تفاصيل الخبر

العلاقات اللبنانية - السعودية نموذج فريد تجاوزت الأطر الدبلوماسية الى علاقات أخوية انسانية واجتماعية  

04/03/2016
العلاقات اللبنانية - السعودية نموذج فريد تجاوزت  الأطر الدبلوماسية الى علاقات أخوية انسانية واجتماعية   

العلاقات اللبنانية - السعودية نموذج فريد تجاوزت الأطر الدبلوماسية الى علاقات أخوية انسانية واجتماعية  

بقلم صبحي منذر ياغي

140424022956484-6  

لم يحدث أن مرت العلاقات السعودية - اللبنانية بأزمة أو تشنج في تاريخها الطويل او كانت هناك قطيعة بين لبنان والمملكة، وتعود العلاقات بين الدولتين إلى أيام الملك المؤسس عبد العزيز، الذي ساعد لبنان على نيل استقلاله، واستمر ابناؤه في توثيق العلاقات بين الدولتين والشعبين. ويشيد اللبنانيون بقيادة المملكة ومواقفها الدائمة مع الشعب اللبناني، والتي تُوّجت بموقفها المميز اثناء الحرب الاهلية.

وتقدم العلاقات اللبنانية - السعودية نموذجاً فريداً في العلاقات بين الدول كون هذه العلاقات تجاوزت الأطر الدبلوماسية والرسمية واصبحت علاقات انسانية واجتماعية بامتياز.

تمكن هذا الانسجام الانساني المتبادل بين الشعبين السعودي واللبناني من ان ينسحب على مجمل العلاقات بين البلدين، وأضفى عليها صفة الأخوة حيث بات المواطن السعودي يقول بكل راحة وصدق انه في لبنان في بلده الثاني، والمواطن اللبناني يقول بكل راحة وصدق انه في المملكة في بلده الثاني، لا كما يحصل في هذا الزمن اذ تمر العلاقات اللبنانية - السعودية بمنعطف حاد بسبب النفوذ الإيراني في لبنان وفرض سطوته على مؤسسات الدولة السياسية والامنية من خلال حزب الله. إلا أن التصريحات الرسمية الصادرة من لبنان تؤكد على أهمية تلك العلاقات وأنها ليست مجرد علاقات دبلوماسية عابرة، وتجلى ذلك في تصريح الرئيس تَمام سلام، الذي أكد <بأن لبنان لا يستطيع تحمل <زعل> الرياض. ولم يكن لبنان تاريخياً خارج الإجماع العربي والخليجي والسعودي خصوصاً، والأخوة العرب لم يقصّروا مع لبنان في يوم من الأيام، ولهذا لا يجب أن نرد على هذا إلا بالتعبير عن أخوتنا وتلاحمنا مع العالم العربي، حيث ننتمي، كما ينص دستورنا>.

الملك-عبدالله-بن-عبدالعزيز-1<إن دعم لبنان واجب علينا جميعاً، ومن يقصر في دعم لبنان فهو مقصر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته>.

بضع كلمات لخادم الحرمين الشريفين الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قالها إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، تؤكد مدى ترابط هذه العلاقة التاريخية بين لبنان والسعودية، وتؤكد مدى مكانة لبنان في قلب المملكة حكومة وشعباً.

الرئيس شمعون: التعاون والتعاضد

وفي رأي العديد من الباحثين ان الرئيس الراحل كميل شمعون يعتبر من أول الرؤساء اللبنانيين الذين زاروا المملكة العربية السعودية، بعد تسلمه سدة الحكم عام 1952 على رأس وفد رسمي رفيع، وكان موضع حفاوة من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، واتفقا على أهمية الحوار والتفاهم بين الدولتين وضرورة التعاون والتعاضد بينهما. وكان الملك عبد العزيز أول المبادرين في الاستعانة بالخبرات اللبنانية قبل استقلال لبنان، واستعان بالخبراء والمستشارين أصحاب الفكر والرأي وحسن الإدارة من الدول العربية المختلفة، كمصر ولبنان وسوريا والعراق وليبيا وغيرها. عملوا جميعاً في خدمته، ووصلوا إلى مراكز متقدمة في الديوان الملكي، وعملوا سفراء في الدول المهمة، وكان اللبناني فؤاد حمزة بين هؤلاء المستشارين الذين امضوا عقوداً من العمل السياسي السعودي. كما استعان الملك في ذلك الحين أيضاً بالمهندس اللبناني السياسي موريس الجميل، سعياً للحصول على خبرته في مجال المياه، حيث تشكو شبه الجزيرة العربية من ندرة الأمطار وفقدانها للانهار والينابيع، وهو الذي أشار بانشاء السدود والبحيرات الاصطناعية لتوفير مياه الأمطار في موسم الشتاء. وكان للمفكر والأديب اللبناني أمين الريحاني زيارات كثيرة وعديدة إلى السعودية، فروى وكتب الكثير عن الملك عبد العزيز وعهده.

