبعد 25 يوماً على ولادة العهد الجديد، التعهد الذي أطلقه رئيس الجمهورية في خطاب القسم بالتعامل مع الارهاب <استباقياً وردعاً وتصدياً حتى القضاء عليه>. وهذه الترجمة الميدانية لما أعلنه الرئيس عون أمام اللبنانيين في مجلس النواب رسمت إطاراً إضافياً للاستراتيجية التي قررت قيادة الجيش ومديرية المخابرات فيها انتهاجها في الآتي من الأيام تأكيداً على ان الحرب على الارهاب لا هوادة فيها ولا تراجع بصرف النظر عما ستسفر عنه من نتائج، وبالتالي فإن ما أعلنه رئيس الجمهورية في خطاب القسم سينفذ أمنياً وفي المجالات الأخرى، لأن الخطاب لم يكن ليكون حبراً على ورق أو انسجاماً مع مناسبة الانتخاب، <بل كُتب لينفذ... وسينفذ>، على حد ما قاله الرئيس عون أمام زواره ومعاونيه وهو يدخل مكتبه صباح الجمعة 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بعدما كان أمضى ساعات الليل يتابع تنفيذ العملية من خلال الخط المفتوح بين قصر بعبدا وغرفة العمليات المركزية في اليرزة. والقريبون يقولون بأن <الجنرال الرئيس> كان حريصاً على مواكبة تحرك العسكريين المشاركين في العملية النوعية لاسيما وان تنفيذها لم يكن سهلاً بل كان محفوفاً بالمخاطر نظراً لوجود أمون ورفاقه <بين الناس>، والتعليمات كانت بتفادي وقوع أبرياء أو أن يؤدي تطور العملية الى مقتل أمون، لأن اعتقاله وهو حي مع رفاقه سيساعد على كشف احمد-يوسف-امون---aالمزيد من المعطيات حول عمل <داعش> في المستقبل، إضافة الى الاضاءة على جرائم وقعت في الماضي وحملت توقيع <داعش>!

 

<كنز> معلومات

 

وفيما لم تعد خفية تفاصيل دخول العسكريين الى مكان وجود أمون واضطرارهم للزحف مسافة فاقت الـ1500 متر حيث كان الرأس المدبر لإرسال الانتحاريين الثمانية الى بلدة القاع، أكدت مصادر عسكرية لـ<الأفكار> ان أهمية العمليات الاستباقية تكمن في عنصر المباغتة كمحصلة لمراقبة دقيقة أخضع لها أمون ورفاقه لمدة ثلاثة أشهر، خصوصاً ان سجل <الشيخ> كان حافلاً بجرائم الاعتداء على وحدات الجيش وتصفية عسكريين ومدنيين بحجة التواصل مع الأجهزة الأمنية، إضافة الى إعداد وتجهيز سيارات مفخخة في الآونة الأخيرة تمهيداً لارسالها الى بيروت. ولم تشأ المصادر نفسها الافصاح عن مزيد حول نتائج التحقيق مع أمون ورفاقه على رغم الصعوبة التي واجهها المحققون في بداية استجوابهم، لكون أمون من <المحترفين> ويعرف كيف يواجه التحقيق في مختلف الظروف، إضافة الى أنه كان، قبيل اعتقاله وسوقه الى بيروت، يحمل حزاماً ناسفاً يلف فيه جسده ولا ينزعه عنه إلا عند النوم. إلا ان هؤلاء المعنيين بالتحقيق يؤكدون ان أمون سوف يعود الى رشده ويكشف <كنوزاً> من المعلومات سوف تقود حتماً الى خلايا نائمة منتشرة في المناطق اللبنانية على رغم تراجعها المحدود عن امكانية تنفيذ أعمال ارهابية مرة جديدة بفعل <العين والأذن> الساهرتين على أمن البلاد والعباد.

وتقول المصادر الأمنية نفسها ان عملية وادي الأرانب ترسّخ، إضافة الى النهج الاستباقي، معادلة الضرب <خلف خطوط العدو> التي تؤتي ثمارها على نحو شبه كامل، كما حصل أيضاً خلال اعتقال <أمير داعش> كميل-ضاهر----aفي عين الحلوة عماد ياسين الذي اعتقل هو الآخر من دون إراقة نقطة دم واحدة!

وفي رأي المصادر نفسها ان نجاح العملية الاحترافية أكد أيضاً على أهمية عنصر المفاجأة في حالات كهذه إذ لم يتسرب أي معلومة عن العملية قبل حصولها، ونجح القيمون على الاعداد والمراقبة والتخطيط والتنفيذ في المحافظة على سرية العملية لضمان نجاحها واستحقوا، وعن جدارة، تهنئة القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لم يتأخر في توفير الغطاء السياسي للجيش في قتاله ضد الارهاب وذلك للمرة الأولى منذ شهر أيار (مايو) 2014 يوم بدأ الشغور الرئاسي واستمر حتى 31 تشرين الأول (أكتوبر) تاريخ انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.

الضاحية وموسم الأعياد

وكشفت المصادر ان آخر <انجازات> امون العدائية كانت تجهيزه سيارتين مفخختين لارسالهما الى الضاحية في بيروت، ما يعني ان الخطوة الاستباقية حالت دون وقوع مجازر جديدة في صفوف الأبرياء والأمنيين، لاسيما وان عمليات المراقبة التي امتدت الى ثلاثة أشهر أفسحت في المجال أمام توافر معطيات دقيقة عن تحرك أمون ومجموعته، إضافة الى الاتصالات التي كانوا يجرونها مع خلايا خارج منطقة عرسال لإحداث بلبلة في البلاد بالتزامن مع حلول شهر الأعياد.

وإذا كانت عملية وادي الأرانب قد حظيت بمتابعة لبنانية واسعة، فإنها كانت محط تقدير المجتمع الدولي حيث توالت ردود الفعل من مرجعيات أمنية دولية أكدت في معظمها على شراكة الجيش اللبناني مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب مما سيفسح في المجال لاحقاً أمام الاسراع في تلبية حاجات الجيش للعتاد والذخائر اللازمة للاستمرار في مطاردة المسلحين وكشف أماكن وجودهم بواسطة أسلحة وتقنيات متطورة لاسيما وان عنصر المتابعة عبر الاتصالات الهاتفية وشبكات <الانترنت> لعب دوراً أساسياً في تحقيق هذا الانجاز الأمني الذي تعد المؤسسة العسكرية بتكراره حتى القضاء على الوجود الارهابي على الحدود وفي الداخل.