 

لبنان وطنكم الثاني

يقول نقيب الصحافة اللبنانية السابق محمد البعلبكي: إن العلاقات اللبنانية السعودية ارتكزت على قول الملك المؤسس بشكل صريح وعلني لأبنائه «لبنان وطنكم الثاني». بنيت العلاقات السعودية - اللبنانية على أساس روحية هذه الكلمة، وما تزال مستمرة حتى اليوم. لهذا رأينا أنجال الملك عبد العزيز الذين تعاقبوا على تولي المسؤوليات من بعده، التزموا، كلهم دون استثناء، بهذا التوجه الصادر عن والدهم. ومن يتابع مسار العلاقات اللبنانية-السعودية منذ تأسيس المملكة حتى اليوم يلحظ أن هذه العلاقات لم تعرف طوال تاريخها أية شائبة أو فتور أو حتى أية مشكلة عارضة إطلاقاً، وهذا الأمر في العلاقات العربية متميز. والمملكة تبدي دائماً اهتماماً مباشراً بكل شأن لبناني، وكأن هذا الشأن شأنها الخاص. فما من أزمة مر فيها لبنان، إلا وكانت المملكة العربية السعودية بجانبه، تضع كل إمكانياتها لمساعدة جميع اللبنانيين دون تمييز، لإيجاد مخارج لأزماتهم واطمئنان لمستقبلهم.

 

صبحي-ياغي-مع-الزميل-منير-حافي-2مملكة العرب

كانت المملكة ومازالت مقصد اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية، قصدوها للعمل وأقاموا فيها لسنوات، ولعبوا دوراً مهماً في كافة المجالات الانمائية والصناعية والاعلامية والتجارية والصحية، وصار لكل عائلة لبنانية منزلها الآخر في دول الخليج وخاصة في السعودية والكويت.

ويحدّد الزميل منير حافي الدور السعودي تاريخياً في دعم لبنان والذي يتجلى باستقبال اللبنانيين وتأمين فرص العمل لهم، بمن فيهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري نفسه. ومحاولة إنهاء الحرب الأهلية عبر الموفدين والقمم العادية والاستثنائية، خصوصاً قمة الرياض في العالم 1976، ودعم لبنان سياسياً في المحافل الدولية، واستضافة النواب اللبنانيين لإنجاز اتفاق الطائف، ودعم عملية الإنماء والاعمار.

قمة الرياض العربية 1976

 

الاهتمام السعودي بلبنان تجلى بشكل خاص خلال الحرب الاهلية التي عصفت بهذا الوطن فكان مؤتمر قمة الرياض السداسي في الفترة من 16 إلى 18 تشرين الاول/ أكتوبر 1976 وبمبادرة سعودية كويتية، شاركت فيه السعودية ومصر وسوريا والكويت ولبنان، بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وكان الهدف المباشر للمؤتمر معالجة أحداث الحرب الاهلية في لبنان. وقررت قمة الرياض، وقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال في كل الأراضي اللبنانية اعتباراً من 21 تشرين الأول/ أكتوبر، وتشكيل قوات ردع عربية، تعمل داخل لبنان وتحت امرة رئيس الجمهورية اللبنانية لفرض الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الاقتتال والفصل بين القوات المتحاربة والإشراف على انسحاب وعودة المسلحين إلى المواقع التي كانوا فيها قبل 13 نيسان/ أبريل 1975، ومتابعة جمع الأسلحة الثقيلة، ومساعدة السلطة اللبنانية على تسلم وحماية المرافق والمؤسسات العامة. كما قررت القمة تنفيذ اتفاق القاهرة وملاحقه، والذي ينظم علاقة المقاومة الفلسطينية بالدولة اللبنانية، وتشكيل لجنة تضم ممثلين من السعودية والكويت ومصر وسورية تقوم بالتنسيق مع رئيسالجمهورية اللبناني بهدف تطبيق بنود اتفاق القاهرة.

 

... واتفاق الطائف

 

ولكن الحرب اللبنانية التي تشعبت وتنوعت وتوسعت لسنوات طوال وصلت الى حوالى الـ 15 عاماً، استدعت اجراء مصالحة بين اللبنانيين، وتعديلات دستورية، وكان للمملكة العربية السعودية اياديها البيضاء في هذا المجال، وتجلت مساعيها في عقد مؤتمر لإعداد ومناقشة وثيقة الوفاق الوطني، في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية. ففي الفترة من 30 ايلول/ سبتمبر إلى 22 تشرين الاول/ اكتوبر 1989، عقد اجتماع استثنائي لمجلس النواب اللبناني في مدينة الطائف وتم إقرار وثيقة الوفاق الوطني اللبناني المعروفة باسم اتفاق الطائف، والتي أكدت هوية لبنان العربية، وتضمنت مجموعة من الإصلاحات الدستورية في النظام السياسي اللبناني. وجرى بعدها تصديق هذا الاتفاق في جلسة مجلس النواب اللبناني بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989.

الرئيس-شمعون-اول-رئيس-لبناني-يزور-السعودية-4 

العلاقات الاقتصادية

 

 يحدد أحد خبراء الاقتصاد حجم التفاعل والعلاقات الاقتصادية القائمة ما بين المملكة العربية السعودية ولبنان ويرى ان حجم الاستثمارات السعودية في لبنان بلغ   4,5 مــــــليــار دولار اميركي امـا اجمالي المنـــح والقـــروض مــــــن (1980 حتى 2010)  فقد بلغ 2,53 مليار دولار اميركي، أما اجمالي المساعدات العسكرية في لبنان فبلغ 4,2 مليار دولار اميركي وقيمة المساعدات الانسانية العاجلة في لبنان منذ عام 2006، وصلت الى 746 مليون دولار اميركي. ويأتي لبنان في المرتبة 40 من الدول التي تُصدر له المملكة السلع، فيما يحل لبنان في المرتبة 46 في الدول التي تستورد منه المملكة. اما العمالة اللبنانية المقيمة في المملكة فهي تعد أكبر جالية عربية مستثمرة  داخل المملكة، كما أن استثمارات غالبية اللبنانيين تتركز في أعمال المقاولات، والإنشاءات، والديكورات، وبعض الصناعات.

ولتعزيز هذه العلاقة وهذا التفاعل قام رجال الاعمال بين البلدين بانشاء مجلس الأعمال السعودي اللبناني، الذي يُعنى بالتنسيق الاقتصادي والتجاري بين البلدين على المستوى الحكومي من جهة، وعلى مستوى التجار والمستثمرين من جهة أخرى، وكان من أبرز نتائج هذا المجلس هو تدشين الملتقى الاقتصادي السعودي اللبناني، الذي يقام بشكل سنوي، بالإضافة لوجود هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية، ومجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية.

 

علاقة محكومة بالمحبة والثقة

ويؤكد الزميل منير حافي في هذا المجال ان المملكة العربية السعودية تستضيف حوالى 160 ألف لبناني، وجميع هؤلاء في حالة اجتماعية 2201620204422535-8 واقتصادية جيدة، وهذه الجالية أكثر جالية لبنانية في العالم استثمرت في لبنان وساهمت في دعم بلدها. فالسعوديون ينفتحون على اليد العاملة اللبنانية بشكل متعاظم، وكذلك انفتح الباب واسعاً أمام عودة السعوديين إلى لبنان، وفي كثير من أنواع الأعمال في المملكة لم يعد اللبناني بحاجة إلى كفيل سعودي ومن خلال رأسمال صغير نسبياً لا يتجاوز 300 ألف ريال يستطيع اللبناني أن يفتح عملاً باسمه، أو أن يباشر بالعمل في العديد من القطاعات. فالعلاقة محكومة بالمحبة والثقة ويؤكدها القول المأثور عن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبنانيين: «إننا نعتبر السعودي في لبنان لبنانياً، ونعتبر اللبناني في السعودية سعودياً>..

فإذا استثنينا تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ما إن اكتسب مصداقية بسيطة في البداية حتى دخل عالم العمل والمال والشهرة، وحصل على الجنسية السعودية العام 1987، فإن تجربة الوزير نعمة طعمة رئيس مجلس إدارة شركة «المباني» التي تُعنى بالإنشاءات في المملكة العربية السعودية، نختصرها بكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الذي قال حرفياً: «بيروت الرياض، والرياض بيروت>.

مساعدات مملكة الخير ...

أما عن المساعدات المالية والاقتصادية للبنان فإنها قديمة وكبيرة برأي منير حافي، ويسرد بعض الوقائع في هذا المجال فيرى انه بعد حرب تموز/يوليو 2006، تسلمت الهيئة العليا للإغاثة فعلياً من الهبات الموعودة حتى 31/12/2007 من المملكة 570 مليون دولار، في حين أن مجموع الهبات الأخرى من مجموع الدول الأخرى لم تتجاوز 145 مليون دولار. كما تسلمت من المملكة 4984 طناً من المواد الغذائية والأدوية، ومن الأمير تركي بن عبد العزيز 74 طناً، ومن الجالية اللبنانية في المملكة 93,75 طناً. ومن أصل 819 مليار ليرة دفعت للمتضررين حتى 31/12/2007، كان منها 278 مليار ليرة من المساعدات السعودية. وفي 6/9/2006 صدر توجيه من خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على دفع الرسوم الدراسية عن جميع التلاميذ بالمدارس اللبنانية الرسمية والبالغة 20 مليون دولار. وفي 15/1/2008 تم تحويل 7,259,134,000 ليرة لبنانية من الهبة السعودية المدرسية.

 

سبقت المملكة مؤتمر<ستوكهولم>

king_salman-5

وتابع: <كما سبقت المملكة مؤتمر «ستوكهولم> الذي عقد في 31/8/2006 بناء لطلب مجلس الأمن لاتخاذ خطوات فورية لتأمين المساعدة المالية والإنسانية للشعب اللبناني بتقديم منحة بقيمة نصف مليار دولار، وتم التعهد خلال المؤتمر بدفع مبلغ يفوق 940 مليون دولار. وشجعت المملكة الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني تحت عنوان «معك يا لبنان»، فبدأت الحملة في 26/7/2006، وقد جمعت الحملة في اليوم الأول مبلغ 113 مليون ريال، كما قامت الحملة بشراء محصول زيت الزيتون من لبنان ووزعتها على دور الأيتام والمعاقين والأسر المتضررة. وأمر خادم الحرمين الشريفين بصرف هبة للنازحين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد بقيمة 12 مليون دولار، كما قام الهلال الأحمر السعودي بتوزيع 200 حمام جاهز، وببناء تسع مدارس عبارة عن بيوت جاهزة لجمعية المبرات الخيرية التي يشرف عليها العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله. وفي مؤتمر <باريس3> منحت المملكة 500 مليون دولار للحكومة اللبنانية، وقرضاً بقيمة مليار دولار لصرفه على مشاريع لمواجهة ما حصل من أضرار نتيجة الحرب الإسرائيلية على لبنان.

مواقف كثيرة للمملكة العربية السعودية تاريخياً وحاضراً يحفظها اللبنانيون، وهي تحتاج لمطولات ودراسات، ولا ينسى اللبنانيون مواقف المملكة ومساهمتها في الاعمار للبنان ما بعد حرب تموز 2006، يومئذٍ دانت المملكة بشدة تلك العمليات العسكرية وحذرت المجتمع الدولي من خطورة الوضع في المنطقة، وبادرت المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى الاتصال بالمجتمع الدولي وسعت من خلال علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى ومن خلال الأمم المتحدة إلى رفع ما وقع على لبنان وتم التوصل إلى وقف الغارات الإسرائيلية البشعة على العاصمة اللبنانية والهجوم البري على الجنوب اللبناني.

ولقد مرّت منطقة الشرق الأوسط بمراحل ومتغيّرات كثيرة طوال السنوات الماضية لكن العلاقات اللبنانية - السعودية لم تتأثر بتلك المتغيرات لا بل ازدادت رسوخاً وعمقاً.

ويؤكد دبلوماسي سعودي في بيروت ان للشعب اللبناني بكافة طوائفه وأطيافه مكانة خاصة لدى القيادة السعودية والشعب السعودي، وقد عبر قادة المملكة وابناؤها مرات عدة عن هذه المشاعر الأخوية تجاه لبنان وشعبه الشقيق في الوقوف الى جانبهم في جميع الاوقات والظروف، وهذا لا منَة فيه لأنه دأب المملكة ونهجها ان تقف الى جانب الاشقاء وخاصة في الاوقات الصعبة، واللبنانيون يبادلون المملكة وقيادتها وشعبها المحبة والوفاء، وهذا امر نلمسه كل يوم في تعاطينا مع الاشقاء اللبنانيين.

وعليه فإن قدر العلاقات اللبنانية - السعودية هو التواصل الدائم واستمرار تعزيز أواصر الأخوة لأنها علاقات قائمة على الصدق والمحبة المتبادلة وهي متجذرة في التاريخ ولو كره الآخرون.